الجزء 40

الجزء التانى ،،، الفصل السابع عشر ، بارت اول

.............................................................................

... يارشا اسمعى الكلام بقى ، بقالى ساعة بتأسف ، هعمل ايه تانى ؟

قالت رشا بعدم اهتمام ... وايه يعنى ساعة ، وهو اللى عملته شوية ، بقالى أسبوعين معرفش عنك حاجة ...

... كنت مدايق يارشا ، وحقى ، صحيح كان مقلب بس بصراحة زعلت اوى ...

.. والله ، زعلت واتدايقت ، كسبنا صلاة النبى ، وأما انت عملت كدة قبلى ، وبجد مش مقلب ، تخيل كنت أنا عاملة ازاى وقتها ...

.. يوووه ، انا اسف ، والله اسف جدا ، اعمل ايه بقى ...

استدارت للناحية الأخرى لتدارى ابتسامتها وهى تقول
... متعملش حاجة ، هو كان حد ضربك على ايدك ...

اقترب منها ومال على جانب وجهها ، فهو أطول منها بعض الشئ وقال

... طيب ، مش محتاجة أى خدمة ، أرقام ، لستة مكالمات ، متابعة لعميل ، أى حاجة كدة يعنى ...

التفتت له فجأة وهى تقول ... يعنى انت عايز تقول انتى بستغلك وبستغل وظيفتك فى شركة المحمول ؟

.. لأ العفو ، انا اقدر اقول عليكى مستغلة برده ...

فتحت حقيبتها واخرجت منها ورقة وقلم وكتبت فيها شيئا ثم ناولته إياها بملامح جادة بعد أن طوتها وهى تقول
...أول وآخر مرة تقول عليا مستغلة ، ودى أرقام ناس ، عايزة جدول اتصالاتها فى اخر 4 أيام ، ماشى ...

رفع أحد حاجبيه بإندهاش وقال ... معقول ، انتى مستغلة ، يتضرب فى بطنه اللى يقول كدة ..

تركته وابتعدت دون أن تعلق ، فلاحقها قائلا بصوت عالى
... يعنى صافى يالبن ...

توقفت والتفتت بوجهها فقط ومع ابتسامة رائعة قالت ... هقول لماما تعمل حسابك على العشا انهارضة ، سلام ...

ابتسم هو الآخر وهو يضع الورقة فى جيب بنطاله وهو يقول
... يبقى حليب يااشطا ...

...................................................................................

... صدقينى والله ما عندى اكتر من كدة ، كل اللى اقدر أقولهولك ومتاكد منه ، أن عادل متحكم أساسى فى شركات المصرى ، رغم أن ملوش أى اسم ولا أى امضا هناك ، لكن من صغره وهو كدة ...

...تمام اوى كدة ، تصدقوا عايزين صورة فى القاعدة الرومانسية دى ...

انتفض الاثنان والتفتتا إلى صاحب هذه الجملة القاطعة وتعلق كل منهما بالواقف أمام الباب بإبتسامة خبيثة ، وكأنه قد وجد لتوه كنز من الذهب الخالص .

بالطبع لم تكن فريدة تعرفه إلا من خلاص الصور التى وصلتها فى ملف التحقيقات الخاصة بشركة أخيه .

التفت كل منهما للأخر ثم لمقتحم الغرفة بضع مرات ، ثم تثبتت أعينهم عليه فيما قال محمود

... انت بتعمل ايه هنا ؟

كانت ابتسامته مليئة بحقد واضح وعينيه لا تحيد عن فريدة وهو يجيب أخيه فى ذات الوقت مع اقترابه خطوة بخطوة

.. ماقولتلك، جاى عشان اشوفكوا ، أصلهم قالولى كلام حلو اوى لوحدكوا ، والموظفين مشيوا من ساعة ، عجبنى الحوار ، قلت مش معقول تكون مقابلة عمل يعنى ، فحبيت اشوف بنفسى ...

ثم انحنى باحترام مع ابتسامة لفريدة عندما اقترب منها وهو يقول
... أعتقد دى اول مرة نتقابل ، صح ...

