الجزء 38

دموع ممنوعة ،، هناء النمر

الجزء الثانى ،، الفصل الخامس عشر ،، بارت تانى

..........................................................

... ممكن تهدى ، عصبتينى وانتى رايحة جاية كدة ...

قالت بعصبية ... اهدا ، اهدا ازاى ؟ انتى عايزة تجننينى ، ما انتى شوفتى بعينك ، ده زى ما يكون اتسحروا اول ما عرفوا أنها حامل ، زى ما يكون هتجبب ولى العهد ، انا هتجنن ، كل ما اظبط اللى هعمله فيها عشان أخلص منها ، حاجة تحصل تهد كل ترتيبى . ..

قالت عالية بسخرية ... سبحان الله ياشيخة ، ربنا مش رايدلها الشر منكوا. ..
ل
... عالية ، انا مش ناقصاكى ، متنرفزنيش اكتر من كدة ...

..، انا مالى ، انا سايباكو وماشية ، انا اصلا مليش فى الحوار ده ومش عايزة ادخل فيه ...

... مع الف سلامة يااختى ، اصلا الكلام معاكى بقى زى قلته ...

بعدما خرجت عالية ، استدارت سميرة لسهام التى تقف و تستند بكتفها على حافة الشباك المرفق بالصالة الملحقة بجناح سميرة ، بشرود واضح وعينيها تتجول فى الحديقة الأمامية بغير هدى ،

... وبعدين انتى كمان ، هتفضلى متنحة كدة كتير ، انتى اصلا من ليلة الحفلة وانتى مش على بعضك ...

... مفيش حاجة ، انا طالعة ...

... استنى هنا ، رايحة فين ، ايه البيت اللى كله مجانين ده مالك ...

توجهت سهام لأقرب كرسى وجلست وهى تقول بحزن
... شفتى كان هيتجنن عليها ازاى ، ولما عرف أنها حامل كان عامل ازاى ، زى ما يكون اضرب رصاصة ، كنت حاسة انه هخرج يدور فى الشوارع ، عمره ما قلق عليا كدة ، حتى لما حملت ، مفرحش كدة ، ولما البيبى نزل ، حسيت انه مش زعلان اصلا ، مع أنه كان بيحبنى اوى ، ايه اللى حصل ، مبقاش حتى يطيق يشوف وشى ، للدرجادى حبها وبالسرعة دى ...

سندت سميرة رأسها بأصابع يدها الشمال وقالت بمنتهى السخرية
... والله ، ايه التماحيك دى ، من امتى وعادل يهمك ، الله يرحم أيام ما كنا بنتحايل عليكى عشان توافقى عليه ، ولا دلوقتى حلى لما راح لواحدة تانية ....

... حلى ولا محليش بقى ، انا بكرة هكلم بابا واقوله اروح عند خالتو يومين ، مبقتش طايقة أفضل هنا...

... عليا انا الكلام ده ، خالتك برده ولا جو جديد ...

ألقت عليها نظرة حانقة توازى الضيق المعتمر داخلها من كافة ردود أفعال عادل التى تتابعها بتدقيق ناحية فريدة ، بالإضافة لمعرفة فريدة بأمرها مع من لها علاقة بهم ، وقد اجبرتها بذلك على التزام الصمت التام ، واتخاذ موقف حيادى تجاه كافة الأمور الخاصة بها والا أخبرت الجميع بأمرها .

.... لا جو ولا غيره ، انا فعلا محتاجة اريح اعصابى من اللى بيحصل ده ...

... فى ايه ياسهام ، ايه اللى حصل بالظبط ، من امتى وانتى كدة ؟

... طلعت عارفة عنى كل حاجة ...

....كل حاجة ؟
...
... وبالصور والفيديوهات ، ومش كدة وبس ، ده هددتنى لو مسكتش وبعدت عن طريقها وعن عادل ، هتقول للكل ...

... وعرفت منين ؟

قالت بسخرية ... منين ؟ ده سؤال برده ، انتى ناسية أن دى شغلتها اصلا ...

.. يانهار اسود ، انا ازاى مفكرتش فى كدة ، ده ممكن اصلا تكون متابعانا كلنا من غير ما نعرف ...

قالت سهام وهى تمسك برأسها بكفيها... انا عندى صداع جامد ، انا هروح اوضتى ، يمكن اعرف انام ، مع انى اشك ...

قامت وخرجت مباشرة ، تحت أعين سميرة النارية والتى تبعتها حتى خرجت ، لتقول هامسة .... لا ، كدة كتير اوى ، لازم حل وبجد ، وبسرعة جدا ...

ثم قالت بصوت أعلى نسبيا ... فينك ياابراهيم ، أما اشوف هتتصرف ازاى فى اللى بيحصل ده ...

....................................................................................

وقف محمود فى غرفة المكتب يتلفت حوله فى غرفة المكتب ذات الطراز التسعينى القديم الذى لا يتناسب مع العصر الحديث ، ولم ينتبه لعادل الواقف على باب المكتب من الداخل ،
وحين انتبه توقف مكانه دون حراك ، ينظر كل منهما للأخر للحظات قبل أن يقطع عادل هذا التحدى البصرى بتقدمه ناحيته وهو يقول
... أهلا أستاذ محمود ، خير ...

... أولا انا اسف انى جيت من غير ميعاد وكمان بدرى كدة ، بس حبيت ألحقك قبل ما تروح أى مكان ، لأنى معرفش ليك أى مكان ثابت غير أنى مش معايا أى رقم تيليفون ليك ، مع انى كنت قلقان جدا أن فريدة تشوفنى هنا ...

