الجزء 20

الفصل العشرين:
نظر لها مازن ثم نظر امامه وهتف بسخريه:
-ايه يا داليدا ده انتى معتيش طيقانى خالص،حتى مسألتنيش عملت النهارده ايه فى التحقيق
لم ترد عليه داليدا فهتف مكملا حديثه بسخرية:
-ولا اى حاجه ولا عرفو يسبتو عليا حاجه وانا ومعتز خرجنا وحتى حسن لما استجوبوه قال ان محدش من ولاده كان شغال معاه، حنين اوى وخايف عليا حضرته!
كتفت داليدا ذراعيها وهتفت ببرود:
- مبروك، عاوز ايه بقا؟!
نظر لها مازن بغضب وهتف بنفعال:
-هو انتى مالك برده كده انتى ازى تحبى الراجل اللى قتل اختك انتى مخك فين، هو انتى كنتى بتغيرى منها ولما ماتت استريحتى منها ولا ايه بظبط ايه البرود اللى انتى فيه ده
نظرت له داليدا بصدمه وتجمعت الدموع فى عينيها وهتفت:
-انا يا مازن!، انت بتقول ايه انا مكنش فى حياتى غيرها هى و روسلين كانو كل حاجه وخصوصا هازال انا وهي مكناش بنسيب بعض لحظه وحاجتى كانت حاجتها وحاجتها كانت حاجتى،انا عمرى ما كان عندى صحاب لانى كنت مكتفيه بيها مكنتش عاوزه غيرها، ويوم فرحها ده انا كنت طايره فيه من الفرح اكتر منها والله وفى نفس الوقت كنت زعلانه اوى انها هتسبنا، انت عارف لما سمعت انها ماتت حصلى ايه انا مكنتش بنام والله ما كنت بنام كنت بشوف صورها واقعد اعيط انا....انا....
توقفت عن الحديث لان دموعها غلبتها وانخرطت فى البكاء لكنها اكملت وهى تنظر له ببكاء وهتفت:
-انا و روسلين اللى جوانا اكبر منك بكتير هازال من صغرها معانا وفى وسطنا ليها معايا انا و روسلين ذكريات بقالها٢٤سنه، انت تعرف هازال من كام سنه عشان تتكلم؟!، انت كمان عندك اخ توأم و رغم المشاكل اللى بينك و بينه تخيل بس لقدر الله انك خسرته ساعتها ايه ممكن يكون شعورك وانت بتتخيل بس!، اللى انت عاوزنى اعمله مش هعرف اعمله انت عاوزني اقتل واحد عارف يعنى ايه اقتل وكمان الله واعلم اذا كان قتلها فعلا ولا عنيك خانتك، الفكرة اللى انا ختها عن يحيى مدولش ابدا انه قتل حد بريئ من غير سبب انا لما ساعتك اننا ننتقم من ابوك ساعتك عشان هو هددك انه هيقتل هازال لو مرجعتش اشتغلت معاه فى المخدرات فاكيد هو اللى حرض على قتلها لكن حكايه انى انتقم من يحيى من غير ما اعرف ايه اللى حصل يوميها ويحيى قتلها ليه مش هيحصل، وخصوصا ان يحيى ساعدنى عشان حسن يتسجن هيساعدنى ليه وحسن مثلا هو اللى كان محرضه على قتل هازال ليه هيساعدنى وهو شغال معاه!، انا مش هقدر اقرب منه غير لما اعرف الحقيقة، سلام يا مازن
ثم فتحت باب السياره وتوجهت للفيلا، ارجع مازن رأسه على المقعد بتعب وقد فرت دمعه من عينيه وهو يتذكر الماضى
فلاش باك
قبل عامين
كان مازن يجلس فى مكتب والده فى انتظاره وهو يستغل تأخره فى محاولة ترتيب الكلام فى رأسه الذى سيتفوه به وفجأه انتفض من على الكرسى عندما دلف والده للغرفه فاقترب حسن وجلس على المقعد الذى امام مازن وهتف بابتسامة:
-فى ايه وقفت ليه اقعد
جلس مازن بتوتر فشل فى اخفائه فهتف حسن بتعجب:
-مالك؟!مراتك فيها حاجه هى والجنين؟!
فرك مازن يديه فى بعضهم وهتف وهو يتحاشى النظر إليه:
-لا هما كويسين حتى الدكتوره حددت معاد الولاده بعد شهر، هنسمى البنت "أيلا"ان شاء الله
هتف حسن ساخرا:
-اسم غريب زى اسم امها بظبط،بس اما هما كويسين مالك انت بقا؟!
