الجزء 10
الفصل العاشر:
بخطى حذرة تراجعت بقدميها ببطء للوراء حتى اصتدمت بباب الشرفه والتفتت بسرعه ودلفت للغرفه وفتحت باب غرفتها وذهبت لغرفة يحيى وظلت تطرق على بابه بعنف ففتح يحيى الباب وهو يهتف بغضب:
-ااايه فى ايه هو باب زريبه ده باب اوضتى
هتفت داليدا بانفاس متقطعه وهى تضع يدها على قلبها:
-ف...فى....و....واحد
ثم صمتت لتأخذ انفاسها فهتف يحيى بملل:
-خدى نفسك الاول وبعدين اتكلمى ياختى
سحبت داليدا نفسها بهدوء وهتفت محاوله الحفاظ على ثباتها:
-فى واحد شوفته ماسك سلاح ومنشله عليا وقاعد على سطح الفيلا اللى قصادنا
امسكها يحيى من ذراعها بحده وهتف:
-انتى اتجننتى ايه طلعك البلكونه انتى عارفه ان ضربه من سلاحه تموتك هو انا عشان احرسك هقعد معاكى فى الاوضه يعنى!
افلتت داليدا ذراعها منه باعجوبه وهتفت بتوتر:
-م...ما انا كنت زهقانه و.....
هتف يحيى بحده:
-مش عاوز ايه تبرير ممنوع تطلعى بلكونات وممنوع تتطلعى الحديقه من هنا ورايح
هتفت داليدا بقلق وهى تفرك ذراعها:
-بس انا خايفه يأذو حد من عيلتك بسببى
هتف يحيى بجديه وهو يدلف لداخل غرفته:
-هما مش عاوزين يأذو غيرى انا وانتى هيأذو عيلتى لية هو مش هيرتاح غير لما يقتلنا احنا الاتنين
دلفت داليدا ورأه وهى تهتف بصدمة:
-وهما عاوزين منك ايه انت كمان؟!
ابعد يحيى الستارة المعلقه على باب شرفته بحذر ونظر لسطح الفيلا المقابله وهتف:
-جالى معلومات انه عرف انى كنت معاكى وساعدتك تخترقى اللابتوب، تعالى بصى كده ده الراجل اللى قصدك عليه؟
اقتربت داليدا منه ونظرت إلى المكان الذى ينظر إليه وردت وهى تبتعد:
-ايوه هو ده
هتف يحيى براحه وهو ينزل الستاره:
-الحمدلله انك قصدك على ده، ده واحد من اللى بيحرسو الفيلا لازم يبقى قاعد وماسك سلاح عشان لو شاف حاجه مريبه يتصرف
التفت لها يحيى ليجدها تمسك بالقلادة الذى اشتراها مع عبدالله ذالك اليوم على "الكورنيش" فسحبها يحيى من يدها بتوتر وهو يهتف:
-انتى جبتى دى منين
هتفت داليدا بنبهار وهى تشير على طاولة المكتب:
-جبتها من على التربيزه دى بس السلسله دى حلوه اوى ورقيقه بتاعت مين؟!
هتف يحيى وهو يفتح درج الطاولة:
-ملكيش دعوه
كتفت داليدا ذراعيها وهى تهتف بضيق لنفسها:
-اما واحد قليل الذوق صحيح!
................................
ظلت تستند عليه حتى وصلا الاثنان لباب شقتها فهتف مروان وهو يترك يدها:
-يلا انا همشى بقا
هتفت تالا وهى تستند على الحائط بتعب:
شكرا يا مروان تعبتك معايا
ابتسم لها مروان والتفت بجسده ليرحل فهتفت هى بصوت عالى:
-خد بالك من نفسك وانت سايق!
هتف مروان بصوت عالى وهو ينزل السلالم دون ان يلتفت:
-حاضر
ابتسمت تالا وهى تنظر لفراغه ثم وضعت يدها على قلبها وهى تتذكر كلامته المعسوله لها فى المستشفى وهى تهتف بسعاده فى نفسها:
-انا مش حمل كلمة حلوه واحده منك يا مروان!
ثم تنهدت بسعاده وفتحت باب شقتها ودلفت إليها
...............................
فى المساء
فى فيلا نور الدين
كان عبدالله جالس مع داليا فى الحديقه يراقبان جمال السماء حتى سمعت داليا صوت خطوات اقدام فلتفت لتجده مروان فنهضت من جوار عبدالله بسعاده وذهبت لمروان وهى تهتف بمرح:
-مارو اخيرا شرفت
شعر عبدالله بنار الغيرة تشتعل بقلبه عندما قبل مروان مقدمة رأسها وهو يهتف بتعب:
-حبيبتي انا اسف عارف انى مشغول عنك بس غصب عنى والله
وما ذاده غضبا ان داليا لم تبدى انزعجها بل هتفت بابتسامة رقيقه وهى تربط على ظهره:
-طب روح ارتاح انت شكلك تعبان
اومأ مروان برأسه ودلف للفيلا فسارت داليا وجلست بجوار عبدالله فنظرت له عندما لاحظت تحديقه بها بغضب فهتفت ببلاهه:
-ايه فى ايه؟!
