الجزء 35
الجزء التانى ،،،، الفصل الرابع عشر ..بارت اول
أصابها القلق على فريدة وهى تجوب غرفة المكتب زهابا وإيابا لدرجة إنها واتتها شك بأن يكون حدث لها شيئا سيئا فى الحمام ، فقد تأخرت أكثر من ثلث ساعة وأكثر ،
خرجت فريدة من الحمام ، أسرعت لها تهرول متسائلة
... ها ، لقيتى ايه ؟
رفعت فريدة رأسها بحزن واضح على وجهها ثم اماءت بالايجاب مرة واحدة قد فهمت منها ريهام الاجابة ،
ابتسمت ريهام وهى تجلس قبالتها ... الحمد لله ، مبروك ...
لم تجيبها فريدة أو حتى ترفع رأسها ، اختفت ابتسامة ريهام وقالت
... أنتى ليه زعلانة كدة ، المفروض تفرحى يافريدة ، دى اكتر حاجة فى الدنيا تفرح ...
قالت فريدة دون أن ترفع رأسها ... تفتكرى ؟
...ايوة طبعا ، فى أجمل من انك تبقى أم ، الطبيعى انك تفرحى ...
... افرح بايه ، بأنى اتربط بعيلة المصرى بقية عمرى ...
... لا يافريدة ، متاخديهاش من الناحية دى ، ده ابنك انتى ، وبعدين استنى بس لما تشوفى رد فعل عادل ، انا متأكدة انه هيفرح جدا ..
عند هذه الجملة فقط رفعت رأسها وهى تنظر لريهام بدهشة وكأن هذه هى المرة الأولى التى تعى فيها شكل ارتباطها بعادل ،
أنه زوجها الآن ووالد طفلها القادم ، يالله ،كم يزداد ارتباطها به يوم بعد يوم رغما عنها .
ص
انتفضت على طرق الباب لتلتفت للقادم بعد أن دخل
... صباح الخير ياأستاذة ...
تعلقت عينيها براندا دون أن ترد ، ريهام هى من ردت السلام
إنما فريدة حركت رأسها يمينا ويسارا بتساؤل عن نتيجة ما أرسلتها لأجله من يوم أمس ،
اقتربت منها راندا وهى تعطيها ورقة مطوية وهى تقول
...أعتقد كل اللى قولتى عليه طلع صح ، عندها كتير جدا ...
فتحت الورقة وشرعت فى قرائتها فى نفس الوقت الذى تتابع فيه راندا حديثها ... الورقة دى صورة من عقد شراكة ، نسبتها 18 % ، ولها رصيد فى بنك ( ) حوالى 15 مليون ، والأهم من كدة ليها رصيد متغير بالدولار فى بنك ( ) الدولى ، هو الرصيد مش كبير اوى ، بس فى له خط تحويل مستمر لفرع نفس البنك فى سويسرا ...
أدارت فريدة وجهها للناحية الأخرى فى محاولة لاحتواء الغضب الذى ظهر على وجهها ، ثم التفتت لراندا قائلة
.... شكرا ياراندا ، اتفضلى انتى ....
بعدما خرجت راندا سألتها ريهام
.. هى مين دى يا فريدة ...
.. سميرة ...
قالت ريهام بإندهاش ... إيه ؟ سميرة ؟ عندها كل ده ...
.. تخيلى ، وأنا اللى كنت فاكرة انى كسرتلها ضهرها لما ضيعتلها كام مليون ...
تنهدت واغمضت عينيها ثم قالت بمرارة ... كل اللى انا عملته فى الناس دى طلع ملوش لازمة ياريهام ، ولا كأنى عملت حاجة ، دبانة عدت جمب وشهم وهشوها والموضوع انتهى ...
... أهدى يافريدة أرجوكى ، اللى عليكى عملتيه ، وكفاية أنها خلصت على كدة ، فوقى لحياتك وشغلك ، والبيبى اللى جاى ده ...
رفعت فريدة رأسها وعينيها متسعة على آخرها وقالت بتصميم
... مستحيل ، مستحيل اعديها ،حقى وحق أمى مسيبهوش ، لكن معلش ، محدش بيتعلم بالساهل ...
طرق الباب مرة أخرى ودخلت راندا وهى تتجه بتردد واضح ناحية فريدة
...فى ايه ياراندا ، فى حاجة تانية ؟
قالت بتردد وحرج شديد ... أصل الموظف اللى قاللى عن سميرة عواد ، قاللى حاجة تانية اترددت اقولهالك. ..
قالت فريدة بإرهاق ... والنبى ياراندا ، اتكلمى على طول ، انا على أخرى ...
... عادل المصرى ، جوز حضرتك ...
انقبض قلبها أكثر ، و لم تعد قادرة على التحمل أكثر وقالت بقلق
... ماله عادل ؟
... له حساب فى نفس البنك ...
.. وايه المشكلة فى كدة ...
.. المشكلة أن الحساب معدى 60 مليون دولار ..
وقفت فريدة وهى تقول فى ذهول .. كام ..
... ده اللى قالهولى ، لأنه عارف ان هو ابن سميرة عواد ، ومش بس كدة ، ده الحساب له خط تحويل لأكتر من فرع لنفس البنك ، بس للاسف ، مقدرش يعرف الحسابات برة ، انتى عارفة أنها سرية جدا ...
