كانت زيزفونه تحمل رامي وهي تقول :
مات ! كلا لم يمت لا يمكن لولدي ان يموت مره اخرى
احد الجن : انا أسف يا سيدتي لا نعلم مالذي اصابه ولا يمكننا إنقاذه
زيزفونه : أرجعه ايها الحكيم لا يمكن أن يموت ابني .
الملك هوران : اهدئي يا زيزفونه فلقد مات رامي
زيزفونه : كلا يا هوران ابني لم يمت
عشتار وهي تبكي : سيدتي أرجوك دعينا ندفنه فلقد مات
ضرخة زيزفونه وقالت : كلا لن تدفنوا أبني أو تحرقوه فأنا أحبه
زاد بكاء عشتار وقالت :
كلنا نحبه ياسيدتي ولكن لا يمكننا تركه هكذا
زيزفونه وهي تحاول ان تجد طريقه تقنع الباقين بها بأن رامي لم يمت:
لو كان ميت بالفعل لتعفن ولكنه لم يتعفن
الحكيم : أنتي تعلمين يا سيدتي ان تلك الأوراق
التي وضعنا الأمير عليها تمنع التعفن
زيزفونه : لكن ...
دخل أحد الجنود عليهم وهو يصرخ
سيدي لقد هجمت علينا جيوش الملك سوبا
اتسعت اعين الملك هوران وقال :
ماذا لكنه لم يمضي من المهله التي حددها سوى اسبوعين
الجندي : انه هنا ياسيدي فلقد وصل إلى القلعه
الملك هوران : أغلقوا جميع الأبواب ودَعِموها بالأخشاب
الجندي : امرك يا سيدي
خرج الجندي من عند الملك هوران الذي بدا القلق واضحا على وجهه
فلم يدري ما يفعل فهل يدفن رامي الأن أم يذهب ليصد جيوش مملكة الطوشان
قرر ان يترك أمررامي للحكيم وقال :
هيا بنا يا عشتار دعي امر رامي للحكيم ولنذهب لنرد جيوش سوبا
خرج الملك وعشتار وبقيت زيزفونه التي كانت تبكي وهي تحمل رامي
فقال الحكيم أرجوك يا سيدتي دعيه .
زيزفونه : كلا لم يموت .
صرخ الحكيم : بلى لقد مات
تركت زيزفونه رامي عندما قال الحكيم انه مات
فسقط على الأرض .
كان الملك هوران في مجلسه ومعه عشتار وكبار قادته
كانوا يحاولون وضع خطه لرد جيش الطوشان .
الملك هوران : هل لدى احدكم طريقه لرد جيش سوبا ؟
احد قادته : كان هوجومهم مفاجئاً يا سيدي
الملك هوران : أعرف ذلك لكن لما هجم علينا بعد اسبوعين ؟
احد القاده : مالذي تقصده يا سيدي بلماذا ؟
الملك هوران : لقد قال الملك سوبا بعد أن أخذ ابنه انه سيهجم بعد شهر
لكنه هجم بعد إسبوعين من استلامه لإبنه لماذا يا ترى ؟
احد قادته : ربما يريد أن يفاجئنا .
الملك هوران : مالذي تقصده بمفاجئتنا ؟
نفس القائد : أقصد أن قوله بان الهجوم سيبدأ بعد شهر كان يهدف ليطمئننا
فنحن إذا استعدينا ونحن نعلم ان الهجوم بعد شهر فلن يكون إستعدادنا كاملاً إلا في
نهاية هذا الشهر . لكنه هجم بعد إسبوعين لأنه يعلم اننا لم نستعد جيدا بعد .
مسحت عشتار دموعها وقالت :
اعذرني فأنا لم أقتنع بذلك فلو كان يريد الهجوم علينا قبل نهاية
الشهر لهجم في أول إسبوع .
الملك هوران : إن كلامك صحيح لكن لماذا هجم الأن يا ترى ؟
وعند الملك سوبا الذي كان جالساً مع إبنه كريشنا وابنته قماقم في خيمته
فقال الملك سوبا :
ترى لماذا نهجم الأن فلقد أخبرتهم أني سأهجم بعد شهر من إستعادة إبني
كريشنا : إسألها هي فهي من أصرت على ذلك
فقال الملك لقماقم :
لماذا أصريتي على الهجوم الأن
قماقم : لأن مملكة هوران في أضعف حالاتها الأن
كريشنا : وما أراك أنهم في أضعف حالاتهم ؟
الملك سوبا : بالعكس إنهم في أقوى حالاتهم فإبن ملكهم قد عاد
قماقم : بالعكس فعودت ابن ملكهم جعلتهم في أضعف حالاتهم
كريشنا : مالذي تقصدينه بكلامك
قماقم : لأن إبن ملكهم قد مات منذ ثلاثة أيام
الملك سوبا : مالذي تعنينه بكلامك هذا ؟
كريشنا : ربما كانت تقصد أنها تعرف احد في قصر الملك هوران
الملك سوبا : هل تعرفين أحداً هناك ؟
قماقم : كلا
كريشنا : إذا لماذا انتي متأكده من موته ؟
قماقم : لأنني أنا من قتله .
