الجزء 18
دموعها ممنوعة ......الفصل التاسع عشر
انطلقت السيارة بعيدا عن الفيلا متجهة لبيته الخاص الذى قضت معه فيه ليلة أمس ،
أسندت فريدة رأسها على الكرسى واغمضت عينيها ، وذهبت فى ثبات عميق وكأنها نامت بالفعل ،
أما عادل فظل طوال الطريق يفكر فى سبب الحالة التى هى عليها ، هل أخبرها أحد برأى جدها فيها ، أم أن هذا بسبب تجميعة الأحداث حولها ،
وصلت السيارة للبيت وعندما توقفت ، فتحت عينيها مما أكد لعادل أنها لم تكن نائمة ، لكن لم حالة الصمت الغريبة التى هى عليها ،
فتح الباب وتقدم هو واضاء المصباح الجانبى للصالة ،
التفت لها ، وجدها تفك حجابها ، أنهت فكه ، وبدأت فى خلع حزائها ، ثم الجاكت ، وتبعته بالفست ،
كانت مغيبة تقريبا ، تتعامل وكأنها موجودة وحدها فى غرفة مغلقة ،
أما عادل فهو يقف ومندهشا تماما مما تفعل ،
بدأت فى فك أزرار الجينز الذى ترتديه ،
ياالله ، هى تقف الآن أمامه وفى صالة منزله ، وهى ترتدى ، لا يعلم ماذا يقول ، فقط بودى بحمالة رفيعة وشورت قصير ، الذى يطلقون عليه هوت شورت،
مدت يدها لطرف البودى لتخلعه هو الأخر ، صرخ عادل فيها
...فريدة ، ايه اللى انتى بتعمليه ده ...
...أنت شايف ايه ؟ هاخد حمام ...
...فى الصالة ، وقدامى ...
...فين الحمام ؟
...ما انتى عارفة مكانه ...
...لأ مش ده ، حمامك انت فين ...
أشار فى اتجاه غرفة النوم الرئيسية، فملحق بها حمام ،
اتجهت لحيث أشار ، واتجه هو للمطبخ ، فتح الثلاجة ، وأخرج زجاجة مياه ، شرب نصفها، وسكب الباقى على رأسه.
حضر لها كوب لبن دافئ ، وانتظرها لتخرج ، لكن لم تفعل ، مر أكثر من ثلث ساعة ولم تخرج حتى الآن ،
دخل الغرفة فسمع صوت الماء المنهدل ، فخرج مرة أخرى ،
مرت 10 دقائق أخرى ، ولم تخرج ، فعاد للغرفة مرة ثانية ، فسمع نفس الصوت ، لكنه لم يخرج هذه المرة ، اتجه لباب الحمام ، وطرقه مرة بعد الأخرى ولكن لا مجيب ، فتح الباب بهدوء وهو يناديها، فلم ترد ، عندما دخل صعقه المنظر الذى رأاه ،
الصنبور مفتوح فى حوض الاستحمام ، اما فريدة فهى تجلس على الأرض بجانب الحائط بنفس الملابس التى دخلت بها ، عاقدة يديها حول قدميها ومسندا رأسها على طرف قدمها ،
اخذ روب قطنى من خلف باب الحمام و اتجه لها مسرعا ، لفها به ، واطفأ الصنبور بجانبها ، ثم رفعها بين يديه ، خرج بها من الحمام واتجه للسرير ووضعها بهدوء ، دثرها جيدا بالغطاء ، ظل بجانبها يمسح على شعرها حتى تخيل أنها نامت ،
قام ليخرج ، فامسكت بيده وقالت
...خليك هنا ، متخرجش. ..
نزل على ركبتيه بجانب السرير وهمس لها
...انا هنا يافريدة ، مالك ، فيكى ايه ، أول مرة اشوفك كدة ...
... وهو انت شفتنى قبل كدة اصلا ...
... على أساس أنى أول مرة اشوفك انهارضة. ..
اعتدلت فريدة لوضع الجلوس ، تغطى قدميها حتى خسرها فقط ،
رغم أن وجودها فى سريره وبهذا الشكل يفقده سيطرته على أعصابه إلا أن الأهم عنده الآن أن تخبره بما بها ،
....قرب هنا ياعادل ...
