الجزء 21

الفصل الحادى والعشرين:
-ليه مقولتلهاش ان مش انت اللى قتلت اختها؟!
=مليش مزاج هى حكمت من غير ما تسألنى وانا مش هروح ادافع عن نفسى وابرر
هتف بها يحيى بضيق فهتف عبدالله بدهشه:
-مش خايفه تخسرها؟!
نظر له يحيى وهتف:
-معرفش زى ما تيجى تيجى، انا مش هقدر انسى انها خانة ثقتى فيها
=يا بنى أنا مش فاهمك هى هتعرف الحقيقه ازى وانت مش راضى تقولها، وبعدين دى واحده فاكره انك قتلت اختها ولسه مدتكش رصاصه فى نفوخك لحد دلوقتى فاحمد ربنا
ضحك يحيى بسخرية وهتف:
-تعمل ايه ياخويا دى عشان ضربة مره واحد بنار فى رجله اعصابها سابت اسبوع
هتف عبدالله بتعجب:
=بس خد هنا تعاله انت عرفت منين اصلا انها اختها!، وبعدين مش هما الاتنين توأم ازى لما شوفتها مفكرتش انها البنت اللى ماتت
ضحك يحيى عليه بسخريه وهتف:
-وهو كل التوأم شبه بعض! هما الاتنين مش شبه بعض خالص اختها كانت جميله لكن مفيش شبه بنهم ده اولا يعنى ثانيا بقا موضوع عرفت منين فعرفت من منه اختك جت قلتلى انها شافت داليدا دخله بيت مازن لانها اصلا كانت بتراقبه عشان هى اللى ماسكه القضيه فانا بقا مسألتش داليدا لان احتمال تكذب،كنت ساعتها لسه فى المستشفى وبعتها تجبلى عصير وخت موبيلها عملت فيه حاجه كده تقربيا انت مسمعتش عنها المهم الحاجه دى تخلى موبيلها كله على تلفونى والرسايل اللى تجلها تجيلى والمكلمات وكله وطبعا من رسايلها مع مازن عرفت كل حاجه بس انا لغيت الخصية دى اصلا بعد ما كلمتها يومها فى الجنينة
هتف عبدالله بأعجاب:
-لا ظابط ظابط يعنى، هما هيجو امته من تركيا
رد عليه يحيى بتعجب:
=هيجو الجمعه انا اللى هروح اجبهم من المطار، بس ثانيه واحده هو انت متعرفش ازى اذا كان ماما عزماك انت ومنه وباباك ومامتك على الغدا بس هى قالت ان ابوك وراه شغل فى المستشفى ومش هيبقا موجود الجمعه
رد عليه عبدالله مازحا:
-والله يا اخى ما تفرق اتغدا فين المهم اتغدا بس
ضحك يحيى وهتف:
-طب قوم ياخويا نتمشى على البحر اتخنقت من القاعده
نهض يحيى ونهض وراءه عبدالله وسارو بجوار بعضهما يستمتعان بجمال البحر ولم يكف عبدالله عن مضايقة صديقه بنكاته للتخفيف عنه
...................................
فى يوم الجمعه
فى المطار
عبر كلا من نبيل وداليدا الحاجز و وجدا يحيى ينتظرهم خارجا وما ان لمحهم يحيى حتى اقترب منهم وعانق عمه بابتسامه جميله فربط نبيل على ظهره، ابتعد يحيى عنه وهتف:
-حمدالله على السلامه يا عمى، مصر نورت والله
ابتسم له نبيل وهتف:
-الله يسلمك
وخرج ثلاثتهم من المطار واتجهو إلى سيارة يحيى، واخذ منهم يحيى الحقائب و وضعها فى صندوق السيارة كل ذالك وهو يتجنب الحديث مع داليدا التى لم تهتم ايضا بمحادثته، اقترب نبيل من يحيى وهتف وهو يمد له يده:
-هات المفتاح عاوز اسوق انا
اخرج له يحيى المفاتيح من جيب سترته واعطاها له بدون نقاش فركب نبيل السيارة فستدار يحيى إلى الناحيه الاخرى ليجلس بجوار عمه لكنه رأى داليدا التى كانت ستجلس فى المقعد الخلفى فتحت الباب المجاور لمقعد نبيل وجلست عليه فنظر لها يحيى بغضب وهتف:
-والله بجد؟!
ابتسمت له داليدا بطريقة مستفزه وهتفت:
-انا عاوزه اقعد هنا جمب بابا
تفجأ نبيل من فعلتها لكنه ضحك على حديثها و وجد يحيى يرد عليها بنفاذ صبر:
-ممكن تبطلى استفزاز وتقعدى ورا عشان رجلى!
