وضعت المفتاح في الباب ودخلنا إلى الشقة. مددت يدي إلى مفتاح الكهرباء لإضاءة الصالة، لكن لم يظهر أي ضوء. كان هذا غريبًا، فكل العمارة مضاءة، ولكن شقتي هي الوحيدة التي لا يوجد بها كهرباء. أشعلت الولاعة في محاولة لفهم سبب انقطاع الكهرباء، ثم نزلت إلى مدخل العمارة لأتفحص التابلوه الرئيسي للكهرباء. كل شيء بدا طبيعيًا، لا أسلاك مفصولة أو مشاكل ظاهرة.
صعدت مرة أخرى إلى الشقة لأتفحص التابلوه الخاص بها، فوجدت أن جميع المفاتيح الكهربائية السبعة مغلقة. على فكرة، كنت قد وزعت الكهرباء في الشقة بحيث يكون لكل غرفة أو مساحة مفتاح خاص بها، وعددهم سبعة مفاتيح.
قلت في نفسي: "ما الذي قد يجعل سبعة مفاتيح كهربائية تغلق في وقت واحد؟" مع العلم أن الشيء الوحيد الذي كان يعمل هو الثلاجة، والتي لها مفتاح مستقل. فإذا كان هناك ضغط كهربائي، كان من المفترض أن يغلق فقط مفتاح الثلاجة وليس باقي المفاتيح.
رفعت جميع المفاتيح مرة أخرى، وعادت الأضواء إلى الشقة كأن شيئًا لم يكن. أغلقت باب التابلوه وتوجهت إلى غرفة المكتب. وما إن وضعت يدي على زر الإضاءة في الغرفة، حتى انطفأت الأضواء مرة أخرى في كامل الشقة.
جاءت زوجتي تركض من الداخل وهي خائفة، لكنها لاحظت أنني متوتر للغاية، فبقيت بجانبي بدون أن تتفوه بكلمة.
بصراحة، شعرت بالإحباط الشديد. كنت أود أن أصرخ في الشقة بأعلى صوتي وأسأل: "من أنت؟ ولماذا تفعل ذلك؟" لكنني لم أستطع، لأنني كنت أخشى أن تنهار زوجتي أو تفقد السيطرة.
توجهت مرة أخرى إلى التابلوه، رفعت المفاتيح من جديد، وأضاءت الشقة. وقفت بجوار التابلوه، أحاول أن أراقب كيف يمكن أن تغلق المفاتيح لوحدها. انتظرت حوالي عشر دقائق، لكن لم يحدث شيء. أغلقت باب التابلوه وتوجهت مجددًا إلى غرفة المكتب.
لكن بمجرد أن دخلت الغرفة، انطفأت الأضواء مجددًا. عند هذه النقطة، لم تتمكن زوجتي من التحمل، وانهارت بالبكاء. حاولت أن أهدئها، فقالت لي: "ما الذي يحدث في هذه الشقة؟ كيف كنت تعيش هنا لوحدك؟ أم أنك تفعل ذلك عمدًا لكي تجنني؟"
أجبتها: "وهل كنت أنا أيضًا من تسببت في المغص الذي أصابني؟"
قالت: "والمياه التي رشّت على المرايا، وقطع الكهرباء المتكرر؟ هذا شيء لا يحتمل."
قلت لها: "صدقيني، عشت هنا لسنوات ولم يحدث شيء من هذا القبيل. لا بد أن هناك مشكلة في أسلاك الكهرباء، ربما هناك سلكان يلمسان بعضهما البعض."
ثم سألتها: "هل هناك شيء آخر يعمل في الشقة غير الثلاجة؟"
قالت: "لا."
فقلت لها: "افصلي الثلاجة، وأي شيء آخر قد يكون متصلًا بالكهرباء."
فصلنا الثلاجة، ولم يعد هناك أي أحمال كهربائية بالشقة. فتحت باب التابلوه، رفعت المفاتيح مرة أخرى، وعادت الأضواء. قلت لها: "اذهبي واطفئي جميع الأضواء في الشقة، حتى لا تتركِ لمبة واحدة مشتعلة. نريد أن نرى ما إذا كانت المفاتيح ستنزل مجددًا."
أطفأنا الشقة بالكامل، وجلسنا على ضوء شمعة أمام التابلوه. فجأة، سمعنا صوتًا قويًا، جميع المفاتيح أُغلقت دفعة واحدة وبعنف. كان الصوت مختلفًا هذه المرة، وكأن الذي ينزل المفاتيح أصبح غاضبًا ويحاول إخافتنا.