لم تجيبه ، بل ظلت متماسكة جدا دون حراك و استمرت فى التحديق فيه بشكل يوحى بغضب واضح من ايحائاته السخيفة وطريقته فى الحديث عنها ،
ثم تابع قائلا. .. اصلى بصراحة كنت عايز أتعرف على القمر ده ،و ملقتش وقت أنسب من كدة ...

قال محمود بعد أن وقف غضبا منه ... يلا يامازن نمشى من هنا ، وكفاية كدة ...

التفت له مازن قائلا ... نمشى نروح فين ياحبيبى ،دا أنا مصدقت ،على الأقل حتى أتعرف ، دا أنا لسة حتى مسمعتش صوتها ...

ثم التفت لها قائلا ... ايه ياحلوة ، القطة كلت لسانك ، ما تقولى حاجة ...

لم تجب بل استمرت محتفظة بنظرات نارية تطلقها عينيها من تصاعد غضبها من الموقف التى وضعت نفسها فيه بغير قصد منها ،

جذب محمود مازن من زراعه من الخلف وهو يقول ... يلا يامازن بلاش فضايح ، فى نفس الوقت الذى دخل فيه الساعى حاملا صينية القهوة ، والذى وقف يتطلع للجميع والذى قد كان التوتر سيد الموقف بينهم ،
أشارت له فريدة إشارة معينة لن يفهمها الا هو معناها أنها تريد منه البقاء ، وضع الصينية على المكتب ثم وقف بجانبها ولم يتحرك ،

حينها نطقت فريدة فريدة قائلة بهدوئها المعتاد
... من غير تعارف ، تقدر تتفضل ياأستاذ مازن ، مع السلامة ...

استدار له بكامل جسده وعلا وجهه ملامح مصطنعة للمفاجأة وهو يقول بسخرية ..، الله على الصوت الرقيق ، بس للأسف يامسز فريدة ، انا مش هتحرك من هنا قبل ما نصفى حسابنا ...

وفى لحظة ما أنهى جملته كان قد دخل ثلاثة يحملون أسلحة صغيرة ، وجه كل منهما سلاح ناحية كل من محمود والساعى ، والثالث منهم وقف خلف مازن أثناء وقوفه أمام فريدة والتى بدأت تتلفت حولها وقد دب فى قلبها رهبة من المفاجأة بالرغم من يقينها انه لن يقوم بأى حماقة ، فهى فى مكانها وفى وضح النهار ، غير أن ما وصل لها بالإضافة لتهوره انه على حافة الهاوية ، واى حماقة من ناحيته كفيلة بإدخاله السجن لسنين ،

لكن الرعب الحقيقى قد دب فى أوصال محمود ، فلم يعتاد ابدا مواقف كهذه و شكل الأسلحة الموجهة عليه وعلى من حوله ،
فقال فى رعب ... انت اتجننت يامازن ، ايه ده ..

أجابه دون أن يلتفت له وهو يشير بيده له من الخلف ومازالت عينيه على فريدة
... استنى انت ، دورك جاى جاى ، خلينا دلوقتى فى الهانم اللى كانت السبب فى الحكاية دى كلها ...

ثم التفت له برأسه فقط وقال ... أصلى عارف انك خروف يامحمود ، متتحركش من نفسك وتعمل حاجة زى دى ...

وعاد لفريدة مرة أخرى مكملا ... ولازم يكون حد هو إللى خططتلك ، وأه بقى لما عرفت انك مرات عادل ، قلت أن الحكاية فى بيتها ، قلت لازم أسلم عليكى ، وسلام هتوصليه لعادل ...

اجابته فريدة بتحدى واضح لتستفزه وتصل به لأقصى ما عنده
... فعلا ، انا اللى خططت لكل ده خطوة خطوة ، مش بس كدة ، دا أنا اللى جهزت الناس اللى نفذت وتابعت البت لحد ما مضتك وانت سكران ،
ورينى بقى هتعمل ايه ، اصلى عارفة ومتأكدة أن محمود مش هو إللى خروف ، الخروف هو إللى يندب زى الرطل تحت رجل واحدة متسواش ربع جنيه فى سوق النسوان ويمضيلها على إللى وراه واللى قدامه ...