كانت فريدة تستمع وقد فقدت القدرة على النطق ، حتى أنهت راندا كلامها ، جلست بعدها فريدة على أقرب كرسى
اشفقت ريهام عليها وهى فى حالتها هذه ،
سألت ... فى حاجة تانى ياراندا. ..
.. لا ياريهام ، ده بس اللى عرفته. ..
... خلاص ، روحى انتى ...
أشارت راندا على فريدة بدون كلام
فطمأنتها ريهام قائلة .. متقلقيش عليها ، هتبقى كويسة ..
خرجت راندا بتكاثل وكأنها نادمة على ما قالته للتو لفريدة ،
جلست ريهام بالقرب منها وقبل أن تتكلم سمعت فريدة تهمس قائلة
... منين ؟ 60 مليون دولار ، يعنى اكتر من 360 مليون جنيه ،
ازاى ومنين ياريهام ؟
..، أرجوكى يافريدة ، حاولى تتمالكى نفسك مش كدة ...
... اسمعى ياريهام ، واضح ان الناس دى بحورهم غويطة اوى ، وأنا محتاجة وقت أطول ، ومحتاجة اهدا فعلا ، عشان أتصرف صح ...
... بالظبط ، انا كنت هقولك كدة ...
... انا عايزة انام ، حاسة بصداع هيفرتك دماغى ...
... ماشى ، يلا وانا هوصلك البيت ...
.. لا ، توصلينى فين ، انا مش عايزة اروح هناك دلوقتى ، انا هنام هنا فى الشقة ....
... مفيش مشكلة ، يبقى احسن برده ...
.................................................................................
... يعنى ايه ، انت اتجننت ، انت عارف انت بتقول ايه ؟ دا أنا اقتلك؟
وقف محمود من على مكتبه واستدار حول مكتبه وهو يقول
... بص يامازن ، انا زهقت وتعبت من اللعبة السخيفة دى ، كان ممكن ببساطة ادخل معاك فى حرب باردة ، انا متأكد انى هكسبها فى النهاية ، بس انا فعلا موجوع منك ، من خيانتك ليا ولابوك الله يرحمه ، فقررت أنهى الموضوع ده من جدوره ، صحيح انا دفعت كتير ، بس اكيد اللى دفعته هعوضه قريب اوى ، ما الشركتين بقوا تحت ايدى ...
سكت محمود لوهلة ثم تابع ... حكاية قتلى دى بقى هعديهالك، وكأنى مسمعتش حاجة ، انا معايا ورق يامازن انت ماضى عليه ، واتسجل خلاص فى اللحظة اللى انا وانت واقفين فيها دى ، يعنى كدة خلاص ، كفاية عليك اللى انت خدته ، ولا ايه ، والبركة فى المزة بتاعتك ، للأسف ، انت اللى واطى وبتاع رقاصات ....
اقترب منه مازن ووقف أمامه مباشرة وهو يقول بصوت يشبه فحيح الأفعى ، .... إياك تكون متخيل انى هسمحلك انك تاخد شركتى منى ، وقتلك ده مش تهديد ، ده حقيقى وانت عارف أنى اقدر اعملها ، ومش انت لوحدك ، وبنت الكلب اللى ساعدتك ، هجيبها من شعرها وهجز رقبتها بإيدى ...
... والله انت حر معاها ، ده لو لقيتها اصلا ، الفلوس اللى خدتها تكفيها عمرها كله ...
ابتسم مازن بسخرية ثم قال ... مقصدش ميريهان ، أقصد الدكتورة صاحبة مكتب التحقيقات ، مرات المصرى ...
اتسعت عينا محمود وانقبض قلبه خوفا على فريدة فهو يعلم مازن حق المعرفة ، أن كان متأكدا أن فريدة لها يد فيما حدث ، فلن يتوانى عن اذيتها،
... تقصد مين ؟
.. انت عارف كويس انا أقصد مين ، وكدة كدة انا عايز أخلص من جوزها ، يبقى الاتنين سوا مرة واحدة واخلص ، وبعدها افضالك انت بقى ، وشركتى هرجعها ، ومش بس كدة ، وهاخد شركتك انت كمان ، وهوريك يامحمود ...
واتجه ناحية باب الخروج كريح عاتية من غضبه تاركا محمود فى حيرة وقلق لم يعهدهما من قبل ، ماذا سيفعل الآن ، لابد أن ينبه فريدة أولا لتحطات ، بل وسيساعدها أيضا ، أو ،،،، وعند هذه الفكرة توقف عقله تماما لكن لابد أن يفعلها من أجل حمايتها على الأقل ،
يجب أن يعلم عادل ما ينتويه مازن وليترك له مجال هو الآخر لحمايتها .
..................................................................................
... خير ، عايز منى ايه ، بعد كل إللى قلته ...
... سيبك من اللى انا قلته ،واقعد واسمعنى كويس ، ولو فهمت اللى هقولهولك ونفذت صح ، هسيبلك شركتك فى نفس الوقت اللى هتدير فيه المصنع زى ما انت عايز ...
انعقد ما بين حاجبى إبراهيم بتساؤل قائلا ... ده كل ده ليه بقى ...
... فريدة ، مرات عادل ...
... ايه ، عايزها تموت ...
... لا ، مش للدرجادى ، دى حفيدتى برده ...
.. أمال عايز ايه ؟
... عايزها تبعد عن عادل خالص عايزه يطلقها. ..