الجزء 19

التاسع عشر:
نظر لها ورفع حاجباه وابتسم بتهكم على خدعتها الحمقاء التى لم تنطلى عليه،شعرت هى بالاحباط لكن اتت فى رأسها فكرة شيطانيه فهتفت ببراءه:
-والله انت بتعمل زى ما سيف كان بيعمل معايا بظبط
صعق يحيى من عبارتها ودفعها لتقع على على الارض فهتفت ببعض الالم:
-اه يا حيوان ضهرى طقطق
اعتدلت و وقفت على قدميها فوجدته يشير فى وجهها بتحذير:
-مين سيف ده؟!
كتفت داليدا ذراعيها وهتفت بابتسامه سخيفه:
-ده كل حاجه بنسبالى والكراش الاول على فكره
نظر لها يحيى بنظرات ناريه لا تبشر بخير فبتلعت هى لعابها بتوتر وهتفت بينها وبين نفسها:
-هو فى ايه ده انا كنت بهزر!
....................................
"فى غرفة داليا"
كانت ممده على فراشها وهاتفها فى يدها وتراسل خطيبها المستقبلى على الواتساب لتقص عليه ما حدث بتفصيل، ابعدت الهاتف عن وجهها قليلا والتفتت ناحية والدتها لتطمئن انها قد غفت فى النوم اخيرا بعد ان كان شبه مستحيلا فبتسمت براحه لكنها وجهة بصرها سريعا للهاتف عندما اهتز فى يدها معلننا عن وصول رساله ففتحتها وبدأت تقرء بعينيها(طب خلاص بقا متزعليش مش هى الحمد لله شالت فكرة الطلاق دى من دماغها، بس والله ربنا يكون فى عون ابوكى هو فى موقف لا يحسد عليه بصراحه وعمر ما امك ومرات ابوكى هيعرفو يعيشو بسلام سوا) ردت عليه بقلق(ربنا يستر مامت داليدا باين عليها انها تعبانه جدا اصلا انا خايفه ليحصلها حاجه مش عارفه ايه ممكن يحصل لبابا وداليدا ساعتها!) طمئنها رغم القلق المسيطر عليه وهتف(ان شاء الله خير متخفيش اللى ليه نصيب فى حاجه هيشوفها) هدأت نوعا ما و وضعت الهاتف على الكومود وسحبت الغطاء عليها وحاولت النوم.
................................
فى فيلا الجمال "فى غرفه عبدالله"
وضع هاتفه بجواره على الوساده ونظر لشقيقته التى تجلس بجواره وهتف بنفاذ صبر:
-خلاص البت دخلت تنام روحى اوضتك بقا
تمددت منه بجواره وهتف بلا مبالاه:
-بمزاجى هو انا قاعده على قلبك وبعدين ايه الفيلم الهندى ده، يعنى تيجى تقعد معاه عشان شغل وفجأه تطلع بنت عمه ايه الهبل ده
دفعها عبدالله وهو يهتف بتذمر:
-يستى فيلم مش فيلم سبينى انام واتهدى بقا انتى عاوزه من الولا ايه ريحى نفسك
=متزقنيش يا عبدالله واتلم مش قايمه يعنى لو متكلمتش معاك اتكلم مع مين اروح ارمى نفسى من البلكونه يعنى هو انا محدش طيقلى كلمه ولا حد بيحبنى ليه!
هتفت بها بنبرة منكسره فشعر عبدالله بتأنيب الضمير فحوط كتفها بذراعه وهتف بنبره حنونه:
-خلاص ياستى اتكلمى لصبح انا عاوز اسمعك اهو
نظرت له منه بسخريه وقامت بضربه بالوساده التى بجوارها وهى تهتف:
-بس متتحنحش كده عشان مرارتى بتتفقع
وتركته وخرجت من الغرفه فنظر عبدالله لفراغها وهتف بدهشه:
-اه يا بنت العبيطه!
....................................
فى إحدى البيوت الفاخرة
كان يقف امام مرآة غرفته يضبط ربطة عنقه عندما اتت زوجته وعلى وجهها ابتسامه مشرقه وهتفت:
-تعالى يا حبيبى يلا الفطار على التربيزة
التفت لها"معتز"و اومأ برأسه وخرج معها وجلس على احدى المقاعد وبدأ يتناول فطوره، وضعت زوجته ابنهما على قدميها وبدأت فى اطعامه فهتف معتز بمرح:
-ما تسيبى "معاذ" ياكل لوحده يا "شيماء" ده احنا هنشوف مواهب، وبعدين ده عنده٣سنين مش صغير يعنى
ضحكت شيماء وعلقت على حديثه مبتسمه:
-يلهوى اسكت يا معتز بيبهدل نفسه وبيبهدل الدنيا
ثم نظرت إلى ولدها ومسدت على شعره وهتفت:
-شوف ابوك الاهبل عاوز يخليك تاكل لوحدك عشان لما تكبر تحبنى انا اكتر انا اللى مدلعاك وباكلك اهو
ابتسم معتز بهدوء لكن فجأة هتفت شيماء بتذكر:
-اه صحيح انت رايح الاسم!
