استيقظت على صوت الطيور
كان الوقت لا يزال مبكرآ الا انني لم اشعر برغبه في النوم وقتها
استيقظت بنشاط وحيويه
متأهبه ليوم مليء بالجمال
قمت بتنظيف البيت بأكمله ثم توجهت الى المطبخ
وصنعت الفطور
استيقظت امي بعدها وابي كذالك
واثناء تناولنا للطعام
" جودي قد نؤجل الرحله للغد لدي عمل مهم اليوم "
" لا بأس ابي .الوقت الذي يناسبك سنذهب فيه "
ابتسم ابي ثم قال "كم اصبحتي ناضجه "
شعرت بسعاده لتلك الكلمات
بعد لحظات جاءت امي وهي تقول " عزيزي عليك اخذ نقودك التي في البنك كي نستمتع برحلتنا دون ان نعاني من نقص مادي "
قال ابي بعدها
"نعم معك حق عزيزتي فأنا اخطط ان افعل كل شئ بهذه الرحله وان اشتري لجودي كل شئ تتمناه فعما قريب سوف تدخل مرحله جامعيه جديده وتصبح فتاه ذو شأن كبير.... ولن تجد وقت كي نستمتع بالرحلات "
وقفت وانا ابتسم "استعد ابي سوف ادخلك في ازمه ماليه بعد الرحله"
ابتسم بحنان وقال
" ايتها الماكره تريدين افلاس والدك "
ثم قام ليلحق بي
وما ان امسكني ظل يلخبط شعري بيديه ويقول "ايتها الشريره "
" ابي ليس هكذا لقد رتبت شعري منذ لحظات t^t"
"انك تستحقينها فأنتي تريدين افلاس والدك "
وضل يضحك
جأت امي والتقطت لنا صوره وهي تضحك
بالطبع انا من احتفظ بتلك الصور في البومي
بعدها ذهبت لترتيب شعري من جديد وانا سعيده ان لدي اسره رائعه كهذه
فأبي وامي نادران الوجود
حين اعود سوف استلم نتيجتي واتقدم بها في افضل جامعه طبيه وسوف اعوض ابي وامي جزاء وقوفهما معي دائما ودعمي .... ساجعلهما يفخران بي
صباح اليوم التالي
ذهبت للمعهد كالعاده
وكانت رأس البطيخ هناك
ما ان دخلت حتى بدات تتكلم
"اوه .جودي لقد فاتك الكثير ليله الامس لقد استمتعنا كثيرآ"
رباه لست مستعده لتعكير مزاجي بسبب هذه الفتاه
واقتربت الي ثم قالت
" اتريدين مشاهده الاحتفال لقد اخذت بعض الصور لاريكي اياها بما انك لم تكوني معنا"
قمت من مكاني ثم قلت لها
"لا اريد ان اراها "
وهميت بان ارحل للخارج لكنها اوقفتني حين قالت
"اوه لا بد ان والديك يمنعانك من الخروج .... هل هما سيئين الى هذا الحد ؟!"
صمتت لترى رد فعلي
كنت انوي تجاهلها لكنها اكملت
"لا باس اقدر ظروفك تلك فمازال هناك الكثير من الاباء المتخلفون بمجتمعنا هذا "
لم احتمل اكثر و عدت نحوها ووقفت امامها وانا اريد ان اناولها كف بوجهها لكنني تمالكت نفسي ثم قلت والغضب يشتعل بداخلي
"اياك ان تتجرأي على الحديث عن والدي مجددآ .... انهما افضل مخلوقان على هذا الوجود ..... ان كان هناك متخلفون في عصرنا هذا فلن تكون غيرك .. انتي من تتصرفي بسذاجه ولا تتوقفي عن الحديث عن ضفدعك المشؤوم ..... "
لم اكمل كلامي حتى اعطتني كف بوجهي
ثم قالت بغضب
"لقد تجاوزتي حدودك جودي "
ابتسمت بسخريه ودموعي تقاوم النزول على خدي
فقلت
"نعم ....... لانني الوحيده التي تخبرك كم انتي ساذجه بافعالك وكم ان تصرفاتك هذه غبيه فالجميع يسخر منك ولا يحدثونك بهذا امامك"
كانت غاضبه منصدمه مما قلته
والفتيات كذالك
"سوف تري يا جودي ........ لن انسى اهانتك لي هنا ابدا ..... لن يمر الامر ابدا...... وايضا اهانتك لخطيبي "
قاطعتها
"خطيبك !!...... اوه اجل ذالك الضفدع الذي تتفاخري به هنا وهناك ..... هل تظني ان ما تفعلينه حب ؟ "
قالت بزدراء
"وماذا تعلم فتاه حقيره مثلك عن الحب "
قلت لها
"اعلم انه فقط لا يخص الضفادع امثالكم "
ثم اخذت حقيبتي وخرجت
كنت اسمع صوتها وهي تصرخ
"تبا هل قالت ضفادع؟!...... انتي توقفي ..... كرري ما قلتيه الان لم اسمع ....... سوف تري ...... سانتقم منك ....لن اعفو عنكِ....."
