الجزء 18

الفصل الثامن عشر:
نظر الجميع ناحية روسلين ونور الدين بصدمه بستثناء نبيل الذى حلت السخريه على وجهه، تقدمت مريم ببطء من روسلين و وقفت بجوارها وهتفت بصدمه:
-انتى بتقولى ايه، عمى نور عمل كده؟!
لم ترد عليها روسلين وتابعت حديثها وهى تنظر له وقد ادمعت عينيها:
- عملت ليه كده ها، ده انت حتى مقولتليش ان خطيبها مجاش الفرح عشان كده نبيل اتجوزها سبتنى كده افكر انه خانى ليه ها، انا عملتلك ايه شوفت منى ايه يخليك تعمل كده، ده انا مقولتش لحد غيرك انى حامل قولتلك انى هفرحه فى عيد ميلاده ليه عملت كده، انت دمرتلى حياتى
اقتربت مريم اكثر من عمها وامسكت ذراعه وهتفت برجاء:
-لا مش حقيقى قولى انه مش حقيقى، انت ملكش علاقه بانه مجاش الفرح صح؟
هتف نور الدين بحده وهو ينظر لها:
-الحق عليا كنت شايف ان انتى اللى بتحبيه وهتصونيه عشان كده جبت الرجل ده يمثل انه عاوز يخطبك واجوزك نبيل فى الاخر، غلط فى ايه يعنى؟! انا كنت عاوز لابنى الاحسن!
هنا نفذت طاقه الصبر عند نبيل وهتف باهتياج:
-وانت مين طلب منك تخترلى الاحسن انت ذات نفسك بتغلط كل واحد فينا بيغلط وبيعرف غلطه انا كمان من حقى اغلط واصحح غلطى انت مش ملاك عشان تخترلى، هتفضل لحد امته تفرض اختيارتك علينا، من ساعة ما ماما ماتت وانت بقيت شخص متحكم بتتحكم فى الكبير قبل الصغير، هى وصتك بكده قبل ما تموت!
هنا شعرت مريم بالمهانه ونظرت إلى نبيل وعينيها مليئه بالدموع وهتفت بانكسار:
-طلقنى يا نبيل!
نظر الجميع بصدمه لمريم فنسحبت هى بسرعه إلى غرفتها وهى منهاره من البكاء فبسرعه ذهبت ورائها نورهان وداليا وتبعهم ساهر، رفع نبيل ذراعه من على كتف داليدا ومسح به على وجهه بتعب ونظر لوالده وهتف:
-عجبك كده استريحت!
نظر له نور الدين بغضب وذهب لغرفته فلحقت به نجاة وقد تملك منها الغضب هى الاخرى على افعال شقيقها الطائشه، حاوط نبيل كتف داليدا مجددا ورفع يده الاخرى ومسح تلك الدمعه الهاربه من عينيها وهتف بحنان:
-متعيطيش الموضوع مش مستاهل، انتى تعيطى لو كلامه صح بس انتى انسانه طيبه ومحترمه وزيك زى داليا وهو طبعه كده ومش هيتغير بلاش تعيطى
بكت داليدا بقوه رغما عنها فعانقها نبيل بقوه فلفت هى ذراعيها حول خصره ودفست وجهها فى صدره وبكت بقوه فقتربت روسلين منهما ومسدت على شعر ابنتها بحنان، فراقبهم حمزه بسخريه وذهب لغرفته، فمال مروان على شقيقه وهو يهتف بدهشه وبعض المرح:
-هو فى ايه كل ده عشان روحت سألت على تالا اومال لو كنت اتجوزتها كان هيحصل ايه؟!
نظر له يحيى بتحذير على طرفته السخيفه وذهب لغرفته هو الاخر وهو يستند على عكاذه
......................................
فى غرفة نور الدين
دخل إلى الغرفه بغضب وجلس على فراشه وهو يصرخ فى وجه شقيقته التى دلفت ورائه للغرفه:
-كلهم اغبيه كل واحد ماشى بمزاجه محدش بيفكر فى مستقبله كلهم اغبيه، بعمل كده علشانهم ودى جزاتى
صرخت نجاة فى وجهه بغضب:
-نور انت بتهزر عيالك و ولادهم مش صغيرين انت دمرت حياة نبيل و وقعته فى مشاكل، كان فيها ايه لو كنت سبته عاش مع البنت اللى هو اختارها كان زمانه مبسوط وعايش جمب مراته وبنته مرتاح وكان زمان مريم اتجوزت واحد بيحبها ويراعيها ليه تعمل كده ليه انت بعدته عن بنته ومراته٢٥سنه ولما لقه مراته لقها بتموت وحالتها زى ما انت شايف، ناهد لما ماتت و وصتك على ولادك مقلتلكش اتحكم فيهم واختارهم حياتهم وبوظها، انت غلط يا نور بس بسبب غرورك وانانيتك مش عاوز تعترف بغلطك، انت فشلت يا نور فشلت تبقا سند لولادك بعد ما هى ما ماتت فشلت تبقا اب كويس،فشلت!
