الجزء 13
الفصل الثالث عشر
نام أحمد بعد سهره يراقب رهف ورهف شعرت بالأرهاق بعد أن قاربت على الأنتهاء فنظرت فى الساعه وجدتها الرابعة فجراً وهى لم تنم بعد فقامت من مكانها ودخلت الحمام وتوضأت لكى تصلى وقالت فى نفسها طب أنا هصلى بإيه دلوقتى ونظرت إلى أحمد وجدته نائماً وهو يعطيها ظهره ففتحت دولابه بهدوء دون إصدار صوت وهى تراقبه ووجدت برواز فيه صوره فلفت نظرها وطغى عليها حب الاستطلاع فمسكتها علشان تشوفها فقد كانت لصورة سيدة شابه جميله وبها الكثير من ملامح أحمد فعرفت على طول أنها أمه ولكن مع أنها جميله إلا أن نظراتها حزينه فتأملتها قليلاً ووضعتها مكانها ووجدت تحت البرواز لبس لأمه واضح إنه محتفظ به ارتدته وصلت وخلعته بسرعه ووضعته فى مكانه وجلست مكانها تتابع عملها وبعد قليل لاحظت تقلب أحمد بعدم راحه فى نومه فقالت فى نفسها ماله أحمد بيتقلب كده ليه واضح إنه نفس الكابوس جاله تانى فقامت من مكانها بتردد واقتربت منه وكان وجهه يتصبب من العرق فقالت فى نفسها أعمل إيه دلوقتى وأنا شايفاه كده فدخلت إلى الحمام واتت بالمنشفه واقتربت منه وجلست بجانبه ووضعت المنشفه على رأسه ومسحت له العرق بحنان وحب وقالت بهمس أحمد فوق يا أحمد ماتخافش أنا جنبك لم يسمعها ونادت عليه ووضعت يدها على كتفه قائله أحمد ففتح عينيه وهو غير واعى فوجد رهف بجانبه فأمسك بيدها وهويقول هوه فيه إيه فقالت بتردد إنت كنت بتشوف كابوس فصحيتك فسألها بغير وعى أنا قلت حاجه فقالت لأ مقلتش وحاولت أن تقوم من مكانها لتكمل شغلها وتسحب يدها من يده فشدد من فبضته عليها وأجلسها بجواره وشدها عليه ونظر فى عينيها يتأملها بصمت أبلغ من الكلام ونظرإلى شفتيها المنفرجه والمرتجفه من الأرتباك وقرب وجهها من وجهه ونبضات قلبها تسرع وشعرت أنه سيسمع دقات قلبه فأغمضت عينيها من التوتر وخائفه من ضعفها أمامه وخائفه من أن تستلم له ويعرف حقيقتها وكان أحمد فى هذه اللحظه وكأنه غائب عن الوعى فقد شعر هو أيضاً بنبضات قلبه تسرع وشعر بمشاعره تتجه إليها رغماً عنه وتمنى أن يقبلها مثلما تمنى دائماً ووضع يده خلف رأسها ورفع وجهه إليها وأسرعت قائله أحمد فانتبه هذه اللحظه وقال بضعف فجأه أنا تعبان أوى خليك جنبى فنظرت إليه بحنان قائله مالك ياأحمد فقال وهو يغمض عينيه الكابوس اللى بشوفه كل يوم تعبت منه أوى بشوفه من سنين وتعبت فقالت بحب إحكيلى ياأحمد يمكن أقدر أخفف عنك وقولى إيه سبب الكابوس ده فقال وهو يتنهد أنا أنا شفت ماما وهيه بتموت قصادى ومقدرتش أدخل ولا قدرتش أنقذها وكان عمرى فى الوقت ده عشر سنين وماما ماتت فى حضنى وهيه بتوصينى على طارق قال ذلك وبكى واستكمل من ساعتها وأنا بشوف الكابوس ده ومش قادر أنسى منظرها وحاسس بالذنب من ساعتها فقالت رهف بعيون دامعة لأجله أرجوك يا أحمد ماتبكيش وهوه إيه سبب موتها قولى فقال وهو ينظر إليها بنظرات تملؤها الحيره والحزن كل اللى فاكره إن دخلت عليها وهيه بتصرخ من شدة الألم من آثار ضرب بابا ليها وماتت فى حضنى ولما حاولت أدخل بابا رمانى بعيد عنها وقالى إياك أقربلها فخليته خرج وسابها ورحتلها وصعبت عليه أوى ومقدرتش أدخل ولا أطلبلها إسعاف وبكى مرة ثانيه فضمته رهف إليها بحنان فكره هو بحضن أمه وقالت بحب ماتخافش يا أحمد مفيش حاجه ثم مش إنت السبب والمفروض اللى يحس بالذنب ساعتها هوه أبوك مش إنت إنت كنت طفل وقتها فياريت بعد كده تنسى عقدة الشعور اللى بالذنب ده فقال وهو يغمض عينيه أنا تعبان أوى فقالت بعطف نام يا أحمد نام ومتخافش من حاجه ونام وهو يضع رأسه على صدرها واستكان مثل الطفل الذى ينام فى حضن أمه وشعرت رهف بالخوف عليه وقالت فى نفسها إنت صعبان عليه أوى يا أحمد متقلقش ومتخافش طول مانا جنبك إنت عانيت اوى زيي فى حياتك واحنا ربنا بعتنا لبعض صدفه وتنهدت تقول إنت ماتعرفش أنا بحبك أد إيه يا أحمد ومهما تعمل فيه مش هسيبك أبداً وهفضل جنبك على طول .
