ونظره مركز على الأوراق المتناثرة على مكتبه, مد يده إلى إبريق القهوة, ليسكب لنفسه كوبا آخر, لكنه دهش عندما لم تنزل ولا قطرة واحدة من الإبريق, يا إلهي! هل شرب إبريق كامل دون أن يشعر! نظر إلى ساعة معصمه ليجد ****بها تشير إلى الساعة التاسعة صباحا, ها قد أكمل ست وعشرين ساعة دون أن ينام, وإلى الآن لم يجد فكرة ملائمة للدخول إلى المبنى الذي يستخدمه مادوف لأعماله, نظر لمخططات المبنى التي استطاع أحد وكيلي ال****ات توفيرها له في بضع ساعات, إنه تصميم مقعد بعض الشيء, وهذا هو سبب اختيار مادوف له كما هو ظاهر. رن هاتفه قاطعا تفكيره, فتناوله مجيبا "أهلا برنارد"
رد عليه "صباح الخير أليكس"
فقال أليكس برجاء "أخبرني أنك تملك أخبارا جيدة!"
أجابه برنارد "بالتأكيد. لقد استطعت إقناع شركة الكهرباء بإعطائنا نسخة عن فواتير المبنى للثلاثة الأشهر الماضية, ولكن سيستغرق الأمر بعض الوقت, ربما نستطيع الحصول عليها غدا أو بعده"
هتف أليكس "رائع يا صديقي " ثم انتفض مجفلا عندما فتح الباب فجأة, ليدخل منه فريدريك صائحا "ما الذي فعلتَه؟"
قال أليكس لبرنارد "سأتصل بك فيما بعد. إلى اللقاء" ثم نظر إلى خاله الذي لم يكن أفضل حالا منه, فوجهه وملابسه تدلان على أنه قد واصل الأمس باليوم دون أن يغمض له جفن. قال وقد ساوره الشك في ما يقصده خاله "اخفض صوتك.
أمي مازالت نائمة"
غير أن فريدريك مازال يصرخ عندما رد عليه "دعها تستيقظ لترى كيف أصبح ابنها لئيما"
قال أليكس وهو يمسح عينيه بإرهاق "حسنا حتى لا يكون هنالك لبس في فهمي, فإن موضوع غضبك هو مايا, صحيح!"
قال فريدريك بسخرية "من الرائع أنك لن تدعي جهلك بالأمر"
فرد أليكس مبتسما وقد أسند ظهره على المقعد "بالفعل أنا أجهل كيف استطعتَ في غضون بضع ساعات أن تجعل مركز الشرطة يقر ببراءتها"
جلس فريدريك على طرف السرير, ثم قال وقد تمالك نفسه قليلا "لقد جعلت الأمر يبدو كمحاولة دافع عن النفس نتيجة محاولة سام للاعتداء عليها"
رفع أليكس حاجبيه دهشة, ثم سأل ساخرا "وما الأدلة التي استخدمتها لدعم هذا الهراء؟"
فرد فريدريك متجاهلا سخريته "كل الأدلة كانت تدعم ما أقول, أولا سام هو من اتصل بمايا وطلب حضورها, والاتصال مسجل بيانات هاتف السجن وهاتف مايا, هذا دليل على أن مايا لم تكن لديها أي نية للقائه فما بالك بقتله, ثانيا لقد اعترف ضابط الأمن بأنه هو من أهمل عمله ولم يأخذ سلاحها, وهذا دليل ثاني على أن مايا لم تهرِّب سلاحها, وبالتالي لم تنوي أن تقتله"
بسط أليكس يديه قائلا بروية "إلى الآن لم أسمع أي دليل على أن سام حاول الاعتداء عليها"
فقال فريدريك بسرعة "لقد شهدت مايا بذلك"