ثم خرجت من الغرفة وهى تغلق الباب ورائها بقوه، نظر نور إلي اثرها وفتح درج مكتبه واخرج منها صورة زوجته الراحلة وهتف وقد سقطت دمعة من عينيه رغما عنه:
-اعمل ايه يا ناهد، مكنش نفسى كل ده يحصل،يمكن لو كنتى هنا كان الوضع هيبقا احسن بكتير،انا كنت عاوز مصلحتهم بس خلاص معتش ليا دعوه بولا واحد فيهم اللى عاوز حاجه يعملها
..................................
فى غرفه مريم
ظلت تبكى و داليا ونورهان وساهر يحاولون مواستها حتى دلف نبيل للغرفه و ورائه روسلين وداليدا وهتف وهو ينظر لنورهان:
-نورهان بعد اذنك روحى شوفى مروان عاوزك
اومأت نورهان برأسها متفهمه انه يحاول اخرجها من الغرفه بطريقه مهذبه فخرجت واغلقت الباب خلفها فاقترب نبيل من مريم ليجلس بجوارها مكان نورهان فاشاحت هى برأسها ناحيه داليا وهى تهتف:
-نبيل ملكش دعوه بيا انا كويسه بس هبقا كويسه اكتر لما امشى من هنا وارجع الصعيد
كاد نبيل يرد عليها لكن روسلين قد كتفت ذراعيها وهتفت:
-مريم اعقلى انتى مش صغيره بلاش الكلام ده، انتى متجوزه نبيل بقالك كام سنه عشان تيجى بعد السنين دى كلها وتطلقى وترجعى الصعيد؟!
نهضت مريم من مكانها وصرخت فى وجهها:
-وانا مش هقبل اقعد فى البيت ده سد خانه يا روسلين، انا طول عمرى قاعده فى مكان مش مكانى فكفايه اوى لحد كده كفايه، نبيل بيحبك انتى واختارك انتى عشان تبقى مراته انا كنت طول عمرى مجرد حاجز وبس، كنت الطرف المؤذى وده انا مش هقبل بيه
تدخلت داليدا فى الحوار هاتفه بهدوء:
-هو حضرتك فكره لو مكنش عمك عمل كده مكنتيش هتتجوزيه اللى ليه نصيب فى حاجه بيخادها مهما كانت الطريقه يعنى حتى لو مكنش عمك عمل كده اكيد كان هيحصل حاجه تانيه تخليكى تتجوزيه
نهض نبيل من مكانه وهتف ببعض المرح وهو يشير على داليدا:
-والله يا مريم اللى اصغر منك عقلها اكبر، بلاش الكلام ده
ثم جذب داليا من ذراعها التى كانت تبكى على بكاء والدتها وحاوطها من كتفها وهتف بشفقه:
-يرضيكى اللى عملتيه فى بنتك ده، انتى خضتيها حرام عليكى
استغفرت مريم ربها وهتفت بحده كأى امى مصريه فى هذا الموقف:
-هو انتى بتعيطى ليه انتى كمان، امك ماتت؟!
=ههههه عيوطه
هتف بها ساهر بتلقائيه ومرح فنظر له الجميع فهتف وهو ينظر للارض وقد لاحظ تحديقهم به:
-اسف
..................................
بعد ساعة
فى غرفه يحيى
خرج إلى الشرفه ليستنشق هواء الليل بعد ان شعر ان شيئا ما يعيقه عن التنفس بصوره منتظمه،اخذ يقلب عينيه فى الحديقه حتى لاحظ شخصا ما متكور على نفسه بجوار احدى الاشجار فى الحديقه فامسك عكاذه وذهب للحديقه وعندما اقترب وجدها داليدا،كانت جالسه وهى تسند ظهرها على الشجرة و تنظر فى نقطه ما بالفراغ بشرود وعينيها الزرقاء تلمع بدموع بدت عينيها ك"اللؤلؤة الزرقاء" بحق، اقترب يحيى منها و قذف عكاذه بجوار الشجره وجلس ببعض التعب بجوارها فنظرت له داليدا بفزع وهتفت:
-خضتنى!
ابتسم يحيى بعفويه ومد ذراعه إلى يدها والتقطها بحنان فى كفه وهتف:
-قاعده كده ليه؟
ميلت داليدا رأسها على كتفه وتنهدت بتعب فهتف هو بقلق:
-فى ايه يا بنتى، عمى نبيل عمل ايه مع طنط مريم؟!
