الفصل التاسع

بعد تحديد موعد الزفاف، بدأت في تجهيز الشقة وتأثيثها بكل الأساسيات والكماليات اللازمة. وعندما أتى يوم الزفاف، تم الاتفاق بين عائلتي وعائلة العروس على أن يذهب الجميع إلى مكان الاحتفال، بينما أذهب أنا وأخي لنأخذ العروسة من الكوافير.

وبالفعل، ذهبنا أنا وأخي في الموعد المحدد، وانتظرنا حتى انتهت العروسة من الكوافير. ثم توجهنا إلى أستوديو التصوير، حيث تم التقاط صور الزواج التقليدية، تلك الصور التي نجدها في كل منزل متزوج: صورة وأنت وهي واقفين، وصورة وهي جالسة وأنت واقف بجانبها وكأنك الحارس الشخصي، وهكذا. كان اليوم مليئاً بالحركة والتجهيزات، وأعصابي بدأت تتوتر تدريجياً من كثرة المجيء والذهاب.

بعد انتهاء جلسة التصوير، عدنا إلى مكان الفرح في مدينتي. كانت الزغاريد، الرقص، والغناء في كل مكان، ولكنني بصراحة لم أكن مركزاً معهم على الإطلاق. عارفين لماذا؟ لأنني كنت أفكر في شيء واحد: كيف ستتغير حياتي بعد كل هذه السنوات التي عشتها بمفردي؟ فكرة مشاركة أحد حياتي كانت تشعرني بعدم الارتياح تماماً. لذلك، حتى لو شاهدتم الفيديو والصور، ستلاحظون أنني لم أبتسم حتى مرة واحدة. كنت مشدوداً جداً، ولم أدرك أنني أدخل في عالم جديد لم أكن مستعداً له.


المهم، انتهت الحفلة بعد أن وصلت لمرحلة من الإرهاق الشديد، سواء من التفكير أو من التوتر، لأنني تعودت لسنوات طويلة أن أنام بمفردي، ولم أكن أحب سماع أي صوت في الشقة أثناء نومي، لأن نومي خفيف جداً.

بعد الحفل، توجهنا إلى الشقة الموعودة، وكان أخي هو من يقود السيارة بنا، ومعنا مصور الفيديو. بمجرد دخولنا الشقة، بدأت مرحلة جديدة من التعب؛ مصور الفيديو استمر في تصوير كل جزء من الشقة، ونحن نتحرك هنا وهناك لمدة ساعة ونصف تقريباً. لم ينتهِ التصوير بعد، ففقدت أعصابي وصرخت في وجهه: "إيه الحكاية؟ إنت بتصور فيلم سينما؟ أنا تعبان جداً، كفاية كده، مع السلامة!" وطردته هو وأخي من الشقة.


بعد أن غادروا، شعرت بالضيق الشديد لأنني تصرفت بتلك الطريقة. المصور كان يبذل جهداً كبيراً ويعمل على إخراج فيديو ممتاز، وأنا تعاملت معه هكذا. قضيت وقتاً طويلاً ألوم نفسي على ما فعلته، ولم أكن أعرف حتى سبب تصرفي.

المهم، بعد ذلك، قلت لزوجتي: "سآخذ دش، جهزي العشاء." والعشاء كان جاهزاً بالفعل، فلم يكن هناك الكثير لتفعله. قالت لي إنها ستأخذ دشاً بعدي لأن الجو كان حاراً جداً في شهر يونيو عام 1997.


أخذت الدش، وشعرت ببعض الانتعاش بعد التعب. خرجت من الحمام، ونسيت تماماً أنني لم أعد بمفردي في الشقة. صدقوا أو لا تصدقوا، خرجت من الحمام وذهبت إلى غرفة الجلوس، فتحت التلفاز، وتمددت على الكنبة في الانتريه. كان شعوراً رائعاً بالراحة، وبمجرد أن وضعت رأسي، غفوت سريعاً في نوم عميق جداً كما لم أنم منذ سنوات.

وفجأة، أفقت على يد تهز كتفي بينما كنت نائماً...



إعدادات القراءة


لون الخلفية