كتفت داليدا ذراعيها وهتفت بسخرية:
-مالها رجلك، اتكسحت؟
=لا متكسحتش بس انتى مش واخده بالك ان رجلى طويله على انها تاخد الحته الصغيره دى!
هتف هو بها بضيق فقامت هى بمد يدها فى جانب الكرسى وحركته مسافه كبيره للامام وهتفت:
-اهو المسافه بقت تكفيك انت وعشره زيك
نظر يحيى إلى عمه وهتف بغضب:
-خليها تنزل لو سمحت يا عمى بدل ما اشدها و اوقعها على وشها والناس تتفرج علينا!
نظرت له داليدا بغضب فهتف نبيل وهو يضحك:
-معلش يا يحيى انت الكبير اركب انت وره
تفجأ يحيى من دعم عمه لها فنفخ بضيق وفتح الباب الخلفى وجلس ثم اغلقه مجددا وابعد وجهه ناحية النافذة بينما ارتسمت على وجه داليدا ابتسامه منتصره.
بعد مرور نصف ساعه
اوقف نبيل السيارة امام إحدى المحلات فنظر كلا من داليدا ويحيى إلى نبيل بستغراب فهتف نبيل وهو يفتح باب السيارة:
-هنزل اشترى حاجة خليكم هنا
ثم خرج من السيارة وسار إلى إحدى المحلات البعيده عن السيارة نسبيا، ظل كلا من داليدا ويحيى صامتا ولم يحاول إحداهما الحديث حتى هتفت داليدا فجأه وقد تذكرت شيئا:
-شكرا
نظر لها يحيى فى مرآة السيارة بتعجب فتابعة هى ببعض الحزن:
-شكرا على رسالة التعزية اللى بعتهالى على صراحة
احتلت معالم الصدمة وجه يحيى وهتف بصعوبة:
-انتى عرفتى ازى ده الاكونت....
لوت داليدا وجهها للجانب وقاطعته بسخرية:
-الاكونت فيك عارفه بس اصلا انا لما شوفت الرساله وصلت للاكونت وعرفت البريد الالكترونى اللى معمول بيه اللى هو رقم مامتك وطبعا مامتك مش هتعمل اكونت عشان تعزينى بيه على صراحه فعرفت على طول انه انت عشان اصلا انت الوحيد اللى متصلش بيا عزانى، على فكرة انا ممكن اكون جبانه عيوطة عنيدة فيا صفات كتير وحشه بس انا ابدا ابدا مش غبية!
صمت يحيى ولم يرد عليها فتابعة هى حديثها بحزن ودموع فى عينيها هددت بسقوط:
-انا موفقاك يا يحيى ان معتش ينفع ان يبقا فى بينى وبينك حاجة انا مش هقدر انسى اللى حصل لهازال وخصوصا انك مش راضى حتى تحكيلى ايه اللى حصل ومش معنى ان انا مش هنسى انى هأذيك، لانى اصلا لسه معرفش الحقيقه وحتى لو عرفتها انا عمرى ما هعرف أذيك بردو لانك الوحيد اللى بعد هازال اللى كنت بتحسسنى بالامان انا لما كنت ببقا مع هازال مكنتش ببقا خايفه كنت بتحامة فيها ولما ماتت حسيت انى ضهرى اتكسر فى الدنيا، روسلين كانت الحضن الحنين كانت طيبه جدا وبتسامح على عكس هازال كانت جريئه ومبتحبش حد يجى علينا، لما الاسانسير اتقفل علينا وكنت معايا انا ساعتها مكنتش خايفه انا كان عياطى كله كان على بابا عشان كان مات فيه، ساعتها افتكرت كل حاجه وعيط بس انت كنت معايا وبتهدينى وحسستنى ان فى حد خايف عليا وبيحمينى ومستعد يدينى حياته ده غير لما خدت كل الضرب فى الشقه بسببى انت مكنتش مضطر تتحمل كل ده بس انت عملت كده عشانى! عشان كنت خايف عليا، شكرا على كل حاجة شكرا على وقفتك جمبى بس انا مش مسمحاك عشان بسببك خسرتها!
احس يحيى بألم بقلبه على حزنها وهتف بصدق:
-داليدا مش انا اللى.....