هتفت بحزن وقد فرت دمعه من عينيها وهى ماتزال تنظر امامها:
-معملش حاجه هو خلاها ترجع عن موضوع الطلاق ده وراحت تنام جمب داليا، بس انا خايفه على روسلين شكلها تعبان وشعرها وقع بطريقه فظيعه شوفتها لما قلعت الحجاب انا عارفه انه لازم يقع من الكيماوى بس شكلها مقطع قلبى، ده عمك قالى انها اصلا مكنتش عاوزه تتعالج، اتخيل انها كانت راحت تركيا ومستنيه انها تموت عشان تدفن هناك ولما قالتله على مكانها كان عشان تقوله ان انا بنته وياخد باله منى لما تموت، كانت مستسلمه، انا لما شوفت شكلها لسانى اتلجم معرفتش اعاتبها على اى حاجة انا كنت ماسكه دموعى بالعافيه
شدد يحيى من قبضته على كفها بحنان وهتف مواسيا:
-متقلقيش اللى ليه نصيب فى حاجه هيشوفها ربنا مبيحملش حد حاجه اكبر من طاقته ربنا رحيم بينا اوى
=تعرف انك مميز اوى يا يحيى!
هتفت هى بها وهى تنظر للسماء ومازل رأسها على كتفه فقضب هو حجبيه بدهشه فرفعت رأسها على كتفه وشاورت بيدها على القمر وهتفت مبتسمه:
-زيك زى القمر مختلف عن النجوم انا بشوفك كده
ابتسم يحيى بعفويه على حديثها الذى يلمس قلبه فلتفتت هى له وهى تبتسم بعذوبه فرفع يحيى ذراعه الاخر ومسد على شعرها و وضعها خلف رقبتها وقرب رأسه منها فنظرت له داليدا بصدمه وابتعدت عنه وهى تهتف بفزع:
-ايه ده هتعمل ايه؟!
نظر لها يحيى بدهشه وهتف:
-فى ايه يا بنتى كنت هبوس دماغك
نظرت داليدا إلى الارض بحرج فنفجر يحيى من الضحك وهتف بخبث:
-وهو انتى كنتى مفكره ايه؟
اقتربت داليدا المسافه التى ابتعدتها وهتفت بتذمر:
-ولا حاجه
ضحك يحيى مجددا عليها ونظر إلى عينيها الزرقاء التى تحاول ابعادها عنه وهتف مبتسما:
-طب عارفه انتى عينك عامله زى ايه؟
نظرت له داليدا بتعجب فرأته يضع يده فى جيب بنطاله ويخرج شيئ ما كوره فى يده ورفع يده فى الهواء امام عينيها وفتح يده ببطء لتدله القلادة التى على شكل لؤلؤة زرقاء امام عينيها فرفعت يدها والتقطتها منه وهتفت بضيق:
-مش دى السلسة اللى قولتلك عليها بتاعت مين قولتلى ملكيش دعوه!
-يا ستى بتاعتك بس ساعتها كنت هدهالك بأى صفه!
نظرت له بشك وهتفت:
-والسلسه دى شبهى ازى؟!
انحنى يحيى قليلا ونظر إلى عينيها مباشرتا وابتسم:
-عينك زى اللؤلؤ الازرق انا مسميكى فى دماغى"اللؤلؤة الزرقاء"
نظرت له داليدا بدهشه فأمسك يحيى القلادة من يدها وفتح القفل الخاص بها فخمنت هى انه سيلبسها لها فقامت برفع شعرها واعطته ظهرها فألبسها القلادة وما ان انتهى حتى التفتت له مجددا وامسكت اللؤلؤة بين يديها وهتفت ببهجه:
-حلوه اوى ورقيقه وكمان انا بحب اللون الازرق جدا
=طب قومى ياختى نطلع ننام النموس كال دراعى
ثم حاول النهوض فلم يستطع من الالم الذى بقدمه فنهضت هى ومدت له يدها وهى تهتف بمرح:
-اسند عليا يا سيادة الرائد اسند،مش عارفه من غيرى كنت هتعمل ايه
نظر لها يحيى بغيظ ثم لمعة عينيه عندما اتت له فكرة خبيثه فى رأسه فمد يده ببرائه مصطنعه و وضعها فى كفها ثم سحبها بقوة على غفلة منها فسقطت فى احضانه فكسى وجهها الخجل والحرج عندما بدا وجهها قريبا بطريقه خطره من وجهه وحاولت النهوض لكنه حاوطها بذراعه وهتف بخبث:
-ها كنتى بتقولى ايه بقا
=عمو حمزه!....


إعدادات القراءة


لون الخلفية