الجزء 26

الفصل السادس والعشرون
وقفت رهف تنظر للمصنع فى أول يوم لها وقفت تتأمله وهى سعيده أنه ستحقق أملاً فى حياتها وستكون فخوره وهى تتخطى ماتمر به وسيكون أبها فخور بها وستحقق حلمه فى أن يصبح المصنع من أشهر المصانع المعروفه وصعدت إلى غرفة مكتبها الجاهزه لها من قبل ووجدت المحامى بانتظارها وجلس بجانبها يعرفها بعض الأمور عن شغل المصنع ووجدت أنه سيبقى حمل عليها أن تدير مصنع بهذا الشكل لوحدها لكن المحامى شجعها وقال لها المصنع إن شاء الله هيبقى زى مكاكن أبوكى يتمنى أنه يكون فعلشان كده كنت أتمنى أنه يكون موجود ويشوف إصرارك ده وتصميمك على إنك تنجحى ومتخافيش إنتى مش لوحدك أنا معاكى واى حاجه هتعوزيها إطلبيها منى فالبتسمت وهى تقول له شكراً إنت لولا إنك حافظت عليه كان إتباع من زمان وخسرته فقال الحمد لله إن ربنا قدرنى على إنى أحافظلك عليه وعن إذنك بقى علشان أنا همشى علشان ورايه شغل أنا كمان ولازم أروح مكتبى ولو عوزتى أى حاجه إتصلى عليه ووواعطاها كارت به عنوان مكتبه وأرقامه الخاصه به وبالمكتب وإستأذن منها وانصرف وضغطت على الزرار الذى بجانبه ودخلت عليها السكرتيره وقالت لها رهف هاله من فضلك إعمليلى إجتماع بكل عمال المصنع دلوقتى حالا فقالت هاله حاضر فى حاجه تانيه فقالت آه إبعتلى موظف الحسابات بعد إجتماعى مع العمال فقالت حضرتك تؤ مرى بحاجه تانيه فقالت لأ متشكره أوى وبعد قليل اجتمعت بكل عمال المصنع وقالت طبعاً إنتوا مستغربين من إجتماعى معاكم فى أول يوم بس أنا حبيت أشكركم إنكم متخلتوش عن المصنع وسيبتوه برغم إنه عليه ديون متراكمه وبرغم كده إتحملتوا رغم إنكم عندكم بيوت مفتوحه وعندكم أولاد إنتوا مسئولين عنها وبيوتكم المتوحه كككل هذا أنا أشكركم عليه ويارب أكون عند حسن ظنكم فى إننا ننهض بالمصنع ده زى ما كان بابا عايز فنطق أحد العمال زقال والله يابنتى لولا إننا كلنا كنا بنحب أبوكى كتير عمرنا ماكنا هنصبر لدلوقتى والله يرحمه أبوكى سايب ذكرى جميله فى حياتنا وكان بيساعد أى حد ويقف معه هى طبعاً لاتعرف هذا الكلام لأن أباها لما مات كانت صغيره وما تتفكرشى كل ده وردآخر وصدق على كلام العامل اللى قبليه وقال والله يابنتى إحنا عشنا أيام مع أبوكى وأيام مع عمك فكان فيه فرق كتير بينهم فقالت أنا أشكركم على الكلام الجميل ده وعايزاكم تقفوا معايا ونبنى المصنع ده من جديد وتقفوا حنبى لأن وجودكم معايا مهم بالنسبه ليه جداً وعاوزه تشجيعكم ليه واقفوا جنبى وماتتخلوش عن حلمكم وحلمى إننا ننهض بالمصنع ده وكأن بابا عايش بيناتنا ومفيش حاجه هتتغير فرد واحد من العمال إبدأى وتوكلى على الله وإحنا معاكى كلنا معاكى واللى هتطلبيه مننا هيتنفذ فشعرت بسعاده من زمان لم تشعر بها من قبل وقالت بفرحه أنا سعيده وفرحانه جداً من وقفوكم حنبى وتشجعيكم ليه إنتوا بعتبركم أهلى وانا بنتكم فابتسموا جميعاً وقالوا فى صوت واحد وده شرف لينا إنك تكونى بنتنا وبعدذلك إنفض الأجتماع وخرجوا جميعاً من غرفة مكتبها ونادت على هاله وقالت بلغتى موظف الحسابات إنه يجينى ولا لأ فقالت خمس دقائق وهيكون عند حضرتك وبعد قليل دخل عليها شاب فى أوائل الثلاثنيات ووقال حضرتك طلبتى تقابلينى فابتسمت وقالت إتفضل فجلس بجوار مكتبها وقالت له ممكن أعرف إسم حضرتك علشان طبعاً إنت عارف إن ده أول يوم ليه هنا ولسه معرفش طبعاً أسماء الموظفين فقال لها طبعاً أنا عارف أنا اسمى زياد فقالت له ممكن بقى تقولى بالضبط الوضع المادى للمصنع أد إيه حجم الديون ولوفيه ديون معدومه ممكن تقولى عيها فقال أنا موافق وأتى ببعض الملفات والأوراق المهمه وجلس بجانبها يعرفها كل شىء وعن الديون وعن كل م ايخص المصنع .
