خر ما وصلنا إليه أن الساعي قال لي: "غداً إن شاء الله سأخبرك بما حدث وما قاله عمي." في اليوم التالي، ذهبت إلى عملي وصعدت إلى مكتبي لأجد الساعي جالساً أمامه، ودار بيننا الحوار التالي:
أنا: صباح الخير يا عم...
الساعي: صباح النور يا سيدي.
أنا: تعالَ يا عم... أحتاجك.
الساعي: حاضر يا سيدي.
أنا: هل ذهبت إلى عمك أمس بعد عودتك؟
الساعي: نعم يا سيدي، وعلى وجهه ابتسامة غير مريحة.
أنا: حسناً، هل سألته عني؟ ولماذا لم يخبرني بشيء؟
الساعي: نعم، يا سيدي، وهو يقول لك ألا تمتحنه، لأنك أستاذ كبير في هذه الأمور، وهو لا يستحق أن يكون من أصغر تلاميذك!
أنا: ماذا تقول أيها الرجل؟ هل أنت مجنون أم أن رأسك قد أصابه خلل؟ اخرج من هنا!
بعد ذلك، بصراحة، لم أستطع استيعاب ما قيل لي، وما معنى أنني أستاذه وأمتحنه؟ بالتأكيد هناك شيء غير صحيح، وأعتقد أن هذا الرجل قال ذلك لأنه لا يعرف شيئاً، وبدأ يهذي ويقول كلاماً بلا معنى.
المهم، خلال عملي، وصلتني شكوى من أحد المواطنين ضد آخر، تفيد بأن المشكو في حقه قد بنى طابقاً كاملاً دون الحصول على ترخيص. هذا أمر طبيعي في عملنا، فنحن نتعامل مع المخالفات ونتخذ الإجراءات اللازمة لإزالتها. وبينما كنت أقرأ الشكوى، قال لي أحد الموظفين: "يا باشمهندس، هذا الشخص الذي قدمت الشكوى ضده رجل خطير، ويمارس السحر، ولديه علاقة قوية جداً بالجن."
فكرت أن هذا الكلام قيل لي ليخيفني ويمنعني من الذهاب للتحقق من المخالفة واتخاذ الإجراءات اللازمة، مثل إزالة الطابق المخالف وما إلى ذلك. لذا، قلت له: "ما رأيك أنني سأذهب بنفسي لأرى هذا الأمر وأتحقق منه؟"