جمد أليكس من الصدمة, لقد أخبروه عندما ذهب إلى مركز الشرطة فجر هذا اليوم أن التهمة أسقطت عن مايا, فعلم أن فريدريك قام بالتغطية عليها, لقد كان متوقعا لذلك منذ أن أخبره فريدريك أنه سيزورها, لذا جهز أليكس العدة, لكنه أبدا لم يتوقع أن التغطية ستكون بأن تشهد مايا بغير الحقيقة لتخليص نفسها من خطأ هي اقترفته. ابتسم بقهر وتمتم بسخرية "شهدتْ زورا إذن, يا لأخلاق الضباط العالية"
فرد فريدريك مستدركا "أنا من طلب منها ذلك, إنها الطريقة الوحيدة لإخراجها"
قال أليكس متهكما "ومنذ متى تنفذ مايا طلبات الغير! وخصوصا أنت. لقد شهدتْ من أجل نفسها"
مرر فريدريك يده في شعره الأسود الكثيف الذي تخلله بعض الشيب, ثم قال بإنهاك "وماذا ستنفع شهادتها الآن ها؟ لقد ذهب كل شيء عندما أخبروني اليوم أن الرائد أليكساندر والذي هو قائدها السابق قد قدَّم هذا الصباح طلبا للتحري عن سلامة المتهمة العقلية وذلك اشتباها في امتلاكها لميول نفسية مرضيّة للعنف, وعلى هذا الأساس ستبقى في الحجز إلا أن يتم التأكد من ذلك خشية أن تكون قتلته نتيجة ميلها للعنف. بالله عليك من أين جاءت مخيلتك بهذه الكذبة؟"
كرر أليكس بذهول "مخيلتي! كذبة! أنا لستُ مثلكم. ما قلته حقيقة, لقد وجدتُ في ملفها تقارير من الطبيبة النفسية لوحدة الجرائم - والتي كانت فيها مايا قبل أن تنتقل إلى وحدة المخدرات - والتي بدا أن مايا قد كانت تتعالج عندها بعد وفاة والدها مباشرة, لقد قالت الطبيبة في تقريرها أن الحالة النفسية لمايا كانت متدهورة, فقد كانت مكتئبة, وحزينة, وغاضبة, ولم تتحسن أثناء الجلسات, ولكن في مرة من المرات, رمت مايا كأس ماء على الأرض أثناء ثورة غضبها, الأمر الذي دفع الطبيبة إلى تنفيذ إحدى الوسائل العلاجية مؤقتا مع مايا, وهي تفريغ الغضب باستخدام العنف ضد الأشياء, وللعجب عادت مايا إلى طبيعتها باستخدام هذه الطريقة, لكن الممتع في الأمر أن الطبيبة ذيلت تقريرها بملاحظة تقول فيها أن مايا لم تتوقف, فهي مازلت تستخدم العنف في كل موقف تتعرض له, ثم أوصت أن يتم مراقبتها حيث أن الأمر قد يتطور عندها ويخرج عن السيطرة, فيصبح سمة من سماتها. لقد أرفقت هذا التقرير مع طلبي, لذا أنا لم استخدم الكذب"
غمغم فريدريك "لماذا فعلت ذلك؟ لماذا لا تريدها أن تخرج من السجن؟"
"السجن أفضل لها في هذا الوقت"
" ماذا عن مادلين؟"
"قلتُ ريتشارد أن يخبرها أن مايا في مهمة لبضعة أيام"
ردد فريدريك بسخرية "لبضعة أيام!"
فأجابه أليكس بجدية "نعم, أعلم الإجراءات التي ستستخدم, سيتم إخضاعها لبعض الاختبارات النفسية, ثم ستخرج فورا" ثم رفع حاجبيه "لا تقل لي أنك تعتقد أنها لن تجتاز هذه الاختبارات" ثم ابتسم ساخرا.
قال فريدريك بغضب "لما لم تقل لي من البداية أنك تريد سجنها! لما جعلتني أعدها البارحة أنها ستخرج في الصباح!"
