الفصل السابع

بعد ذلك ذهبت إلى شقتي، ولم أفكر مطلقاً في محاولة الحديث مع ما يُقال إنه موجود في غرفتي، لأن عقلي ما زال يرفض التصديق بهذه الأمور، أو ربما بسبب الخوف الذي قد يسيطر عليّ في حال وجدت إجابة من هذا الشيء. المهم، عشت حياتي بشكل طبيعي جداً، ولم أفكر كثيراً في هذا الأمر، وطالما أنه لا يوجد ضرر أو خطر، فلا داعي لأي مغامرات. استمر الطرق على باب الغرفة كل صباح في الساعة السابعة، عندما أستعد للذهاب إلى العمل، وأصبحت معتاداً على ذلك ولم يعد يخيفني.


في أحد الصباحات، يبدو أنني كنت نائماً نوماً عميقاً جداً، ولم أسمع صوت الطرق المعتاد في تمام الساعة السابعة. لكن فجأة، بدأ الطرق يزداد قوة حتى استيقظت مفزوعاً وجلس على الكنبة التي أنام عليها. ومع ذلك، لم يتوقف الطرق. فقلت بصوت عالٍ: "حسناً، لقد استيقظت، شكراً جزيلاً، سأذهب إلى الحمام الآن." عندها توقف الطرق على الفور، وابتسمت مما حدث. يبدو أن هذا الشيء يهتم بي بالفعل.

أقسم بالله العظيم، هذا ما حدث تماماً كما أحكي. ما أجمل أن تجد شيئاً ما يحبك ويهتم بك في هذا العالم؟ بصراحة، أحببت هذا الشيء من دون أن أراه أو أتكلم معه. وأصبحت أحب شقتي جداً جداً. وسارت حياتي طبيعية، ولم أفكر أبداً في الحديث مع هذا الشيء، لأنني أؤمن بأن كل شيء له حدوده، ولا أحب تجاوز حدود الطبيعة التي خلقنا الله عليها، لأنني أخشى أن أصاب بالهوس أو الجنون. لذا رفضت الفكرة تماماً.

بعد ذلك، تقدمت لخطبة فتاة، وتمت الخطبة بنجاح والحمد لله. هذه الفتاة كانت "خطيبتي الثانية"، هل تتذكرون خطيبتي الأولى أم نسيتموها؟

خطيبتي الثانية كانت لها أخت أكبر منها، لم تكن جميلة، وكانت تعاني من شلل في إحدى ساقيها (نسأل الله لها الشفاء). عندما كنت أزور خطيبتي، كانت أختها المريضة دائماً تسبقها في استقبالي، وتجلس معنا طوال الوقت، ولا تغادر المكان حتى أغادر المنزل. هذا جعل الأمور غير مريحة، فلا أستطيع التحدث بحرية، وكانت خطيبتي تبدو غير مرتاحة ولا تعرف ماذا تقول، فلا هي سعيدة ولا حزينة، وكأنها تائهة.

في أحد الأيام، تجمعت لدي الشجاعة وسألت أخت خطيبتي عن حالتها، وهل وُلدت بهذا الشلل أم أنه ناتج عن مرض أو عدم التطعيم. طبعاً، لست طبيباً لأشخص الحالة، لكني كنت أبحث عن تفسير. فوجئت برد غريب جداً، ولم أصدق ما سمعته. قالت خطيبتي: "لا، إنه مرض حديث، حصل قبل شهرين فقط."

شهرين فقط؟! كيف يمكن أن تصبح رجلها مشلولة بالكامل في هذه الفترة القصيرة؟ قالوا لي إنها أخطأت في حق عالم دين، ومنذ ذلك الحين وهي على هذا الحال. هل هذا معقول؟

بصراحة، لم أكن مرتاحاً تماماً أثناء زيارتي لهم، ولكن كان علي أن أذهب بسبب الواجب الاجتماعي.

في يوم الجمعة كالمعتاد، ذهبت لزيارة خطيبتي بعد صلاة المغرب، ووجدت سيارة "فيات 128" حمراء اللون تقف أمام المنزل. قلت في نفسي: "يبدو أن لديهم ضيوفاً من القاهرة، لأن لوحة السيارة تحمل أرقاماً من القاهرة." بالمناسبة، بيت خطيبتي يبعد حوالي 30 كيلومتراً عن القاهرة.