احتلت معالم الضيق وجه معتز ورد:
-ايوا لازم اروح انا مطلوب للتحقيق انا و"مازن" اخويا
علقت شيماء بقلق وهى تضع قطعه خبز فى فم معاذ:
-يلا ربنا يستر والموضوع ميبقاش كبير
قطعهم رنين جرس المنزل فكاد معتز ينهض لكن منعته شيماء وهى تضع معاذ على الكرسى:
-انا هقوم افتح كمل انت اكلك عشان متتأخرش
ثم التقطت خمارها من على الاريكة وارتدته على عبائتها المنزليه وفتحت الباب وما ان فتحت حتى تفجأة بشقيق زوجها "مازن" وهو يحمل فى يده ابنته ذات العامين"أيلا"، هتفت شيماء مهلله وهى تبتعد عن الباب ليدلف هو لداخل:
-خش يا مازن اتفضل معتز جوه بيفطر، هات الحلوه دى لما اشلها
اعطها مازن أيلا وهو يبتسم فحملتها وانهالت على خديها بالقبلات الفرحه ودلفت لداخل فاغلق مازن الباب وذهب ورائها، رأى معتز زوجته وهى تحمل أيلا فوقف من على كرسيه بدهشه فوجد شقيقه يدلف وراء زوجته فهتف ببعض الضيق:
-انت بتعمل ايه هنا
هتفت شيماء معارضه فظاظه زوجها:
-فى ايه يا معتز
هتف مازن وبسمة مستفزه تعلو وجهه:
-سبيه يا شيماء انا عارف ان معتز بيحبنى اوى
جلست شيماء على مقعدها وهى تهتف:
-طب اقعد افطر وانا هفطر أيلا ومعاذ
وضع مازن يديه فى جيب بنطاله وهتف:
-لا معلش يا شيماء انا جاى لمعتز فى كلمتين وماشى
نظرت له شيماء بتعجب فتقدم معتز ودفع شقيقه ناحية غرفه المكتب بغضب وادخله الغرفه واغلق الباب ورائه، جلس مازن على الاريكة التى فى المكتب براحه بينما معتز ثارت ثورته وهتف بهتياج:
-انت عاوز منى ايه مش كفايه اللى بيحصلى من وراك
ضحك مازن وهتف بسخرية:
-ايه يا معتز المعامله دى ده انا اخوك التوأم.....التوأم يا معتز
=قصر انت عاوز ايه
هتف بها وهو يجلس بجواره على الاريكة فهتف مازن وهو ينظر له:
-الحق عليا جاى اقولك انت جايلك استدعه ليه
=هيكون ليه يعنى ما كل مره بيجيلى استدعه بسببك بيفكرونى انت وبيخدونى، كل مره بتبقا مصيبه من مصيبك وبتطلع منها زى الشعره من العجينه
هتف بها ساخرا فضحك مازن وهتف بابتسامه سخيفه:
-عندك حق هى مصيبه فعلا، ابوك اتمسك والنيابه معها ادله كفايه انها تجبله اعدام
نظر له معتز بصدمه وهتف:
-انت اللى عملت كده صح؟ انت السبب!
ابتسم مازن بتشفى وهتف مؤكدا:
-ايوا انا السبب انا اللى روحت قولت للعميد ان اللابتوب بتاع ابوك عليه كل جرايمه واللابتوب وقع فى اديهم و الاعدام بقا خلاص بقا بينه وبين ابوك حكم المحكمه
هاج معتز بوجهه وهتف:
-بس متقولش ابوك انت وهو انا اتبريت منكم من زمان، ممكن بقا افهم انت هببت ايه خلاهم يستدعونى!
هتف مازن ببرود وهو يضع قدمه فوق قدمه الاخرى:
-الحكايه وما فيها ان كل اللى اتمسك مع ابوك عارف ان ليه ابن من ولاده الاتنين شغال مع ابوك فى المخدرات فعترفو عليا بس الميزه انهم ميعرفوش اسمى فمحدش عارف مين بظبط اللى كان بيشتغل مع ابوك لان كان على طول بيقولولى يا "معلم" فالنيابه استدعتنا عشان تعرف مين فينا بظبط اللى كان شغال مع ابوك والموضوع فى السليم انا هنكر معرفتى بالكلام ده وانت كمان والموضوع هيبقا بلح!
