الفصل الاول

بعد تخرجي من الجامعة، التحقت بالقوات المسلحة المصرية كضابط احتياط في سلاح المهندسين... ولكن دعنا نركز على الأمور المهمة. أنهيت خدمتي العسكرية لأجد نفسي بلا عمل ولا مصدر رزق لمدة تقارب السنة الكاملة. بعد ذلك، تم تعييني في وزارة الحكم المحلي كمدير مشروعات... ولكن لنعد إلى الموضوع الأهم. وجدت أن راتب الوظيفة الحكومية ليس له قيمة تذكر، ولم أستطع أن أبدأ حياتي أو أخطط لمستقبلي بهذا الراتب. بناءً على ذلك، استأجرت محلاً ليصبح سوبر ماركت كبير. بعد ذلك، توسعت تجارتي وهنا كانت الصدمة الكبرى، حيث استأجرت شقة في العمارة فوق المحل مباشرة بسبب كثرة السرقات، وخوفاً من أن يتعرض المحل لأي اعتداء ليلي بعد إغلاقه. لذا، كنت أعيش في الشقة، أنام في غرفة تقع فوق المحل مباشرةً حتى أتمكن من سماع أي حركة في الشارع أو المحل. إلى هنا كان كل شيء جيداً ولم تكن هناك أي مشكلات، أو أنتم معي؟!


أحضرت كنبة قديمة لأنام عليها في الشقة، وتلفزيوناً وبعض المستلزمات الضرورية... بالمناسبة، العمارة كانت جديدة ولم يكن يسكنها أي شخص غيري. من عادتي عندما أنام أن أغلق باب الغرفة وأطفئ الأنوار تماماً.



بالطبع، كنت أنام ليلاً بعد إغلاق المحل مباشرةً لأتمكن من الاستيقاظ مبكراً والذهاب إلى عملي في الحكومة. وعند الساعة السابعة تماماً من كل صباح، وهو موعد استيقاظي، كنت أجد من يطرق باب الغرفة حتى أفيق من نومي، ثم يتوقف الطرق تماماً. وفي أيام الإجازات الرسمية والعطلات، لم يكن أحد يطرق الباب نهائياً. حينها، أدركت أن هناك شيئاً ما في الشقة، ولكنه لا يريد إيذائي، والدليل على ذلك أنه يخشى أن أتأخر عن عملي. لذلك لم أشغل بالي كثيراً بالأمر.


بعد ثلاث سنوات من الإقامة في هذه الشقة، تقدمت لخطبة فتاة أحببتها بالفعل، وتمت الموافقة من أهلها وتمت الخطبة. وفي يوم كنت نائماً كعادتي في هذه الغرفة، استيقظت فجأة وجدت نفسي جالساً على الكنبة لأسمع صوتاً قوياً في أذني يقول لي: "هل سألت عن خطيبتك هذه؟!"



إعدادات القراءة


لون الخلفية