الجزء 8

الفصل الثامن:
-اه
هتفت بها منه لينظر لها الجميع بصدمه فهتف عبدالله بغضب:
-منه اتلمى احسنلك!
بينما يحيى نظر لداليدا وهتف بجدية:
-انتى ولا حمل عليا ولا حاجه انا مبعملش حاجه مش عاوز اعملها يا داليدا كل حاجه بعملها ببقا راضى عنها وبعملها عشان اخلاقى وتربيتى قبل ما تكون عشان شغلى وانا مش مجبور اجيبك بيتى على فكرة بس انا اعتبرت داليا مكانك واكيد محبش ان حد يسبها لوحدها فى ظروف زى دى وانتى ولا مضيقانى ولا حاجه انتى بنت محترمة واخلاقك عاليا ومشفتش منك حاجه وحشه عشان ابقا مدايق منك
ابتسمت له داليدا فأدار ساهر الزجاجه لتتوقف عند مروان فنظر له ساهر وهتف بخبث:
-انا اللى هسأل
نظر له مروان وهتف بضحك:
-ربنا يستر مش مرتحلك
هتف ساهر بخبث:
-عمرك حبيت بنت قبل كده
ضحكت داليا وهتفت:
-اومال هيحب ولد يعنى
تنهد مروان وهتف بلا مبالاه:
-عادي يعنى مش حب هو اعجاب بنت حلوه اخلاقها كويسه تصرف عملته خلانى ابقا معجب بيها لكن حبيت بنت معتقدش لا اصل فى فرق كبير بين الحب والاعجاب
هتف ساهر بستنكار:
-يسلام يعنى عمرك ما قلقت على بنت مثلا مجتش الجامعه قفلت تلفونها يوم كامل من غير مبرر قلقت خوفت عليها اى حاجه ما هو لو خوفت على حد يبقا بتحبه
وما ان هتف ساهر بتلك الجمله حتى تغيرت تعابير شخصان داليدا الذى بدأت فى التفكير هل فعلا خوفها على يحيى فى ذالك اليوم واضطراها للامساك بالمسدس واطلاق به النار على شخص وهذا الشيئ مخالف تماما لطبيعتها الجبانه كان ناتجا عن حبها له!
وكذلك مروان شرد فى خوفه الغير المبرر على تالا فهى فقط لم تحادثه من ليلة الامس وحاول هو الاتصال بها هاتفها مغلق فهل يعقل ان قلبه تعلق بها!
مد ساهر يده وحركها امام وجهه ليفيق من شروده فمسح مروان بيده على وجهه وهتف بضيق:
-لا طبعا كلامك مش صح افرض بعتبرها زى اختى ما داليا بخاف عليها طبعا وبحبها زى اختى وعادى فمش لازم عشان بخاف عليها اكون بحبها!
هتف يحيى وهو يدير الزجاجه:
-خلاص كفايه هرى فى الموضوع ده
لتتوقف الزجاجه على ساهر فيبلع لعابه بقلق وهو يهتف:
-ربنا يستر عاوزين تعرفو ايه
هتفت داليدا بمرح:
-اول كراش ليك كانت فى سنة كام؟
هتف ساهر وهو يضحك:
-كنت فى رابعه ابتدائى وكنت مستعد اتشقلب عشانها
هتفت داليدا بابتسامة :
-ولسه معاك البنت دى؟!
=تخيلى لسه معايا ولسه بكراش عليها
هتف بها ساهر بصدق فهتف مروان بسخرية:
-ايه يا عم الحنين شكلك واقع
هتف يحيى بسخرية هو الاخر:
-ده مش حب اصلا مفيش حد بيحب فى السن ده انت لسه صغير!
هتفت داليا مدافعه عن شقيقها:
-لا على فكرة هو عشان انتو اخوات هتقومو على اخويا الحب ملوش سن ممكن فعلا ساهر يبقا بيحبها ممكن مكنش بادئ معاه حب فى الاول بس ممكن يكون كبر مع الايام واتعلق بيها اكتر
ضحكت داليدا وهتفت:
-شكلك بتكلمى عن نفسك يا داليا
فجأة انتفض مروان من مكانه عندما اتت له رسالة على هاتفه ان هاتف تالا اصبح متاحا فأخذ هاتفه وخرج إلى الحديقه فهتفت منه بتذمر:
-ده ماله ده؟!
....................................
فى الحديقه امسك مروان هاتفه وعبث به حتى وجد ضالته فوضع الهاتف على اذنه اخذ الطرف الاخر فترة حتى اجاب وما ان سمع مروان صوتها حتى هتف بلهفه:
-تالا انتى كويسه؟ برن عليكى من امبارح تلفونك مغلق!