رفع مازن عينيه فى عين والده وهتف:
-هازال سابت البيت و راحت قعدت مع اخوتها
=ليه انت زعلتها
هتف بها حسن ببرود فهتف مازن بحزن:
-لا هازال عرفت انى بشتغل معاك
ضحك حسن بقوه حتى ادمعت عينيه فهتف مازن بضيق:
-انت بتضحك على ايه؟!
=اصلها فكرتنى بامك لما عرفت خدتك انت ومعتز وطلبت الطلاق ساعتها طلقتها وانا حاطط رجل على رجل فكرتنى هجرى وراها
هتف بها حسن بسخريه فهتف مازن بتلقائيه:
-ايوا بس انت مكنتش بتحب ماما لكن انا بحب هازال ومش مستعد اتخلى عنها ولا عن بنتى
=قصدك ايه
تنهد مازن وهتف:
-يعنى انا مش هكمل و ده اخر كلام، انا خسرت ماما وملحقتش ارضيها قبل ما تموت وخسرت معتز ومعتش مستعد اخسر حد تانى وخصوصاً مراتى وبنتى
ثم نهض من مكانه مستعدا لرحيل فوضع حسن قدما فوق الاخرى وهتف ببرود:
-مازن لو خرجت من هنا يبقا تتحمل نتيجة تصرفاتك
نظر له مازن ببرود وخرج من الغرفه بل من الفيلا باكملها.
ومن يومها توعد حسن ان يقتل زوجة مازن ولم يكف عن ارسال التهديدات له لكن مازن لم يكن يصغى له، وبالفعل انتظر حسن حتى مر عام على مولد حفيدته حتى اتى ذالك اليوم المشئوم.
عاد مازن إلى بيته و تعجب عندما وجد باب شقته مفتوح فدلف فوجد مجموعه من افراد الشرطه فى المكان وقبل ان يسأل عن اى شيئ وجد زوجته تعطيه ظهرها وهى مصابه بطلقه فى رأسها ويحيى يقف امامها و سلاحه مصوب عليها، نظر لها مازن بصدمه وهى تتهاوى امامه وتسقط على الارض غارقه فى دمائها وكان اخر شيئ يسمعه هو صراخ ابنته المستلقيه على الاريكة حتى اغشى عليه
باك
مسح مازن دموعه التى هربت من عينيه وادار محرك السياره عائدا إلى ابنته التى تركها مع مربيتها.
.......................................
فى فيلا نور الدين
دلفت داليدا من الباب الحديدى و وجدت الحارس مازال نائما فحمدت ربها واغلقت الباب بهدوء وسارعت من خطواتها فى الحديقه حتى ارتطمت بشيئ صلب وهى تنظر ورائها ففركت رأسها بألم ورفعت رأسها فوجدت يحيى يقف امامها وهو يضع يديه فى جيب بنطاله فرفع حاجباه وهتف بحده:
-بتتسحبى زى الحرامية ليه كده؟
=يحيى!
قالتها وهى تبتلع لعابها بتوتر فقترب يحيى منها و وقف امامها وهتف بنبرة حادة:
-بتعملى ايه هنا فى الوقت ده يا داليدا هانم
هتفت داليدا بتوتر وهى تدعى انشغالها بترتيب شعرها:
-كنت.....كنت....اه مكنش فيه شبكة فى اوضتى فنزلت اعمل مكالمه هنا
ضحك يحيى بسخريه وهتف:
-على رأى اللى قال"بتألس على الناس وهى مألسه"، اكتر واحده مبتحبش الكذب كذابه!
صمتت ولم تستطع الكلام فهتف يحيى وهو يخرج يديه من جيب بنطاله ويشاور بها على سور الفيلا:
-مش كنتى دخلتيه وعزمتيه على كوباية شاى بدل ما هو مشى من غير ما يشرب حاجه كده
=هو مين ده؟!
هتفت هى بها ببلاهه فقرب هو وجهه من اذنيها وهتف بهمس بقربهما:
-مازن حسن احمد مش ده جوز اختك الله يرحمها بردو
وكأن حية لدغتها فرجعت خطوة للوراء وهى تنظر فى عينيه بصدمة فهتف هو بسخرية:
-سألتى انتى على الرائد يحيى حمزه نور الدين قبل ما تعملى الحوار ده كله، انتى فاكره ايه فكرانى مغفل!