ذكر اسمها من فمه هكذا ومجردا من أى لقب أصابه بالضيق ، لكن لم يعلق أو يقاطعه وتركه يكمل

... أصل بصراحة الموضوع اللى انا جاى فيه ، صحيح يخصها لكن انا مش عايزها تعرف أى حاجة ، أو أن انا بلغتك باللى هقوله ...

... تقدر تقول اللى انت عايزه على طول وكن غير مقدمات ...

... مازن ..

.. وبعدين بقى ، انا مش هخلص من مازن وحكاويه ، ماله سى زفت ، ومال فريدة بيه ؟

... ناوى يأذى فريدة ...

ارتفع صوت عادل وهو يقول ... أفندم ، بتقول ايه ياحبيبى ؟!

... براحة ارجوك ياعادل عشان افهمك ...

ربع عادل يده على صدره وقال ... اللهم طولك ياروح ، اتفضل قول ...

قص محمود بإيجاز ما كان من مازن ، ودور فريدة فيما هو متعلق بالشركة ، وفى النهاية تهديد مازن بخصوص فريدة وفى نهاية كلامه قال

... انا بس حبيت انبهك عشان تاخد بالك ، وأنا على قد ما اقدر هعمل اللى اقدر عليه ...

أنهى محمود كلامه بدون اى تعليق أو أى تعبير ظهر على وجه عادل يوضح له ماهية ما ينوى قوله ، لكن ما بدا له هو العكس تماما ،
عادل محتفظ بملامح هادئة بلا تعبير على وجهه ، حتى أنه لم يتحرك إلا عندما فك تربيع زراعيه واقترب خطوتين من محمود ثم قال بصوت متزن ومتماسك ومشبع بغضب والشر وضح فى نظراته

... اللى هيقرب من مراتى ، مش هيكفينى فيه حياته كلها ، وكدة كدة كفاية علي اخوك اوى كدة ، انا طلبت منه كتير يبعد عن طريقى ، والظاهر مفيش فايدة ، يبقى كدة هو إللى اختار وحدد اللى هيحصله ...

ثم استدار وأعطاه ظهره وهو يقول
... عموما متشكر على التنبيه ياأستاذ محمود ، ومتقلقش ، انا اقدر احمى مراتى كويس اوى ، وتأكد انى هتصرف مع مازن صح ، تقدر تتفضل انت ، مع السلامة ...

لطالما سمع عن عادل فى أوقات غضبه من معظم من تعاملوا معه وهو على هذا الوضع ومنهم مازن نفسه ، لكن ما رآه فى عينيه الآن وهو يحدثه قد فاق بكثير ، الآن لا يعلم أن كان على حق في أخباره أم ماذا .

..............................................................................

جلس قبالتها وهى نائمة يتأمل هذا الوجه الملائكى الذى غير حياته منذ أن دخلها ، بكل ما فيها من من صفات قد عشقها كما هى بإرادتها الحديدية ، قوة شخصيتها ، جرأتها التى قد تصل فى بعض الأحيان للوقاحة ، حتى لحظات انهيارها التى شاركها إياها ،
والآن ابنه أو ابنته الذى ينمو الآن فى أحشائها ، لن يتركها تبتعد عنه مهما كلفه الأمر ، ولن يسمح لأحد بالاقتراب منها ابدا ما بقى له من أنفاس ، حتى وإن كان من عائلته نفسها .

هى زوجته وامرأته وأم ابنه وحبيبته ، وهى الجانب الآمن من هذه العائلة فأن له أن يتركها ، أو يترك أحد يؤذيها .

تململت فى نومها ، ثم فتحت عينيها بالتدريج ، فوجدته يجلس قبالتها على كرسى وعينيه عليها ، لم تندهش أو تفاجأ فقد اعتاد الجلوس هكذا فى الآونة الأخيرة وقد اعتادت رؤيته فى أوقات كثيرة يتأملها وهى نائمة ،

كانت ابتسامته حانية رقيقة وهو يقترب منها ، انحنى عليها وقبلها من جبينها ثم نزل على ركبته على الأرض بجانب الفراش ، فقالت

.... انت عرفت ، صح ؟

كانت تقصد الحمل وقد أماء لها بالايجاب ، فسألته ثانية

... ازاى ؟ محدش يعرف ...

ابتسم وهو يقول ... أولا كنت شاكك ، انتى قلتيلى أنها مظبوطة معاكى باليوم ، و 12 كل شهر ، وانهارضة 25 ، ولسة ، سبتك تتأكدى براحتك وبعدين تقوليلى ...

.. وثانيا ...

... ثانيا ياستى ، ريهام اكدتلى شكى. ..

... ريهام ! ؟

... ايوة ، كانت هنا مع جوزها لما قلقت عليكى ، هى مقالتهاش بصراحة ، بس لما كررت فكرة انك ممكن تكونى دختى فى اى مكان وحصلك حاجة ، سألتها بقى ، معرفتش تكدب ...

.. معنى كدة أن البيت كله عرف ..

... الكلام كان قدام الكل ...

... حلو اوى ...

... أنتى مدايقة انهم عرفوا ، دول كلهم فرحانين اوى ، بالذات جدى ...

ضحكت بسخرية ثم قالت ... فعلا ، فرحانين ...

... مش مصدقة ليه ؟

... سؤال غريب اوى ..

... حاولى تنسى اللى فات يافريدة ...

رفعت عينيها له بعد أن زالت ابتسامتها من طلبه هذا ، ثم قالت فى نفسها ... إن لم يكن هذا الطفل حياديا فى الامر ، فإنه سوف يكون السوط الذى ستهلك به أجسادهم جلدا وعذابا. ..

يتبع


إعدادات القراءة


لون الخلفية