الجزء 6

الفصل السادس:
نظر لها عبدالله وقد وجد تأثير كلمته عليها فهتف مبررا:
-كنت عاوز اقولك من زمان بس حاجات كتير كانت بتمنعنى اولهم قربك من مروان اللى مكنتش فاهمه
ابتسمت له داليا وهتفت:
-وبعدين هتيجى تتقدملى امته؟!
ارتسمت ابتسامة فرحة على وجه عبدالله وامسك يدها بسعاده وهتف:
-دلوقتى لو عاوزه
ضحكت داليا وهتفت:
-لا دلوقتى ايه بابا مسافر فى شغل لما يرجع
تنحنح عبدالله وهتف بخبث:
-طب مفيش حاجه عاوزه تقولهالى
ضحكت داليا وهتفت بخجل:
-انى بحبك وكده لا مش عاوزه اقول
بادلها عبدالله الضحك وهتف وهو يشير على قلبه:
-لا ده انتى تاخدى قلبي بقا
ابتسمت له داليا بخجل واكملت باقى طعامها
...................................
فى المساء
فى منزل داليدا
فتح يحيى عينيه ببطء و وجه بصرة إلى ذالك الشئ الثقيل على ذراعة ليجد داليدا جالسه على الارض و ممسكه بيده بكلتا يديها و هى غافية على طرف السرير بجوار يده فابتسم يحيى وحاول الاعتدال ليجلس فصدرت منه تأوهات متألمه ففتحت داليدا عينيها و وجدته يحاول الجلوس فساعدته وجلست بجواره وهتفت باهتمام:
-فى حاجه وجعاك؟
تجاهل يحيى سؤالها الاحمق وهتف:
-احنا لازم نمشى من هنا اكيد هيرجعو وانا لوحدى مش هعرف احميكى
ابتسمت له داليدا وهتفت:
-لا ما انا رنيت على العميد من تلفونك وبعت حرس لينا بس واقفين تحت وانا لميت هدومى و روقت الشقه واديت المسدس لشخص بعته العميد
ضحك يحيى وهتف:
-ده انتى عملتى كل حاجه وانا نايم
امسكت داليدا بيده وهتفت بحزن:
-يحيى انا محصليش حاجه بفضلك انا كل ما اتخيل ايه اللى كان ممكن يحصلى لو كنت جيت الشقة لوحدى بتخض شكرا بجد ليك يعنى بسببى حصلك كل ده
هتف يحيى مازحا وهو يحاول تغير الاجواء:
-لا بس انتى طلعتى بتعرفى تضربى نار ده انا كنت ناوى اخدك المعكسر ادربك لانك هتطلعى بقا مهمات على طول
هتفت داليدا بسخرية:
-بعرف اية! ده انا كنت اول مره امسك مسدس واضرب نار ده انا كنت بترعش بس اعمل ايه اسبهم يقتلوك يعنى
هتف يحيى بغضب:
-عشان انتى غبية اصلا المفروض كنتى فتحتى الباب وجريتى لا ده انتى وقفتى تتفرجى اللى هو اقتلوه وتعالو اقتلونى
هتفت داليدا وهى تكتف ذراعيها بغضب طفولى:
-الحق عليا مكنتش عاوزه اطلع واطيه وبعدين لو كنت موت بسببى مكنتش هعرف اعيش مرتاحه انا فيقتلونا احنا الاتنين ارحم
ضحك يحيى على سخافتها و على شكل شعرها وهتف:
-منكوشه بتتكلم انا اول مره اشوف منكوشه بتتكلم
عدلت داليدا شعرها ورتبته وهى تهتف بغرور:
-هسرحة دلوقتى وهبقا قمر انت مغيوظ منى عشان عينى زرقة وانت لا
ضحك يحيى وهو يهتف بشرود بينه وبين نفسه:
-والله ما فى حاجه جيبانى ورا غير عينك الزرقه دى
.................................
فى الكافية
انهت تالا غسيل الاكواب وجففتها ووضعتها مكانها وخرجت لتستريح على احدى المقاعد لكنها وجدت مروان غافيا على مقعد و وضعا رأسة على طاولة المقعد فاقتربت منه تالا وجلست على ركبتيها امامه وظلت محدقة فى وجهه مدة من الوقت وابتسامة جميلة تشكلت على وجهها فمدت يدها ببطء إلى وجهه فقشعر جسدها تدريجيا عندما لامست بشرته الخشنه، لاحظت هى حركت عينيه فوقفت سريعا وهى تدير وجهها إلى الاتجاه الاخر بتوتر، فتح هو عينيه ببطء وابعد رأسة عن الطاولة وهو يفرك كتفه بتعب ويهتف بألم:
-اه يا ضهرى يانى
ضحكت تالا والتفتت له وهتفت:
-حد ينام النومة دى؟!
