الجزء 2

الفصل الثانى:
وصلنا إلى أن قررت رهف الهرب من بيت عمها فذهبت إلى شرفة المنزل من الخلف وأخذت من على حبل الغسيل بنطلون وقميص وجاكيت رجالى من لبس أولاد عمها وتلفتت يميناً ويساراًحتى تتأكد من أن لاأحد يراها ودخلت إلى غرفتها مرة أخرى وأغلقت وراؤها الباب بالمفتاح ووضعت يدها على صدرها وقالت رهف الحمد لله محدش شافنى وبعد قليل سمعت طرقاً على الباب فقالت مين فقال لها على افتحى يارهف أنا على فانقبض قلبها وهى تقول له من وراء الباب عاوز إيه ياعلى فقال لها بنفاذ صبر افتحى الباب هفضل اتكلم كتير من وراء الباب وبسرعه أخفت القميص والبنطلون والجاكيت فى دولابها وفتحت له الباب قائله نعم عاوز إيه يا على أنا عاوزه أنام فنظر لها ساخراًمن منظرها بعد قص شعرها قائلاًصدقى شكلك بقى كده أحسن وضحك باستهزاء واستكمل قائلاً لولا إن شعرك كان طويل محدش كان هيعرف يفرقك عن أى حد من أصحابى الشباب هوه فعلاًكان نقصك كده
واقترب منها بنظرة مخيفة فخافت رهف ورجعت إلى الوراء ونظرات الرعب تطل من عينيها فشعر هو بسعادة لذلك وقالت برعب إنت عاوز إيه منى يا على فقال على بسماجه وتقل دم واحد عاوز يتكلم مع خطبته شوية قيها حاجة دى فاستجمعت شجاعتها وقالت رهف مش هينفع دلوقتى أنا عاوزة أنام فجذب يدها فى عنف وأجلسها بجواره على الكنبه الموجودة فى غرفتها وقال لها غاضباً لما أنا أتكلم وأقول أى كلمة تسمع ومتعارضنيش فى أى حاجه أقولها فاهمة ولا لأ فجذبت يدها من يده وحاولت أن تدارى خوفها قائله اطلع برة دلوقتى وهنتكلم بعدين بكرة إن شاء الله فاقترب منها أكثر قائلاً ليه ميكنشى دلوقتى وقر ب وجهه من وجهها وشعرت بأنفاسه تلفح وجهها فشعرت برعب فدفعته بيديها فى صدرة ووقفت قائله إطلع برة يا على ده مش وقته فنظر إليها قائلاً بابتسامه ساخرة أنا عارف وفاهم كويس أوى إن إنتى مش عاوزة تتجوزينى ومع ذلك هتجوزك غصباً عنك وعلى فكرة أنا دايماً بسأل نفسى ليه عاوز أتجوزك يمكن عشان عاوز أجرب نوع جديد من البنات اللى زيك ومع إنك مش من النوع اللى بيستهوينى وتأمل جسدها النحيل ساخراًقائلاً لها على إنتى فعلاً بنت زى البنات اللى بنشوفهم ولا إيه بالظبط فقالت له بشجاعه طالما أنا كده وبتعتبرنى زى أى شاب من إصحابك هتجوزنى ليه فقال على مزاجى فقاطعته قائله بتهكم لأ طبعاً عشان الفلوس اللى حضرتك طمعان فيها إنت وعمى فصرخ بها فجأه على قائلاً اخرسى إيه اللى انتى بتقوليه ده وجذبها من ذراعها قائلاً بنبره مخيفه وشرسه انتى عارفه ما سمعك بتقولى كده تانى مش هيحصلك كويس وألقى بها على السرير بقوة فتألمت من ظهرها بشدة وقال لها إنتى هيبقى حسابك معا يا بعدين وتركها وانصرف.