تخلصت داليدا من صدمتها وهتفت فجأه وهى تبكى بحرقه:
-قتلت هازال ليه يا يحيى
نظر لها يحيى ببرود وهتف:
-ملكيش دعوه، ومن النهارده علاقتك بيا اتقطعت نهائى وحتى صلة القرابه انا مش معترف بيها
ثم التفت وذهب إلى داخل الفيلا بينما هى جلست على ركبتيها على الارض وظلت تبكى بمفردها وهى تنظر للسماء وتهتف:
-يا هازال سمعانى انتى فين، لو كنتى هنا كنتى ختينى فى حضنك وطبطبتى عليا بس....بس انتى مش هنا!
مرت فتره وهى على حالتها تلك حتى فجأة وجدت من يحاوط كتفيها ويحاول ايقفها على قدميها رفعت داليدا رأسها فوجدته يحيى فوقفت داليدا وارتمت فى احضانه وهى تبكى بقوة فمسد يحيى على شعرها بهدوء وهتف:
-يا بنتى عملتى فيا ايه حرام عليكى حتى وانتى غلطانه مش قادر اشوفك كده
شددت داليدا من ضمها له وقد ذادت حدة بكائها فربت هو بهدوء على ظهرها وهو يتنهد بتعب.
................................
بعد عدة ايام
توفت روسلين وهى فى تركيا بدون اى مقدمات فشعر نبيل وداليدا بصدمة كبيره وغيم الحزن على كلهما لكن ساعد كلا منهما الاخر على تجاوز تلك الصدمة ولكن كان نبيل اشد صلابة فى احتواء ابنته فكان داعم اساسى لها حتى رضت داليدا بقضاء ربها وحمدت الله على وجود والدها بجوارها
..................................
بعد شهر
فى تركيا فى بيت عائله روسلين
كانت تجلس شاردة حتى وجدت والدها يضع اطباق الغداء على الطاوله فبتسمت ونهضت وجلست على احد مقاعد الطاوله وجلس نبيل بجوارها فهتفت داليدا:
-مش فاهمه ايه اصرارك انك انت اللى تعمل الغدا
امسك نبيل بقطعه من الدجاج و وضعها امامها وهو يهتف بمرح:
-ششش تك خيبه ده انا عامل شوية لسان العصفور وفراخ امك متعرفش تعملهم
ضحكت داليدا وهتفت:
-ده روسلين كان عليها شويه لسان العصفور حبايه وحبايه، حبايه محروقه وحبايه مستويه وحبايه نيه، كانت لما تعمله انا وهازال ناكل بره ده انا كنت بضحك ضحك
غمز لها نبيل وهتف بابتسامه:
-اى خدمه ياستى
تناول نبيل وداليدا طعامهما حتى فجأة هتف نبيل بتذكر:
-بالحق احنا هنسافر مصر بعد بكره عشان عمتى مش مريحة دماغها وعاوزه تيجى بأى طريقه وصحتها متستحملش سفر
ابتسمت داليدا وهتفت:
-فيها الخير تيته نجاة والله بتكلمنى كل يوم هى وداليا وساهر ومروان ساعات بيكلمنى بردو
=كلهم خلصو امتحانات بقا وهيقرفوكى
هتف بها نبيل بضحك فضحكت داليدا ثم نظرت له وهتفت:
-اول ما ننزل مصر هخدك عشان تشوف أيلا بنت هازال ان شاء الله، هى وحشتنى والله انا كمان ونفسى اشوفها
هتف نبيل مبتسما:
-اكيد هتبقى جميله زيك انتى واختك و روسلين
ابتسمت له داليدا واكملت تناول طعامها
.................................
-موحشتكش؟!
نظر يحيى إلى عبدالله وتنهد وهتف:
-وحشتنى.... وحشتنى اوى بس لسه مش عارف اعمل معاها ايه
هتف عبدالله وهو يربط على ظهره:
-اقولك الخلاصه يا صاحبى
هز له يحيى رأسه ليكمل كلامه فاكمل عبدالله:
-خليكوا مع بعض وإتخانقوا كُل دقيقة أهوَن عليكوا من البُعد إللي هيخلّيكوا متعرفوش حاجَة عن بعض، هو انت اصلا عزتها لما مامتها ماتت؟!
هتف يحيى بحرج:
-حسيت شكلى هيبقى اهبل اوى فبعتلها رساله على صراحه
لطم عبدالله على وجهه بخضه وهتف:
-الله يخرب بيتك يا شيخ
صمت يحيى ولم يرد عليه فهتف عبدالله بضيق:
-طب انت ليه مقولتلهاش ان مش انت اللى قتلت اختها!...


إعدادات القراءة


لون الخلفية