احاط الجنود برامي الذي لا يدري مالذي يحدث حوله
اما جقديس فقد بدأ بالضحك بصوت كاد ان يوقف قلب كان رامي في منشغل بتفكيره ولم ينتبه إلى الذي معه في نفس زنزانته
إلى أن تكلم الذي معه وقال :
هل أنت بخير
رامي بخوف : من هناك من الذي يتكلم
صاحبه : مخلوق يشاركك نفس المصير
رامي : وأين أنت لا أراك
صاحبه : خلفك لكنك لا تستطيع رؤيتي
حاول رامي أن يلتفت له لكنه صرخ بقوه فلقد ألمه ظهره
صاحبه : ارفق بنفسك فجرحك مازال مفتوح
ثم تابع : قلي من أنت ومن أين أتيت ؟
رامي : انا شخص غير محظوظ فأي مكان اذهب إليه تحصل لي فيه مصيبه
صاحبه : مع ان إحضار البشر إلى هنا امر نادر إلا أن الملك سوبا يقتلهم فورا
إلا انه احتفظ بك ترى مالسبب؟
رامي : لا أدري لكني سمعت أحد رجاله يقول أنه يريد أن يرجعني مقابل ان يأخذ ابنه
من ملك مملكة هوران .
صاحبه : ولماذا يوافق ملك مملكة هوران فانت بشر لن يهتم بك
رامي : كلا فأنا الأن بمثابة ابنه لمدة عشر سنوات
صاحبه : مهلا هل أتيت من مملكة هوران ؟
رامي : نعم
صاحبه : أخبرني هل رأيتها
رامي بإستغراب : رأيت من ؟
صاحبه : عشتار
لم يري رامي مالذي حصل له فما ان سمع اسم عشتار حتى
أحس بالشوق يغمره وبدقات قلبه تتسارع وقال:
وهل تعرفها ؟
صاحبه : أعرفها ؟ لقد كان بيننا مشاعر لا تنتهي
صدم رامي وقال : هل تحبها ؟
صاحبه : إنني متيم بها
شعر رامي بالحزن يعصر قلبه ثم قال :
نعم لقد رأيتها
حاول أن يغير مسار الحديث فقال :
قلي ماهو اسمك
صاحبه : اسمي هو شمهور
رامي : مرحبا بك إسمي رامي
شمهور : إذا فهذا هو السبب الذي جعلهم يحتفضون بك
يريدون ان يرجعوك مقابل ابن ملكهم .
رامي : اظن ذلك
رامي : لقد كنت افكر قبل قليل عندما عذبوني في قصر الملك هوران
كنت أفقد الوعي بعد ضربتين أما الأن فأنا اطعن وأحرق بالنار ولم أفقد الوعي
شمهور : لا تظن أنك أصبحت أقوى
رامي : لماذا ؟
شمهور اتذكر عندما احرق الجني الأسود تلك الأوراق
رامي : نعم اذكر ذلك
شمهور : خرج منها دخان صحيح
رامي : نعم
شمهور : ذلك الدخان يجعلك لا تفقد الوعي وهو يستخدم في التعذيب
قاطعهم دخول الجني الأسود ومعه سياط
أراد رامي أن يتراجع لكنه كان معلق بالسقف
وقال : استعد يا شهمورفلقد جاء وقت التعذيب
قال الجني الأسود : من شمهور هذا
لا يوجد غيرك وغير هذا الأسير الأصم الأبكم
لم يدر رامي مايقول لقد كان يتكلم مع هذا الأسير قبل قليل
هل كان يتوهم ؟ كلا فهو متأكد انه كان يتكلم معه
رامي : لقد كنت أكلم نفسي وأشجعها
الجني : هل اسمك شمهور ؟
رامي : نعم
تمنى رامي ان الجني لا يعرف اسمه وقال:
ثم أخبرني أين هذا الأسير فلست ارى أحدا غيري
الجني : كلا يوجد هذا الأسير الذي خلفك
رامي :اي أسير ؟
دفعه الجني وقال : هذا
صرخ رامي من الألم الذي حس به في ظهره
رامي : انتبه ألا ترا اني مجروح ؟
الجني : حقا ؟
ثم ضربه بالسوط على ظهره بقوه
فبكى رامي من شدتها والجني يزيد في الضرب
حتى لم يستطع رامي الصراخ فقرر ان يتظاهر بالإغماء
أخرج الجني خنجر من حزامه وادخل نصلها في ظهر رامي
فلم يحس بها رامي لأن فقد الإحساس بظهره من كثرة الظرب
سحب الجمي السكين إلى الأسفل وترك جرحا طويلا في ظهر رامي
فلما تأكد انه قد فقد الوعي انزله وحمله إلى إحدى الغرف ووضعه
فيها وطلب من إحدى الجنيات ان تطببه فأخذت تمسح الدم عنه وتخيط
جروحه وما ان انتهت حتى خرجت وتركته استغل رامي تلك الفرصه
واسبل جفنيه فهو يشعر بالنوم وكأنه لم ينم منذ سنه.
بعيدا عن رامي الذي يعذب في قصر سوبا
وصولا إلى رامي الذي يعيش النعيم في قصر هوران
دخلت زيزفونه على جقديس في غرفة رامي
بابتسامتها الحنونه وقالت:
كيف حالك اليوم يابني
جقديس بارتباك : بخير ياسيدتي
زيزفونه :أخبرتك أني اريد منك أن تناديني بأمي
جقديس : حاظر يا امي
زيزفونه : ألن تتجول في الحديقة اليوم ؟
جقديس : كلا يا فانا أكره الحدائق
زيزفونه : مالذي حدث لك لقد كنت تقول أنها أجمل مافي القصر
جقديس بارتباك : حـ... حقا حـ... حسنا سأذهب لأتجول فيها شـ... شكرا لك يا امي
ابتسمت زيزفونه وودعها وذهب إلى الحديقه وهو يقول في نفسه :
لقد كاد أمري أن يفتضح
اللعنه على هذا الإنسي مالذي يجده جميلا في مجموعة من النباتات
تجول في الحديقه قليلا ولما أراد الرجوع جائته عشتار وهي تبتسم
له فلما وصلته قالت :
السلام عليكم
لم يدري جقديس ما يقول فلأول مره يسمع هذه التحيه ظن انها تحية اهل مملكة هوران
لكن بماذا يجيب عليها فقرر ان يقول مثل ما قالته
جقديس : السلام عليكم
ضحكت عشتار وقالت : وعليكم السلام
جقديس : وعليكم السلام
نظرت إليه عشتار وقالت :
مالذي حدث لك ؟
ارتبك جقديس وقال: مـ من انت ؟
عشتار وقد شكت في امره :
انا مازر الم تعرفني ؟
حاول جقديس أن يكون مرحا وقال :
اهلا يا مازر لقد تذكرتك الآن
*.. هل سيكشف تنكر جقديس هذا ..*