فقامت رهف وهى تبكى كثيراً قائله أنا لازم أمشى وأهرب من هنا بسرعة وأغلقت الباب بالمفتاح وجلست تفكر ماذا ستفعل بالضبط ونظرت فى الساعة وجدتها الحادية عشرة فقامت لتجهز نفسها دخلت إلى الحمام وأخذت شاور بسرعه وارتدت ملابس ابن عمها ووجدتها واسعه بعض الشىء فأخذت الحزام وظبطت البنطلون ولبست القميص والجاكيت ووضعت طاقيته على رأسها ونظرت فى ساعتها ووجدتها الساعة الثانية عشرة والنصف فأخذت نقوداً كانت تحتفظ بها وسلسله ذكرى من والدتها وفتحت البلكونة بهدوء بعد أن إطمئنت الى أن الكل نام ونطت على الأرض وساعدها فى ذلك أن بيت عمها فى الطابق الأرضى فالمسافة ليست ببعيده .
وبسرعة ذهبت إلى الباب الخلفى وفتحت الترباس بهدوء وخرجت وأقفلته بهدوء مرة ثانية واخذت تجرى بدون أن تعرف إلى أين ستذهب فأخذت تتلفت يميناً ويساراً إلى أن رأت سيارة ميكروباص متجهه إلى القاهرة وبها بعض الركاب فركبت معهم بسرع وهى تحمد ربها أنا لم تكتشف إلى الآن وكانت تنظر من شباك السيارة وأخذت تبكى بشدة على ما يحدث لهامن مواقف محزنه وتذكرت والديها فزاد هذا من بكاؤها ومسحت دموعها عندما قال السائق للركاب حمد لله على سلامتكم ودفعت الأجرة ونزلت مسرعه فنادى عليها السائق يا أستاذ اتفضل الباقى انت نسيت ولا إيه فقالت له رهف معلش مخدتش بالى وأخذت النقود وانصرفت مسرعه وهى تفكر ماذا على أن أفعل وهروح فين فى وقت زى ده وجلست على جانب الطريق تستريح من المشى وتفكر فقالت هروح فين فين وتذكرت صديقتها من أيام الجامعه صحبتها (رانيا )فطلبتها بالتليفون فردت عليها بصوت ناعس مين معايا فقالت لها معاكى رهف يا رانيا فردت باستغراب رهف انتى بتعملى إيه دلوقتى فى القاهرة فقالت بسرعه أنا هفهمك على كل حاجه لما أقابلك أنا واقفة تحت البيت بالظبط فقامت رانيا بسرعة من على السرير وأطلت من البلكونه فقالت لها إطلعى بسرعه يارهف وبسرعه فتحت لها الباب واحتضنتها رانيا بشدة ونظرت إليها باستغراب إيه اللى انتى عملاه فى نفسك ده فابتسمت لها قائله طيب دخلينى الأول وهحكيلك على كل حاجه فقالت رانيا تعالى إدخلى وجلست معها فى غرفة نومها واتت لهارانيا ببعض الأكل والمياه وقالت لها ضاحكه أنا معرفتكيش إنتى عملتى فى نفسك كده ليه أنا شبهتك بالولاد بالضبظ فشردت رهف قائله وهى تأكل هحكيلك على كل حاجه وحكت لها كل شىء . فقالت لها رانيا وهتعملى إيه دلوقتى فقالت رهف مش عارفه يارانيا أنا كل اللى أنا فكرت فيه إنى إزاى أخلص من الجحيم اللى أنا عايشه فيه معلش استحملينى كام يوم لغاية ما ألاقى شغل وأعيش منه فابتسمت لها رانيا قائله إزاى تقولى كده يارهف ده أنا ما صدقت شوفتك ثم صمتت وقالت يلا نقوم نصلى الفجروتنامى شويه لانك أكيد مانمتيش