مط أليكس شفتيه, ثم أجاب "الحقيقة لأنني أردتها أن تُصدم, أردت أن يؤملها كلامك بالخروج حتى إذا جاء الوقت صدمتْ بأنها لن تخرج. بالمناسبة كيف تلقت الصدمة؟"
رد فريدريك بألم "لا أعلم. عندما جاءنا الضابط هذا الصباح وأخبرنا بالأمر, خرجت إليك مباشرة دون أن أمتلك الجرأة على النظر إليها. متى أصبحت قاسيا هكذا؟"
صرخ أليكس غاضبا "منذ أن عرَّضتْ حياة فتاة صغيرة لا ذنب لها للخطر, جميعنا يعلم أن نينا لو لم تسافر لكانت ميتة بحلول هذا الوقت. لا بد أن تدرك هذه المايا أن هنالك عواقب لأفعالها, أنا حقا كنتُ أريدها أن تحاكم على قتلها لسام, ولكن طالما أن ذلك يحدث - وهذا بفضلك أنت طبعا - فسأقوم بمحاكمتها بطريقتي"
سأل فريدريك بشك "أحقا تفعل هذا من أجل أن تلقنها درسا كما تدعي أم لأجل الانتقام منها لأنها مازلت لا تثق بك وشكت بأنك تابع لمادوف؟"
ابتسم أليكس قائلا " كفاك سخافة" ثم صمت متذكرا أمرا, فقال بحيرة "فهمت أنك استعطت التغطية عليها وتحويل الأمر إلى محاولة للدفاع عن النفس, ولكن ماذا عن شريط المراقبة والذي سُجل فيه ما حدث؟ أقصد الشريط الذي شاهدنا فيه كيف قتلت مايا سام والذي يثبت ألا اعتداء حدث"
أجاب فريدريك بجمود "لم يعد هنالك شريط"
حملق أليكس فيه لثواني, ثم بدأ يتمتم "لا تقل لي أنك ..."
قاطعه فريدريك "نعم لقد تم التخلص منه, وإصدار تقرير يقول أن هنالك عطلا في كاميرا المراقبة لذا لم تستطيع تسجيل ما حدث"
فقال أليكس من بين أسنانه "كم دفعت لهم حتى يوافقوا على تزيف الأمر! حتى الشرطة استطعت أن تزرع فيها خونة جشعين! هذا لا يعقل" لكنه استدرك قائلا بسخرية "بلا يعقل, فهذه ليست أول مرة لك في تزييف الحقائق, فكما أذكر قبل ثلاث سنوات, ادعيت كذبا أن عطلا أصاب السماعات. لقد أصبحت معتادا على هذه الأمور صحيح؟"
احمر فريدريك غضبا, وصرخ "أيها الحقير, كيف تـ ..."
غير أن صوتا هدر مقاطعا كلامه "حسنا, لم يبقى سوى أن يقتل أحدكما الآخر" التفت الاثنان إلى مصدر الصوت ليجدا آن تقف عند الباب, أكملت بنبرة عتاب "في حياتي كلها لا أذكر أنكما تشاجرتما على أمر, فما الذي يحدث الآن؟ كيف استطاعت امرأة أن تجعلكما تتقاتلان بهذا الشكل؟"
زفر أليكس بقوة, أمه محقة, لقد بدأ يفقد أعصابه, لذا جمع أوراقه المتناثرة على المكتب, وهو يقول "اعذروني, أنا مضطر للمغادرة" ثم خرج تاركا أمه الحائرة وخاله الغاضب وراءه.
تأفف أليكس بضيق, ما سبب هذا الضجيج في الخارج! لم يعد يستطيع التركيز, فجأة سمع طرقا على باب مكتبة, فقال "ادخل" ليُدهش بدخول سونيا عليه.
قال أليكس بذهول "إذن أنتِ سبب هذه الضجة في المبنى!"
قالت بخفوت "ضريبة الشهرة"
فتمتم أليكس مكملا "والجمال"
ابتسمت برقة لم تلبث أن تزول بسرعة, وقالت بارتباك "هل تعرف أين فريدريك؟"
عقد أليكس حاجبيه, ورد عليها "لا. لم أره منذ الصباح"
اضطربت سونيا, وقد بدأ وجهها يصبح شاحبا, فقال أليكس بترقب "ما الأمر سونيا؟ اقتربي! اجلسي!" وأشار على المقعد الجلدي المواجه لمكتبه.
