الجزء 39

الجزء التانى ،،، الفصل السادس عشر

.... انت فاهم انا بقولك ايه ؟

قال إبراهيم وعينيه على الراقصة التى تتمايل على مسرح الملهى اليلى
.. إهدى يامازن ، كل حاجة وليها حل ...

... حل ايه ، بقولك الشركة راحت ، مضونى على بيعها وانا سكران ، ده غير شيكات على بياض ، والله واعلم كام شيك ...

اعتدل إبراهيم فى جلسته ومد يده تناول كأسه ليرشف منه كل الكمية الموجودة به ثم اعاده على الطاولة مرة أخرى وقال
... انت إلى ماشى ورا النسوان ، وياما نبهتك ، ومن البت دى بالذات ، قلتلك أنها مش سالكة ...

..مش وقته ده ، قوللى أتصرف ازاى ...

... ملهاش غير حل واحد ، تلاقى العقد والشيكات وتقطعهم ، وكويس أن العقد ابتدائى ومتسجلش لسة ، يعنى لو اختفى كأن لم يكن ...

... وأنا اوصلهم ازاى ؟

... انت بتسألنى انا ، هو مش اخوك انت ، وبعدين دا محمود سهل يعنى ، آمال انا اعمل ايه واللى واقف قدامى عادل نفسه ...

.. وعصام ومجدى ...

... لا ، عصام أهبل ، على قد ما هو طماع ، بس بعرف اضحك عليه واحطه فى جيبى، ومجدى لوحده ملوش لازمة ، طول عمره بيمشى بتخطيط عادل ...

تنهد مازن ثم قال ... المهم انها فكرتك اصلا ...

... انت هتيجى دلوقتى وتلومني انا ، حبيت اعملك من أصحاب الشركات ، بدل ما كنت طول الوقت بتشتكى أن اخوك مسيطر على كل حاجة ...

... واهو خد كل حاجة ، بس وقسما بالله ما ههنيه عليه ، لا هو ولا بنت الكلب دى ...

... مين دى ...

... بنت اختك ، مرات عادل ...

اعتدل إبراهيم من المفاجأة وهو يقول ... مين ؟ فريدة ؟ !

وقبل أن يجيبه قاطعتهم فتاة وهى تجلس مباشرة بدون استئذان على الكرسى المجاور لمازن ، فإلتفت لها وقال
...عملتى ايه ...

..ولا حاجة ، ملهاش أثر ، حتى شقتها ، سابت المفتاح والإيجار للبواب ، ومبقتش تيجى هنا خالص ...

قال مازن بطريقة تبدوا أقرب للغة الشوارع
... جرى ايه يابت ، جبتى التايهة يااختى ، منا عارف كل ده ، انا عايز اعرف هى راحت فين لما غارت من هنا ، هتعرفى ولا اشوف غيرك ...

... لا لا ، انا هتصرف ، ادينى بس كام يوم ...

... هما يومين بس ، وانجزى كدة ، مش هستناكى كتير ...

.. حاضر ..

... يلا قومى ...

... ماشى ...

ووقفت الفتاة وابتعدت ، وعينا إبراهيم تتبعها وهو يتأمل ظهرها العارى وفستانها القصير ،

قال مازن .. ايه ، خليك معايا هنا ..

.. انا معاك اهو ، كنت بتقول ايه عن فريدة ...

قص عليه مازن دور فريدة فيما حدث بينه وبين محمود ، كان يستمع بإنصات واهتمام واضح ، فقد وجد الآن وسيلته فى التخلص من فريدة ، فمازن متهور وقد قام باستخدامه مرات ومرات فى أمور تشبه هذه ،

... وانت ناوى تعمل معاها ايه ؟

... هقتلها ، ده شقى عمرى ، عارف يعنى شقى عمرى ..

... اهدى بس كدة ، تقتل ايه بس ، فريدة مش سهلة كدة ، ولا عادل هيسيبك لو عرف انك ورا أى حاجة تحصلها ، خصوصا بعد ما طلعت حامل ...
... ايه ، حامل ، حلو اوى ، كدة الضربة قاضية ...

... ما قولنا اهدى شوية ...

... وأنا بقولك ده شقى عمرى ، يعنى ملايين ، دا أنا هتجنن. ..

... انا و انت نفس المصلحة يامازن ، عادل وفريدة ، يبقى تلم الدور دلوقتى ، وركز فى انك توصل للعقد والشيكات اللى مضيتها ، لحد ما الاقى طريقة نخلص بيها منهم كلهم مرة واحدة ...

..............................................................................

... يافريدة ، أرجوكى ردى عليا ...

... عايزة ايه ياريهام ؟

.. من ساعة ما جيتى وانتى مش بتكلمينى غير فى الشغل بس ، انا اسفة والله ، مكنتش أقصد ، كان بيكلمنى كأنه عارف ، انا قولت انك قولتيله. ..