دخلت المنزل ووجدت حركة غريبة، الناس ذاهبة وآتية، وأنا لا أعرف ماذا يحدث. جلست في الغرفة المعتادة، لكن لم يأتِ أحد للترحيب بي. بعد ساعة من الانتظار، دخلت خطيبتي وقالت لي: "معذرة، سأذهب مع أختي إلى القاهرة لرؤية الطبيب." استغربت وقلت لها: "لماذا تذهبين أنتِ وأختك وحدكما إلى القاهرة؟ وأين إخوانك الأربعة؟ هل سيتركونكما تذهبان وحدكما؟" فقالت: "الدكتور أرسل سيارته ليأخذنا، وسننام في العيادة ونعود صباحاً." قلت لها: "غريب، هل يوجد طبيب يرسل سيارته من القاهرة ليأخذ مريضة؟ وماذا عن النوم في العيادة؟"

قالت: "إنها ستأخذ حقنة قوية تجعلها نائمة حتى صباح اليوم التالي." بصراحة، كنت غاضباً جداً وقلت لها: "أنا غير مرتاح لهذا الكلام، ونوم خارج البيت أيضاً؟! هذا غير مقبول!" خرجت من المنزل غاضباً دون أن أودع أحداً.

الجمعة التالية ذهبت لزيارة خطيبتي مرة أخرى، ووجدت نفس السيارة واقفة. قلت في نفسي: "اليوم يجب أن أنهي هذا الموضوع." دخلت البيت بدون سلام أو كلام، والدم يغلي في عروقي.

جاءت زوجة أخو خطيبتي وسلمت عليّ، وقالت لي: "لا تقلق، سأذهب مع أختك إلى القاهرة، وخطيبتك ستجلس معك." كانت زوجة أخوها تعمل مدرسة، وهي الوحيدة التي كانت تفهمني في ذلك البيت.

سألتها: "لماذا يجلس الرجال بالخارج ولا يقومون بدورهم؟" نظرت إليّ وكأنها تشكو حالها لي، لكنها لم تنطق بكلمة وخرجت.

بعد فترة، دخلت خطيبتي، ولم تكن على ما يرام. بصراحة، لم أكن أحتمل وجودها أيضاً، كنت غاضباً جداً. جلست بلا كلمة، وأنا أيضاً لم أنطق بشيء ولم أنظر إليها.


هل تعرفون لماذا؟ كنت أركز على صوت تشغيل السيارة بالخارج.

دارت السيارة وغادرت، وبقيت جالساً لمدة ربع ساعة حتى غادرت السيارة البلدة، ثم قمت وغادرت المنزل بدون سلام أو وداع!

بعد أن غادرت، قررت أنني لن أعود إلى هذا المنزل أبداً، وعزائي على الشبكة وفستان الفرح والحذاء الذي اشتريته لها. (تذكروا الفستان والحذاء جيداً، سيكون لهما دور لاحقاً.)

بعد حوالي شهر، نسيت الموضوع تماماً، إلى أن جاءني أحد الأقارب في المحل. رحبت به كثيراً، ثم سألته عن سبب زيارته. قال لي: "يا بني، لماذا لم تعد تزور خطيبتك؟ هل هناك ما يزعجك؟" قلت له: "لا، أبداً، فقط بعض الانشغالات."

قال لي: "أهل خطيبتك جاءوا إليّ، وأحضروا الشبكة، ويقولون لك إنها لم تعد تريدك." قلت له: "لا مشكلة، شكراً على توصيل الأمانة. ولكن هل لا يوصّلون الأمانة كاملة؟" قال لي: "ماذا تقصد يا بني؟" قلت له: "أريد فستان الفرح والحذاء أيضاً، وإلا..."

قال لي: "وإلا ماذا؟" قلت له: "ستعرف قريباً."

قال: "حسناً، سأذهب إليهم غداً وأرى ما بوسعي فعله." قلت له: "انظر، يا حاج، لن أتنازل عن الفستان والحذاء، أو عن ثمنهما وهو 600 جنيه." قال لي: "حسناً، سأذهب لهم غداً."


