الجزء 13
دموع ممنوعة. . . . . . . . . الفصل الرابع عشر
الطبيعى أن تحاول كل امرأة الفوز بالرجل الذي تريده ، وإن كانت تملكه ، فمن الطبيعى أن تحافظ عليه بشتى الطرق ، لكن الوضع مختلف جدا مع فريدة ، فهى لم تملكه لتحارب من أجل أن تحافظ عليه ، وليست متأكدة من أنها تريده من أجل أن تحاول أن تفوز به ، كل ما يحدث لها هو اضطراب فى كل الأساسيات التى بنت نفسها عليه ، فهى لم تترك قلبها ابدا لرجل ، ولم تسمح لأى أن كان أن يقترب ، لكن مع عادل الأمور مختلفة ، فهى تشعر سيطرتها على نفسها تذهب أدراج الرياح فى وجوده ، تشعر بأن قدرتها على أبعاده تقل ، وهذا بالفعل ما كانت تخافه ، أن تغرق أكثر في بحره ، فهى تحتاج لكل ذرة فى قوتها لتنهى ما بدأته ، لكن الآن ماذا سيحدث معها .
********
فى داخل مكتب الشئون القانونية فى مبنى وزارة التموين ، تجلس فريدة على مكتبها وبجانبها الكاتب يباشر عمله ، وأمامها أحد الموظفين لتكمل معه التحقيق ،
.... كل الأوراق اللى قدامى بتقول انك طلعت الطلبية من غير امضائات كفاية ، يعنى المفروض أنك مختلس ، يعنى لازم القضية تتحول نيابة عامة ...
...ارجوكى ياأستاذة فريدة ، انا كدة هتسجن ، وولادى هيتشردوا. ...
... مفيش بأيدي حاجة اعملهالك ...
...والحل ، الله يخليكى ياست هانم ...
...اسمع ، فى حل واحد ....
...الحقينى بيه ...
...قسيمة الخروج ، لو قدرت تتصرف بقسيمة خروج رسمية بنفس التاريخ ، وتمضى عليها المورد ....
...لو على القسيمة ، اقدر اعملها ، وعم مسعد موافق انه يمضى على الحاجات اللى استلمها منى ، المشكلة أن المدير هو اللى رافض يمضى ويطلع الختم من عنده ...
....سيب موضوع المدير عليا ، هاتلى القسيمة بس وانا هتصرف ...
...حاضر ، ربنا يخليكى ياست هانم. ..
...تقدر تتفضل انت وهاتهالى بكرة ...
دخلت مشرفة المجموعة
...أهلا يامدام نهلة ...
...أنتى هنا ليه يافريدة ، ومين سلمك التحقيق ده ...
...براحة بس ، هو فى ايه ...
...فى انك عروسة يافريدة ، قومى يلا اتفضلى ...
...خضتينى والله ، انا اللى طلبت استلم ، وبعدين انا بقالى 10 أيام ، كفاية عليا ...
...أنتى هبلة ولا ايه ، هى حد يقول للعسل كفاية ، قومى يلا ، ليكى 10 أيام كمان ، تيجى تمضى وتمشى ...
...هههههههههههههههه ، ياسلام على الدلع ...
...أه طبعا ، ياما شلتيهم ، خليهم هم يشيلوكى شوية ...
...ماشى ياستى ، حاضر ...
**********
عادت للمكتب مرة أخرى ، فالبطبع لا تريد العودة الفيلا بأى شكل ، امضت فى المكتب أكثر من 5 ساعات ، حتى أصبحت الرابعة والنصف ، ومازالت لا تريد العودة ،
اتصل بها عادل ليسألها عن مكانها ، وهل وصلت للبيت أم لا ، أخبرته أنها مازالت لديها عمل لتنهيه ، وأنها غير جاهزة للعودة للبيت الآن ، أحس عادل بما بعتليها من ضيق داخلها ، سمح لها أن تبقى ، وأنه سيمر عليها بعد ساعة ، ليتناولا طعامهما فى الخارج سويا ،
... هو احنا رايحين فين ؟
...إيه ، خايفة لأخطفك . ..
... هتخطف مراتك ...