فرك مروان كتفه حتى رقبته وهو يهتف بألم:
-والله رقبتى متشنجه هو انا طلعلى اتب ولا ايه!
اقتربت منه تالا ووضعت يديها على كتفيه وبدأت بعمل له مساج وهى تهتف بمرح:
-هو انت منمتش ولا ايه ده انت روحت فى سابع نومة
استرخى مروان بين يديها وهو يهتف بتعب:
-بعيد عنك يختى كان عندى محاضرات من الساعه ٨ ولما خلصت جيت على الشغل لما معتش شايف قدامى
ابتسمت له تالا وهتفت:
-ربنا يعينك بس انت مش هتفضل تشتغل هنا على طول، هو عقابك هيخلص امته؟
هتف مروان بتذمر:
-لما الاستاذ يحيى يحن عليا
=مين ده؟!
هتف مروان بسخرية:
-علميا هو اخويا عمليا هو جوز امى
ضحكت تالا عليه وابعدت ذراعيها عن كتفه وهى تسألة باهتمام:
-ها كده احسن
استدار لها مروان وهتف مبتسما:
-ايوا شكرا
هتفت تالا وهى تضع يدها على بطنها:
-طب يلا بقا روح هتلنا عشا عصافير بطنى بتصوصو
نهض مروان من على المقعد وهتف وهو ينوى الرحيل:
-حمامة
....................................
امام فيلا عائلة نور الدين
وقف يحيى بسيارته امام الباب وداليدا بجواره وظل يضغط على بوق السيارة حتى فتح له البواب بوابة الفيلا وادخل يحيى السيارة وركنها ثم ترجل من السيارة هو وداليدا وفتح صندوق السيارة واخرج حقيبة ملابسها
ثم اغلق صندوق السيارة وهتف وهو ينظر لداليدا:
-يلا
تعلقت داليدا بذراعه وهتفت:
-انا خايفه ومتردده ومتلخبطه وعاوزه اروح
ضحك يحيى عليها وهتف:
-لا متخافيش يختى ثم ان داليا ومروان وساهر ناس تافهه زيك فهتحبيهم اوى وكمان تيته نجاة طيبه اوى وماما ومرات عمى نبيل وعمى نبيل كلهم ناس لذاذ بصى من الاخر هزرى مع اى حد معدا ابويا وجدى عشان مش هتلاقى رد ظريف لو هزرتى معاهم
ابتلعت داليدا لعابها بتوتر وسارت معه إلى داخل الفيلا وما ان دخلا الاثنان حتى نظر لهم الجميع بنظرات متفحصه فكان الجميع متجمع فى الصالون معدا مروان الذى لم يعد بعد من عمله وما ان انتبه الجميع لكدمات يحيى اقتربو منه و اولهم والدته التى هتفت بزعر وهى تلطم على صدرها:
- كان مستخبلنا كل ده فين بس ياربى، مالك يا ابنى
هتف يحيى وهو يحاول تلطيف الاجواء:
-فى اية يا جماعه انا ظابط ده طبيعى، يعنى لو متخرشمتش تعرفو انى مش بشتغل
هتف نور الدين بجدية:
-ازى يعنى لازم اللى عمل فيك كده يتحاسب
نظر له يحيى وهتف:
-ايوا يا جدى طبعا ما انا اكيد هحاسبة والحمدلله ان انا كويس
مسدت نجاة على ظهر يحيى وهتفت بحنان:
-قدر الله ومشاء فعل الحمدلله انها جت على قد كده
نظر حمزه لداليدا بنظرات متفحصه وهتف:
-مين دى يا يحيى
اختبئت داليدا وراء يحيى نسبيا و وجهها مشتعلا بحمرة خجله منهم فمد يحيى يده وسحبها لتقف بجواره وهتف:
-دى داليدا زميلتى فى الشغل بيتها حصل فية حريقه وانا بستأذنكم طبعا تفضل هنا لحد ما توضب شقتها تانى وتعرف تعيش فيها هى يتيمة ومحدش عايش معاها
قفزت داليا فى مكانها وهى تصفق بكلتا يديها وتهتف بسعاده:
-ايه يعنى هيبقا فى بنت تانيه فى البيت مش هبقا لوحدى
ابتسمت لها داليدا اما مريم ضربت ابنتها برفق على رأسها وهى تهتف بضيق مصطنع:
-هو ايه اللى لوحدك يا بت انتى يعنى انا ومرات عمك وجدتك مش بنات يعنى
هتفت داليا بينها وبين نفسها:
-بنات مع انتهاء الصلاحية
نظر لهم ساهر بلا مبالاه وصعد لغرفته وكذالك نور الدين وحمزه اما نجاة فقتربت من داليدا وامسكت كلتا يديها وهتفت بحنان:
-حبيبتى اعتبرينا عيلتك ربنا يصبرك يا حبيبتي على ابتلائك انتى من النهارده حفيده من احفادى زيك زى يحيى واكتر كمان
ابتسمت له داليدا وعانقتها بسعاده فضمتها نجاة بحنان اما نورهان فمسدت على شعرها وهى تهتف بحنان هى الاخرى:
-جدتك عندها حق يا بنتى ها قولتى اسمك ايه
ابتسمت لها داليدا وهتفت:
-داليدا
تعلقت داليا بذراعها وهتفت:
-وانا داليا احنا من النهارده اخوات تمام
ابتسمت لها داليدا وعانقتها وهتفت:
-تمام
اما يحيى فتنهد براحه وقد شعر ان ثقلا زال عن صدرة
....................................