مشت سونيا حتى وقفت أمامه, لكنها لم تجلس, بل قالت بخوف "لقد اتصلتُ على هاتفه قبل نصف ساعة, فرد علي صوت رجل غريب, أخبرني أن فريدريك عنده, وقال لي أن أطلب منك أن تتصل اتصال فيديو على هاتف فريدريك لأنه يريد محادثتك"
عرف أن مصيبة قادمة في الطريق, فأراد أن يغمض عينيه وأن يتأوه غضبا, لكنه عوضا عن ذلك ابتسم لسونيا ابتسامة مطمئنة وهو يهمس "ولماذا أنتِ مرعوبة بهذا الشكل؟"
فردت مغمغمة "أنت لم تسمع صوته, لم تسمع صوته, لقد كان مرعبا"
نهض أليكس من كرسيه, متناولا هاتفه النقال, وقال ويسير باتجاه الباب "لا داعي للقلق, سأتصل الآن, وأرى ما يحدث"
غير أن سونيا أوقفته هاتفة برجاء "إلى أين؟ ابقَ هنا! أريد أن اسمع المكالمة"
التفت إليها أليكس, تأملها قليلا, ثم قال بصدق "قد لا تعجبك المكالمة"
فردت سونيا بثقة "لا بأس"
اتجه أليكس إلى ركن الغرفة الأيسر, حيث تقبع منضدة منخفضة تحيط بها بضع أرائك, يستخدمها عند إجراء اجتماعات مع فريقه, جلس على إحدى الأرائك, ثم تبعته سونيا لتجلس بجواره. رفع أليكس هاتفه, واتصل على رقم فريدريك, وهمس لسونيا "لا تتحركي! لا أريده أن يراكِ". فأومأت له سونيا, قبل أن يفتح الاتصال, وتظهر صورة مادوف.
اشتدت يد أليكس الممسكة بالهاتف, وهو يقول "لماذا لستُ مندهشا من رؤيتك!"
ضحك مادوف قائلا "لأنك تعرف بأنك أخطأت في حقي, لقد وعدتني أنك ستسيطر على مايا, لقد كان بيننا اتفاق يا أليكساندر"
فصاح أليكس به "ومن أول من نقض هذا الاتفاق! طلبتُ منكم أن تبتعدوا عنها"
قال مادوف دون أن يكلف نفسه عناء الاعتراف "لا فائدة في الحديث عن الماضي, أليس كذلك؟ دعنا نتحدث عن الحاضر الذي يقول أنك تدخلت فيما لا يعنيك, أو نتحدث عن المستقبل القريب الذي يقول أنه سيتم وضعك في موقف صعب نوعا ما. أيهما تريد أن نتحدث عنه أولا"
لم يرد أليكس, فأكمل مادوف "حسنا, لنبدأ بالحاضر الذي صُدمت عندما علمتُ أنك قمت بتسفير الصغيرة نينا, أعترف أنها خطوة ذكية منك, فأنا بالفعل كنت سأرسلها جثة هامدة هدية لمايا"
فرد أليكس ساخرا "للأسف, بعضنا يستطيع أن يفكر جيدا"
قال مادوف بنبرة تأييد "نعم, أنت محق, فأنا أفكر, فقد قلتُ لنفسي مايا قتلت ذراعي الأيمن, وأليكساندر أحبط خطتي للانتقام منها, يا ترى كيف أستطيع أن أضربهما بحجر واحد! ثم فجأة جاءتني فكرة جهنمية وقالت لي, هنالك ما يربط بين مايا وأليكساندر والذي هو رابط قوي كما يبدو لدرجة أن يقف أليكساندر في وجهي من أجلها. لذا فقد قررتُ استخدم نفس الخطة التي استخدمتها لقطع الرابطة بين فريدريك وفآن, بالتأكيد الخطة تحتاج لطرف ثالث والذي وقع الاختيار على العزيز فريدريك لتمثيله. أوه ألم أخبرك! إن فريدريك في ضيافتي, وهو على أتم ما يرام. انظر إليه" ثم حول الهاتف باتجاه فريدريك.