تحولت عينا مازن إلى موقد نار لترسل نظرات من لهب ، ولو كانت النظرات تقتل من قسوتها ، لكانت فريدة صريعة لنظراته الآن ،
وامتدت يده فى لمح البصر لتقبض على رقبتها حتى كادت تختنق واحمرت حدقتا عينيها من المقاومة وهى تحاول فك يده عن رقبتها إلا أن قوتها لا تساوى شيئا بالمقارنة بقوته فلم تؤثر فى ضغطة اصابعه ،وهو يقول
... انا لسة فيا حتة رجولة والا كنت كسرتهالك دلوقتى ...

... ياواد يادكر ، تصدق فعلا راجل ...
كانت هذه جملة عادل الذى ظهر من العدم ليقف بينهما فى نفس اللحظة التى امتدت يداه الاثنين ، اليمنى منهم اطبقت على رقبة مازن لكن بطريقة محترفة أكثر من يد مازن التى تطبق على رقبة فريدة ، فإبهامه فقط على قصبته الهوائية فيما كانت أصابعه الاربعة من خلف رقبته مازن ، ويده الأخرى اطبقت على رسغ مازن بالقرب من رقبة فريدة وبنفس الطريقة ، إبهامه فقط يضغط ما بين عظمتى رسغه الأمامية بالقرب من راحة يده وبقية أصابعه تلتف الناحية الأخرى ،

ومع ضغطه بكل قوته وهو يقول .... سيبها ...

ثم يضغط أكثر وأكثر حتى لم يعد مازن قادرا على ألم يده وعدم قدرته على التنفس ، حتى افلتت يده رقبة فريدة التى انحنت لأسفل تسعل بشدة وتحاول التنفس وكادت أن تقع لولا يدها التى تعلقت بخصر عادل لتستند عليه ثم حاولت الوقوف ثم استندت بجبهتها على ظهره ويده مازالت متعلقة بخصره حتى انتبهت على صوت محمود الذى يترجى عادل أن يترك مازن ،
استقامت لتجد عادل مازال على وضعه بيده التى تطبق على رقبة مازن ويده الأخرى التى تثبت يده حتى انحنى مازن على ركبته واستحال وجهه للزرقة وكأنه يفارق الحياة فعلا ،
أمسكت بيده التى تتعلق برقبة مازن ووجها الأحمر وعينيها تستجديه أن يتركه ، التفت له بحبتا عينيه فقط لتتعلق بعينيها اللامعة والتى يبدوا وكأنها مملوءة بدموع لم يرها من قبل ،
بالنسبة لفريدة ، لم تشعر بهذه الدموع ، فقد رغرغت عينيها أثر امتناع الهواء عن جسدها من شدة ضغط مازن على رقبتها ،
أما بالنسبة لعادل فقد شعر بها وكأنها دموع فعلية من حبيبته لأول مرة يراها ، وقد لمست قلبه بالفعل مما جعل يديه تفلت مازن من قبضتها ،

اندفع مازن للخلف بعد إطلاق عنقه من قبضة عادل حتى سقط على ظهره بالفعل وهو يسعل بشدة ومحمود يحاول مساعدته ،
نفض يد محمود بالقوة ليعتدل وعينيه على عادل ثم انتبه من حوله فوجد رجاله جميعهم وقد جردوا من الأسلحة وقابعين على ركبتهم وايديهم خلف رأسهم من وطأة للأسلحة التى يحملها رجال عادل ،
حتى بدأ بدأ يدرك ما حدث حوله وهو يتلفت حوله ، فقد دخل عادل ومعه رجاله خلسة وسيطروا على الموقف بأكمله حتى انتهى بوقوف عادل بينه وبين فريدة ،

اقترب منه عادل بخطوات متوازنة وهو يقول
... مشكلتك يامازن انك متعرفش قدرات ووزن اللى قدامك ، وبتتعامل معاه على أساس وزنك انت ، وده دايما اللى بيخسرك ، ويظهر إن المرة اللى فاتت معرفتكش انت واقف قدام مين ، عشان كدة انت محتاج من أول وجديد ...

وللمرة الثانية وفى لمح البصر امتدت يده ليمسك بتلابيب قميصه وهو يقول ... وفريدة لأ ، فاهم يعنى ايه لأ ، القرب منها قصاد حياتك ....

ثم تركه قائلا ... يلا غور فى داهية من هنا ...


إعدادات القراءة


لون الخلفية