الملك هوران : مالذي حصل تكلم
الجندي : لقد انسحب جيش الملك سوبا
الملك هوران : ماذا ؟ لماذا إنسحبوا ؟
الجندي : لقد رأيناهم ينسحبون وقبل ذلك سمعنا
احدهم يقول ان الملك سوبا مريض
الملك هوران : هذا جيد اتمنى ان يجدوا ما يشغلهم عن
الهجوم علينا حتى ننهي إستعداداتنا .
تذكر الملك هوران رامي وقال :
وحتى ننهي بعض مشاكلنا الداخليه
قال احد القاده : أي مشاكل تقصد يا سيدي ؟
الملك هوران : أقصد وفاة رامي
ثم سمع الحكيم يقول في إنفعال :
لست أظنك تواجه أي مشاكل يا سيدي
الملك هوران : مرحبا ايها الحكيم مالذي تقصده ؟
بدأ الحكيم يخبر الملك هوران بالذي حدث .
((زيزفونه : كلا لم يموت .
صرخ الحكيم : بلى لقد مات
تركت زيزفونه رامي عندما قال الحكيم انه مات
فسقط على الأرض ))
صرخت زيزفونه : لا تقل ذلك لا تقل إن إبني مات
الحكيم : لكن يا سيدتي ...
قاطعه صوت أنين يخرج من رامي الذي ما إن رمته زيزفونه حتى
فتحت جروحه حتى بدأ ينزف دما أسود اللون
سمع الحكيم صوت أنين رامي بعكس زيزفونه التي كانت تبكي ولم تنتبه له
فقال الحكيم بانفعال : إنه بخير
قالت زيزفونه : أعرف هذا إنه بخير انه حي ولم يمت
أزاحها الحكيم وأخذ يفحص رامي ثم قال :
إذا فقد كان سماً
زيزفونه : ما الذي تفعله بإبني
أزال الحكيم ثياب رامي عن صدره ورأى جروحه وهي لم تخاط جيدا
أما زيزفونه فلما رأت ذلك حتى صرخت في غضب :
من فعل بك ذلك يا بني أجبني أقسم أن أدعه يتمنى الموت ولا يجده
أما الحكيم فما زال يفحص جسد رامي ثم قام من مكانه
و نادى إحدى الجنيات فلما جائته قال لها:
فكي جميع خيوطه واتركي جراحه مفتوحه
تعجبت الجنيه منه لكنها فعلت ما أمرها به .
صرخت زيزفونه : مالذي تفعله ؟ ماذا تفعلون بإبني
نادى الملك الجنود وأمرهم بأن يخرجوا زيزفونه
لكن أحد الجنود قال :
المعذره يا سيدي لكنها زوجة الملك
الحكيم : وهذا هو إبن الملك
الجندي : المعذره يا سيدي فلا أستطيع ذلك
خرج الجندي من عند الحكيم ووقف عند الباب لكي يحرسه
لم يدري الحكيم ماذا يفعل فمهما كان الذي يفعله وحتى
لو كان في صالح رامي فزيزفونه لن تسمح له
فما كان منه إلى أن أخرج بعض الأوراق وأشعل النار فيها وكتم أنفاسه
وأمر الجنيه بكتم أنفاسها فعلت الجنيه ما أمرها به الحكيم
اما زيزفونه فما إن إستنشقت الدخان حتى فقدت الوعي
فقال الحكيم للجنيه :
إحمليها واذهبي بها إلى غرفتها
حملتها الجنيه وذهبت بها إلى غرفتها ثم رجعت إلى الحكيم
أما الحكيم فقد أخرج بعض الأعشاب وبدأ يمزجها مع بعضها البعض ثم أخذ
يضعها على جراح رامي وما إن تلمس هذه الأعشاب الدم الأسود حتى تبدأ تحترق
أمر الحكيم الجنيه أن تذهب وتأتي له بأعشاب طبيه وبدأ يمزجها ويضعها على الجروح
إلى أن أصبح لون الدم أحمر فخاط جراح رامي ثم خرج من جيبه عشبه وطحنها
ووضعها في كأس ماء ثم فتح فم رامي وسكب فيه الماء على دفعات وما إن أنزله
حتى بدأ دم كثيرأسود اللون يخرج من فم رامي وتركه الحكيم إلى أن توقف الدم ثم أخرج ورقه صغيره
وأشعل فيها النار ووضعها تحت أنف رامي وانتظر دقيقه ثم أبعدها وما إن أبعدها حتى فتح رامي
عينيه
قاطعه الملك هوران وقال : هل تعني أن رامي حي الأن ؟
الحكيم : نعم يا سيدي إنه بخير
فرح الملك هوران وقال : إن هذا هو أسعد يوم في حياتي أخبرني أيها الحكيم كيف لي
أن أكافئك فالفضل يعود لك في مساعدة إبني رامي؟
الحكيم : كلا يا سيدي في الحقيق الفضل يعود لسيدتي زيزفونه
الملك هوران : مالذي تعنيه ؟
الحكيم : عندما صرخت في وجه سيدتي زيزفونه بأن رامي قد مات كانت هي تحمله فلما سمعت
كلامي
تركته يسقط على الأرض وما إن سقط حتى تفتحت جروحه لأنها كانت قد خيطت بطريقه خاطئه
وخرج منها الدم الأسود .
