الجزء 46
دموع ممنوعة
#هناءالنمر
الجزء الثانى، ، ، الفصل العشرين والأخير
رفعت رأسها ليضع زراعه الغير مصابة ، لتستريح رأسها عليها ، وبعدما شعرت بهدوء ألمه قالت
... البيبى نزل فعلا ياعادل ...
شعرت بأن جسده تجمد تماما بجانبها بل وانفاسه الساخنة التى كانت تشعر بها انقطعت أيضا ، بعدها بلحظات التفت لها ببطئ قائلا
... ازاى وامتى ، انا لسة مكلم الدكتورة بتاعتك حالا وطمنتنى ،بس طلب ليكى راحة مش اكتر ...
أخفضت عينيها لأسفل لتقول بحزن ... من ساعة تقريبا ، دم كتير ، وقالولى أن دى إشارة الإجهاض ...
... وساكتة ليه ؟ ليه مقولتيش ساعتها ...
رفع عادل يده لجهاز استدعاء التمريض وضغط عليه ، ثم تحامل على ألمه ليعتدل من جانبها ،
بالحق شعرت بغضبه الشديد وحزن أشد والذى تنافى تماما على ما أخبرها به للتو بشأن انه لن يحزن أن فقدا الجنين وسوف ينتظر لأن يعوضهما الله عنه ،
والغريب أن حزنه لم يدايقها فى شئ بل العكس تماما ، شعرت انه اسعدها أكثر وجعلها تشعر بقيمتها بقدر قيمة الطفل الذى تحمله بين جنباتها ،
دخلت الممرضة ، وطلب منها عادل أن تخبر الطبيبة التى تتابع فريدة بشأن الدم الذى أخبرته عنه ، وطلب منها أن تخبرها أن تأتى الآن وفورا ،
خرجت الممرضة وجلس عادل على الكرسى ، ورفع سماعة هاتفه ليجرى مكالمة ما ، والذى وجدتها فريدة مع الطبيبة نفسها ليؤكد عليها الحضور الآن .
تأملته فريدة بحالته هذه واندهشت من شعورها بالاشفاق عليه من حزنه هذا ، فما اكتشفته أخيرا أن عادل قد عاش وعايش الكثير والكثير ،
والذى قد تصورته فى وقت ما انه ممن ولدوا بالملعقة الدهب فى أفواهم كما يقال ، وأنه لم يشعر بالهم والحزن طوال حياته خاصة بعدما اكتشفته بشأن ثروته الخفية فى الخارج ،
دخلت الطبيبة وتتبعها ممرضتين ، وعاملين يجرون جهاز سونار ( أشعة تليفزيونية للجنين ) حديث مثبت على طاولة تتحرك على الأرض بعجلات صغيرة ،
قاموا بتشغيله ثم انسحبا خارجين ، بعدها تحركت أحد الممرضات بتجهيز فريدة لإجراء السونار فيما كانت الطبيبة تستفسر عما حدث ،
وكل هذا يتم تحت أعين عادل وهو صامت تماما ،
بعدما انتهت الطبيبة من كل إجرائها ، ابتسمت لفريدة وقالت
.. مين قالك أن البيبى نزل ...
فاندفع عادل ملاحقا قبل أن تجيب فريدة قائلا ... يعنى موجود...
قالت الطبيبة ... ايوة موجود الحمد لله ...
تنفست فريدة الصعداء واغمضت عينيها راحة فتابعت الطبيبة قائلة
... بس طبعا مش هنستهون ، معنى أن فى دم نزل ، يبقى احنا كدة فى خطر أكبر ، محتاجين ناخد بالنا اكتر ونرتاح اكتر وفى نفس الوقت هزودلك جرعة المثبت وربنا يستر ...
مد عادل يده وامسك بكف فريدة مومئا لها بإبتسامة رائعة جعلتها تبتسم تباعا ، فيما كان الجميع يغادر الغرفة .
..............................................................................
بعد عشرة أيام .........
،،،،،،،،،،،،
... عادل ...
نادته سميرة وهى تخرج من باب المصعد وتتقدم ناحيته أثناء خروجه من غرفة جده متجها للخارج ،
توقف على مضد منه ثم استدار لها قائلا
... خير ...
توقفت أمامه قائلة. .. للدرجادى ياعادل ، دا أنا مهما كان أمك ..
قال بعدم اهتمام ... مفيش داعى للكلام ده ، انا عندى شغل ...
