الفصل الثالث عشر

بعد هذه الأحداث التي مررت بها، دُمِّرت حياتي تمامًا، وأصبحت حطام إنسان. ولكي لا أطيل عليكم في سرد التفاصيل التافهة، فإن كل شيء انتهى بيني وبين زوجتي بعد تسعة أشهر فقط من زواجنا. ذهب كلٌّ منا في طريقه، وبدأت قضايا المحاكم بيننا، وكانت تأخذ راتبي كاملاً بحكم المحكمة. بعد ذلك رفعت قضية طلاق، وتم الطلاق في أكتوبر 2005، أي بعد حوالي سبع سنوات ونصف من تركها المنزل، بعد رفضي لجميع الوساطات لحل المشكلة. انتهى الأمر بإلغاء قضية النفقة في يناير 2006. طوال هذه السنين، كنت أعمل وهي تأخذ راتبي بحكم المحكمة. لا بأس، الله خير معوض.

نعود الآن إلى يوم مغادرتها المنزل، كان ذلك يوم 18 مارس 1998. دخلت غرفة النوم بعد أن تركت المنزل في الصباح، وقد أخذت معها كل متعلقاتها. حتى أنني أرسلت لها سيارة نصف نقل لتوصيلها، لأن الحياة المشتركة بيننا لم تعد ممكنة.


دخلت غرفة النوم، حائرًا، لا أعرف ماذا أفعل. شعرت وكأن الزواج الذي مررت به كان حلمًا قصيرًا انتهى دون سابق إنذار. لم أذهب إلى العمل في ذلك اليوم، لأن أعصابي كانت مشدودة، ولم أكن أرغب في الدخول في أي مشاكل مع زملاء أو مواطنين، فأي خطأ بسيط قد يتسبب في مشكلة لا أستطيع حلها لاحقًا. لكل إنسان بداخله وحش يخرج في أصعب الظروف، يجعل المرء يتصرف دون وعي. لقد مررت بمواقف مشابهة في العمل، ولكن لا حاجة لذكرها الآن.

دخلت غرفة النوم، دون أن أشعر بأي شيء. كل شيء انتهى، ولا شيء يهم. كنت مدمّرًا بالكامل. جلست على السرير وأخذت أبكي مثل الأطفال، حتى هدأت نفسي. بعد ذلك، غسلت وجهي واستغفرت الله، ثم نمت في غرفة النوم التي لم أنم فيها من قبل.

فجأة، داهمني كابوس أسوأ بكثير من الكوابيس السابقة. كنت أرى وحوشًا مفترسة تشد جسدي بشراسة لا توصف. استيقظت لأجد نصف جسدي على الأرض، وشعرت بآلام شديدة ورعشة غير عادية. خرجت من الغرفة إلى غرفة المكتب، وجلست هناك حتى هدأت. لم أكن أفهم ما يحدث.

مع مرور الأيام، بدأت أتكيف مع حياتي الجديدة. عدت إلى عملي وبدأت أعيش الواقع مرة أخرى، وسلمت أمري لله. في أواخر عام 1998، سمعت عن أجهزة الكمبيوتر والإنترنت، وقررت أن أشتري جهاز كمبيوتر، خاصةً أنني كنت وحيدًا وليس لدي ما يشغلني. في يوم 4 يناير 1999، اشتريت الجهاز، رغم أنني لم أكن أعرف شيئًا عن كيفية استخدامه. كان الجهاز باهظ الثمن بإمكانيات بسيطة مقارنة باليوم. كان عليه نظام التشغيل "ويندوز 95".

عندما أخذت الجهاز إلى المنزل وشغلته، شعرت بمتعة كبيرة. بدأت أستمتع بالأغاني، والألعاب، والبرامج الهندسية. فتحت لعبة لا أذكر اسمها، وقضيت ساعتين ألعب، ثم شعرت بالملل وأردت إغلاق الجهاز، لكنني لم أكن أعرف كيف أفعل ذلك. تذكرت أن البائع حذرني من إطفاء الجهاز من الفيشة، بل يجب إغلاقه من قائمة "Start". ولكن اللعبة كانت تملأ الشاشة، ولم أستطع الوصول إلى قائمة "Start".

أخيرًا، شعرت بالإحباط وسحبت الفيشة. قلت في نفسي: "ما الذي يمكن أن يحدث؟" ولكن بعد ذلك، لم يعد الجهاز يعمل. حاولت تشغيله، ولكن الشاشة لم تظهر. قلت: "لقد انتهى الأمر."

اتصلت بزميل لي في العمل، لديه جهاز كمبيوتر، وسألته عن المشكلة. فقال لي إنه سيأتي بعد المغرب. وبالفعل، جاء، وأخذ يحاول حل المشكلة، ولكنه فشل. بعد عدة محاولات، قال لي إن هناك مهندسًا محترفًا في المدينة، يمكنه إصلاحه. تواصلنا مع هذا المهندس، الذي وافق على أن أذهب إليه بالجهاز.

حملت الجهاز وذهبت إليه على مضض، متسائلاً: "من هذا الشخص الذي يجعلني أحمل الجهاز بنفسي وأذهب إليه؟" عندما وصلت إلى مكتبه، كان ينتظرني، وكان شكله مألوفًا لي من أيام الجامعة. سلمت عليه ووضعت الجهاز أمامه. سألته: "ألم تكن مهندسًا ميكانيكيًا؟" فأجاب: "نعم، ولكنني أعمل أيضًا في مجال الكمبيوتر."

لاحظت أنه قليل الكلام ولا يتحدث إلا عند الضرورة. كان غريبًا في تعامله. بعد ساعات من المحاولات، تمكن من إصلاح الجهاز، ولكن لم يعمل كارت الصوت. حاول مرارًا وتكرارًا، ولكن بلا جدوى. في النهاية، قال لي: "سنتركه الآن، وتعال غدًا بعد صلاة الجمعة."

قلت له: "تعال معي الآن، سأوصلك إلى بيتك، وبالمناسبة يمكنك أن ترى شقتي." فوجئت بموافقته السريعة. قلت في نفسي: "ها هو قد وافق على القدوم، لكن هل سيأتي بالفعل؟"


في اليوم التالي، كنت في الشقة منتظرًا. دعونا نسميه "مصطفى". بعد الصلاة، جاء مصطفى بالفعل. استقبلته بحفاوة وأدخلته إلى غرفة المكتب ليكمل العمل على الجهاز. كان غريبًا في تعامله، حتى طلب مني أن أعد له فنجان قهوة كل نصف ساعة. قلت له: "كل نصف ساعة؟" لكنه أصر.


جلس يعمل على الكمبيوتر حتى الساعة الخامسة مساءً، وعندما انتهى، قال لي: "جهازك الآن بحالة ممتازة." شكرته وأعطيته أجره. ثم نصحني بالحصول على دورة تدريبية لتعلم كيفية استخدام الكمبيوتر. وافقت فورًا ودفعته له مقدمًا، لأنني كنت مهتمًا بتعلم برامج مثل الأوتوكاد التي تفيدني في عملي.

حدد لي موعدًا لبدء الدورة في اليوم التالي عند الساعة الواحدة ظهرًا. ذهبت إليه في الموعد المحدد، وحصلت على حصة مكثفة لمدة ساعتين. بعد الحصة، قال لي: "سآتي لزيارتك الليلة بعد انتهاء الدورات لأقضي معك بعض الوقت."

قلت له: "أهلاً وسهلاً، ستشرفني."



إعدادات القراءة


لون الخلفية