الفصل السابع عشر: الحبال المتقطعة

كل شخص منا له نصيب في هذا العالم شئ قد كتب له من قبل ان يرى نفسه في هذا العالم من هو وماذا سيكون هل سيكون سعيد او شقي من هو شريك حياته متى يلد ومتى يغادر الدنيا نحن فقط نستعجل الامور كل شئ سيأتينا في وقته لكننا لا نستطيع الصبر والصمود هذه غريزتنا


استيقضت من النوم

ارتديت ملابس وسيم كالعاده ونزلت لاحظر الفطور قبل ان يستيقضوا

بعد ان جهزت كل شئ جاء خالد

يبدو انه كان ينوي ان يصنع الفطور لهم

لكنه رأني و بدأ يمسح عينيه كي يتأكد انما يراه حقيقه او خيال

"وسيم ؟؟"

"نعم ^▽^"

"لا اصدق ما اراه .....متى اتيت ؟"

ثم جاء نحوي وضمني بشده

كنت اشعر بالتوتر والقلق

"لقد اتيت ليله الامس "

"تبآ كم اشتقنا لك "

اعلم انهم قد عاشوا اجواء سيئه

لقد تركتهم وذهبت دون ان اعلم

ذهب هو لينادي البقيه

واتو كلهم لاستقبالي

دخل يوسام قبلهم للمطبخ وذهب نحو الثلاجه ليشرب بعض الماء

بعدها جاء حسام مهرولا

ما ان دخل اندفع بقوه يركض نحوي

يريد ان يضمني اشتياقآ

خفت من ذالك

ما هي الا لحظات شعرت بأحد يمسك يدي ويسحبني وحسام اصتدم بالجدار

نظر حسام نحو يوسام الذي كان قد سحبني كي لا يضمني حسام

"يوسام ......تبآ لك -.- .......دعني اضمه واستقبله جيدآ فأنا مشتاق له "

قال يوسام وكانه لم يفعل شئ "افعل ذالك من منعك ಠ_ಠ"

نهض حسام مجددآ وبدأ يندفع نحوي

لكن يوسام سحبني مره اخرى واصتدم حسام بالثلاجه

قال مستاء

"يوسام -__-"

وبكل هدوء قال يوسام"ماذا ه_ه ؟ ......"

ثم نظر نحوي وابتسم ابتسامه عجيبه



لا اعلم كيف اصفها فهي غريبه فعلا

كان وكانه يقول بتلك الابتسامه

لن اجعل اي شخص يلمسك

ثم ذهب وجلس على مائده الطعام وجلست انا كذالك ثم دخل البقيه وجاءو يرحبون بي

بقينا نتبادل اطراف الحديث والذي كان من ضمنها سبب اختفائي

فأجاب يوسام عني فجاريته في الكلام فقط

ما يشغل بالي الان هو نديم

لا بد انه منشغل الان بالتفكير وقلق بسبب اختفائي

يجب ان اذهب واشرح له انني استعدت ذاكرتي

لكن هل ساخبره بأن يوسام قام بتنفس اصطناعي لي ؟

><لا لا سيكون هذا محرج اكثر من الموقف ذاته

سوف احذف هذا الجزء من الكلام عن كيف عادت ذاكرتي

حين انهينا الطعام اخبرت يوسام انني سوف اذهب الى نديم

فلم يعترض

ذهبت نحو نديم وانا متوتره

ترى هل سيقدر امر عوده ذاكرتي ويفسخ خطوبتنا ؟

هو يعلم انني احب شخص اخر

لا اظنه سيستمر في امر خطوبتنا بعد ان عادت ذاكرتي

ذهبت نحو المطعم ووجدته هناك

كان شارد الذهن على احد الطاولات

ولا يوجد زبائن بعد

اقتربت منه وجلست بنفس الطاوله

وقف حين رأني من الفرح

"جودي.......لا اصدق .....اين ذهبتي ؟ لقد قلقت عليكِ اتصلت بك وبيوسام ولم يرد احدكما علي .........لكن لما انتي بملابس وسيم ؟ "

"لقد استعدت ذاكرتي يا نديم"

يبدو ان كلماتي هذه لم تفرحه

فملامح وجهه بدت انه انزعج للامر

كيف لا ينزعج

كان سيتزوج بي والان سيفقدني بعد ان تعلق بي

"اها كيف حدث هذا ؟ "

اخبرته بما حدث وكيف استعدت ذاكرتي

"نديم ........بشان خطوبتنا "

قاطع كلامي بغضب "ماذا ؟ .......لا تقولي انك ستفسخينها "

طاطات برأسي للارض وقلت "نديم .......لا اريد ان اكون عبء عليك .......الان اعرف من اكون سوف استطيع ان اتدبر نفسي "

ضرب بقبضه يده على الطاوله بقوه "مستحيل ......لن نفسخ خطوبتنا ......وسنتزوج بعد شهر من الان .......لقد وعدتني بذالك و اصبحت متعلق بكِ الان "

"لكن يا نديم انا اح..........."