وفى صباح اليوم التالى استيقظت رهف ورانيا من النوم ودخلت رهف إلى الحمام ووجدت رانيا مامتها بتضع الفطور على السفرة فقالت رانيا صباح الخير على أحسن أم فى الدنيا فابتسمت لها أمها قائله صباح النور على أحسن بنت فى الدنيا ويلا بقى بطلى بكش على الصبح وساعدينى يلا قالتلها وهى تضحك حاضر بس عاوزاكى الأول فى موضوع كدة الأول فاستغربت الأم قائلة فيه إيه ياحبيبتى فحكت لها ما حدث مع صديقتها وبعد أن أنهت الأم حديثها طب هيه فين فقالت رانيا هيه فى الحمام وهتطلع دلوقتى . وبعد قليل خرجت رهف من الحمام وسمعت أصواتهم فى الخارج وخرجت إليهم فنظرت أم رانيا إليها قائله وهى تحتضنها إزيك ياحبيتى عامله إيه يا بنتى فابتسمت لها رهف بخير يا طنط فابتسمت لها والدة رانيا يلا ياحبيتى أقعدى افطرى مع رانيا قبل ماتروح الشغل وبعد أن فطروا قالت لهارانيا رهف أنا هروح الشغل دلوقتى وانتظرينى لغاية مارجع فقالت رهف لأ أنا هنزل معاكى أدور على شغل فقالت رانيا طب استريحى النهاردة وانزلى بكرة فقالت لها رهف لأ انا هنزل معاكى فقالت رانيا ماشى يلا بينا أنا هروح أغير لبسى وأنتى هجبلك لبس من عندى تلبسيه فقالت رهف لأ انا هاخرج معاكى وهلبس نفس اللبس علشان مش عاوزة حد يشوفنى يعرفنى فقالت رانيا ماشى أنا هدخل الحمام واغيرلبسى وننزل سوا . وبعد قليل جهزو ا هما الأثنين فقالت أم رانيا لرهف يابنتى مش كنتى قعدتى النهاردة استريحتى فقالت معلش ياطنط مفيش وقت للراحه وأكيد رانيا حكتلك على اللى حصل معايا قالت أم رانيا بحنية معلش ياحبيبتى ربنا معاكى إن شاء الله ومش هيسيبك أبداً.واحتضنتها رهف بحب قائله انتى فكرتينى بماما ياطنط فى حنيتك دى فدخلت عليهم رانيا لأ دا أنا كده هاغير فضحكت أم رانيا وقالت لابنتها يلا يا بكاشه من هنا فاحتضنتها رانيا وانصرفوا مع بعض وقالت راانيا لرهف هتعملى إيه دلوقتى فقالت رهف روحى انتى شغلك وهدور أنا على شغل ثم ابتسمت رهف وقالت على فكرة أنا هشترى شريحه جديدة وهبقى أرن عليكى فقالت رانيا خلاص ماشى مستنيه منك اتصال خلى بالك من نفسك وتركتها وانصرفت ووقفت رهف تنظر حولها على محلات التابعة للأتصلات وشافت محل واشترت الشريحه الجديدة وانصرفت وكانت ماشيه شارده بعد أن ركبتها فى تليفونها وقالت فى نفسها يارب ساعدنى ألاقى شغل وهيه ماشيه وجدت محل ملابس مكتوب عليه مطلوب آنسه للعمل فدخلت المحل وقابلت صاحب المحل وقالت له انتوا كاتبين إنكم محتاجين آنسه للعمل فقال لها مستغرباً أيوه أنا قلت آنسه مش شاب يييجى يشتغل فى وسط محلات ملابس حريمى فضحكت فى نفسها وقلت حتى انت تحسبنى ولد فكانت ستبلغه أنها آنسه فقطع عليها صاحب المحل تفكيرها يلا من هنا بلاش عطله وفتحت فمها لكى تتكلم جذبها من ذراعها صاحب المحل وطلعها بره وقال لها بغضب غور يالا من هنا ومشت تبكى على حظها وفضلت تدور على شغل لغاية الليل وتعبت من المشى فجلست على أريكة موجودة فى جانب الطريق تستريح وبعد قليل قالت فى نفسها أنا هرجع بقى عند رانيا وتذكرت أنها لم تتصل عليها إلى الآن فأخرجت تليفونها علشان تتصل بيها وفى أثناء ذلك وهى بتعدى الطريق سرحت مع التليفون وظروفها لم تأخذ بالها من صاحب العربيه الذى فوجىء بها أمامه وكان يتكلم فى التليفون مع شخص ما فحاول تنبيهها بكلاكس العربيه وحاول وقف العربيه بسرعه لكنه لم يستطع ففزعت لما أخدت بالها من العربيه وتم التصادم فوقعت على الأرض مغمى عليها .


إعدادات القراءة


لون الخلفية