كان قد طلب منها ألا تتحرك, ولكن سماعها لمادوف وهو يطلب من أليكس أن ينظر إلى فريدريك, دفعها إلى الاقتراب من أليكس ورفعِ رأسها باتجاه الهاتف, غير أنها لم تستطع أن ترى شيئا, فبمجرد تحركها وضع أليكس يده خلف رأسها, وقربها إليه دافنا وجهها في صدره, فلا يمكن أبدا أن يجعلها ترى فريدريك وهو بتلك الحالة. لقد كان ملقا على الأرض, شعره أشعث, وجهه متورم ينزف دما, كما بدا أن جسده نال كثيرا من الكدمات والضرب, الخلاصة أنه كان في وضع لا يمكن لسونيا تحمل رؤيته.
انتقلت الصورة ليظهر مادوف, فرفع أليكس الهاتف قليلا, حتى لا تظهر سونيا, لم يستطع تركها أو الابتعاد عنها, فقد بدأ يشعر بها ترتجف بين ذراعيه, مما دله على أنها قد أدركت أن فريدريك ليس بخير.
قال مادوف "اسمع الاتفاق يا عزيزي. قبل ثلاث سنوات أمهلت فريدريك بضع دقائق فقط ليقرر الاختيار بينك وبين فآن, ولكن بما أنني أحبك فسأمهلك ثلاثة أيام فقط لتقرر من تريد أن يعيش مايا أم فريدريك. إن اخترت خالك كما اختارك فستُحضرُ لي مايا بنفسك حتى أقوم بقتلها وسأترك خالك, أما إن اخترتها هي وخذلت خالك, فسأقوم بقتله, وسأحرص على أن يتم ذلك أمام عينيك وعيون أخته وخطيبته, القرار بيدك أنت فقط, لكني أريد أن أقول أن كل شعور ستشعر به قد شعر به خالك قبل ثلاث سنوات, ومع ذلك اختارك أنت, فقم برد الواجب إليه"
قال أليكس بصوت أجش "إذن أنت تريدني أن أختار أن تموت مايا"
رد عليه مؤكدا "هذا ما أريده بالضبط, موت مايا, سأجعل هذه الفتاة عضة وعبرة لكل أعدائي. أتعرف أنا أستطيع بكل سهولة إرسال من يقتلها في السجن, تماما كما أرسلت من يقتل كال, لكنني أريدها أن تعاني, أريدها أن تلاقي مصير والدها, أريدها أن تشعر بالخيانة والألم, كما أنني أريدك أن تعاني أنت أيضا, أريدكما أن تعيشا الجحيم لمدة ثلاثة أيام. والآن هل فهمت ما يجب عليك فعله؟"
أجاب أليكس ببرود مخفيا الصدمة التي يشعر بها "نعم. يجب علي أن أختار بين حياة مايا وحياة فريدريك؟"
قال مادوف بمرح "يا لك من طالب نجيب. آه نسيت أن أخبرك, هنالك رجل يقوم بمراقبتك, لذا إن حاولت أن تبحث عن فريدريك, فأنا أقسم أنني سأرسل بعد نصف ساعة من بداية بحثك, شريطا يصور طريقة قتل فريدريك, وأنا متأكد أنها لن تسرك. فكن عاقلا واستغل هذه الثلاثة أيام في إخراج مايا من السجن واختيار أحدهما. أيضا سأحطم هاتفه بعد انتهاء الاتصال, لذا لا داعي أن تبحث عن إشارة هاتفه. وسأتصل بك فيما بعد لأبلغك بعض تفاصيل مكان اللقاء. أخيرا تذكر أنك في هذا الموقف الصعب نتيجة لتهور المجنونة مايا. وداعا"
أغلق الاتصال, فالتفت أليكس إلى سونيا التي كانت قد ابتعدت عنه, لتنظر إليه بنظرات اختلط فيها الخوف والرعب بالصدمة والذهول. لم يستطع أن يحتمل نظراتها, فهب واقف وهو يفكر أنه أراد أن تخرج الأمور عن سيطرة مايا, وأن تصبح تحت سيطرته هو, ولكنه أبدا لم يفكر أن هذه السيطرة ستكون عن طريق حكمه على حياة بالعيش,وعلى أخرى بالموت.