قاطعني وهو يصرخ

"لا يهم الان .......انتي تحبين شابً سيصبح قريبآ شخص متزوج ولديه اطفال ......الى متى ستبقي عالقه بذالك الوهم ......يوسام لملاك وملاك ليوسام ............ونحن سوف تكون حياتنا افضل اعدك "

للحظه اصبحت اشعر ان نديم الذي كنت اهرول اليه في الماضي كي اغرق دموعي واحزاني في بحره واعماقه

اصبح الان سببآ لنزول دمعتي

لما يتصرف هكذا

ترى هل انا مخطئه بحقه ؟

انه محق ........كيف احب شخص سيتزوج

لا الومه الان فقد اعطيته امل

والان اخذه منه

ااااه يا يوسام

ماذا فعلت بقلبي

كيف اصبح حالي هكذا

نسيت كبريائي

كبرياء الفتاه التي لا يجب ان تنزله لاحد

وضعته جانبآ ما ان اصتدمت بك

قمت من الكرسي

ونديم ايضآ

طاطأت براسي للاسفل ومسحت دموعي

"اراك لاحقآ نديم "

قلتها وذهبت للخارج

تبعني هو وامسك بيدي

"جودي ........لا تذهبي وتتركيني "

ثم اقترب نحوي ولفني حول ذراعيه

الا انني ابتعدت عنه بسرعه

ولم اعطه اي تفسير فقط ذهبت وتركته خلفي

اشعر انني اصبحت قاسيه

امسكت القلاده المعلقه على صدري وذهبت نحو منزلي

ذاك المنزل المليء بالرماد

دخلت اليه وذهبت نحو غرفتي

جلست بين الرماد المتناثر بكل مكان

وبدات ابكي بحرقه

بكاء اشعر بحرارته داخل قلبي المتحطم والمتناثر مع كومه الرماد هذه

ليتك يا ابي الان هنا

امي ابنتك وحيده تعالي وحدثيها قليلا

ابنتك يا امي تحب شخص

لطالما رات فيه كل ما ينقصها

هو الشاب الذي سوف تشعر بالامان معه

فجاه يصبح خاطب

وابنتك تصبح ايضآ مخطوبه من شخص لطالما كان معها

واعتبرته اخآ لها

امي نديم شخص رائع

لكنني اراه كأخ لي

كيف للفتاه ان تتزوج اخاها يا امي ؟

هل برايكِ ان ادوس على قلبي لاجل سعادته ؟

واعيش انا بقيه حياتي مع فارسي في خيالي ؟

بكيت بشده للحد الذي استطيع القول فيه انني اصبحت اشعر انني جسد بلا روح

انتبهت انه وقت الغروب

قمت من مكاني وانا امشي كموميا محنطه

بقيت الف هنا وهناك وانا لا اعلم اين انا اساسآ

حين كنت امشي اوقفني صوت اعرفه

كان صوت ملاك

"اوه وسيم "

نظرت نحوها بطريقه بارده

ماذا تريد هذه الان

قالت لي "يبدو انك حزين بسبب فقدانك لحبيبتك جودي "

نظرت نحو عينها بذهول "عفوآ ؟"

ابتسمت وقالت لي " انني اعلم ......انت كنت تحب جودي قبل ان تفقد هي ذاكرتها "

بقيت صامته ولم احدثها

لما هي تقول هذه الكلمات فجأه

هل انا اخبرتها انني احب نفسي يومآ حين كنت فتاه ؟

قالت لي بذهول "اوه وسيم .......هل لديك عقد اخر يشبه هذا ؟"

قلت لها " لا ليس لدي غيره ......لما هذا السؤال ؟"

نظرت نحوي وابتسمت ابتسامه مصتنعه

"اوه .......ظننت انك اهديت احدهم لحبيبتتك ايمكنني رؤيته "