الملك هوران : وأين رامي الأن ؟
الحكيم : إنه يرتاح الأن في غرفته .
الملك هوران : جيد سأذهب لرؤيته ولابد أن أخبر عشتار بالأمر
خرج الحكيم من عند الملك هوران الذي أخبر عشتار بالأمر فذهبت معه إلى رامي
دخل الملك هوران ومعه عشتار على رامي الذي مازال يتألم من جراحه وما إن رأته
عشتار حتى كادت أن تفقز إليه وتعانقه لكنها كانت بحضرت الملك فأمسكت نفسها
فقال الملك هوران مخاطبا رامي :
هل أنت بخير يا بني ؟ هل ما زلت تشعر بالألم ؟
إنتبه رامي إليهم فقال :
كيف وصلنا بهذه السرعه فقبل قليل كنا نمشي متجهين إلى القصر
ضحك الملك وقال :
لقد كان ذلك قبل اسبوعين
استغرب رامي من الملك فقال :
ما الذي تقصده بإسبوعين
دخل الحكيم عليهم في هذه اللحظه وقال :
لقد كنت فاقداً للوعي لمدة اسبوعين
اندهش رامي وقال : لقد كنت قبل قليل أمشي مع الملك عائدا للقصر ...
قاطعه الحكيم وقال : أخبرني يابني هل لدغك شيء عندما كنت عند الملك سوبا ؟
فأجابه رامي : كلا لم يلدغني شيء
فأمسك الحكيم يده التي غرست فيها قماقم أنيابها وقال :
ماذا عن هذا ؟
تذكر رامي ما حصل وقتها فارتعش جسمه وقال
:
هذه ! لقد كانت هنالك امرأة مجنونه غرست أنيابها في يدي
فقال الحكيم : هل تذكر إسمها ؟
فأجابه رامي : لا أذكر جيداً ربما كان قمام أو مقام لا أذكر جيداً
الحكيم : هل هي قماقم ؟
رامي : نعم إنها هي
الحكيم : توقعت ذلك
رامي : توقعت ماذا ؟
الحكيم : تلك المرأه المجنونه تستخدم السم دائما عندما تريد أن تقتل أحدا
شعر الملك هوران بالقلق فقال :
إسمع يا بني إن هذه الحرب هي حرب بين الجن ...
قاطعه باستغراب رامي : أي حرب ؟
فأخبره الملك بما حصل عندما كان فاقداً للوعي
ثم تابع : كما أخبرتك إن هذه الحرب هي حربٌ بين الجن ولا دخل للبشر فيها
سنرجعك إلى بيتك غداً يابني
إتسعت أعين عشتار في خوف اما رامي فأخذ يتذكر كلام قماقم عندما كانت تعذبه :
(( أحمق منذ اللحظه التي قررت فيها البقاء في عالمنا أصبحت واحدا منا
إن مصيرك مرتبط بعالم الجن حتى لو رجعت إلى البشر
فستضل مرتبط بعالم الجن ))
رامي : معذرةً يا سيدي ليس لك الحق في إرجاعي
الملك هوران : إنني الملك وكلمتي مطاعه ولقد أخليت سبيلك
رامي :إن من حكم علي بالبقاء هنا هو أمي وليس أنت ومن له
الحق في إخلاء سبيلي هو أمي زيزفونه .
الملك هوران : لكنني خائف عليك يا بني ؟
رامي : لا تقلق على
الملك هوران : إنها حرب على مملكة هوران وليس لك دخلٌ فيها
رامي : أنا أحد أبناء مملكة هوران وسأقاتل معكم
الملك هوران : لكن الطوشان أقوياء
رامي : من كان قوي البنيه يكون غايةً في الغباء يا سيدي
الملك هوران : هل تعرف طريقة لهزيمتهم ؟
نهض رامي من فراشه وقال :
أظن ذلك ولكن قبل ذلك أريد أن أرى أمي