الجزء 20

دموع ممنوعة. ..........الفصل الواحد والعشرون

استمرت فريدة فى جمع كافة المعلومات التى تحتاجها فى مواجهتهم ، تعتبر تقريبا قد وصلت لكل ما تحتاج ، فقد استطاعت بالفعل توصيل سميرة لحالة من الرعب بعد مكالمة واحدة منها افقدتها اتزانها وجعلتها تتكلم مع عالية فيما حدث مع شركة الفرماوى ، وبالطبع عالية هى الأخرى قد جنت لمعرفتها أن فريدة تعلم كل شئ ،

لكن ما جعلهما يهزيان تماما ، خاصة سميرة التى وصلت لحالة من الانهيار العصبى وتم استدعاء الطبيب لها ، هو علمهما بأن جميع بياناتهم قد اختفت من شركة توظيف الاموال التى وضعوها فيها بمعنى انهم ليس لهم بيانات على الإطلاق ، أى ضاعت كل الأموال الموضوعة بحسابهم ،
وانتظرت فريدة أن يتم فعل نفس الشئ فى الشركة الأخرى قبل أن يتم سحب ما بها ،

يبقى لها الآن الجد ، وللأن لم تجد له مدخل ، حله الوحيد فى عقلها أن يكتشف خيانة كل من حوله ،
أن يجد العقد الذى عقده لسنين قد فك فراته ، أن يعلم أن أقرب الناس له هم من ضربوه فى ظهره ، وأن من قتلها باقصائها كانت أوفى الناس له .

حددت فريدة موعدها واختارت الوقت الوحيد المجتمع فيه كل العائلة فى مكان واحد .

وصلت للفيلا فى تمام الساعة الخامسة تقريبا، فى موعد الغداء ،
خرجت من السيارة ووقفت تتأمل الفيلا لثوانى ،
تقدمت بخطوات ثابتة ، فقد حان الوقت الذى انتظرته
لسنين ، وآن الأوان لترتاح ،

فتح لها الخادم ،

...أهلا ياست فريدة ، حمدالله على السلامة ...

.... الله يسلمك ، هم فين ...

...على السفرة يافندم ...

...شكرا ، روح انت ...

اقتربت فريدة من الباب ، الغريب أنها وجدت نفسها محور الحديث بينهم ،

استمعت لحوارهم لنهايته ، ودخلت على كلمة الجد الموجهة لعادل ،

...خلاص انتهينا ، مش كل واحد بكلمة ، الموضوع ده قفلناه ، وانت ياعادل ، أظن احنا اتكلمنا فى الموضوع ده فى المكتب ، وده آخر كلام عندى ......

دخلت فريدة وهى تقول ... فعلا ده آخر كلام عندك ، كلامك خلاص انتهى ، وكلامى انا اللى هيبتدى ...

التفت لها معظم الجالسين عند رؤياها ، لكن الجد بمجرد رؤيتها وقف وعيناه متسعة ، رغم أنها لم تعرف نفسها بعد ، وهو لم يرها من قبل ، إلا أنه توقع من هى ، فهى نسخة مشابهة تماما من جميلة ابنته ، فهو فى النهاية أب مهما كان قاسيا ، ولم يتوقع أن يهتز لمجرد رؤيتها فقط ،

اقتربت فريدة منه وهى تقول
.... إيه ، بتبصلى كدة ليه ، شكلك زى ما يكون شفت عفريت ، ولا بشكل أوضح ، شكلك زى ما يكون شفت جميلة نفسها. ...

تلجم لسان الرجل للحظات لم يستطع التحدث فيها
أبتعدت فريدة عنه فى اتجاه كرسى جانبى ، كانت تضع حقيبة يدها ومفاتيحها عليه وهى تقول

...بمناسبة الكلام اللى انت قولتوهولهم فى المكتب ، انا موافقاك تماما عليه ، لأن انا نفسى مش عايزة أكون واحدة من عيلتك ، ميشرفنيش أن انتمى ليك ...

هنا تكلم الجد من غضبه ...واضح انك قليلة الأدب وناقصة رباية ...

...هههههههههههههههه ، صحيح انا ملقتش حد يربينى، بس الدنيا ربتنى وعلمتنى صح ، وده اللى انا هعرفهولكم دلوقتى ....

قام أكرم من مكانه عندما توقع اتجاه الحديث

...إيه الكلام ده ياجماعة ، أدب ايه إللى انتو بتتكلموا عنه ، تعالى يافريدة جمب جوزك هنا ...

نظرت فريدة لعادل الذى ظل جالسا و صامتا ، فقط عيناه متعلقة بها ، وقالت

... أنا مش جاية اقعد ، انا عندى كلمتين ، جاية اقولهم قدام الكل خاصة كبير عيليتكم ، الرجل المحترم والأب الحنين. ..

...عايزة ايه يابنت جميلة ...

... أنت آخر واحد اعوز منه حاجة ، قلتلك ، انا جاية هنا عشان نتكلم سوا مش اكتر ، اصل أمى حكتلى حاجات كتيرة اوى من اللى كانت بتحصل معاها هنا ، ممكن اقول حاجات كانت بتحصل فى كل البيوت لكن لما الكل يتفق عليك ويدمروك ، يبقى ده اللى فيه كلام ...

امتقع وجه سميرة من تلميح فريدة عما حدث

...هم مين اللى اتفقوا عليها ، وبعدين خلاص مل حاجة انتهت ومفيش كلام تانى ...

...مفيش حاجة انتهت ، انت عرفت اصلا مين عمل فيها كدة ولا انت فاكر أنها عملت كدة بمزاجها عشان كدة طردتها تانى ،...

...الله واعلم مين ، انا كنت شوفت ، المهم انها جابتلى العار وخلاص ...

...أنا بقى شوفت ومنستش وشه لحد اللحظة دى ، وفضلت وراه لحد ما وقعته ، وخليت كلاب السكك تنهش لحمه زى ما نهش لحمها ....


إعدادات القراءة


لون الخلفية