هتف عبدالله بغضب اعمى:
-لا والله بجد ده عادى يعنى، مش شايفه انك واخده على ابن عمك زياده عن الازم؟!
احست داليدا باختناق بسبب صراخه بوجهها لكنها هتفت بغضب مدافعه عن نفسها وقد نهضت:
-وطى صوتك يا عبدالله والزم حدودك مروان مش ابن عمى هو اخويا!
هتف عبدالله وهو يقف هو الاخر وقد فقد اعصابه:
-بس هو مش اخوكي يا داليا مروان مش اخوكى، اخوكى ده ابن ابوكى وامك مفيش حاجه اسمها زى اخوكى دى كلها مبررات، الحقيقه هى ان مروان ابن عمك ويحللك زيه زى الغريب!
هتفت داليا وهى تشير فى وجهه بتحذير وقد تجمعت دموعها فى عينيها:
-لتانى مره وطى صوتك يا عبدالله وانا مش محتاجه ابررلك حاجه وانت لو مش هتقبل علاقتى بمروان انا مش هقبل بيك!
هتف عبدالله بصدمه:
-يعنى ايه؟!
وضع يحيى فجأه يده على كتفها متدخلا فى الحوار قبل ان يتطور وهو يهتف بجديه:
-داليا مامتك عاوزاكى عشان تحضرى معاها العشا
نظرت له داليا ونظرت لعبدالله بحزن وذهبت فجلس عبدالله مكانه وهو يضع يده على رأسه وهو يتنهد بضيق فجلس يحيى بجواره وهتف:
-طريقه كلامك غلط جدا داليا عشان تسمع كلامك لازم تاخدها براحه وبحنيه غير كده هتركب دماغها وهتعاند وهتزعل كمان حتى لو انت صح هتعاند بردو بدل بتكلمها بالاسلوب ده!
هتف عبدالله بنزعاج:
-انا زهقت والله ومبحبش العند انا بتعصب
=حاول بس تكلمها براحه وهشوف
هتف بها يحيى وهو يربط على ظهره فهتف عبدالله مغيرا الموضوع:
-سيبك دلوقتى منى المهم ايه الخريطه اللى فى وشك دى؟!
ضحك يحيى بسخرية وهو يقول:
-يا عم انت لسه فاكر دى قربت تروق، هحكيلك
وبدأ يحيى بسرد كل شئ لصديقه الذى دهش مما يتفوه فهتف:
-ده بجد طب وهتعملو ايه؟ ده لو امك عرفت ممكن تروح فيها!
مسد يحيى على شعره وهو يهتف بضيق:
-يا عم انا خايف على داليدا انا عادى متعود على ان الخطر حواليا لكن هى جبانه رغم انها مبتسبش حقها بس جبانه بتخاف من اى حاجه انا خايف يعرفو يوصلولها
هتف عبدالله وهو ينظر له بشك:
-انت متأكد انك مبتحبش البت دى؟
نظر له يحيى بضياع ثم نظر امامه وهتف بشرود:
-مش عارف مبقتش عارف حاجه بس شكلى كده، انا بحس معاها بمشاعر اول مره احس بيها مش عارف ده حب ولا عبط حتى لو بحبها.....
بتر يحيى عبارته ونظر لصديقه مجددا وهو يسأله بحزن:
-تفتكر هى بتحبنى؟ انا اتحب يا عبدالله؟!
مسد عبدالله على ظهره وهو يهتف:
-متحطش كلام منه اختى ده فى دماغك وبنسبه لان البت دى بتحبك ولا لا هتعرف ده من تصرفاتها لان باين عليها انها شخص تلقائى ولو هى حسه بحاجه نحيتك مش هتخبى وتكابر زيك!
تنهد يحيى وهو يهتف:
-اللى فيه الخير يقدمه ربنا
..........................................
فى صباح اليوم التالى
كان الجميع متجمع على مائده الافطار معدا نورالدين وحمزه الذين ذهبو للشركة، لم يكف ساهر عن المدح فى شرح داليدا فبتسمت داليدا وهتفت:
-شوفت ان كل حاجه سهله وانك بس اللى معقد نفسك وبتقول ان الماده مبتتفهمش
هتف ساهر بسعاده:
-انتى احلا واحسن مدرسه ومهندسه فى العالم
ابتسمت مريم على فرحة ابنها وهتفت:
-مش عارفه اقولك ايه يا داليدا هنتعبك معانا
هتفت داليدا وهى مازلت محتفظه بابتسامتها:
-على ايه يا طنط ساهر زى اخويا
عم الصمت قليلا حتى سألت نجاة يحيى بتعجب:
-انت مش رايح الشغل النهارده يا يحيى؟!