اقتربت مني وفتحت القلاده ثم بقيت تحدق بي بصمت

ثم استأذنتني وذهبت

اما انا اكملت طريقي افكر


كنت قد خرجت من احد المطاعم مع احد صديقاتي

حين لاحظت وسيم يمشي بشكل مثير للشفقه

استأذنت صديقتي وذهبت اليه

كان يبدو حزين ومهموم

فجاء ببالي انه حزين على جودي

بما انها حبيبته

بينما انا احدثه لفت انظاري ذالك العقد

انه يشبه العقد الذي مع جودي تمامآ

هل هما يرتديان العقد ذاته ؟

حين سالت وسيم عن انه يمتلك عقد اخر قال انه لا يملك غيره

ايمكن انهما يتواعدان ويبدلان قلاداتهما ؟

وسيم كان يبحث عن القلاده بشكل هستيري في ذالك اليوم

وجودي فقدت ذاكرتها وما زالت ترتدي تلك القلاده ؟

هناك شئ ما

دخلت سيارتي التي كانت مرصوفه على احد المواقف للسيارات

وبقيت افكر وانا اسير في الطريق

وفجأه دون سابق انذار

لم ارى سوى سياره امامي فصتدمت بها

وبدات السياره تتقلب

وانا اضع يدي على رأسي

واصرخ بشده

"النجده "

توقفت السياره وفقدت وعيي


كنت اجلس على احد الكراسي في المطبخ اقراء احد الكتب

كان خالد وحسام كالعاده يلعبان باوراق اللعب

اما زياد وبسام قد ذهبا للنوم

نظرت نحو الساعه التي تجاوزت الثانيه عشر ليلا

لما تأخرت جودي ؟

بدات اقلق عليها

ربما تكون عند زوجها المستقبلي نديم

قطع افكاري صوت الهاتف

كان الاتصال من رقم غير معروف

رفعت السماعه "مرحبآ ؟ "

"مرحبآ يوسام "

كان يبكي بشده الا انني عرفت صوته

"سيد عامر ؟"

"نعم .......تعال للمشفى بسرعه "

"ماذا حدث ...؟!"

"ملاك ................"

قلبي بدأ يخفق بقلق "ما بها ؟"

"لقد تعرضت لحادث وهي الان في غرفه الطوارئ "

اغلقت السماعه وذهبت ارتدي الجاكيت الخاص بي واخذت مفتاح السياره وخرجت

حين رأني حسام وخالد قما مفزوعين من مكانهما

ارادا ان يلحقانني لكنني كنت اسرع مما تخيلوه

ملاك

كيف يحدث هذا للفتاه التي احببتها كثيرآ

لم اتخيل بيوم ان يصيبها مكروه

انها شخص تعتني بنفسها بشده ولا تسرع حين تقود سيارتها

ترى ماذا حدث معها ؟

حين وصلت للمشفى كانت فاقده وعيها ومازالت ممده على السرير ويقوموا بالاسعافات الضروريه لتضميد جروحها

كما بدا فهمت من كلمات الاطباء السريعه

ان لديها كسر في احد العظام

لا اعلم اين بالضبط

اتمنى ان لا يشكل خطر على حياتها

ادخلوها غرفه العمليات

رايت السيد عامر جالسآ على احد المقاعد فذهبت اطمنه على ملاك واسأل عن حالها منه


في صباح اليوم التالي

سمعت عن خبر حادث ملاك

فقررت زيارتها في المشفى

في الصباح استيقضت وتناولت الفطور

ما ان اغلقت باب غرفتي

رايت يوسام يغلق باب غرفته

ثم سالته "ايها القائد اين تذهب ؟ "

دون ان ينظر نحوي "ساذهب الى مخطوبتي "

كان من المفترض ان اذهب معه

بما ان طريقنا واحد

لكن عوض عن ذالك عدت نحو غرفتي

والحزن يغلب قلبي

ذاك الشعور الذي يصحبه امل بسيط

تلك الاحلام التي نرسمها

في النهايه نحن نكافح لاجل المستحيل

كيف كنت انانيه هكذا

اردت ان افرق بين شخصين لاجل مشاعري الشخصيه

حين انظر الى يوسام كيف يحب مخطوبته ويهتم بها كثيرآ

اشعر انني طفيلي يقتحم مشاعر الناس ويتلاعب بها

كان نديم محق

جلست على الارض وبدأت ابكي بشده

امي ابي انا اسفه ابنتكما ..... كانت انانيه

لكنها قررت ان تتوقف عن انانيتها وتترك يوسام

فهو ليس ملك لها هو لملاك



إعدادات القراءة


لون الخلفية