وهم بالابتعاد لولا أن استوقفته يدها ليستدير مرة أخرى ليرى دموعها التى سالت على خديها والتى لم تؤثر فيه اطلاقا فقال
... مفروض انى اتاثر بدموعك دى ، متنسبش انى اتعودت أنها كدب فى كدب ، فكك منى بقى ، انا مبقتش قادر على العتاب والملامة والكلام ده كله ، ريحى دماغك منى ، سلام ..
... استنى ياعادل ...
... استنيت ، خير ؟
... أبقى حتى أسأل عليا ، من وقت ما خرجت من المستشفى على بيتك التانى ، وأنا مبشوفكش خالص ، بتيجى لجدك أوقات وخلاص ،انا فين بقى ...
.. أنتى موتى خلاص ...
صعقتها اجابته فقالت بتقطع ... مت ؟
... بالنسبالى ايوة ، وبدأت أعود نفسى على كدة ...
... آه ، دى اكيد مراتك اللى عايزة كدة ، انا عارفة ...
قال عادل بفروغ صبر ... يوووه ، مراتى ، مراتى ، انا مفيش فى دماغك حد غيرها ومن قبلها أمها ، مينفعش تقولى مثلا أن ده بسبب عمايلك من ناحيتى ، بسبب افتقادك للضمير والأخلاق فى حياتك ، افتقادك لكل مشاعر الأمومة من ناحيتى ، خيانة وخداع ومصايب ملهاش اول من آخر ، خونتى ابويا من أول سنين جوازكم ، ومع مين ، مع أخوه ، ضعيتيه وموتيه بحسرته ، وضعتينى انا كمان معاه ، وبعد ده كله لسة بتدورى على سبب لتصرفاتى ناحيتك ، ايوة ، انتى موتى بالنسبالى ، ومش من دلوقتى ، من زمان ، وانتى حاسة بكدة بس كنتى بتغالطى نفسك ...
كانت تقف أمامه ، تستمع بكلماته بل طلقاته مزهولة تماما فيما خرج عصام من باب المصعد على آخر جملة قالها عادل ،
فتقدم منهم وقال
... براحة ياعادل ، دى مهما كان أمك ، بتكلمها كدة ليه ؟
اعتدل عادل لعصام قائلا بلهجة واثقة يشوبها التحذير
... ملكش علاقة انت بالموضوع ده ، دى مش قضيتك ، كل واحد يمشى حياته زى ما هو عايز ، اللى بينا شغل وبس وعايزين نكمله على خير ...
كانت الرسالة الموجهة لعصام واضحة وصريحة من أخوه الأكبر ، خاصة أنه يعلم أنه على حق تماما فى اى رد فعل من ناحية والدته ،
انسحب عصام بهدوء بعد أن ألقى نظرة لوالدته وإماءة صغيرة تعنى أن مررى الموقف بهدوء ،
بعدها قال عادل قبل أن يذهب
.... انا سبت البيت خالص ، ومش هرجع ، وده افضلك وافضلى انا كمان ، مش عايز مشاكل ، وابعدى عنى وعن مراتى خالص ، خليكى مع نفسك ومع حبيب العمر بتاعك ، عيشى فى المزبلة اللى طول عمرك عايشة فيها ، بس بعيد عنى ، ومتدخلنيش تانى طرف بينك وبينه ، انا لحد دلوقتى مش فاهم ايه فكرتك فى انك تقوليله انى ابنه مع انك متأكدة أن دى مش حقيقة ، عشان تزليه بقى ولا تخوفيه ، دى حاجة تخصك ، انا خلاص خرجت من حياتك نهائى ، وده آخر كلام عندى ...
ثم تركها وابتعد وعينيها تتبعه حتى توارى عن انظارها تماما وهى تبكى حالها بعد فقدانها لدعم عادل بالذات وليس فقدانها له كإبن بار لها .
..........................................................................
بعدها بعشرة أيام أخرى ،،،،،
،،،،،،،،،،،،
يجلس عادل على قمة طاولة الاجتماعات الخاصة بمكتب جدا ، أو بمعنى أصح ، رئيس مجلس الإدارة ، ويجلس على جانبه الأيمن عمه أكرم وبجانبه الممثل القانونى ، وعلى جانبه الأيسر عصام أولا وبجانبه مجدى ،
أغلق كل منهم الملف الذى أمامه بعد ان وضع كل منهم امضائه على كافة العقود العقود والاتفاقات الموجودة فيه
قال عادل ...لآخر مرة ياجماعة ، قبل ما الورق ده يتسجل ، حد عايز يرجع فى كلامه أو يغير أى بند أو حتى الجزء الخاص بيه ...