وقامت بعد قليل بعد أن نام ووضعت رأسه بالراحه على السرير واستكملت شغلها وفى الصباح استيقظ أحمد فنظر ناحية رهف ووجدها نائمه مثل الملاك الصغيرعلى الكنبه الموجوده بغرفته وقام من مكانه واقترب منها ومال عليها قائلاً نايمه زى الطفل بالضبط بشكلك الصغير أوى وعينيكى اللى كلها براءه ماشفتش قبل كده عيون واسعه مليانه بالبراءه دى واقترب من وجهها وتأملها وقبلها على جبينها قبلة دافئه وتركها ودخل الحمام لكى يحضر نفسه ويذهب للشركه وفى أثناء ذلك استيقظت رهف وهى تتثاءب ولفت نظرها أن أحمد استيقظ وفى الحمام وقامت من مكانها وامسكت بالورق وأكملت بعض الأرقام الناقصه وبعد أن انتهت رصت الأوراق بنظام داخل ملف وجلست بانتظاره ونظرت باتجاه باب الحمام وفوجئت به يخرج وهو مرتدى بنطلون برمودا قصير وعلى رقبته المنشفه وكان عاري الصدر فاحمر وجهها خجلاً ونظر إليها وقد لاحظ احمرار وجهها وقال ها خلصت الورق فقالت بتردد وارتباك أيوه خلصت الورق كله فتذكر قائلاً أنا عاوز أسألك سؤال فقالت باحراج من منظره هكذا اتفضل فقال بارتباك هوه حصل حاجه امبارح أصل أنا حاسس إن عقلى مشوش ومش فاكر حاجه خالص فقالت بسرع لأ مفيش حاجه حصلت خالص ثم صمتت وقالت لو سمحت افتحلى الباب علشان أجهز أنا كمان فاقترب منها وقال ماشى هفتحلك الباب بس مش عارف أنا حاسس ليه إنك بتتهرب منى وخلى بالك أنا لولقيت حاجه غلط هعاقبك زى ماتفقنا وفتح لها الباب وانصرفت بسرعه دون أن ترد ودخلت إلى غرفتها وأغلقت خلفها الباب واستندت بظهرها عليه ووضعت يدها على صدها الذى يعلو ويهبط بعنف وبعد قليل جهزت نفسها ونزلت مسرعه ووقفت بجانب السياره تنتظره .
كانت رانيا فى عملها حينما اتصل رقم غريب على تليفونها واستغربت وهى تقول ياترى فيه إيه ومين ده وردت قائله ألو السلام عليكم فرد صاحب الصوت آنسه رانيا معايا فقالت أيوه مين حضرتك فقال أنا طارق اللى قابلتك قبل كده فقالت بتعجب حضرتك جبت رقمى منين فقال بسرعه لو سمحت ممكن تقابلينى فى وقت البريك بتاعك ضرورى وتقابلينى فى الكافيه الموجود بجانب شغلك أنا هكون بانتظارك وأغلق الخط بدون أن يترك لها المجال بالرد فاستغربت من طريقته وقالت ياترى عايز إيه منى .
اتصل حسن على ابنه وهو يقول له ها ياعلى أول ما تعرف أى خبرعن رهف خبرنى وقولى بسرعه أنا تعبت من الآنتظار ده فقال له على يطمئنها ماتخافش يابابا أنا هنزل أنا والرجاله وإنت عارف إن القهره كبيره ومش بسهوله هنلاقيها فا ما تقلقشى خالص وأغلق على معه الخط فى غضب وقال ماشى يارهف بس لما أشوفك إما وريتك
وفى الكافيه كان طارق ينظر فى ساعته وهو بانتظار رانيا وبعد قليل لمحها وهى داخله من الباب وسلم عليها وهو يقول اتفضلى فقالت وهى تجلس ممكن أعرف جبت رقمى منين فقال بتردد من تليفون هشام وقالها وهو ينظر إليها بتمعن ليشاهد آثار كلماته عليها فقالت بدهشه وانت تعرف هشام منين فقال وهو يفاجئها أنا اللى خبطته بالعربيه فقالت بدهشه إنت اللى خبطته بالعربيه أنا مش مصدقه تخبطه وبعدين تخبطنى إيه الصدف دى فقال أنا عاوز أعرف كل حاجه عنه فقالت وانت عرفت منين إن هوه يعرفنى فقال بتردد شفتكم وأنتوا مع بعض ساعة ماكنتوا بتجيبوا اللبس فقالت وليه عاوز تعرف عنه كل حاجه وليه مسألتوش هوه فقال لانه ببساطه هوه مش هيرضه وهيتهرب منى وأنا مش عاوز أكسفه فبطلب منك إنك تقوليلى على كل حاجه فقالت آدام هوه مش عاوز يتكلم يبقى أنا مش من المفروض أقول حاجه أنا ملياش دخل فيها فأمسك بيدها بسرعه وهو يقول لازم تقولى على كل حاجه فاهمه ولا لأ ونظرت إليه فى دهشه وحيره وهى تفكر فى نفسها وتقول أعمل إيه ياربى وإيه إصراره الغريب ده أنا مش فاهمه حاجه خالص ياترى هوه فيه إيه بالضبط فقال طارق يلا قولى واتكلمى بسرعه فقالت استاذ طارق أنا........