هتفت تالا بتعب وهى تجلس على الاريكه:
-والله امبارح نمت ونسيت اشحن تلفونى وكمان صحيت لقيت زورى وجعنى وعندى برد قالب بسخونيه، تقريبا من المروحه فنمت تانى من التعب لسه صاحية
هتف مروان باهتمام:
-طب البسى انا جاى اخدك اوديكى لدكتور
هتفت تالا بتعب:
-يا مروان انا مبقولكش كده عشان تودينى لدكتور ما انا ممكن اروح مع واحده صاحبتى انا هاخد حباية جونجستال وهبقا كويسه متضيعش يوم اجازتك عليا!
هتف مروان وهو يغلق الخط:
-نص ساعة وابقا عندك سلام
لم يمهلها الوقت لتذمر او الاعتراض فقد اغلق الخط بوجهها ودخل الى الفيلا وهتف وهو ينظر للجميع:
-معلش زميلتى فى الشغل تعبانه هروح اوديها المستشفى
وما ان صعد لغرفته ليبدل ملابسه حتى هتف ساهر مازحا:
-زميلته ها واخدين بالكم ده عمره ما عملها مع واحد صاحبه
هتفت داليدا مبرره:
-على فكره مش لازم يكون خوفه عليها واهتمامه يبقا حب
هتفت داليا بلباقه:
-بس انا شايفه لو فى اهتمام يبقا فى حب ولو فى حب ومفيش اهتمام الحب بيموت!
هتفت داليدا متذمره وهى تتنهد:
-خلاص بقا اقفلو على السيرة دى هو كل اسألتكم كده
هتف ساهر وهو يكتف ذراعيه:
-لا ياختى اشمعنى احنا الولاد اتسألنا انتى وداليا ومنه لسه
هتفت داليدا بثقه:
-اسأل ياخويا اسأل ومن غير لف ازازه كمان
هتفت منه بسخافه فجأه متدخله فى الحوار:
-اتجوزتى كام مره؟
ضحكت داليدا بسخريه وهتفت:
-اتجوزت ايه بس هو انا عمرى ارتبط اصلا
هتفت داليا بمرح:
-ليه هما الرجاله اتعمو ولا ايه
هتفت داليدا بهدوء:
-مش حكايه اتعمو بس انا اللى رافضه الموضوع يعنى انا اصلا بيجيلى عرسان من ساعه ما دخلت الاعدادى ممكن يجيلى فى السنه يجى عشرين ولا اكتر معرفش فى ايه والموضوع اصلا مش فى دماغى ومش عاوزه يبقا فى دماغى لانى شايفه انه لسه بدرى شويه ومش هعرف اتحمل مسؤلية دلوقتى رغم ان عندي ٢٥سنه بس انا محبتش حد قبل كده، ممكن ده ويكون ناتج انى مبتعاملش مع ولاد اصلا بس حكايه الارتباط والجواز والحب حاسه انى معقده فيها اوى
نظر لها الجميع بتعجب فهتفت داليدا بضحك:
-فى ايه يا جماعه انا مش معقده لدرجه دى
هتف ساهر بدوخه:
-انا دوخت من اللخبطه، سؤال منه بقا
نظرت له منه بنتباه فهتف ساهر بتردد وهو خائف من ردت فعل يحيى:
-حبيتى يحيى قبل ما تتجوزيه
هتف يحيى بضحكه ساخره:
-ولا بعده وحياتك
وقفت منه بنفعال وهتفت بغضب:
-لا حبيتك يا يحيى انت اللى مش قادر تستوعب انك انسان متحكم وانت اللى دمرت حياتنا بعصبيتك وتفضيلك لشغلك على كل حاجه مفيش حد كان يستحمل اللى انت كنت بتعمله ومع كده انا مطلبتش الطلاق ده كان قرارك لوحدك
هتف يحيى بعصبية وقد نهض هو الاخر:
-لما انا وحش اوى كده عاوزه ترجعيلى ليه
انتفضت داليدا من مكانها على اثر صوته العالى بينما هتفت منه وقد لانت نبرتها محاولة استعطافه:
-عشان لسه بحبك يا يحيى وعشان مكونش دمرت كل حاجه حلوه بنا احنا هنرجع وندى لنفسنا فرصه سوا انت تحاول تصلح من نفسك وانا اصلح من نفسى والمايه ترجع لمجاريها
=اغبى شخص اللى يكرر الغلطه مرتين
هتف بها بضيق والتفت وصعد السلالم إلى غرفته بينما عبدالله وقف وهتف وهو يمسك ذراع شقيقته:
-مش كفاية كده بقا انا وانتي عارفين كويس انك مبتحبهوش فمتطلعيش يحيى وحش قدام نفسه عشان تحققى اهدافك
نزعت منه يدها من يد عبدالله بقوة وخرجت من الفيلا بينما داليدا وقفت وصعدت السلالم إلى غرفة يحيى ودقت الباب فلم يأتها اى صوت فهتفت بصوت عالى:
-يا يحيى......يا سيادة الرائد على فكرة مينفعش افضل اخبط عليك كده ومتردوش كده عدم احترام للضيف
خرج مروان من غرفته وقد ارتدى ملابسه وفى يده مفاتيح سيارته فنظر لداليدا وهتف بتعجب:
-انتى واقفه ليه كده
هتفت بتذمر وهى تربع ذراعيها:
-اخوك المحترم الحربايه اللى اسمها منه دى ضيقته وبخبط عليه مبيردش عليا!