الملك سوبا : لكنك كنتي معنا منذ ثلاثة أيام
قماقم : هل تذكر يا مولاي عندما كنت تتكلم مع ابن الملك هوران
الملك سوبا : نعم أذكر ذلك
تجاهلته قماقم وتابعت كلامها وكأنها لم تسمعه :
عندما قلت له انك لو كنت في مكان الملك هوران
لاتخذت ***اً ليكون لك إبناً بلا من إنسي
فأجابك أن كل شخص يختار ما يرى فيه إبنه .
كانت تتعمد أن يسمع كريشنا كلام أبيها عنه
فقال الملك سوبا بضجر : نعم أذكر ذلك
كادت قماقم أن تضحك لكنها تمالكت نفسها وتابعت :
عندما غضبت أنت إنتهزت الفرصه وهجمت على إبن الملك هوران
غرست أنيابي فيه .
الملك سوبا : هل تعنين أنك ...
قماقم : نعم لقد سممته
الملك سوبا : ولكن لماذا قلت أنه مات قبل ثلاثة أيام لما لم يت قبل ذلك
قماقم : كلا فعندما وضعت السم فيه لم أضع الكثير منه
فلقد وضعت القليل بحيث يمرض ابن الملك وينشغل شعب
الملك هوران بمرضه وينسون أمر الإستعداد للحرب
الملك سوبا : إذا لماذا لم نهجم عندما مرض ابن الملك هوران ؟
قماقم : لقد كنت أفضل ذلك لكني أحببت أن اتاكد من أنهم نسو أمر المعركه
فتركهم إسبوعين سيجعلهم يتأكدون من أنك لن تهجم قبل شهر .
ضحك الملك سوبا
وقال :
لأول مره تفعلين شيأً جيدا انك رائعه
قماقم : شكرا لك يا مولاي
لاحظت قماقم أن كريشنا لم يتكلم فنظرت إليه فوجدته ينظر إلى
الملك سوبا بحقد فأدركت أنه ينوي به شراً ففكرت في خطه لكي
تتقي بها من شر كريشنا فخرج الملك من عندهم فقالت :
أنا أسفه يا أخي لم أكن أريد أن أقول ذلك
كريشنا : هل حقاً قال أبي ذلك ؟
تظاهرت قماقم بالدهشه وقالت :
ألم تسمعه يؤكد ذلك ؟
كريشنا : بلى
قماقم : أنا أسفه لم اكن أريد أن يمدحني أبي ويتركك
كريشنا ...
قماقم : صدقني : لو كنت موجودا وقتها لقلت لأبي بأنك أنت من أمرني بفعل ذلك
كريشنا : لقد صدقتك
فرحت قماقم لأن أخاها قد صدقها وأنها قد أتقت شره
فخرجت من عنده وجلس كريشنا لوحده فدخل عليه الملك فقال :
مالك عابس الوجه يا بني ؟
اخرج كريشنا خنجرا من ملابسه وقال :
لا شيء يا أبي
فقال له الملك سوبا :
بعد أن أن أهزم الملك هوران سأدعك ملكاً على مملكته
كريشنا : لن تفعل ذلك
الملك سوبا : لماذا يا بني ؟
طعن كريشنا الملك سوبا بالخنجر وقال :
لأنك لست الملك حتى تقرر ذلك
تراجع الملك سوبا والخنجر في صدره وقال :
مالذي فعلته ؟ لقد كنت إبني لمـ ...
سقط الملك سوبا على الأرض ميتا فحمله كريشنا إلى سريره وخرج
على الجيش وقال :
لقد مرض الملك سوبا سنرجع إلى المملكه وسنهجم عندما يشفا
اظطرب الجيش ولاحظ جيش مملكة هوران ذلك ثم رأوهم ينسحبون
وعند الملك هوران دخل أحد جنوده وهو منفعل ويقول :
*سيدي لقد حدث أمر عجيب*
*◀فما الذي حدث◀*