ابتسم عصام ومجدى بدليل الموافقة وقال أكرم
.. خلاص ياعادل ، كله تمام ...
فقال عادل .. وحكاية انى رئيس مجلس الإدارة ، ده نهائى خلاص ، العقد هيتسجل ...
قال مجدى ..، خلاص ياعادل ، اتكل على الله ...
جمع عادل الملفات واعطاها للمحامى وطلب منه أن يبدأ فى التسجيل الفورى ،
اماء الرجل بالايجاب ثم استأذن بالخروج ،
قال عصام ... خد بالك انى مش راضى برده عن حصه عمك إبراهيم ، ده احسن مصنع وكمان مرتبط بنشاط الشركة اللى عملها ، يعنى فايز من كل ناحية ...
ابتسم عادل بعد أن تبادل نظرة معينة مع عمه قائلا ... لسة برده غشيم فى الادارة ياعصام ...
.. ازاى بقى ...
... زى الناس ، وهو اغشم منك انه وافق ، مش بس وافق ، ده هو اللى تقريبا طلبه بنفسه ، يمكن فعلا المصنع ده بالذات انتاجيته أفضل ، بس مصنع اعتمادى ، من غير باقى المجموعة دى هينهار ، غير باقى المصانع هنا ، أى مصنع فيهم ممكن ينفصل بسهولة من غير خساير ، مش بس كدة ، ده يكمل ويقف وينجح لوحده ، انما التانى احنا اللى بنوردله تركيباته ، واحنا اللى بنوزع واحنا اللى بنصدر ، غير عقوده اللى مرتبطة بينا من سنين ، وأظن انت عارف احنا قد ايه تعبنا عشان نوفر للمصنع ده مواده الخام ، لدرجة المزرعة اللى اتعملت وجبنالها أكبر وأهم مختصبن فى الزراعة عشان ننفذها ، وصرفنا ملايين ، ومشوفنلهاش إنتاج غير بعد ست سنين ، ولو حاول يجيب المواد والنباتات دى من برة ، مش هيعرف ، وأن عرف هيلاقيها بملايين ،
ببساطة كدة كل عقود التوريد كانت قبل كدة بأسعار قليلة جدا ، لأن ده مصنعنا اصلا ، وكان انتاجنا الاساسى ، وارباحه للكل ، مش محتاجين تغلية، لكن مادام اتقسم ، يبقى هنشتغل بكل المواد بتاعنا بأسعار السوق العالمى ، يعنى كل مصنع عندنا هيبقى نقطة إنتاج لوحده ، وعندنا عروض فعلية بأرقام وهمية لكل مصانع الكريمات على مستوى العالم ...
قال عصام بزهول ... فعلا ..
أجابه أكرم قائلا .. واكتر من كدة ، والمزرعة كمان ، مش ملاحقين عروض وطلبات ، غير أن فى خطة متكاملة لتوسيع إنتاجها ،
وبمجرد ما تنتهى العقود الحالية مع مصنع الكريمات اللى خده إبراهيم ، وده على أول السنة طبعا ، هنجددها بأسعار السوق العادية ،
وكمان هندرس بعض العروض اللى عندنا ونبدأ نوسع التوزيع ...
قال مجدى بفرحة ..، معنى كدة أن المصنع مش هيبقى نقطة إنتاج رئيسية ، ده بالعكس ، لو بيكسب مليون ، هيبقى ربع ...
أجابه عادل ...وأقل من كدة وحياتك ، احنا تقريبا كنا بنوردله أغلى مواد خام فى العالم ببلاش ، لأن ده كان مصنعنا ، يعنى بنعوض انتاجية كل مصنع بالتانى ، دلوقتى احنا مؤسسة منفصلة ، هنشتغل بالأسعار العادية ، ولو مش عاجبه يروح يجيب من مكان ما يحب ، واحنا الف جهة هتموت على انتاجنا ...
ابتسم الجميع فرحا ، فقال عادل
... يلا كل واحد على مصنعه ، وزى ما اتفقنا كل المستجدات أعرفها اول باول ، واجتماعنا هنا مرتين فى الاسبوع ، الاتنين والخميس ...
خرج عصام ومجدى ، فقال عادل لعمه الحبيب
... لسة مصمم على المزرعة برده ...
قال أكرم بحنان ... عايزة ارتاح شوية ياعادل ، اللى حصل الفترة اللى فاتت مش سهل ياابنى ، هاخد عالية ونتدارى بعيد عن الناس شوية ، يمكن الدنيا تهدى ...