اقترب منها وجلس على حافة السرير منتظرا ما ستقوله
... أنا وصلت معاك لحد فين ...
...مش فاهم ...
...حبتنى ؟..
اضطرب من سؤالها المفاجئ ، لكنها لم تهتم باضطرابه الواضح وأكملت كلامها ،
...رد عليا ، حبتنى ولا مجرد إعجاب مش اكتر ،
هسألك بطريقة أوضح ، عندك استعداد تكمل حياتك معايا ولا خلاص اكتفيت منى ؟
تردد عادل فى الإجابة ، قالت فريدة
...قول اللى عندك ياعادل ، وأنا سمعاك ...
... فريدة ، انا كل اللى أعرفه أنى فعلا اتعودت عليكى ، مبقتش قادر أتخيل وقتى من غيرك ، مش عايز اسيبك ولا هقدر ...
...بالرغم أنى مش نفس المواصفات اللى كنت حاطتها تختار على أساسها. ..
...وانتى عرفتى الموضوع ده منين ؟
...بيبان ، بيبان ياعادل ...
...الموضوع ده انا حسمته جوايا خلاص وانتهيت منه ،
..،إجابة مش صريحة ، بس اوكى ...
...نيجى للسؤال الأهم ، لو عملت حاجة جامدة اوى ، ممكن تجرحك أو تهين كرامتك ، ممكن تسامحنى ؟
...ده يعتمد على اللى عملتيه. ..
...مش دى الإجابة اللى انا عايزاها ...
... معنديش إجابة واضحة للى انتى عايزاه ، أفهم الأول انتى فيكى ايه ، مالك ؟...
...قوللى الأول ، تعرف ايه عن أمى ...
...مش كتير ، أمى قالتلى حاجات ، وعمى قاللى حاجات تانية ، وابويا قاللى حاجات قريبة شوية من اللى قالها عمى ...
...أنا مليش دعوة باللى قالته أمك ، اللى حصل لأمى كتير ، وأنا مسامحتش أى حد من اللى اذوها ، ودمرتم واحد واحد ، فاضلى ناس معينة ، والناس دى قريبة منك ، وهاخد حقى منهم قصاد اللى عملوه ، ومعرفش انتى هتسامحنى على كدة ولا لأ ..
...مين ؟
..بعدين هتعرف ،،،المهم ،، عندى طلب ..
...خير ...
تجمد عادل تماما مما رأاها تفعله ، ، فقد رفعت الغطاء من عليها ، واقتربت منه وهى تقول
...عايزاك ليا الليلادى ، عايزة أكون مراتك حقيقى، حتى ولو لليلة واحدة ...
حاول ان يفهم ما تقوله ، هل هذا عرض فعلى ، هل ارادته حقا ، وتطلبه بالفعل والكلام
...فريدة ،،،انتى ، انتى مش مظبوطة ...
...يعنى إيه مش مظبوطة ، ضاربة حاجة مثلا ...
...إيه اللى بتقوليه ده ، ارجوكى ، نامى دلوقتى وبكرة نتكلم ...
...مفيش بكرة ، ومينفعش اصلا بكرة ، لو استنيت ، مش هيكون ولا هيحصل ، انت مش عايزنى ؟
امعن النظر فى عينيها وهو يقول ...عايزك طبعا ...
...ومستنى ايه ؟
... انتى متأكدة ...
...ابتسمت وهى تقول ...تحب امضيلك على ورقة ..
انتهى الكلام ، فعلا انتهى بعد ما قالت . وضع كل ما يحمله لها من مشاعر فى حيز التنفيذ ، حول ليلتهم الأولى إلى عالم من الأحلام ، عالم أدخلها فيه لأول مرة ، أول مرة تشعر بمثل ما قدمه لها ،
تركت هى بلمساته كل ما كانت تحمل من مشاعر سلبية تعيش داخلها من سنين ، ساعات عاشتها فى احضانه ، لم تترك يده حتى بعد أن نام ،
ظلت مستيقظة ، تملئ عينيها منه ، وكأنها تعبئه داخلها ،
لقد قررت أن تكون هذه الليلة ذكرى له قبل أن تكون لها ،
خط النهاية ، كتبته وسترحل ، سترحل الآن قبل أن يستيقظ ،.... لقد حان وقت الحساب .....