... اعملها على فكرة ...
...ياسلام ، بالمناسبة قولتلهم ايه فى البيت ...
...قولتلهم أن جاتلنا عزومة مفاجئة ...
... وهنروح فين دلوقتى. ..
...خلاص ، وصلنا ...
كانت السيارة قد أبتعدت تماما عن العمران ودخلت أحد المزارع الشاسعة ، وصلت لأحد المبانى فى منتصفها ، كان مبنى واسع جدا من دور واحد ، شكله بسيط من الخارج ، من الداخل عبارة عن صالة كبيرة ب أثاث راقى تربط أربع غرف ببعضهم ، فى نهاية الصالة يوجد ركنة واسعة إلى حد ما مصممة كمطبخ تحضيرى مكون من دوران رخام يحوطه بعض الكراسى المرتفعة ، تبدو من بعيد كأنها بار للمشروبات ،
... هروح أعمل حاجة نشربها لحد ما الأكل ييجى ، وانتى خدى راحتك ، تابعته بعينيها حيث ذهب لأحد الكراسى ، وضع جاكت بدلته عليه ثم فتح بعض أزرار قميصه ، ثم أزرار الاكمام وطواها لأعلى ، خلع حزائه وشرابه أيضا ، وبدأ يتحرك حافي القدمين باتجاه المطبخ ،
اندهشت من طريقته فى التكيف مع المكان ، لكنها اتجهت لنفس الكرسى وفعلت المثل ، خلعت الطرحة والجاكت الخارجى والحزاء أيضا ، واتجهت إليه وجلست على أحد الكراسى الموجودة أمام الرخام ،
كان عادل يتحرك بثلاثة جيدة فى المكان وكأنه مكانه الفعلى ،
...بيت مين ده ...
...هيكون بيت مين يعنى ، بيتى ...
...أنت عامل لنفسك صومعة بعيد عنهم ...
... ههههههههه ، صومعة مرة واحدة ، لا ياستى للدرجادى ، ده كان بيت أبويا ، اصله كان شارد شوية عنهم ، وكان بيسيب البيت كتير ...
انتهى من عمل النسكافيه ، وضع أحد الأكواب أمامها والكوب الآخر أمامه وجلس فى الجهة المقابلة ،
...أنتى كلتى أى حاجة ن الصبح ...
...أه متقلقش ، عملولى عزومة فطار انهارضة بمناسبة رجوعى. ..
...كويس ، شكلهم بيحبوكى. ..
...الحمد لله ، وانت ، أكلت حاجة ، انت مبتفطرش اصلا ، ...
...الصبح ، لا ، بس بأكل أى حاجة على الساعة 11 كدة ، بفكر انا مجدى دايما هناك ، لكن لو فى الكلية ، باكل اى بسكوت مع شاى وخلاص ...
...أنت صحيح هترجع امتى ...
...بعد يومين ، واخد 15 يوم ياستى ...
..الله يساهلك، ووافقولك على 15 يوم ....
..هو انا اللى عملتها ، انا لقيت عمى اللى جايبلى ورقة الإجازة ، أذاى، ومين اللى عملهاله ، معرفش.. ..
....راجل طيب عمك أكرم ده ....
...ماهو خالك انتى كمان ...
صمتت فريدة ولم ترد
...فريدة ، لو قلتلك أنى حاسس أنى بتبعدى عنهم ، صح ولا انا غلطان ...
...سيبك من الموضوع ده ياعادل ، وقوللى ايه لازمة العزومة الجميلة دى ...
قبل أن يجيب ، رن جرز الباب ،
...الأكل جه ، طلبته قبل ما أوصل عندك ...