فتح نبيل باب السيارة وهو يحمل فى يدة صندوق وما ان جلس على المقعد واغلق الباب حتى صرخت داليدا بفرح عندما رأت محتوى الصندوق فضحك نبيل عليها و وضع الصندوق على قدميها وهتف:
-ايه رأيك؟
هتفت داليدا بفرحة وهى تفتح الصندوق وتخرج ما به:
-دى حلوة اوى انت متعرفش انا كان نفسى فى قطة قد ايه لا وكمان بيضة وصغيرة كيوت اوى! ♡
هتف يحيى بدهشه:
-جايبلها القطه الفيلا؟! ده داليا هيجلها صرع!
هتفت داليدا وهى توجه حديثها لنبيل:
-هى داليا بتخاف منهم؟!
ضحك نبيل وهتف:
-ايوا، ده مره ساهر جاب واحده راحت داليا خلت مروان رمها وساهر فى الدرس بس ساهر كان بيسبها تتمشى فى الفيلا فانتى بقا مطلعهاش من اوضتك
عانقة داليدا القطه بسعاده وهتفت:
-مش هطلعها، بس انا فرحانة بيها اوى انا مجبتش واحده عشان روسلين كانت بتخاف منهم
=ايوا ما روسلين اللى قالتلى
نظرت داليدا إلى والدها بامتنان وهتفت:
-شكرا بجد
ربط نبيل على كتفها بحنان ثم ادار محرك السيارة وقادها إلى المنزل
.................................
فى فيلا نور الدين
ما ان سمعت داليا صوت سيارة يحيى حتى خرجت إلى الحديقه بسعاده و ورائها ساهر ومروان ونجاة ومريم ونورهان، نزلت داليدا من السيارة بعد وضعت القطه فى الصندوق وتركتها فى السيارة وفجأة وجدت داليا تعانقها بسعادة فبادلتها داليدا العناق بحب وابتعدت داليا عن داليدا وعانقت والدها وهى تهتف بلهفه:
-وحشتونى اوى
اقترب ساهر من نبيل وابعد داليا عنه وعانقه وهو يهتف بمرح:
-ابعدى من هنا يا بت انتى
نظرت له داليا بغضب فابتسم نبيل على طفولة اولادة وهتف:
-والله وحشتونى كلكم
هتفت نجاة بحنان:
-ربنا يخليك ليهم يا حبيبى
ابعد نبيل ساهر عنه واقترب من عمته وقبل يدها وعانقها ونظر إلى مريم التى كانت تنظر له وعانقها بيده الاخرى فهتف مروان بمرح:
-الدمعه هتفر من عينى والله
ضحك الجميع عليه فابتعد نبيل عنهم عندما وجد ساهر يهتف بمرح وهو يحاوط كتف داليدا:
-اما احنا عاملين ليكى حتت مفجأه هتاكلى ضوافرك وراها
حاوطت داليا كتف داليدا الاخر وهى تهتف بحماس:
-اه اه غمضى عينك
نظر لهم يحيى بتعجب فهو لا يعرف شيئ عن الامر،بينما داليدا هتفت وهى تبتسم:
-ضرورى يعنى اغمض عينى!
اومأ لها كلا من داليا وساهر براسهما فرفعت داليدا كلتا يديها و وضعتهم على عينيها وهى تهتف:
-اهو!
شعرت داليدا بأحد يقف امامها و يرفع يده ويضعها على يديها وينزلهم من على عينيها ففتحت داليدا عينيها ببطء ورفعتها على وجهه فشعرت بدهشه لكنها هتفت بسعاده:
-سيف!
ابتسم نبيل ابتسامة جميلة عندما رأى سعادة ابنته وتذكر
فلاش باك
قبل اسبوع فى تركيا
كان نبيل يجلس على الاريكة وفى يدة صورة تجمع كلا من داليدا و روسلين وهازال وهى تحمل فى يدها ابنتها أيلا التى كانت تبلغ حينها شهور وهو يبتسم بسمة حزينة فهو كان يتمنى ان تكون عائلته مكتملة بجوارة كان يتمنى ان يكون له الفرصه بمعانقة ابنته قبل موتها او حتى رأيتها على ارض الواقع كان يتمنى ان يقضى مزيدا من الوقت مع روسلين، قطع حبل افكارة صوت هاتفه الملقى بجوارة على الاريكة فهاتفه كان يصدر اصوتا متتاليه وراء بعضها فوضع الصورة جانبا ومسح تلك الدمعه التى هربت من عينيه وامسك هاتفه واغلق صوته حتى لا تستيقظ داليدا فهى بالكاد تنام وعبث به فوجد شخصا ما ارسل له رسائل كثيرة ليس عندة فى الاصدقاء على صفحته على الفيسبوك، فتح الرسائل ليجدها كالاتى"السلام عليكم ازيك يا بشمهندس نبيل، انا سيف ابو حطب.....


إعدادات القراءة


لون الخلفية