... سامحتها ياعمى ؟
... عالية طيبة و جواها خير ، هى بس الطمع كان واخدها شوية ،
وكمان أن مبقاش فى العمر قد اللى راح ، ربنا يسويها من عنده ،
وبعدين نسيت سهام ، عايزاالها امئم أحبسها فيه ، ياكدة ياأخلص عليها وأسكت ...
... معلش ياعمى ، ربنا يهديها ...
...يارب ، بس حلوة التدبيسة اللى وقعت فيها إبراهيم دى ...
ابتسم عادل ساخرا وهو يقول ... هو إللى دبس نفسه مش انا ، طمعه هو إللى وصله لكدة ، حط نفسه تحت ايدى بمزاجه ، عارف لو كان اختار أى مصنع غيره ، كان يمكن احنا اللى بقينا تحت رحمته ، على أساس أنه هيبقى مورد ، صحيح كنت هتصرف ومش هسيبه يتحكم فينا كتير ، بس على الأقل كان هيثبتلى انه ذكى شوية ، بس للأسف ، طول عمره حمار ، وهيفضل حمار ....
... ربنا يوفقك ياابنى ، وخد بالك منه كويس ، ده تعبان ، ميئامنلوش ...
... ربنا يستر ، انت بس كل أما تفتكرنى ادعيلى ...
... بدعيلك والله على طول ، أمشى انا بقى وأسيبك تشوف شغلك ، انت وراك هم ما يتلم ، وسلامى لفريدة ...
... يوصل أن شاء الله ، مع السلامة ...
التف عادل حول مكتبه ليجلس على كرسيه الخاص منذ الأن
،، كرسى رئيس مجلس إدارة مجموعة مصانع المصرى ،،
................................................................................
كانت تمدد قدمها على كرسى فوتى طويل فى أحد الشرفات الواسعة للفيلا التى طلب عادل من مجدى أن يبتاعها له فى مجمع سكنى (كمباوند) يتوسط المسافة بين مكتب فريدة ومقر إدارة مصانعه ،
تستند بظهرها على مسند قطنى ناعم وعلى قدميها الكومبيوتر المحمول الخاص بها وفى اذنها السماعة الخاصة به ، وكالعادة تستمع لبعض الفيديوهات المسجلة والتى ارسلت لها من مكتبها ، فينا كانت تقلب بيدها بين صفحات أحد الملفات ،
تقدمت الخادمة الجديدة ووضعت أمامها كوب كبير يحتوى على سائل بنى اللون ، ونبهت فريدة لوجوده حيث كانت شاردة تماما فيما تقوم به
سحبت فريدة السماعة من اذنها وهى تقول ... ايه ده ...
... ده لبن بالشكولاتة ...
... انا طلبت قهوة ...
... بس عادل بيه أمر أن القهوة مرتين بس فى اليوم ...
بدأت علامات الغضب تظهر على ملامح فريدة ، فقد أصبحت لا تطيق تحكمات عادل فيما تأكل وتشرب وترتدى وتتحرك ،
وكانت على وشك أن تجبر الخادمة على أبعاد هذا المشروب والعودة بما تريد ، فيما استوقفها رنين هاتفها الخاص ،
أشارت للخادمة أن تذهب ، وأجابت الهاتف بعدما أبتسمت لرؤية اسم المتصل ،
قالت مباشرة ... ممكن افهم انت بتعمل فيا كدة ليه ...
... ايه بس ، عملت ايه ؟
... شوكلاته باللبن ، انا هشرب شوكلاته باللبن ياعادل ...
... ههههههه ، وايه المشكلة يافريدة ، أمال النونو ده هيشرب ايه ...
... قهوة ...
... نعم ، قهوة ؟
... ايوة ، دى جميلة ، ممكن بعد اذنك تخليهم 4 ...
... مرتين بس ، والباقى مشروبات تانية متهرجيش يافريدة ، بلاش دلع ..
.. انا زهقت ياعادل ، قاعدة فى البيت طول الوقت ومفيش حركة ، حتى القهوة لأ ، ولبن طول الوقت ، كدة كتير اوى على فكرة ...
... خلاص ياستى متزعليش ، 3 مرات بس ...
...يوووه ياعادل ، انت بتكلمنى منين اصلا ...
... المكتب ...
... خلصتوا ؟
.. ايوة ...
.. على إللى اتفقتوا عليه ؟
... ايوة ، انا رئيس مجلس الإدارة ، ومجدى مصنعين ، وعصام المصنع التالت ومعاه الشركة ، وعمى أكرم المزرعة ، وهيسافر فى أقرب وقت ...