هتف معتز غاضبا:
-يابنى حرام عليك اللى بتعمله فيا ده انا معتز حسن صاحب قناة تلفزيونيه معروفه زى"MH"بقت مشبوه بسببك، وبعدين خد هنا ما لما ابوك يسألوه عليك هيعترف عليك بعد ما اكيد عرف انك سجنته
صاح مازن بحده وقد انفلتت اعصابه:
-هو انت ليه محسسنى انى ظلمته لما سجنته ده الراجل اللى كان السبب فى موت مراتى يا معتز ميجراش حاجه لما ابقا السبب فى اعدامه!، وبعدين ياسيدى لو اعترف عليا واسجنت ابقى ربى أيلا مع معاذ
استغفر معتز ربه وهتف بعتاب:
-ان شاء الله محدش هيربى بنتك غيرك وبعدين كل اللى حصل ده بسببك انت اللى اخترت تمشى فى السكه دى فكان لازم تخسر عشان تفوق
هتف مازن وهو ينظر امامه بنكسار:
-وخسرتها.....خسرت اهم شخص فى حياتى، انا عمرى ما هنسى شكلها وهى بتموت قدامى
نظر له معتز بشفقه وترحم على زوجة شقيقه فى داخله
....................................
فى المساء
دلفت روسلين إلى غرفة مكتب نبيل وهى تحمل فى يدها فنجان قهوه فوجدته منشغل فى اللابتوب الخاص به فوضعت القهوه امامه على المكتب وهى تهتف بحرج:
-شكلى شغلتك اوى عن شغلك فى الفتره اللى انت قعدتها معايا
ابتسم لها نبيل وهتف:
-ياستى ولا شغلتينى ولا حاجه ما بابا وحمزه شايلين الشغل وهيفضلو شيلينه لحد ما ارجع
=لحد ما ترجع؟!
هتفت بها بدهشه فعلق هو وهو ينظر لجهازه مجددا:
-ايوا ما انتى لازم ترجعى تركيا عشان تكملى علاجك، انتى كنتى جايه عشان تطمنى على داليدا وخلاص اطمنتى، انا هحجزلنا ٣ تذاكر ونسافر
اومأت روسلين برأسها مؤيده لكنها فركت يديها بتوتر فشعر نبيل انها تريد ان تقول شيئا فهتف وهو يشاور بيده على الكرسى الذى امامه:
-لو عاوزه تقولى حاجه اقعدى وقولى انا مش مشغول لدرجه دى!
جلست روسلين بتوتر وهتفت:
-انا مش عاوزه اخبى عليك حاجه يا نبيل حتى لو مش مهمه
=فى ايه قلقتينى
هتف هو بها ببعض القلق فتنهدت هى بحزن وهتفت:
-انا كنت حامل فى توأم، داليدا كانت عندها اخت توأم
صدم نبيل من عبارتها لكنه علق عليها بدهشه:
-كانت! يعنى ايه، اختها راحت فين؟!
تجمعت الدموع فى عينى روسلين وهتفت بنبره منكسرة:
-ماتت،"هازال"بنتى ماتت من سنه
شعر نبيل بالالم من حديثها وفرت دمعه من عينيه من شدة حزنه على ابنته التى لم يراها لكنه مسحها ونظر لزوجته وادعى القوه وهو يقول:
-ماتت ازى؟
...............................
"فى غرفة داليدا"
كانت تجلس فى غرفتها شاردة حتى سمعت هاتفها يرن فذفرت بضيق عندما رأت اسم المتصل فاجابت المكالمه على مضض وردت:
-عاوز ايه
=تعالى انا مستنيكى بره الفيلا
ردت عليه بانفعال:
-اجى فين انت عبيط انت عارف الساعه كام؟!
=عارف زمان الكل نايم عندك، انا مستنيكى بدل ما اقفل معاكى واتصل بيحيى واحكيله كل حاجه بطريقه مش ظريفه
هاجت داليدا وهتفت:
-انت بتهددنى!
=اه
هتف بها بلامبالاه واغلق الخط بوجهها فذفرت داليدا بغضب ونهضت وارتدت ملابس ملائمه للخروج واخذت هاتفها وتسحبت خارج الفيلا ونظرت ناحية حارس الفيلا فوجدته غافيا فاقتربت بهدوء من البوابه وفتحتها فوجدته بالفعل يقف بسيارته بجوار الفيلا فاقتربت من السياره و ركبت بجواره ثم نظرت له بغضب وهتفت بحده:
-انت عاوز ايه يا "مازن"..


إعدادات القراءة


لون الخلفية