خرجت حتى اختفى صوتها
وذهبت كي اغسل وجهي الذي صار احمر اثر ذالك الكف
انها اول مره يوجه لي شخص كف ويستحقرني
حتى اسرتي لا تفعل ذالك
بقيت ابكي ولم استطع العوده للصف بذاك الحال
كنت جالسه اعلى الدرج الذي يؤدي للسطح وهطل غيث وانا اراقبه من هناك
كيف يكون هناك اناس هكذا
لقد شعرت بالتحطم كيف لها ان تفعل ذالك امام الجميع كان هذا مؤلمآ نفسيآ اكثر مما هو جسديآ
قطع افكاري الحزينه صوره ذاك الشاب وهو ينظر لي مفزوعه في المصعد حين رأيته
كان يبدو انه متعجب من تصرفي الاحمق بتلك اللحظه
فجأه شعرت بالضحك وسط تلك الدموع
وبالفعل بدات اضحك من شكله ذاك فهو يبدو مضحك مع وجهه الوسيم
ظليت افكر بما مريت به مع ذاك الشخص
حقآ كلما تذكرت ذالك قلبي يخفق بشده
لاول مره اشعر بهذا الشعور مع اي شخص
اظنني ..........
اظنني واقعه بحبه
قاطع صوت قلبي تفكير عقلي يقول
'لالا كيف احب شخص لا اعرفه حتى مستحيل ان نلتقي مجددآ'
ثم صرخ قلبي يقول
لكنه اعجبني واريد اعرف حتى اسمه على الاقل
قال عقلي بسرعه
لا يمكن ان تلتقيا مجدد بكل الاحوال
تبآ اظنني صرت افكر كثيرآ ونسيت حصتي
وبعد ان شعرت براحه نزلت لكنني عدت للمنزل فلم اكن انوي اللقاء مع ملاك باخر يوم لنا وصنع شجار
صعدت للحافله التي تؤدي لمنزلنا وبينما انا منهمكه بالافكار توقفت الحافله فجأه بسبب نزاع وحادث على ذاك الطريق
نزل جميع الركاب وبقيت وحدي بعد فتره مللت الانتظار والنزاع لم يتوقف
نزلت من الحافله قاصده ان اكمل الطريق مشيآ
قبل وصولي رأيت كلبآ مخيف يمشي في الرصيف
لم يكن هناك غيري من الناس الذين يمشون
حاولت ان اتجنب المشي بجانبه ماهي الا لحظات حتى رأيته يلحق بي هرولت مسرعه من الخوف
سمعت شئ سقط من حقيبتي الا انني لم اراه فقط استمريت بالركض بعد لحظه سمعت سياره توقفت وخرج السائق منها حاول الركض بسرعه خلف الكلب كي يخيفه ويبتعد الا انني وصلت للبيت واغلقت الباب وسمعت ذاك الكلب بعد وقت قصير يهرب لم اتجرء ان اخرج حينها فقط ظللت بالداخل ولم اهتم لما سقط من حقيبتي
دخلت نحو امي وانا خائفه فضمتني بذراعيها وحكيت لها ما جرى
" امي لم اكن اعلم ان العيش خارجآ مخيف هاكذا "
ضحكت امي ثم قالت
"ليس مخيف فقط انتي لست معتاده على العيش فيه لذالك سيصعب عليك ان تتقبليه بسهوله
اذا ما انطلقتي خارجآ بحريه سيكون من السهل حينها العيش في تلك الفوضى عزيزتي "
" اذآ لا اريد ان اعيش فيه .افضل العيش بجانبكما انتي وابي على ان ابقى متخبطه في ذاك العالم الفوضاوي"
مر اليوم بشكل عادي
لم يحدث اي شئ بعدها فقط كنت متحمسه لرحله الغد
استيقظت على عجله من امري
اخذت حقيبتي واكلت شئ خفيف وانطلقت كي اخذ نتيجتي في المعهد ثم اذهب بعدها كي اشتري ملابس للسباحه وطوق نجاه بما انني لا استطيع السباحه >\\\\<
وبالفعل ذهبت اولا كي ارى نتيجتي وكانت رائعه كنت احتل المركز الاول للفصل الدراسي الاول ( ˘ω˘ )
ومن الجيد انني لم ارى ملاك في وقت حضوري
انطلقت بسعاده كي اشتري تلك الاغراض
وبينما انا اتسوق هطل المطر وانا في احد المحلات
كنت قد اشتريت جميع ما اريد
انتظرت ان يهداء المطر كي اعود الا انه كان يزداد اكثر حتى ان الطريق اصبحت تغرق بالمياه والناس يمشون كأنهم في نهر
ظل الحال هاكذا حتى الغروب وانا حبيسه في ذاك المكان
بدات اشعر بالخوف
وابي لم يتصل بي حتى
لا بد انه قلق علي
لا اعتقد اننا سنذهب للرحله اليوم فالمطر غزير والوقت بالفعل تأخر
ما ان هداء المطر حتى انطلقت قبل ان تغرب الشمس
صعدت احد الحافلات كنت اراقب الساعه بين الحين والاخر
لا اتصال من والدي ولا اناس في الحافله والطريق شبه فارغه
تمنيت انني لم اخرج اليوم
بعد ما حدث
كان لا يفصلني عن المحطه التي سأنزل فيها الا بضع امتار
الا انني فجاء رأيت السائق يغير مسار الحافله نحو طريق مخيف خالي من الناس ويبتعد عن الطريق العام
قلبي بدأ يرتجف
قلت له " من فضلك انزلني هنا "
نظر نحوي من مرآه الحافله بمكر
ارتجفت بشده
ماذا الان ......هل سوف اموت .......لا.........انا اريد ابي وامي ......