وقفت فريدة لتضع ملف فى حقيبة يدها وهى تقول فى نفس الوقت
... لا ياريهام مكانش عارف ، يمكن كان شاكك بس ، وانتى للأسف اكدتيله شكه بهبلك ده ، أول مرة اعرف انك عبيطة كدة ...

ثم حملت حقيبتها وقالت ... انا عندى تحقيق واحد ، بالكتير ساعتين وراجعة ...
... والتسجيل بتاع الصبح ..

... تسجيل ايه ؟

... اللى كان بين محمود وعادل ...

... ماله ؟

.... سمعته ؟

.. ايوة ...

... وخارجة كدة عادى ...

... يعنى ايه ، هتحبس. ..

... لحد ما نتأكد انه مش هيحصل حاجة ، كدة مش أمان. ..

... ياسلام ، وانتى بقى متخيلة أن تهديد ملوش لازمة زى ده هيخلينى اكش واخاف ...

... مقصدش ، بس كدة الدايرة وسعت اوى ، والخطر زاد ...

... بلاش هبل ، روحى خلصى طبع الملفات دى وبعد كدة قطعيها ، وسيفيهم على كل الأجهزة اللى هنا ...

... اوكى ...

.. سلام ...

... مع السلامة ، ربنا يستر ...

..........................................................................

كانت تقود سيارتها ببطئ بعض الشئ بسبب الازدحام الزائد فى منطقة وسط البلد وهى تستمع لتسجيل لقاء عادل ومحمود لثالث مرة عن طريق سماعة الأذن المتصلة بالهاتف ، لعلها تجد شيئا مفيدا يساعدها فى فهم أى أى معلومة تربط مازن بعادل لكن دون جدوى ،
حتى تحريات مكتبها عن الاثنين لم تثمر إلا بعض المعلومات عن عنف مازن وتعاملاته المشكوك بها وخيانته لاخوه لا أكثر ،
لكن عادل ، هذا ما هو على وشك اصابتها بالجنون ، فقد وصلت بعقلها لفوهة بركان مهدد بالانفجار وهى جاهلة تماما لأى من طرق الهروب من ناره اذا انفجر ،

لكن شيئا ما طرأ بعقلها ، يبدوا أن محمود على علم تام بما يدور بين عادل ومازن ، طريقته فى الحديث تؤكد ذلك ، وبالطبع تظن أن محمود لن يبخل بأى معلومة عنها خاصة بعدما قامت به من أجله.

التقطت هاتفها واتصلت به
... الو ...

.. ازيبك يافريدة ...

... الحمد لله كويسة ، كنت عايزة اتكلم معاك ضرورى ، ممكن ...

... اه طبعا ، تحبى امتى ...

.. أى وقت ، بس ياريت انهارضة ، مش هعطلك ، ربع ساعة بس وممكن اجيلك لو مش فاضى تخرج ..

.. للدرجادى ، ده الموضوع مهم بقى ...

.. يعنى ، مش اوى ، هى حاجة تخصنى انا ...

... خلاص ، انا عندى ساعتين فاضين ، من 5 ل 7 ، كنت هروح البيت ارتاح شوية ، ينفع الوقت ده ....

... اه طبعا ، اجيلك الشركة ؟

... لأ طبعا ، انا هجيلك المكتب قبل ما اروح البيت ، ماشى ...

... اوكى ، هستناك ، متشكرة يامحمود ...

..................................................................................

نفض الغطاء من عليه ليترك الفراش وهو فى أشد حالات غضبه ، وتركها تدثر نفسها بالغطاء جيدا ،
حتى خرج من الغرفة للصالة ، فقامت وارتدت روب ، كان معلق لتستر به جسدها العارى ، ثم وقفت تتنفس الصعداء وهى مغمضة العينين ،

خرجت إلى حيث جلس هو وفى يده كأس من خمر نقى يتجرع منه واليد الأخرى يمسك بها إحدى سجائره ،
جلست على كرسى قريب منه ووضعت قدما فوق الأخرى وهى تقول بغطرسة لا تناسب ما تحمل داخلها مشاعر مختلطة من حرج وغضب وسخرية واحتقار من نفسها .

... عادى ياريان ، مدى مش حلو انهارضة ..

قال وهو يطفئ سيجارته ... وايه اللى معكر مزاجك ياحلوة لدرجة انك تزقينى كدة ...

... والله ، بتسألنى ؟ واللى لسة حاكياه ده كله ، مش كفاية ؟

... مشاكل عيلتكو مبتخلصش ، وانتى عارفة كدة كويس ، وفريدة مشكلتها محلولة ، ابعدى عنها وهى هتسيبك فى حالك ، الناس اللى زييها كدة عارفهم كويس ، عندهم مرض اسمه المبادئ ، بس الشاطر اللى يستعملها وقت اللزوم ...

... وانتى واثق اوى كدة ليه كأنك تعرفها بجد ...

... قابلتها مرة واحدة ...

قالت بضيق ... مقولتليش يعنى ...