وفى المساء غادرت المصنع بعد أن انتهت من شغلها وركبت سيارتها وغادرت المصنع وبداخلها شعور الأنتصارعلى نفسها يسعدها لم تكن تتخيل أنها ستكون مبسوطه كل هذا الأنبساط وشردت مع نفسها وواخدت نفسها ووصلت عند مكانها المفضل عند البحر كثيراً ما كانت تأتى إلى هنا كانت تشتكى إلى البحر وتبثه أحزانها المتراكمه باخلها ولكنها الآن تأتيه برهف أخرى رهف القويه وليست الضعيفه كما كان يعهدها البحر وقالت فى نفسها وهى تتنهد ساعدنى يارب على نسيان كل ما مررت به وفجأه رن جرس تليفونها فوجدته طارق وسألها عن أحوالها فقالت أنا بخير الحمد لله فقال لها وعملتى إيه فى المصنع النهارده فقالت الأمر مشيت الحمد لله زى ما أنا عايزه الحمد لله فابتسم طارق وقال أنا مبسوط علشانك يارهف ربنا يخليكى ليه فأغمضت عينيها وهى تتخيل هذه الكلمه لما كان يقولها أحمد فنزلت دمعه من عينيها وقال لها طارق خلى بالك من نفسك ولو عوزتى أى حاجه على طول بلغينى فقالت خلاص ماشى سلام
وصلت رهف إلى بيتها وهى لا تفكرإلا فى النوم فقابلته الداده فوزيه قائله ها يابنتى ده إنتى تلا قيكى ما كلتيش حاجه النهارده أنا حضرتلك الأكل تعالى يالا كلى فقالت لها رهف بتعب سامحينى ياداده بس أنا مش هقدرآكل أنا عايزه أنام بس فقالت الداده أنا عارفه إنك أكيد تعبتى النهارده فعلشان كده مش هغصبك على إنك تاكلى وبعد ذلك صعدت إلى غرفتها وقالت ياه على التعب اللى أنا تعبته النهارده بس يارب ييجى بفايده ودخلت إلى الحمام وغيرت ملابسها ونامت .
وثانى يوم استيقظت بدرى وذهبت إلى المصنع وقابلت هناك أحد السماسره واتفقت معاه إنها هتبيع قطعه من الأرض علشان تسدد ديونها فقال لا السمسار ماتقلقيش إنتى نفسك فى خلال يومين والأرض هتجلك مبلغ عالى فقالت اتفقنا ومشى السمسار وهى تشعر أنها بدايه للطريق الصح التى تمشى فيه وانها بدأت فى تنفيذ حلمها .
مر عليها شهر وهى منغمسه فى العمل الزائد وتشعر بسعاده بعد أن سددت كل ديون المصنع الشغل فى المصنع بأمل جديد وكانت عنما تعاود للمنزل تكون منهكه ولا وقت للتفكير فى أى شىء وزارها طارق ثلاث مرات ليطمئن عليا وكانت تتحاشى سيرة أحمد معه وكلما تذكرته تزيد من أعباء عملهاحتى لايوجد لديها الوفت للتفكير فيه وكانت رانيا على إتصال دائم بها .
أما عند أحمد فتم إفتتاح الفرع الجديد الذى يديره الآن بمفرده وكلما تذكرها هو الآخر يزيد من أعباء الشغل حتى لايفكر بها وكلما جاءت أى فتاة للتعرف عليه يصدها بعنف وكانت شخصيته تحولت هوالاخرفتعود على القسوه والبرود فى التعاملات وكان هو الآخر على إتصال بأخيه وكلما كان يريد السؤال عنها يتراجع فى اللحظه الأخيره هذا كان حال أحمد شغله فقط هو الأول والأخير.
وكانت رهف فى هذه المرحله المهمه فى حياتها كانت دائمة التفكير بعقلها ولا يوجد مكان للقلب وبعد مضى شهرين من شغلها بالمصنع كانت حياتها تغيرت وشعرت بالقوة أكثر وكلما تذكرت أحمد عند هذه النقطه تهرب على الفور وفى هذه الفتره لتهرب من الحياه الجافه التى تعيشها وتذهب الى البحر مكانها المفضل فلاحظ وجودها فى نفس المكان زياد لمحها من بعيد فنظر إلها متأملاً وجهها الحزين رغم سعادتها بالأرباح العائده من المصنع وتوسع شغلها فاقترب منها زياد وهو يقل مكنتش أعرف إن إنتى بتحبى البحرزيي كده فقالت بدهشه وهى تلتفت إليه زياد إنت هنا من بدرى فقال لها أنا ملاحظك من شويه ممكن أسألك سؤال فقالت إسأل ممكن أعرف إنتى حزينه ليه دايماّ برغم نجاحك الكبير فى المصنع فقالت أبدا بعض ظروف مريت بيها وبحاول أتخطاها فقال لها أتمنى أنك تتخطى أى صعوبات فى حياتك فقالت يارب وبعد قليل عادت إلى المنزل وقابلتها الداده فوزيه أول ما شافتها وقالت فيه بطاقة دعوه جاتلك من المصنع اللى بينافسك فى السوق فأخذت البطاقه وتفحصتها فقالت بدهشه الدعوه من ابن صاحب المصنع فقالت الداده هتروحى فقالت لأ مليش مزاج فقالت لها لأ روحى علشان تكسبيهم فى صفك بدل ما يبقوا ضدك لأنهم يا بنتى دول أصحاب مصانع ليهم إسمهم فى السوق وانا نصحتك لأنك زى بنتى فقالت خلاص يا داده هفكر.
وفى اليوم التالى ذهبت لتشترى لنفسها فستان سواريه فوجدت الالوان الحمراء والسوداء فتذكرت أحمد فرفضت أن تشترى هذه الألوان دى فعجبها فستان باللون الموف فاشترته وعادت إلى منزلها وجهزت نفسها فى المساء للحفله ....


إعدادات القراءة


لون الخلفية