استلم الاوردر وبدأ فى فتحه وتجهيزه ، قامت من مكانها لتساعده وبدأت فى فتح العلب ،
بدأ الاثنان فى تناول الطعام ، رغم قلقها من الموقف بكامله، بدأ توترها يقل من معاملته البسيطة وعدم التلميح لأى نية نحو أى شئ ،
وفجأة وهم يتناولوا الطعام ، سألها
...امبارح، لم قولتيلى أن انا اللى نويت أنهى علاقتنا ، كنتى تقصدى ايه ،، تقصدى ميس ،،
تجمدت فريدة وتوقفت حركة فمها عن المضغ ، لكنها لم ترد ، تابع ما يقول
... احنا تلاتة بس اللى شايلين اسم العيلة ، انا ومجدى وعصام ، عشان كدة جدى كان رافض أن أى واحد فينا يبعد نهائى ، حتى فى الجواز ، صمم يجوز كل واحد فينا واحدة من بنات عمو، مجدى وعصام ، كان قدامهم فرصة يختاروا ، لكن فى وقتى ، مكانش متاح غير سهام ، للأسف كانت نصيبى انا ، نصيب مقدرتش ارفضه ، أو بمعنى أصح مقدرتش اصمم على رفضى ،
مع الوقت اتعودت عليها ، لكن للأسف إلى مقدرتش اتعود عليه تقليدها لأمى وأنها تحكيلها كل حاجة بتم بينا، وللأسف فى الآخر كدة تحررها زيادة عن اللزوم .بقى الخناق والمشاكل بينا مبتنتهيش ، كرهت وجودى فى البيت ، وبقيت طول الوقت برة ، يافى الشغل ، يااما هنا مع بابا ، خاصة أن فى الفترة الأخيرة كان تعبان اوى ،
أبويا مات ، وجدى تعب اوى من زعله عليه وسافر ، وعمى اتشغل اوى فى الشغل ،
بدأت أحس بالوحدة مع المشاكل اللى كنت فيها مع سهام ، ومشاكلى مع ماما .
فى الوقت ده ، ظهرت ميس ،...
عند سماع الاسم رفعت فريده وجهها له ، منتظرة الباقى
....اتعينت عندى فى المصنع بسبب مشاكل فى الحسابات ، هى فعلا عملت شغل كويس فيها ، بس الشغل الأكبر كان عليا انا ، اهتمام وحب ومواساة ، زى ما انتى عايزة ، وزى ما الكتاب بيقول ، مكانش عندها مشكلة خالص أنى متجوز ، كانت مقضياها معايا على أمل أنى أطلق واتجوزها. ..
سألته ...مقضياها معاك يعنى إيه ...
...بصراحة ، كل حاجة متاحة ماعدا العلاقة الفعلية ...
...ومازالت كدة لحد دلوقتى؟
...هتصدقينى ؟
...وايه يخلينى اكدبك، انت اللى اتكلمت لوحدك ، مش انا اللى طلبت ...
...أنا بعيد عنها من يوم ما عرفتك ...
...من يوم ما عرفتنى ...
...أيوة ، تقريبا من تانى مرة اتقابلنا فيها ، ومشوفتهاش من يوم ما اتجوزنا غير مرة واحدة فى المصنع ...
حاولت فريدة سبر اغواره من عينيه لكنها لم تلقى نجاحا بينا فى ذلك ، فقررت تأجيل التفكير لوقت لاحق ، لتدعه الآن يخبرها بما يشاء ،
... فريدة ، انا مكنتش مخطط لأى حاجة حصلت ، كلها لحظات قوة على لحظات ضعف ، طريق اترسملى ومشيت فيه ...
...وانت سعيد وانت بتقول كدة ...
..اكيد لأ ، بس مش بأيدي ...
...أنا مبحبش السلبية ياعادل ، مش هقولك أن كل حاجة حصلتلى كانت بأيدي ، لكن على الأقل كل حاجة انا عملتها ، كنت أنا اللى بحددها وانفذها بالشكل اللى انا عايزاه. ..
أنهت آخر كلماتها ورفعت الطبق الخاص بها ورمت به فى السلة ، غسلت يدها وبدأت فى تجهيز الشاى ، فهى من عاشقى الشاى بعد الطعام ، كل هذا وهو يتابعها بعينيه ، وهو يفكر فيما قالت ،
لكنه فاجأها بما لم تتوقعه منه ، والآن بالذات
...انا اسبابى واضحة فى جوازى منك ، وأعتقد أنها مقنعة ، لكن انتى ، مش مقتنع ابدا بأسبابك فى جوازك منى ، انتى وافقتى تتجوزينى ليه يافريدة ؟
يتبع