اجابها بهدوءه الممل ... مجتش مناسبة ، وبعدين ده كان عرض وطلب ، ضعف المبلغ اللى خدته من مراتى عشان تشتغل لصالحى انا ، بس رفضت ، وخلاص على كدة ....

... كدة كتير اوى ، بجد كتير ...

... هو ايه ده اللى كتير ...

... وجودها فى حياتى ، مكانتش موجودة نهائى ، وفجأة ظهرت ، وطلع كل اللى أعرفهم يعرفوها ، كأنها مرض وعدى الكل ، ومش هينفع كدة خالص ، لازم أتصرف ، وانت لازم تساعدنى ...

... انا ؟ لا ياحلوة ، عيشى حياتك مع نفسك ، انا مبحبش المشاكل ، بس لو ناوية على مصيبة من مصايبك ، يبقى احسن نفك من بعض شوية لحد ما تخلصى مشاكلك ، وبعدين نبقى نشوف ...

.. عايز تسيبنى وقت ما أكون محتاجاك. ..

... محتاجة مين ياسمسمة ، بتشتغلينى ولا بتشتغلى نفسك ...

ثم وقف واقترب منها ثم انحنى ليقترب من اذنها ويقول هامسا
... أنتى مش محتاجة غير نفسك وبس ، وأنا وانتى عارفين كدة كويس ...

ثم اعتدل وقال وهو متوجها لغرفة النوم مرة أخرى
... انا داخل ألبس عشان أمشى ، القاعدة معاكى مبقتش جايبة همها ..

..................................................................................

قامت من جلستها على مكتبها بعدما تركت الأوراق التى كانت تطالعها وأغلقت الملف وهى تمد يدها لتسلم عليه
... أهلا محمود ...

.. أهلا بيكى ...

... معلش عطلتك ...

..، لا ابدا ، انتى بس قلقتينى عليكى ...

... لا ابدا ، أن شاء الله مفيش حاجة تقلق ، اتفضل اقعد ...

.. متشكر اوى ..

ثم رفعت عينيها للساعى الذى قام بتوصيل محمود لغرفة مكتبها ، والذى تعمدت فريدة وجوده حتى لا تكون مع محمود وحدهما فى المكتب بعد انصراف كل الموظفين ،

... اتنين قهوة مظبوطة ياعم زين لو سمحت ...

ثم نظرت لمحمود وهى تسأله .. مش مظبوطة برده ؟

قال بإبتسامة ... ايوة ...

... مظبوطة ياعم زين ...

خرج الرجل بعدما قال ... حاضر ياأستاذة ...

التفتت لمحمود وقالت ... آسفة مرة تانية انى عطلتك ، كان عندى حاجة كنت عايزة أسألك عليها ومكانش ينفع فى التيليفون ...

.. اتفضلى ، انا تحت أمرك ....

... عادل المصرى ، جوزى ...

... ماله ؟

... انت اللى تقوللى ماله يامحمود ..

... مش فاهم ...

قامت واستدارت حول المكتب لتقترب منه وتجلس على الكرسى المقابل ثم قالت .... مفيش داعى للف فى الكلام يامحمود ، انت فاهم انا أقصد ايه ...

... صدقينى مش فاهم حاجة ، حددى تقصدى ايه ؟

... عايزاك تقوللى كل اللى تعرفه عنه ، وعن علاقته بمازن وبيك انت كمان ...

..، وهو انتى لسة معرفتيش كل الكلام ده ؟

... لأ ، معرفتش حاجة ...

... انا عن نفسى ، مفيش اى علاقة بينى وبين عادل ، مجرد تعارف من بعيد ، خاصة بعد ما غيرت نشاط الشركة لما رجعت من برة ، وبرده سفرى ده السبب اللى مخلانيش اعرف كتير عن تفاصيل الخلاف بينه وبين مازن، كل اللى أعرفه انى لما رجعت ، لقيت مصايب من مازن هنا ، وأن عادل كان هيضيع الشركة خالص ، وكل الصفقات بترسى على شركة المصرى فاضريت وقتها انى اغير السلع اللى بشتغل فيها عشان أنهى المهزلة دى ، لأن وقتها خسايرنا وصلت لأكتر من 10 مليون ، ودى هزة جامدة لينا ...

... يعنى مش عايز تقوللى تفاصيل ...

... صدقينى والله ما عندى اكتر من كدة ، كل اللى اقدر أقولهولك ومتاكد منه ، أن عادل متحكم أساسى فى شركات المصرى ، رغم أن ملوش أى اسم ولا أى امضا هناك ، لكن من صغره وهو كدة ...

...تمام اوى كدة ، تصدقوا عايزين صورة فى القاعدة الرومانسية دى ...

انتفض الاثنان والتفتتا إلى صاحب هذه الجملة القاطعة وتعلق كل منهما بالواقف أمام الباب بإبتسامة خبيثة ، وكأنه قد وجد لتوه كنز من الذهب الخالص .


إعدادات القراءة


لون الخلفية