بعد سماعي لهذا الصوت المجهول الذي سألني: "هل سألت عن خطيبتك هذه؟" شعرت بحيرة شديدة. ماذا أفعل الآن بعدما تم تجهيز الشقة بالكامل، ولم يبقَ إلا تحديد موعد ليلة الزفاف؟ وبينما كنت في عملي، فوجئت بشخص ذو مكانة كبيرة في مدينتي يأتي ليطلب مني خدمة في عملي. وكعادتي، أحرص على مساعدة الجميع سواء كان غريباً أو قريباً، كبيراً أو صغيراً. وبعد أن أنهيت له خدمته، قال لي: "هل سمعت يا بامهندس عن الفتاة التي قبضوا عليها مع فلان منذ عدة سنوات؟" فقلت له: "نعم، سمعت بهذه القصة." فسألني: "ومن هي هذه الفتاة؟" فأجبته: "لا أدري، فأنا لا أهتم بهذه الأمور." فقال لي: "إنها خطيبتك!"
ما رأيكم؟ نزل عليَّ الخبر كالصاعقة! ولكنني قمت بالتحري من مصادر موثوقة، وتأكدت من صحة الخبر تماماً. حينها، لم أعد أستطيع الذهاب إلى بيت خطيبتي مرة أخرى لمدة شهر كامل دون سبب واضح بالنسبة لعائلتها. وفي أحد الأيام، جاء والدها إليَّ يوم الجمعة، ومعه الشبكة والهدايا، وقال لي: "يا بني، كما دخلنا بالمعروف، نخرج بالمعروف." بصراحة، كنت على وشك الطيران من الفرح. والأغرب من ذلك أن الرجل لم يسألني عن سبب عدم زيارتي لهم أو عن أي شيء آخر، وتمت إنهاء الخطبة بكل هدوء، وانتهت القصة في جلسة واحدة، وذهب كلٌ منا في طريقه.
إلى هنا لا توجد مشاكل، ويبدو أن الشيء الموجود في الشقة كان يحرص على مصلحتي.
واصلت عملي في الحكومة صباحاً، وأدير محلي التجاري بعد الظهر دون أي مشاكل. ولكن دائماً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد مرت الأيام ولم ألتفت إلى مسألة الزواج. وبدأت أشعر بصداع شديد في رأسي استمر لفترة طويلة، دون سبب واضح، ليل نهار. وأصبح وجهي أسود وغريباً، وكل من يراني يقول لي: "أنت معمول لك سحر." تكررت هذه العبارة كثيراً معي، فقررت خوض تجربة مع السحرة والمشعوذين. سألت كثيراً حتى أرشدوني إلى رجل خطير جداً يبلغ من العمر 90 عاماً، ويستطيع فعل أي شيء. ولكن...
لابد من أن تكون لديك معرفة بهذا الرجل لأنه لا يقابل أي شخص مهما كان. وهنا كانت المعضلة: كيف أصل إليه؟ بالصدفة البحتة، اكتشفت أن هذا الرجل هو عم الساعي الخاص بمكتبي! رائع جداً! إما أن نذهب إليه، وإما أن ننتظر الجزاء. أليس كذلك؟
المهم، ناديت الساعي وقلت له: "يا عم، هل لديك عم يُدعى... يعمل في الأمور الغامضة هذه؟" فقال: "نعم، يا باشمهندس، لماذا؟" فقلت له: "أريد أن نذهب إليه الآن، أنت وأنا." فقال: "حسناً يا باشمهندس، لنذهب." تركت المكتب وذهبت معه فوراً دون تردد. أخذنا دراجة نارية لأن المكان الذي يسكن فيه لا تدخل إليه السيارات. وصلنا إلى حقل كبير جداً وفيه كوخ مصنوع من القصب. كان الرجل جالساً هناك ومعه امرأة سوداء جداً وطويلة. بصراحة، شعرت بالخوف عندما رأيت الرجل وتلك المرأة، ولكن لم أظهر خوفي أمام الساعي بالطبع. المهم، المرأة بدأت تدور حولنا طوال الوقت، وأنا لم أفهم ما يحدث.
ثم قال الساعي لعمه: "الباشمهندس رئيسي في العمل ولديه طلب عندك." فقال الرجل: "خير يا باشمهندس، ما الأمر؟" فقلت له: "أعاني من صداع دائم، ولا أستطيع النوم جيداً، وأرى كوابيس مزعجة. وكلما تقدمت لخطبة فتاة، يتم رفضي." و... و... و... الرجل أعطاني علبة كبريت وقال لي: "اكتب اسمك واسم والدتك على هذه العلبة." فكتبت له ما طلب. وقف الرجل مع المرأة السوداء لبعض الوقت ثم عاد إلي. قلت له: "خير يا عم الحاج، ماذا هناك؟"
فقال لي: "يا بني، أنا لست جاهزاً اليوم لأي شيء، دعها لوقت آخر، سيكون أفضل." شعرت بالاستغراب وأخذت الساعي وعدنا. وفي الطريق، سألت الساعي: "من هذه المرأة المخيفة التي كانت مع الرجل؟ هل هي زوجته؟" ضحك الساعي كثيراً وقال: "لا، يا باشمهندس، هذه جنية ترافقه دائماً ولا تفارقه أبداً." كدت أسقط من على الدراجة وقلت له: "ولكن لماذا لم يخبرني الرجل بما يحدث؟" فقال لي: "لا تقلق، سأعرف كل شيء عند عودتي من العمل اليوم وسأخبرك غداً." بصراحة، كنت أنتظر يوم الغد بفارغ الصبر لأعرف ماذا يحدث!