... والجامعة ...
... خلاص بقى ، ياأجازة ، يااما هستقيل ...
... انت عارف أنى مش مقتنعة بالموضوع ده ، بس انت أدرى بمصلحتك ، هتيجى امتى ؟
... لأ ، لسة شوية ، عندى شغل كتير اوى ، ممكن على خمسة كدة ...
... خد بالك من نفسك ...
... وانتى كمان ، وبلاش قهوة كتير ، فاهمة ...
... ههههههههههههههه ، انا متعقد من القهوة ليه ، سلام ...
... سلام ...
أغلقت الهاتف ووضعته بجانبها ومدت يدها للكوب الذى أمامها ، قربته من أنفها تشمه ، ثم إعادته مكانه بسرعة وهى تقول
... والله حرام عليك ياعادل ...
دخلت الخادمة مرة أخرى لتخبر فريدة بأن والدها ينتظرها فى الخارج ولا يريد الدخول ،
وقفت فريدة بتمهل والتقتت حجاب خفيف كان بجانبها ووضعته على شعرها واتجهت للباب الخارجى ،
كان يقف بجوار سيارته ينتظرها
.. ايه ، مدخلتش ليه يادكتور ، زعلان منا ولا ايه ؟
... برده دكتور ، مش هتقولى يابابا بقى ...
ابتسمت فريدة بحنان جارف قائلة ... سيبها للوقت ، مش هتدخل ؟
... مفيش داعى ، انا قلت احود اطمن عليكى قبل ما اروح الشغل ، عاملة ايه انهارضة ...
.. الحمد لله ، فيما عدا الحرب اللى بينى وبين عادل على الأكل والشرب ، يبقى كل حاجة تمام ...
... ههههههههههههههه ، انا عارف ان عادل هو إللى هيظبطك ...
... بتضحك على ايه ، ده بقت حاجة تزهق ...
... هانت ، فاضل سبع شهور بس ...
..، اه تصدق هانت ، هفضل فى العذاب ده سبع شهور بس ...
... خدى بالك من نفسك ياحبيبتى ، واسمعى الكلام ، انتى عارفة انه خايف عليكى ...
... هتمشى ولا ايه ...
. ...يادوب ...
... بس هتيجى تانى ...
استوقفته كلمتها فإبتسم وقال ..، انتى عايزانى اجى تانى ...
ابتسمت فريدة قائلة ... أكيد ...
قبلها من جبهتها ، ثم استقل سيارته ، وألقى عليها نظرة بعدها ابتسم لها وعاد بسيارته للخلف ليستدير وينطلق بها للخارج وقلبه يغمره الفرحة كلما رآها ، صحيح أنها لم تناديه إلا بدكتور حتى الآن ، إلا أنه يكفيه سماحها له بالدخول لحياتها مرة أخرى ، وأيضا بعض النظرات الحانية من آن لآخر ،
أما فريدة تأملت سيارته وهى تبتعد ، بعدها جلست على الدرجات الرخامية أمام باب الفيلا الداخلى ، تتنهد قائلة بينها وبين نفسها
... مش زعلانة منك ياماما ، حقيقى مش زعلانة ، يمكن اللى عملتيه واللى قولتيله هو إللى عمل فريدة اللى موجودة دلوقتى ، بنى جوايا القوة والتحدى اللى قدرت أواجه بيه الدنيا ، وأتمنى انى أفضل كدة ،
وهربى ابنى أو بنتى على كدة ، القوة والانفراد والمواجهة والتحدى ،
الفرق الوحيد بينى وبينك ، انا هملى قلوبهم فرح وحب ، مش زى ما عملتى معايا ، زرعتى جوايا الحزن والكره والإنتقام ،
وللأسف من غير دموع ، مليتى قلبى منهم لدرجة انى مبقتش عارفة أبكى ، بس دلوقتى خلاص ، بقيت أبكى كتير ، تعرفى أن فعلا الدموع بتخفف الحزن وتغسل القلب زى ما بيقولوا ، غير ان بقى عندى القدرة انى ابدل المشاعر دى بمشاعر إيجابية أفضل بكتير ، ومهما حصلى فى الدنيا دى تانى ، اكيد عمرى ما هرجع للى كنت عايشاه ،
من الاخر كدة صالحت نفسى وصالحت الدنيا ياأمى ، بقيت فريدة بجد ...
تمت والحمد لله
هناء النمر