*فراق رامي لـ آصدقائة بشار وعمار وصــديــق سجنة شـــمــهــور*
اتسعت أعين رامي من الدهشه وقال :
مالذي تقصده ؟
قال شمهور : لم أراه أبداً لقد كان هذا منذ قديم الزمان قبل عشرين سنه
رامي : هل تقصد عشرين سنه من سنينكم ؟
شمهور : نعم , لقد ولدت بعد أن مات لم أره لكن أمي كانت تقول أني أشبهه
كثيرا كل ما كنت أعرفه انه مسلم وأن أمي
مسلمه فأسلمت أنا ودعوت عشتار ووالدها الذ بدوره دعى الملك إلى الإسلام.
رامي : أنا اسف فلقد ذكرت بالماضي
شمهور : لا داعي للأسف .
ثم تابع : حسنا , سنفترق هنا
رامي : لماذا ألن تأتي إلى مملكة هوران ؟
شمهور : كلا , إذا احتجت إلى ستجدني في البيت الذي في هذا الجبل
وأشار إلى جبل كبير .
رامي : وماذا عن عشتار ؟
شمهور : ماذا بشأنها ؟
رامي : هل ستتركها ؟
شمهور : لقد مات شمهور في الحرب لن أدع عشتار ترتبط بشخص ميت
بكى رامي وقال : شكرا لك
خرج جناحان من ظهر شمهور وطار في جهة الجبل وازداد بكاء رامي
ثم رجع إلى المملكه وهو يحمل قماقم .
مضت سنه منذ ان دخل رامي عالم الجن وفي هذه السنه حصلت له أشياء كثيره
كان رامي يتجول في الحديقه كعادته لكن هذه المره كان برفقة عشتار ومر على السجن
وسمع صوت صراخ قماقم فيه فأخذ يتجول بالسجن حتى وصل إلى سجن قماقم فوجدها
قد علقت في السقف وقد انتزعت مخالبها وزيزفونه تنتزع أنيابها وهي تصرخ من شدت الألم
وزيزفونه تقول : كيف تجروء امرأه على تعذيب إبني ؟
ضحك رامي وخرج من عندهم وفي طريقه كان يمر على السجن الذي كان فيه عمار وبشار
أخذه الشوق إليهم وتسائل مالذي حدث لبشار وعمار فلقد مرت عشر سنوات منذ أن فارقهم
نزلت دموع رامي وخرج من السجن وكان الملك هوران في الحديقه فما ان رأى رامي حتى جائه
وقال :
بني أريد أن أستشيرك في شيء
رامي : تفضل يا سيدي .
الملك هوران : أريد ان ازوجك بعشتار .
فنظر رامي لعشتار التي تبسمت في خجل وقال :
إفعل ما تراه مناسبا يا سـ يا أبي
تركتهم عشتار وذهبت إلى القصو وهي تبتسم في خجل
لا حظ الملك هوران دموع رامي فسأله عن سبب دموعه فقال رامي :
فراق الأحبه يا أبي
فقال الملك : هل تشتاق إليهم
رامي : بكل تأكيد
فقال الملك هوران : لن تستطيع العوده قبل انت تقضي تسع سنوات عندنا
بكى رامي وقال : اعرف هذا
الملك هوران : لكن ...
رامي وقد عاد إليه الأمل : لكن ماذا ؟
الملك هوران : تستطيع ان تذهب لزيارتهم لمرة واحده
فرح رامي وقال : حقا , شكرا لك يا أبي
نادى الملك أحد جنوده وأمره أن يذهب برامي إلى بيته ثم يرجعه فقال الجندي :
حاضر يا سيدي .
وخرج من خلف الجندي دخان أسود اللون وما ان استنشقه
رامي حتى أغمي عليه وحمله الجندي وطار به
إلى السقف فلما وصله إختفى الجندي ومعه رامي .
استيقض رامي فرأى سقف بيته فضحك وقال :
ترى هل كان كل ذلك مجرد حلم ؟
هناك وسيله واحده ليتأكد فكشف عن صدره
ورأى أثار الجراح فأدرك أنه ليس حلما
نهض رامي من فراشه وفتح باب منزله فارتفعت عينيه في دهشه
فلقد تغير عليه المكان كله فلقد رأى بروجا مشيده ومباني مختلفه عما كان يعرفه
خرج من بيته وقد تغير كل شيء عليه فلم يدري إلى أين يذهب
وأثناء تجوله شاهد طفلين يلحقان قطه ويحاولون ان يضربوها بالعصي
تذكر رامي عندما كان يلحق القطط هو وبشار وعمار وتخيل هؤلاء الأطفال مكانه
فناداهما رامي فلما جاءا إليه قل لهم :
لماذا تضربون القطه ؟
فقال : أحدهما كنا نلعب
فقال رامي : لا يجوز ان تضربوها
ثم قال : ماهي أسماؤكم وأسماء أبائكم
فقال الأول : إسمي رامي وإسم أبي عمار
فقال الثاني : إسمي رامي وإسم أبي بشار
اسغرب رامي من الأسماء ترى هل هم صاحباه ؟
ثم بدأ يصف أباؤهم لهم فلما تأكد منهم أنهم أصحابه
أخذ ورقه وقلم وكتب فيها:
(( الساعه الخامسه في بيتي , رامي ))
كتب نفس الكلام في ورقة اخرى ثم أعطاها لكلا الطفلين
وطلب منهم ان يعطوها ابائهم ركض كل طفل إلى بيته
واتجه رامي إلى بيته كانت الساعه تشير إلى الخامسه إلا ربعاً
لم يمضي الكثير من الوقت حتى سمع طرق علي الباب فنهض ليفتحه
فتح ناي الباب ورأى عمار وبشار وقد تغيرت أشكالهم فلما رأوه بكى بشار
وأمسك عمار ناي وأخذ يضمه إلى صدره وبكوا جميعا فلما هدأو
ورأو رامي تعجبوا فلم يتغير في رامي شيء ابداً لقد كان مثلما
هو لم يتغير فيه شيء .
رامي : ما هي أخباركم
عمار : لقد كنا قلقين عليك
بشار : نعم فمنذ عشر سنوات لم نرك
فقال رامي : أم أنا فلم أفرقكم إلا قبل سنه
تعجب عمار وبشار من قوله فأخبرهم رامي بالقصه كامله
وما ان انتهى حتى قال عمار:
إذا بقيت لك تسعون سنه ؟
رامي : نعم
بشار : لا تذهب إليهم يا رامي ابقى هنا
حاول رامي أن يغير الموضوع فقال :
لا أرى أحدا في البيت هل يعني هذا أن عمي لم يكن يفكر في بيعه ؟
بشار : كلا فكل شخص يسكن فيه يصبح مجنوناً إلى أن يخرج منه
عمار : نعم وعندما لم يشتريه أحد تركه
بشار لا تغير الموضوع يا رامي :
لا تذهب إليهم
رامي : لا أستطيع
عمار : لماذا
دخل عليهم الجند الذي أحظر رامي وقال :
حان الوقت يا سيدي
فقال رامي : لقد جنينا مزرعناه فلقد حرمنا اماً حنوناً من ولدها .
وخرج من خلف الجندي دخان أسود اللون وما ان استنشقه
بشار وعمار و رامي حتى أغمي عليهم.
🔽النــــهـــــــايـــــــة🔽