في اليوم التالي، ذهبت إلى الحاج في بيته. وجدته زعلاناً، وفهمت أنهم رفضوا إعطائه الفستان والحذاء. قلت له: "السلام عليكم، يا حاج." قال لي: "وعليكم السلام، يا بني، تفضل واجلس."

قال لي: "يا بني، ذهبت إليهم، وقالوا لي: كيف يمكنه أن يأخذ ملابس الفتاة ليقوم بعمل أسحار عليها؟" قلت له: "أنا؟! حسناً، فليدفعوا ثمنهما." قال لي: "يا بني، إنهم فقراء ولا يملكون المال." قلت له: "وماذا يعني ذلك؟!" قال لي: "هم يقولون لك: لا فستان، لا حذاء، ولا مال، واذهب أينما شئت."

حسناً، يبدو أنني أصبحت بلا قيمة تماماً.

قلت له: "شكراً، يا حاج، على كل حال، سأتدبر أمري."

قال لي: "تعال هنا." قلت له: "نعم؟" قال: "عاهدني على كتاب الله أنك لن تفعل لهم أي شيء." قلت له: "لكن هذا ظلم، لماذا؟" قال لي: "لا تقلق، يا بني، الله سيعوضك، والخسارة بسيطة." قلت له: "ونعم بالله، حسناً، أعاهدك أنني سأمحوهم من ذاكرتي تماماً. السلام عليكم."

بعد أسبوع، أرسل لي الحاج رسالة يريدني أن آتي إلى بيته. ذهبت إليه بعد صلاة المغرب، وسلمت عليه. أخذني إلى غرفة أخرى وقال لي: "أنا زعلان منك، يا مهندس." قلت له: "لماذا يا حاج؟ خير، ماذا حدث؟"

قال لي: "أليس عيباً أن تخون العهد على كتاب الله؟"


قلت للحاج: "أنا؟ والله لم أفعل شيئاً يا حاج، ما الذي حدث؟"

مدّ يده لي بظرف مغلق وقال: "تفضل."
سألته: "ما هذا يا حاج؟"
قال: "افتحه وستعرف."

فتحت الظرف لأجد فيه 600 جنيه. نظرت إليه باستغراب وقلت: "ما هذا يا حاج؟"
قال: "هذا ثمن الفستان والحذاء، أليس هذا ما كنت تريده؟"

قلت له: "نعم، لكن ألم يقولوا إنهم لن يعطوني شيئاً؟ وقالوا لي (مطرح ما تضع رأسك ضع قدميك)؟"
قال: "عيب يا مهندس، أنت الذي فعلت هذا."

قلت له: "ماذا؟ أنا؟ والله لم أفعل أي شيء، أرجوك، أفهمني ما الذي حدث؟"
قال لي: "والد الفتاة، الذي كان يعمل في الشرطة، جاء إليّ مرعوباً، وكان يحمل رسالة غريبة ملوثة بالدم. قال لي: اقرأ يا حاج هذه الرسالة وانظر إلى المصيبة التي نحن فيها."


قلت: "وبعد ذلك؟"
قال: "قرأت الرسالة، وكان مكتوباً فيها بالدم: إما أن تعيدوا الفستان والحذاء، أو سيتم ذبحكم جميعاً في الشارع أمام الجميع. وكانت الرسالة تحتوي على تفاصيل دقيقة وسرية عن بيتهم، لا يعرفها إلا أفراد الأسرة."

أقسم بالله يا جماعة، ما أقوله لكم حدث بالتمام والكمال.
شعرت بالذهول مما سمعته. قلت للحاج: "هل الرسالة معك؟"
قال: "لا، الرجل رفض أن يتركها، لكنه أعطاني هذا الظرف بالمال، وقال لي: أعطه للمهندس، لا نريد منه شيئاً بعد الآن، هو في حاله، ونحن في حالنا."

قلت له: "طيب يا حاج، والدها كان في الشرطة، لماذا لا يتهمني بأنني كتبت هذه الرسالة ويثبت ذلك؟ سأرفع عليه قضية تعويض وأخرب بيته."
قال لي: "يا مهندس، الرجل كان مرعوباً، وهناك أسرار في الرسالة لا يعرفها إلا هم. وأنا واثق أنك لم تكن الشخص الذي كتبها."



إعدادات القراءة


لون الخلفية