الجزء 15

الفصل الخامس عشر:
نظرت لها داليدا بدهشه فقد تفجأة من كمية الكراهيه المنبعثه من كلامها لكنها ردت بثبات وبرود:
-لو يحيى اتسأل مين اكبر غلطه فى حياته انتى اكتر واحده هتبقى عارفه الاجابه فبلاش عصبيتك دى وتحرقى دمك على الفاضى، لو فكره انك لما تقوليلى الكلمتين دول هتخلينى اعيط وامشى تبقى غلطانه مش انتى ابدا اللى اهتم بكلامك واعمله قيمه وبعدين انا بنت عمه لكن انتى طلقته يعنى ملكيش حق تتكلمى ولا ليكى حق انك تبقى هنا اصلا
ضحكت منه بسخريه وهتفت:
-بنت عمه مره واحده!
لم تهتم داليدا بها و وجهت بصرها إلى اليمين عندما لاحظت وصول عائله يحيى فقتربت منها نورهان وهى شبه منهاره من البكاء:
-ابنى....ابنى فين
هتفت داليدا بحزن وهى تنظر فى الارض:
-هو فى العمليات الدكاتره قالو انه لازم عمليه!
شهقت نورهان برعب فهتفت نجاة بضعف وحزن:
-وهو عنده ايه يا بنتى
نظرت لها داليدا بألم ودموع لم تستطع السيطره عليها فردت منه بحزن:
-هو عنده نزيف داخلى فى المخ ممكن يدخله فى غيبوبه
شعرت نورهان بدوخه شديده تعصف بذهنها فسندتها مريم على احدى المقاعد الجانبيه بينما هتف حمزه بغضب وهو ينظر لداليدا:
-كل ده حصله ازى
نظرت له داليدا بتردد فزهنها ليس فارغا كى يكون لها القدره على سرد كل ما حدث فانقظها فى ذالك الموقف داليا التى وقفت بجوارها وحوطتها من كتفها وهى تهتف:
-بعدين نعرف يا عمى الكلام ده، اهم حاجه دلوقتى يحيى يطلع من العمليات بخير!
سند حمزه ظهره على الحائط وهو يزفر بضيق حتى خرج الطبيب من غرفة العمليات فتجمع الجميع حوله فهتف هو مطمئنا:
-هو الحمدلله كويس وكمان الحمدلله مدخلش فى غيبوبه حظه حلو بس هو هيفضل فى العنايه عشان نطمن اكتر ونراقب حالته، النهارده مينفعش حد يخشله فانا بقول تروحو وبكره تيجو تزروه
تنهد الجميع براحه فاكمل الطبيب سيره إلى مكتبه بينما حمزه سند زوجته وهو يهتف:
-يلا يا جماعه نروح هو بقا كويس والليل دخل وكلنا محتاجين نرتاح
هتفت نورهان بخوف واعتراض:
-بس.....
قاطعها نور الدين وهو يهتف:
-حمزه عنده حق قعدتنا هنا ملهاش لازمه يلا
نظر ساهر إلى داليدا وهتف:
-يلا
ارجعت داليدا خصله من شعرها وهى تنظر للارض بتوتر وهتفت:
-لا انا....هروح بيتى
نظرت لها نجاة باستنكار وهتفت معترضه:
-ايه اللى بتقوليه ده انتى حفدتنا يا داليدا زيك زى يحيى ومروان وداليا وساهر هتقعدى لوحدك ازى، عاوزه نبيل يقول علينا ايه
رفعت داليدا نظرها من على الارض وهتفت وهى تنظر لها:
-معلش سبينى براحتى
هتف نور الدين وهو يدفع شقيقته للامام:
-يلا يا نجاة كل واحد حر
سارت نجاة مع شقيقها رغما عنها حتى غادر الجميع فجلست هى على كرسى امام العنايه المركزه وهى تهتف بتعب:
-يارب كمل شفاه على خير
بعد ساعتين
شعرت داليدا بشيئ ما يهزها من كتفها برفق بعد ان غفت فى مقعدها رغما عنها ففتحت عينيها ببطء ونظرت لتلك الممرضه التى تنظر لها بحيره و وجدتها تهتف:
-انتى مش هتروحى، ده الوقت اتأخر والدكتور مانع حد يخش العنايه!
فركت داليدا عينيها بارهاق وهى تهتف:
-مش هبقى مطمنه لما اسيبه وامشى انا مرتاحه كده
ضربت الممرضه كفيها ببعضهم وهتفت بنفاذ صبر:
-الحب وعمايله
=هو انا مضيقاكي فى حاجه لسمح الله الحكايه كلها انى مش هبقى مرتاحه ولا هعرف انام وانا سيباه هنا لوحده
هتفت بها وهى تعدل طرف بلوزتها فتفجأة من سؤال الممرضه الذى اربكها:
-بتحبيه؟!