اريد ان تنشق الارض وتبتلعني على ان اظل ارى مصيري هذا يقترب
قلت بصوت اعلى "من فضلك انزلني هنا .الى اين تأخذني ؟"
نظر نحوي وقال "لا تقلقي ايتها العصفوره سأخذك لمكان جميل ورائع "ثم ابتسم ابتسامه لا توحي بخير
عيني بدأت تمتلئ بالدموع
الحياه تصبح اقصر حين يكون الانسان على حافه من الجسر متشبث بالحياة
في هذه الاوقات يمكن للمعجزات فقط ان تتحقق
في اللحظات التي لا يكون للانسان فيها غير خياران :
احدهما الموت
والاخر القيام بما هو مستحيل
تصرف مجنون
يخطر فقط كفكره
ووحدهم من لديهم تشبث بهذه الحياه
يصنعو تلك المعجزات
لا اراديآ دووون ان افكر بأي شئ او كيف او لماذا
انطلقت بسرعه نحو البوابه
زاد السائق السرعه
الا انني اغمضت عيناي .....
وقفزت ولم اشعر بأي شئ
بعد تلك الضربه في الارض شعرت انني في حلم
لا استطيع ان اتحرك جسدي مليء بالجروح بعد لحظات سمعت صوت الحافله توقف
نظرت نحو الخلف واذا به ينزل
دون شعور بالالم دون ان اعي اي شئ اخذت جثتي من الارض وخلعت حذائي وبدات اركض متجاهله الالم لا اعرف اين انا فقط استمر بالركض
اغمضت عيني وانا ابكي واركض ارى صوره والدي في ذاكرتي
اريدها ان تظهر امامي الان كي تحميني من هذا الحال المخيف
انني اشعر بالحياه تدور والمباني تبتعد والطريق يطول
قدمي تؤلمني اشعر انني سوف افقد وعيي بهذه اللحظة
قلت محاوله تشجيع نفسي
"لا يا جودي لا اياك ان تقفي الان اذا توقفتي ستواجهين حقيقه صعبه ولن تري اباك وامك ابدآ "
هذا ما كنت اقوله لنفسي
بعد لحظات دخلت الخط العام رأيت موقف سيارات هرولت نحوه وانا حافيه القدمين
اختبأت وراء احد السيارات وانا امسك قلبي بشده
خوفآ عليه ان يخرج من مكانه
ضممت نفسي بقوه وانا احاول التقاط انفاسي المرعوبه
سمعت اصوات اقدام ذاك الشخص تذهب هنا وهناك
بعد لحظات ابتعدت تلك الخطوات
لم انهض من مكاني
بقيت استجمع قوتي المنهاره واحاول استجماع افكاري المشتته
بعد وقت طويل قررت ان اقف واعود للمنزل
لا بد ان والدي قلقان علي الان
بدات امشي بتلك الخطوات الغير متزنه وقدمي تألمني والجروح كذالك
كنت امشي بخوف بقدمان مجردتان
وطريق مظلم مخيف
حتى وصلت الى محطة الحفلات القريبه من منزلنا
حين اقتربت اكثر نحو منزلنا رأيت اناس هناك متجمعين فنتظرت الى ان يذهبوا
اظنهم شباب سيئين
اختبأت الى ان ذهبوا وما ان تقدمت نحو المنزل
تمنيت لو انني متت حين قفزت من الحافله
تمنيت لو تنشق الارض وتبتلعني
تمنيت ان تنقطع انفاسي
تمنيت ان هذا اليوم لم يكتب في تاريخي المأساوي
وقفت امام منزلي
وقفت وانا منذهله
هل انا احلم الان
لا استطيع التحدث لا استطيع النظر
هل هذا منزلي ام انه ليس كذالك
ثم جثوت علئ ركبتي من هول الصدمه
يتحدث الالم من كل النواحي
انا الفتاه التي عشت الدلال والترف
التي لم تذق طعم الالم والحرمان
لم تعرف معنى الدموع
التي كانت فقط تبكي على العابها وهي صغيره
لان هَم في حياتها لم يحدث كي يجعل دموعها تتساقط
فتنتهي بفاجعه. تجعل حياتها بلون اسود
الم تعب وعناء