فى الصباح
استيقظت داليدا على هزه خفيفه على ذراعها ففتحت عينيها ببطء لتجدها مريم فابتسمت لها داليدا واعتدلت على السرير فهتفت مريم بابتسامة خفيفه:
-صباح الخير يا حبيبتي قومى يلا عشان الفطار جاهز
هتفت داليدا وهى تفرك عينيها بيديها بنعاس:
-صباح النور...... حاضر هغسل وشى وانزل
اومأت لها مريم برأسها فنهضت داليدا وغسلت وجهها وهندمت من هيئتها وخرجت من غرفتها لتجد الجميع متجمع على المائدة فجلست على المقعد الفارغ بجوار يحيى اما مروان عندما لمحها نظر لها باعجاب حتى جلست مكانها فنظرت له داليدا وابتسمت عندما لاحظت نظراته المصوبة نحوها وهتفت بنبرة مرحه:
-انت مروان اكيد داليا قالتلى عليك امبارح لما قعدت تعرفنى عليكم
ابتسم لها مروان ابتسامة كبيرة وهتف:
-ايوا انا مروان ده داليا دى قمر قالتلى عليكى بردو
ضحكت داليدا عليه اما يحيى فرمق مروان بنظرات نارية لم يلاحظها مروان فاكمل مازحا:
-بس انا مكنتش اعرف ان مصر بتجيب كريم كرمل انا مكنتش بشوف غير كريم صلحبى
ضحك الجميع عليه معدا نور الدين وحمزه اللذان لم يبدو اهتمامهم ويحيى الذى كانت نيران الغيره تاكله، هتفت نجاة وهى تضع رغيف خبز امام داليدا:
-كولى يا بنتى متعمليش عقلك بعقله
ضحكت داليدا لنجاة ونظرت لمروان وهتفت:
-لا بس انا مش مصرية هبت منك دى
نظرت لها نورهان بصدمه وهتفت:
-بجد ازى! ده انتى بتتكلمى مصرى كويس
ابتسمت لها داليدا وهتفت:
-ايوا انا تركية اساسا بابا وماما من تركية بس انا عشت ١٥سنه فى مصر و١٠سنين بس فى تركيا وكمان اختى بتتكلم مصرى كويس فتعملت منها
نظر لها نور الدين بنتباه بينما مروان هتف ممازحا:
-لا لا يعنى انتى عندك ٢٥سنه يخسارة بس مش فرق السن اللى هيفرق بنا لا ده يدوبك بينى وبينك ٣سنين بس
ضحكت داليدا عليه فضربة يحيى بقدمه من تحت الطاولة فصرخ مروان متألما فهتف يحيى:
-ولاا اتلم احسنلك وقوم يلا روح الشغل
=يا عم اقعد شغل ايه النهارده اجازه اتهد
هتف بها مروان متذمرا فنظر له يحيى بغضب وفجأه لفت نظرة ساهر الذى يبدو انه يأكل بدون شهيه فهتف وهو ينظر له:
-مالك يا ساهر؟!
نظر له ساهر وهتف بضيق وكأن شيئ يعيق تنفسه:
انا مخنوق!.......


إعدادات القراءة


لون الخلفية