نظرت لها داليدا بدهشه فهتفت الممرضه وهى تقترب منها حتى لا يسمعها احد:
-على فكره انا ممكن ادخلك ليه وتقعدى معاه جوه بدل قعدتك دى
رفعت داليدا حاجباها وهتفت:
-هو مش ممنوع؟!
هتفت الممرضه بابتسامه سخيفه:
-ممنوع طبعا يا ابله بس انا بوجب عليكى لان باين عليكى خواجيه مش وش بهدله،شوفى ازى لمحتها وهى طايره مع ان انتى بتتكلمى مصرى كويس بس باين انك مش مصريه!
هتفت داليدا بسخريه فى نفسها:
-لمحتيها وهى طايره ااه
ثم نظرت لها واخرجت من جيب بنطالها ورقه ب٥٠جنيه وطوتها فى يد الممرضه وهى تهتف:
-اتفضلى
نظرت الممرضه لنقود بجشع لكنها هتفت بكرامه مصطنعه وهى تعيد النقود لداليدا:
-لا يا ابله انا مش بعمل كده عشان الفلوس ده لله فى الله كدهون
هتفت داليدا بنفاذ صبر وهى تضع النقود فى جيب البلطوه الذى ترتديه الممرضه:
-يا شيخه هو انا هديكى رشوه يعنى دول منى ليكى اخلصى دخلينى ليه
نظرت الممرضه حولها بترقب ثم فتحت باب العنايه ادخلتها وهى تهتف:
-بصى براحتك بقا الدكتور مش هيجى الا الصبح يبص عليه!
ثم اغلقت الباب فقتربت داليدا من يحيى المستلقى على سريره وقد تجمعت دموعها فى عينيها فجلست على طرف السرير ومدت يدها ببطء ليده الموضوعه بجواره والتقطتها بحنان بين يدها ففتح يحيى عينيه فقد شعر بشخص بجواره ونظر لها و هتف بتعب:
-انتى.....انتى بتعملى ايه هنا؟!
مسدت داليدا على يده وهتفت وقد انهارت من البكاء:
-يحيى انت كويس انا خايفه اوى عليك انا....انا اسفه انا حاسه انى السبب مش عارفه اشوفك كده وانت فى اوضه عنايه وكل الاجهزه دى حواليك انا كنت اتمنى ابقى مكانك انا.......
قبض يحيى على يدها بحنان وهتف مقاطعا:
-بعد الشر عليكى وبعدين هو انتى لو مكانى انا هفرح يعنى وبعدين محصلش حاجة ده لولا انتى كنت هموت، وبعدين هو انتى اى حاجه تعيطى ما انا كويس
ردت ودموعها لم تجف من عينيها:
-لا انت كنت هتموت بسببى هما ضربوك على دماغك وجالك نزيف ولولا ستر ربنا انك كويس، انت عارف ان كان ممكن تخش فى غيبوبه وكان ممكن يحصلك حاجه
ضحك يحيى بتعب وهتف:
-يا بنتى انا ظابط مش سباك وارد ان يحصلى حاجه وبعدين انتى السبب ازى هو انتى اللى ضربتينى وبعدين انتى بتقولى كنت هخش فى غيبوبه ويحصل مضاعفات ومحصلش يعنى نبطل ندب بقا ونحمد ربنا متبقيش عامله زى امى
ضحكت داليدا رغما عنها عندما شبها بامه فهتفت وهى تمسح دموعها بيدها الاخرى:
-والله دى كانت قلقانه جدا عليك وكانت بتعيط جامد ومكنتش راضيه تروح بس الدكتور قال انه مينفعش حد يخش العنايه وروحهم كلهم وقال انه هينقلك اوضه عاديه الصبح
نظر لها يحيى بتعجب وهتف:
-كلهم؟! اومال انتى بتعملى ايه هنا ودخلتى العنايه ازى اصلا
سحبت داليدا يدها من يده بخجل ونظرت امامها وهتفت بحرج:
-ما هو انا.....انا كنت قلقانه و.....قولتلهم انى هروح بيتى بس.....فضلت قاعده بره.....والممرضه دخلتنى
ضحك يحيى على خجلها وهو يهتف:
-ايوا يعنى اشمعنى دخلتك انتى!
