الجزء 10

دموع ممنوعة. . . . . . . . . . . . الفصل الحادى عشر

أنهت فريدة اجتماعها مع مجموعة العمل فى المكتب الذى تم فيه إغلاق بعض الملفات وبداية العمل على ملفات أخرى ، ورسم خطة العمل وتوزيع المهام التى سيقوم بها كل فرد ،
الساعة أصبحت الرابعة وهى لم تنهى عملها بعد لوجود أعمال كثيرة مؤجلة بسبب إجازة زواجها ،

اتصل بها عادل فى تمام السادسة أكثر من مرة لكنها لم تجيبه ، هى تعمدت ذلك فلا يوجد لديها رغبة فى الحديث معه الآن .
كانت تجلس على طاولة الاجتماعات مع ثلاثة ممن يعملون معها ، دخلت ريهام تحمل ملف فى يدها ، وضعته أمام فريدة ،

...الملف ياأستاذة ...

أخذته فريدة ووضعته أمامهم وهى تقول

... الملف ده فى كل البيانات المنشوره عنه ، على النت أو فى الجرايد ، أو حتى الكلام المتداول بين الناس ، هتعملوا نسخة منه لكل واحد فيكوا ، وتدرسوه كويس اوى ، وتبداوا منه ، عايزة بداية صح ، وهنشوف سلطته دى هتوصله لفين ، أى اسألة ...

...اتفضلوا ..

التفتت لريهام التى ما تزال واقفة مكانها

...إيه ياريهام واقفة كدة ليه ...

...مستنياكى تخلصى ، أصل أستاذ عادل برة ...

...عادل مين ...

...أنتى تعرفى كام عادل ، جوزك يافيري ، العريس ياعروسة ...

...ودى ايه اللى جابه ؟

...يمكن وحشيته ، أول يوم تبعدى عنه بقى ..

...طيب روحى ياظريفة ، ودخليه ...

خرجت ريهام ، ودخل عادل بعدها بثوانى ،

... شرفت مكتبنا المتواضع ...

... هو كدة متواضع ، انا مكنتش متخيل انه كبير وشيك كدة ، مليان مكاتب وموظفين ، ده شركة كبيرة مش مكتب ...

...مش للدرجة دى ...

...بجد ، انتى طلعتى جامدة اوى وانا مش واخد بالى...

...أنت كنت فاكرنى صغيرة ولا ايه ...

...لا ابدا ، انا كلمتك كتير على فكرة ...

...والله ، يمكن مسمعتش ، معلش ، عندى حاجات كتير اوى ، ولازم يخلص معظمها انهارضة ...

...خلصى الباقى بكرة ، ويلا عشان نروح بقى ...

..مينفعش، انت ناسى أنى راجعة الحكومى بكرة ، آخر يوم فى اجازتى انهارضة ، يعنى هاجى المكتب بعد الضهر ، والوقت هيبقى محدود ...

..يعنى إيه ، مش هتيجى معايا ، انا قلت هنروح سوا ...

...مينفعش ، عندى شغل ..

...لا يافريدة ، البيت كله بيتجمع على الغدا ، الساعة خمسة ، دى عادة ومحدش بيخالفها ، لو سمحتى عودى نفسك تكونى موجودة ، مش اول يوم خروج للشغل متحضريش الغدا ..

... خلاص ياعادل ، دقيقتين وهقوم معاك ...

رفعت السماعة وطلبت من ريهام الدخول

...أيوة ياأستاذة ...

...اجلى مناقشة الملف التالت لبكرة ، ولو فى حاجة ضرورى بلغينى بالتيليفون عشان همشى دلوقتى ...

...وناصر السخاوي ....

...كلميه واجلى الميعاد وقوليله أنى هكلمه فون على الساعة 8 ...

...تمام

جمعت فريدة اشيائها فى شنطتها ، بالاضافة لل CD الموجود عليه التسجيل الخاص بعادل مع من يحبها ، فهى لم تستمع له بعد ،
خرجا من المبنى سويا ، تركت فريدة سيارتها ، واستقلت مع عادل سيارته ، بقيا معظم الطريق دون أن يتحدثا ، قبل الوصول الفيلا بقليل قرر أن يسألها، ففضوله يقتله لمعرفة ما كانت تفكر فيه ،

...مقولتليش ، كنتى بتفكرى في ايه لما كلمتك انهارضة ...

ابتسمت فريدة وسألته. ..تفرق معاك ..

...اكيد ، مش انا المعنى بالأمر. ..

...ههههههههه ، المعنى بالأمر ازاى يعنى ...