ظلا يحيى صامت لثوانى يفكر برد مناسب حتى هتف وهو يدعى انشغاله بالطعام:
-لا انا وداليدا كنا فى مهمه ونجحت فخدنا اجازه اسبوعين كده كنوع من الراحه
شهقت نورهات بفزع وهى تهتف:
-عينى عليك يا بنى اكيد المهمه اللى رحتها دى كانت خطيره وعملت فى وشك كده و كمان بيت البت الغلبانه دى اتحرق بسبب كده، ما هو كان يوم اسود يوم ما دخلت الكليه دى كل يوم هتجيلى.....
قاطعها يحيى بنفاذ صبر:
-ماااما! انا مبحبش الولوله هما الظباط بس اللى بيتعورو ويموتو ما ممكن واحد يبقا قاعد فى امان الله وبيته يقع فوق راسه اعقلى الكلام وبلاش حرقة الدم اللى على الصبح دى
هتفت نورهان بصدمه:
-انا يا يحيى انا بحرق دمك ااه ما هو انا ولا عارفه اكلمك ولا عارفه اكلم اخوك ما ترمونى فى دار ايتام احسن!
ضحك يحيى رغما عنه وهتف معتذرا:
-اولا انا مش قصدى ثانيا انتى اللى عصبتينى عشان من ساعه ما دخلت الكليه وانتى كل يوم تشتمى فى ام اليوم ده ثالثا اسمه دار عجزه دار ايتام ايه بس يا ماما اللى هرميكى فيه
هتف مروان مكملا ومتذمرا:
-رابعا بقا مال اخوه بالحوار ده كله ولا هو اى مصيبه لازم سيرة مروان تيجى فيها!
ضحك الجميع عليهم فهتفت نورهان بنزعاج:
-وكمان بتعدلو عليا هو عشان انتو تعليم عالى وانا دبلوم تتريقو عليا ااه ما انا معرفتش اربى
انفجر كل من على الطاوله ضاحكا على نورهان فهتفت بدهشه وهى تنظر لهم:
-وكمان بتضحكو عليا، انا قايمة شبعت
ثم نهضت عن كرسيها واتجهت للمطبخ فنهضت مريم وراءها وهى تهتف بضحك:
-استنى بس يا نورهان مش قصدنا
هتف يحيى بضحك وهو ينظر لجدته:
-الوليه امى دى بقت حالتها صعبه
ضحكت نجاة وهى تهتف:
-امك بتشاكل دبان وشها
ضحك مروان هو الاخر وهو يهتف:
-وهو حد يتجوز ابويا وميشكلش دبان وشه
ضحك الجميع فهتفت داليدا وهى غير قادره عن التوقف عن الضحك:
-لا اعذرونى بقا فى الكلمه بس بصراحه انتو عيلة مسخره، انا مضحكتش كده من زمان
هتفت داليا وهى تضحك:
-هو انتى لسه شفتى حاجه ده انتى هتشوفى مواهب
ثم ضحك الجميع مجددا
.......................................
بعد ساعه
دخلت داليدا إلى احدى الغرف المخصصه لتمرين يحيى وهى تهتف بحماس وتغلق الباب:
-انااا جييييت"بطريقه محمد هنيدى"
اعتدل يحيى من جلسته على الارض فهو كان يقوم ببعض التمارين كأحماء و وقف مواجها لها وهو يهتف بجديه والمرح:
-اول حاجه لازم تعمليها قبل ما تتعلمى تدافعى عن نفسك انك تقوى عضلات ايدك ورجلك عشان باين ان لو حد نفخ فى وشك هتقعى
هتفت داليدا مقلدة صوته بسخريه:
-عشان باين ان لو حد نفخ فى وشك هتقعى، نى نى نى ظريف اوى حضرتك!
دفعها يحيى دفعه خفيفه من كتفها فرتدت هى بقوة للوراء حتى ارتطمت بالحائط فهتف هو بغرور:
-هاا جبت حاجه من عندى!
نظرت له داليدا بغيظ فهتف هو بجديه يلا انا هقولك تعملى ايه
ثم بدأ يعلموها تمارين تقوى بها جسدها الهزيل وظلت صامدة لفترة طويلة امام تمارينه القاسيه والمتعبه لجسدها بشكل كبير حتى ارتمت فى الارض فجأه.......