فركت هى يدها بتوتر وهى تهتف وقد احمر وجهها من كثرة الخجل:
-عشان فكرة ان فى.....فى حاجه بينى وبينك
تأمل يحيى وجهها الاحمر وحركة جفونها الغير اراديه وفركها بتوتر فى يدها حتى شرد بها وقد تذكر كل الاوقات التى قضها معها عندما قابلها لاول مره وعندما اشترى القلادة التى شبهها بها وعندما بكت وتمسكت به فى المصعد وكاد خوفها يقتلها ومزحها معه وعنادها وقوتها وضعفها كل شيئ بها مميز و مختلف، كل شيئ بها يجعله منجذب لها، لا يعرف ما يصيبه عندما يكون معها لكنه متأكد انها احتلت قلبه واصبحت مسيطره على افعاله اصبح لها اهميه كبيره فى حياته لقد وقع فى حبها بصورة بلهاء ظهرت هى له من الاشيئ لتصبح كل شيئ.
مد يده إلى يدها ببطء وحاول الاعتدال فى جلسته فنظرت له داليدا ونهضت وساعدته على الجلوس بلهفه و وضعت خلفه وساده ليستند عليها وما ان انتهت حتى جلست بجواره مجددا وهى تسأله:
-كده احسن مش دايخ ولا حاجه؟!
نظر يحيى إلى عينيها مباشرتا وابتسم وهتف:
-انتى بتقولى ان هى فاكره ان فى بنا حاجه بنا!، وهو احنا مفيش بنا حاجه ولا ايه؟!
نظرت له داليدا بدهشه وخجل فى نفس الوقت فهتف وهو يضحك:
-داليدا انتى وشك بقا لون البلوزه اللى انتى لبساها!
اخفضت داليدا رأسها بخجل وقد تمنت ان تنشق الارض وتبتلعها فضحك يحيى عليها ورفع يده إلى ذقنها حتى تنظر إليه فهتف مبتسما:
-فاكره لما سألتك بتعملى ليه كده ساعة القنبله وقولتى عشان بتحبينى؟!
اغمضت داليدا عينيها بخجل وهى تهتف وقد اوشكت على البكاء :
-خلاص بقا يا يحيى ونبى هعيط
مسد يحيى على شعرها بحنان وهو يهتف ومازلت تلك الابتسامه العذبه مرسومه على شفتيه:
-انا عارف ان حبك ليا جه مع الوقت ولو سألتك حبتينى امته مش هتعرفى تردى عشان متعرفيش، بس انا بقا بحبك من اول يوم شوفتك فيه يومها حسيت بمشاعر جديده وغريبه كنت اول مره احس بيها من ساعة ما وقفتى قدامى معرفتش اشيل عينى من عليكى ومش مبالغه والله انا يومها نمت بصعوبه وممكن كنت بعاملك وحش عشان اخبى على هبلى عشان لما كنت بشوفك كانت بتخرج منى تصرفات غبيه ولا ارديه كنت بحس نفسى عبيط قدامك، كنت ببقا فرحان وانا جمبك وبساعدك وحاسس بوجودك جمبى واهتمامك بيا.......
فتحت داليدا عينيها ببطء وهتفت مقاطعه بخجل:
-يحيى كفايه هيغمى عليا والله وهيحجزولى سرير جمبك خلاص عرفت انك بتحبنى
ضحك يحيى على خجلها فاشاحت هى بوجهها حتى لا يلمح تلك الابتسامه الفرحه مصحوبه بالخجل التى ارتسمت على شفتيها
.................................
فى الفيلا فى "غرفة مروان"
كان يقف فى شرفة غرفته وهو يضع هاتفه على اذنه ويضحك على خوفها فهتف:
-يا تالا يا حبيبتى مفيش حاجه والله والحمدلله كلنا كويسين وداليا رجعت الحمدلله ويحيى اخويا كلها كام يوم ويخرج من المستشفى
ابتسمت تالا براحه وهتفت:
-الحمدلله يا مروان انك كويس انت وعيلتك انا كنت قلقانه اوى مش عارفه ليه كل ده بيحصل
تنهد مروان براحه وهتف:
-يلا الحمدلله كله نصيب ومكتوب الحمدلله انها جت علي قد كده
=ايوا الحمدلله
هتفت بها وهى تتمدد على فراشها مستعده للنوم فهتف مروان وقد سمعها تتثائب:
-مش هتنامى؟
ابتسمت تالا وهتفت:
-هنام اهو
=طب يلا تصبحى على خير
هتف بها وهو يبتسم بعفويه لكنه فجأه وجد من يلتقط هاتفه من يده ويرميه من الشرفه ليقع على الرصيف ويتكسر لاجزاء فى وسط زهول من مروان فالتفت بغضب ليجده.....


إعدادات القراءة


لون الخلفية