...يعنى كنتى بتفكرى فيا انا ، مش بتقولوها كدة فى التحقيقات. ..

...يعنى ...

...خلاص ، يبقى حقى اعرف ، صح ،، ها قوليلى بقى . ..

...كنت بسأل نفسى ، ليه معرفش عنك حاجة لحد دلوقتى ؟

...المفروض أنك تعرفى عنى كل حاجة ...

...أنا أعرف اللى يعرفه الناس ،لكن معرفش انت مين من جواك ، بتحب ايه ، بتكره ايه ، ايه بيزعلك وايه بيفرحك ...

...والله ، انا تحت أمرك ، اسألى وانا هجاوب ...

،لأ خلاص ، مفيش داعى أدخل فى موال مش هنكمله ...

...وانتى خلاص قررتى أن احنا مش هنكمله. ..

... انت اللى قررت ياعادل مش انا ...

...تقصدى ايه ، مش فاهم ...

كانا قد وصل لباب الفيلا واوقف السيارة والتفت لها وهو يسألها هذا السؤال ، لكنها لم تجيبه فى لحظتها ، فتحت باب السيارة وخرجت ثم اغلقته ، لفت حول السيارة لجهة المقود وانحنت له من نافذة السيارة وقالت

... أنا صاحبة مكتب تحقيقات ياعادل ، شغلتى أنى اعرف المعلومة ، وأنا ناجحة جدا فى الموضوع ده ، صحيح أن ممكن المعلومة دى تاخد منى وقت ، لكن المهم أنى فى النهاية بوصل للى عايزة أعرفه ...

وبعد اتصال بصرى ذات معنى معين لثوانى معدودة ، أنهت كلامها وتركته وذهبت ، تركته والحيرة تأكله ، أمسك رأسه بكلتا يديه وكأنه يعانى من صداع ، هل علمت بأمر ميس ، أم أنها تتكهن ، هل هذا بالفعل ما قررته ، لم يكن فى حسابه أن تعلم ابدا الان .

مرت وجبة الغداء بالنقاشات اليومية العادية بدون اى جدير غير صمت عادل وهدوئه الذى أثار حفيظة من حوله ومن الممكن أن يكون أسعد بعضهم ، لكن لم يعلق منهم أحد ،

خرج عادل للحديقة ولم يصعد لغرفته ، فهو غير جاهز لمواجهتها الان بعد ما قالته ، استمر فى المشى حول الفيلا لأكثر من ساعة وهو يفكر ، هل علمت ؟ وان علمت فبماذا سيبرر اخفائه لهذا الأمر ، وأن لم تكن تعلم ، فماذا تقصد بما قالته .
لكن السؤال الأهم الذى يدور بعقله ، لماذا هو مهتم لهذه الدرجة برأيها ، أو غضبها منه ، لماذا يشكل فارق معه ، هل هو مهتم بالفعل ؟ أم ماذا ؟
وميس ، أين هى الآن من كل ما يشعر به ؟

وف أثناء متاهة العقل والمشاعر التى ادخله فيها فيها إحساسه بفريدة ، فجأة وجد يدين وضعت على عينيه ،

... أنتى قلتى انك زعلتينى ، فجيتى تصالحينى ...

...هى مزعلاك ولا ايه ، انتوا لحقتوا ...

انتفض من الصوت وكأن لدغه ثعبان

...سهام ، انتى اتجننتى ، ايه اللى جابك هنا دلوقتى ، وافرضى حد شافك باللى انتى عملتيه ده ...

...هو انا عملت ايه ، متنساش انك ابن عمى ..

...سهام ، لمى الدور ، واتفضلى ادخلى وخللى ليلتك تعدى على خير ...

... إيه ياعادل ، انا بس كنت عايزة أطمن عليك ، حسيت انك كنت مدايق اوى على الغدا ، ولقيتك خارج لوحدك من شوية ، فقلقت عليك ...

... وبعدين بقى ، انتى مالك ومالى ، إلا ماكنتى بتقلقى عليا اصلا واحنا متجوزين ، جاية تقلقى عليا دلوقتى ، العبى غيرها ، اقولك على حاجة ، انا اللى ماشى ، تصبحى على زفت ، كانت ناقصاكى انتى كمان تختميلى الليلة ...

همست سهام بصوت منخفض نسبيا

...ماشى ياعادل ، مسير الحى يتلاقى ، وحياتك عندى لأفركشهالك ، ويكون طلاقك على ايدى ، مش سهام اللى تطلق وتترمى كدة ، وتكون مكانى واحدة زى دى ، دا انا سهام المصرى ....

يتبع


إعدادات القراءة


لون الخلفية