قلت لها: "سأذهب لأحضر كهربائي، ليفحص المشكلة."
قالت لي: "لن أبقى هنا وحدي، سأذهب معك."
حاولت إقناعها بالبقاء، قائلًا: "يا عزيزتي، ليس من اللائق أن تأتي معي." لكنها بكت مثل طفلة بلا حيلة، فقلت لها: "حسنًا، تعالي معي."
ذهبنا إلى كهربائي في الحي، حكيت له ما حدث بالتفصيل. قال لي: "غالبًا ما يكون هناك ماس كهربائي، ربما هناك سلكان مكشوفان يلامسان بعضهما البعض."
قلت له: "تعال معي لترى بنفسك."
جاء الكهربائي معنا، وتفحص التابلوه الرئيسي أسفل العمارة، لكنه لم يجد أي مشكلة. قال لي: "المشكلة غالبًا في شقتك."
صعدنا إلى الشقة، ورفع الكهربائي المفاتيح، فعادت الأضواء. قال لي: "لا أرى أي مشكلة."
أجبته: "يعني أضحك عليك؟"
فقال: "لا، لكن حتى الآن لا يوجد أي عطل واضح."
طلبت منه فك المفاتيح الكهربائية السبعة وتفحص الأسلاك. قام الكهربائي بفحص كل شيء ووراني الأسلاك، كانت سليمة. قلت له: "حسنًا، أعد تركيب المفاتيح، ولكن اربطها جيدًا."
وبعد أن أعاد تركيب المفاتيح، طلب مني تشغيل جميع الأجهزة الكهربائية في الشقة. قمنا بتشغيل الغسالة، والتلفاز، والكاسيت، وكل شيء. أشعلنا جميع الأنوار في الشقة.
انتظرت معه فترة، لكن المفاتيح لم تنزل. قال لي: "كل شيء يبدو على ما يرام الآن."
فقلت له: "لا، اجلس معي قليلًا، دعنا نشرب الشاي ونراقب لمدة ساعة، إذا لم يحدث شيء، يمكنك الذهاب."
جلسنا معًا، شربنا الشاي، وكل شيء كان طبيعيًا. بعد حوالي ساعة، استأذن الكهربائي وغادر.
فكرت في نفسي: "الحمد لله، انتهى الأمر."
لكن ما إن دخلت غرفة النوم لأغير ملابسي، حتى انطفأت الأضواء مرة أخرى. لم تمضِ دقيقة على رحيله!
كانت زوجتي في حالة سيئة للغاية، ولم أجد ما أقوله لها سوى أن نذكر الله. خرجنا إلى الشرفة، وجلسنا فيها طوال الليل. كنت أخشى أن أطلب منها إعداد الشاي مجددًا، فقد كانت ترتجف من الرعب.
سلمنا أمرنا لله، وجلسنا في الشرفة حتى أتت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. كنت قد تعبت من الجلوس، وزوجتي أيضًا. قلت لها: "تعالي نسمي الله، ونرفع المفاتيح مرة أخرى. إن شاء الله لن تنزل هذه المرة."
وبالفعل، رفعت المفاتيح، وعادت الأضواء، ولم تنطفئ مرة أخرى.
لكن نفسيتي كانت سيئة للغاية. بدأت أتساءل: "ما الذي حدث؟ الشيء الذي كان هنا كان يحبني ويخاف علي، لماذا تغير كل شيء منذ أن تزوجت؟"
أصبحت حياتي تتدهور، المحل أغلق، فقدت الأمل في كل شيء. شعرت أن نهاية زواجي باتت وشيكة بعد تسعة أشهر فقط. بدا وكأن شيئًا في الشقة لا يطيق وجود زوجتي.
أريد أن أخبركم أن القصة الحقيقية لم تبدأ بعد. ما سردته لكم مجرد تمهيد. القصة التي لن يصدقها أحد لم تبدأ بعد، ولكنني أقسم بالله أنها حدثت بالفعل. استمرت لسنوات، وما زالت، وإن كانت الأمور قد هدأت قليلًا الآن.
لقد انتقلت إلى ثلاث شقق مختلفة، وكل شقة كانت لها قصتها الخاصة. حتى عندما سافرت للعمل في الخارج، كان الشيء الذي كان معي يرافقني، ولكنه ساعدني كثيرًا هناك، وأنقذني من مواقف كثيرة.
الآن، لا أستطيع الكتابة أكثر. نفسيتي تعبت جدًا من إعادة تذكر كل هذه الأمور، حتى وإن كانت قد انتهت منذ زمن طويل.