آخر ما وصلنا إليه هو أن عمي "أبو العريف"، الذي يلقب بالأخطبوط، طلب يدي ليكشف عليَّ... مددت يدي له، فكتب عليها كما كتب على يد الشاب من قبل، باستخدام اللون الأحمر على الأصابع والكف. شعرت بخوف شديد بالطبع، إذ خشيت أن يحدث لي مثل ما حدث للشاب، فأقع على الأرض وأبدأ في إخراج رغوة من فمي. والأدهى من ذلك، أن هذا الرجل الأخطبوط قد يستغل تلك اللحظة ليخرج الشكوى من جيبي ويمزقها، وهكذا أكون وقعت في مأزق كبير. بالمناسبة، هذا الرجل يشغل منصباً مهماً في أحد المصانع الحربية.
المهم، جازفت وقلت لنفسي: "ليحدث ما يحدث"، ومددت يدي له كما ذكرت. بدأ صاحبنا في القراءة وهو خافض رأسه على يدي، وبالمناسبة، كان هذا الرجل أصلع تماماً، وأثناء قراءته، كانت رأسه الصلعاء أمام عيني، وكانت تلمع مع الضوء، مما جعلني أضحك في سري.
استمر في القراءة لفترة، ولم تتحرك يدي ولو بمقدار ملليمتر واحد. نظر إليَّ نظرة استغراب وسألني: "لماذا تضحك يا مهندس؟" فأجبته: "لا شيء، هل ضحكت؟" قال: "هل تقرأ شيئاً في سرك؟" قلت له: "لا والله، هل هناك شيء؟" فقال: "لا أعرف، هناك شيء غير طبيعي." قلت له: "أنت من يقرأ، وليس أنا!" فقال: "والله لم أفعل هذا من قبل إلا والمريض يصاب بالصرع على الفور." قلت له: "لا أدري والله يا حاج." قال: "حسناً، عن إذنك لثوانٍ." قلت له: "تفضل."
خرج الرجل من الغرفة لبضع دقائق، ولم أعرف ماذا فعل في الخارج. قلت في سري: "ربما ذهب إلى دورة المياه ليقوم بشيء سيء كما سمعت من قبل ليجعلني أضيع في هذه الخزعبلات، لكن سأبقى معه حتى النهاية لأرى إن كانت هذه الأمور حقيقة أم مجرد خداع."
عندما عاد، قال لي: "لو سمحت يا مهندس، قم واغسل يديك وتعالَ." أخذني إلى الحوض، غسلت يدي، ثم عدت معه. هذه المرة، أمسك يدي بعنف وغيظ، وربما شعر بالهزيمة. كتب على أصابعي وكفي مجدداً، وبدأ في القراءة بصوت عالٍ، كما لو كان يحاول تخويفي لأمتثل لأوامره. ولكن للأسف، بقيت يدي كما هي، ولم يحدث أي تغيير لا في يدي ولا في جسدي.
نظر إليَّ وقال: "حسناً يا مهندس، معذرة، هل يمكنك أن تأتي لي في الليل؟" سألته: "ما الأمر يا حاج؟ الآن لا أشعر بالطمأنينة، أخبرني ماذا هناك؟" (بالطبع كنت أخدعه). أجابني: "لا شيء، لكن من الآن وحتى الليل سأحصل على بعض المعلومات." قلت له: "حسناً يا حاج، لدي غرفة في شقتي أشعر أن بها شيئاً غريباً منذ فترة طويلة، لكن لا أستطيع معرفة ما هو."
قال لي: "أعطني اسمك واسم والدتك." أعطيته الأسماء، فقال لي: "حسناً، تعالَ الساعة الثامنة مساءً، سيكون كل شيء واضحاً وسأتمكن من إخبارك بكل شيء." قلت له: "اتفقنا يا حاج." ثم استأذنت وخرجت إلى السيارة وعدت إلى عملي.
أثبت المخالفة وأعددت المحاضر اللازمة لها، وكذلك قرار الإزالة. ثم جلست أفكر: لماذا لم يحدث معي ما حدث مع الشاب الذي كان هناك؟ هل يعقل أن تكون هذه الأشياء مجرد أوهام يخيل لهم أنها تحدث لدرجة أن يصابوا بالصرع؟ وإذا كان ما حدث حقيقياً وهذا الرجل هو فعلاً "الأخطبوط" في هذه العوالم، فلماذا لم يستطع أن يفعل شيئاً معي؟ على الأقل كان يمكنه أن يسرق الشكوى من جيبي ويجعل الأمر كأنه لم يحدث.
دارت في رأسي العديد من علامات الاستفهام، ولم أتمكن من التوصل إلى أي حل. ولكنني قررت أن أذهب إليه مرة أخرى في الليل لأرى ما هي الحكاية.
في تمام الساعة الثامنة، كنت واقفاً على باب بيته، وكان هو من فتح لي الباب بالترحيب والتهليل، وكأن ملكاً قد زاره. قلت في سري: "هذا نفاق منه، فهو خائف من قرار الإزالة." دخلنا إلى "غرفة العمليات" الخاصة به، وجلسنا. لاحظت أنه كان مرتبكاً جداً ولم يكن على طبيعته.
قلت له: "ها يا حاج، هل عرفت شيئاً؟ وهل عرفت من الذي في الغرفة بشقتي؟" وكانت إجابته صادمة لي بكل المقاييس. ماذا تظنون أنه قال لي؟ أريد منكم يا أعضاء المنتدى أن تشغلوا عقولكم، وتقرأوا القصة من البداية... وانتظروا ردودكم لتخمين ما قال لي. ومن يعرف، له مني شخصياً مكافأة!