هتف مروان بضحك:
-هتلاقيه دلوقتى متعصب ويحيى مبيحبش يكلم حد وهو متعصب ده احسنله واحسنلك بس لو مصممه خشى اوضتى لان البلكونه بتاعته مفتوحه على بلكونتى سلام
ثم نزل درجات السلم ففتحت داليدا غرفة مروان واغلقت الباب ورائها ودلفت إلى الشرفة ولحسن حظها ان شرفة يحيى كانت مفتوحه فدلفت إلى الغرفة لتجده جالس على سريره وهو واضع رأسة بين يديه فقتربت منه وجلست بجواره وهى تهتف بمرح:
-بخخخ
رفع يحيى رأسه ونظر لها بضيق وهتف:
-انتى بتعملى ايه هنا!
هتفت داليدا ببرأه:
اولا متعليش صوتك ومتتعصبش عليا ثانيا انت متخضتش ليه المفروض.........
قاطعها يحيى وهو يهتف بحدة:
-المفروص تتطلعى بره
هتفت بمرح وهى تنظر له:
-ولو مطلعتش!
ارتفعت دقات قلبه وهو ينظر لعينيها التى تذيبه ببطء واقتربها منه الخطر بنسبه له فهو لا يعرف كيف يتحكم بمشاعره فظل يتأمل عينيها حتى هتفت هى مقاطعه تأمله بها وهى تهتف بجدية مصحوبه بمرح:
-حضرتك دى تعبانه حد يزعل من تعبان وبعدين انت مش وحش هى اللى انانيه وحقوده ومبتحبش الا نفسها ومش نزلالى من زور وخد بالك انا افهم كويس فى البنى ادمين ولما ابصلهم بحلل شخصيتهم بقلبى
قالتها وهى تضع يدها على قلبها فهتف يحيى وقد ابتسم:
-وقلبك حلل شخصيتى ازى؟
وضعت داليدا يدها على رأسها مدعية التفكير وهى تهتف بصدق:
-قلبى بيقولي انك حد كويس وطيب وجدع وبيحب كل الناس اللى حواليه ومبتتخلاش عن حد وأكيد كل الصفات دى خلتك تحب مهنتك لانك شكلك بتمارسها كهوايه زيى كده صحيح انت عصبى بس اى حد فينا بيتعصب ده مش معناه اننا منستحملش بعض ومفيش حاجه اسمها اسيبك لما تهدى طب ما تهدى معايا هو بنزين هولع فيك!
هتف يحيى وهو ينظر بنقطة ما بالفراغ بشرود :
-بس محدش بيستحمل حد انا مش شايل من منه وهى مش وحشه عشان كده مش راضى ارجعلها كل الحكايه ان منه عصبيه وعنديه زيى ولما بنقف قصاد بعض محدش فينا بيبقا عاوز يسكت او يتنازل عن حقه فشخصيتنا عمرها ما هتركب مع بعضها ابدا وعمرنا ما هنعيش مرتاحين
هتفت داليدا بهدوء:
-انا فهماك على فكرة انت وهى شخصيتكم زيى بعض فعمرها ما هتركب لكن لو شخصيتها عكس شخصيتك هتركب قول ليه
=ليه
هتف بها ببعض السخرية فاكملت هى بجديه:
-عشان هتكملو بعض يعنى لو هى هاديه وانت عصبى هتهديك وتحل كل حاجة معاك بالعقل لكن البتاعه اللى اسمها منه دى لا تطاق انا مبتعصبش زيك كده بس اتعصبت منها وهى اصلا مبتحبكش اللى بيحبك يا يحيى مبيشفش فيك عيوب هو مبيشفش غيرك اصلا!
هتف يحيى بشرود وقد سيطرت عليه مشاعره:
-تتجوزينى!.........


إعدادات القراءة


لون الخلفية