الفصل الثلاثون: وداعآ حبيبي

البرد ..يأسر جسدي بشده والظلام حالك

لم استطع النوم في تلك الغرفه المخيفه

جاء عمي بعد لحظات وامسك بشعري وقال لي

" الا تنوين ان تخبريني اين ذالك المال ؟ "

" اخبرتك انه ليس معي ولا اعلم اين هو ولا اجيد استخدام البنوك ولم اعلم ان لابي نقود هناك اتركني وشاني "

قال بخبث

"ماذا عن نديم ؟"

رديت بضجر

" الم تقل انك سوف تتاكد بنفسك ؟"

" فعلت وليس في حسابه اي شيء ....لكنني لا اسال عن هذا "

نظرت اليه بتعجب

"ماذا تقصد ...؟"

ابتسم بخبث وقال

" هل انتما مخطوبان فعلا ؟"

نظرت اليه بقلق وقلت

"نعم نحن كذالك"

ضحك بهستيريه ثم اردف قائلا

" جميل اذا اليوم سيتم عقدكما وزفافكما بعد اسبوع ....لم اجد حاجتي عندك فلماذا اضيع وقتي معك ..سوف ادعك تعيشي ساعدتك مع ذاك العاشق "


كنت خائفه ومضطربه ماذا يحدث الم يكن خائف من زواجي بنديم واليوم يقول انه سيتم عقدنا

سحبني للخارج واخذني لغرفه الضيوف وهو يتمتم في اذنبي

" اذا اصدرتي اي اعتراض اعتبري انك في عداد الاموات ....."

ثم ادخلني غرفه الضيوف والتي صعقت ان نديم موجود بها

جلست دون حراك بجانب عمي وانا انظر نحو نديم الذي ابتسم بفرح وقال

" واخيرا قبلتي بي يا جودي "

تبا ماذا قال عمي له ؟

ماذا يحدث وكيف وصلت الامور الى ما هي عليه

اشعر باختناق

وارغب في البكاء

صدري لم يعد يتسع لكميه الهواء التي استنشقها

خرج نديم وهو يخبرني ان استعد للذهاب لزفاف سمر الليله وانه سوف يوصلني بنفسه

ما ان خرج ضحك عمي وقال

" هل اعجبك ؟؟....... لم اجد المال عندك لذالك قررت ان استفيد من مال زواجك بما انه مستعد ان يدفع اي شيء لاجل الحصول عليكِ ....وانتي .تحبين شخص مرتبط وتحاولي تدمير حياته..... لا اتعجب فانتي انانيه كعمك .....اعتقد انه شيء متوارث ...."

نزلت دموعي وانا استمع اليه والصدمه تكسوا ملامح وجهي

كيف علم بكل هذا


جلس امامي وقال

" اسمعي ...... اذا تصرفتي بحماقه مع نديم او اظهرتي له انك مجبره عليه فلن يكون حبيبك يوسام بخير .....ستفعلي ما اقوله لك فانا الان اخطط لاستغلالك جيدآ "

ثم وقف وقال وهو قاصدآ الخروج

"هيا استعدي لحفله صديقتك اريدك باجمل حله فلدي عمل مهم "

ضميت نفسي بشده وبدات ابكي بحرقه

تبا اي عم هذا الذي يبيع ابنه اخيه هكذا اتصلت لي سمر

رفعت سماعه الهاتف ودموعي مازالت تنزل

" جودي اين انتي الم تقولي انك ستكوني بقربي في زفافي ..؟ "

مسحت دموعي وانا اتظاهر بانني بخير

" اسفه يا سمر لم اجد وقت لكنني اعدك انني سوف احظر بالطبع "

" اذا هل ارسل لكِ فستانك وادواتكِ ام ستاتي الي ؟"

" سمر لا يمكنني القدوم اليك الان ....نديم سوف يوصلني الى قاعه زفافك هل ترسلي لي اياهم "

" اووووه ندييم هذا يعني بدايه جديده ؟"

صمت فلا اعلم ماذا يجب ان اقول لها

هل اخبرها ان عمي باعني له ؟ او انني اخترته بنفسي

اعطيتها العنوان ثم اغلقت الخط

اشعر انني فارغه تماما من اي مشاعر الان


لا ارغب في البكاء ولا الكلام

ولا ارغب في الذهاب لاي مكان

لكنني اضطررت ان اقوم واتزين حين وصلت اشيائي من بيت سمر

ذهبت نحو ديانا طرقت بابها

فتحت لي وهي تراني بتعجب

" ماذا تريدي ؟"

نظرت اليها وقلت

" ايمكنني ان اتزين هنا لم اجد مكان ابدل ملابسي فيه "

نظرت نحوي بانزعاج وقالت

"حسنا اسرعي فانا لا احب ان يدخل احد غرفتي "

اخذت حمامآ سريع واستبدلت ملابسي وارتديت الفستان الذي اشترته لي سمر

كان دون اكمام قصير من الامام وطويل من الخلف لكنه يبدو كفستان اميره حين اقف بحيث يبدا طويل وحين امشي يظهر الجزء القصير منه

كانت ديانا تحدق بي بطريقه غريبه الا انني اسرعت بالخروج وبقيت انتظر نديم كي ياتي لياخذني

خرج عمي وقال

"اووووه ابنه اخي الجميله .... سيظن الجميع انك انتي العروس ..."

اقترب نحوي وقال في اذني

" اتمنى ان يحب زوجك هذا ... اريد ان يصف سعادته لي عند عودته "

ثم ذهب ..... انا لا افهم ما يحدث بين عمي وبين نديم .... لكن اعتقد ان هناك شيء يجعل نديم يفعل هذا ...هو كان يعلم انني لا ارغب به لما جاء فجاءه وكان واثق من قبولي له


بعد ان اخبرتني ملاك عن ما تفعله ابنه عمي جودي مع يوسام قررت اخبار ابي

ما ان فعلت حتى وقف ابي وقال

" تلك الغبيه لا تريد اعطائي المال لقد خسرت منذ اتيت الى هنا بحثآ عنها اموال كثيره وفي النهايه لم اجد شيء لكنني لن اسكت وسوف استعيد ذالك المال "

قلت بتعجب

"كيف ؟"

ابتسم ابي وقال

"الم تقولي ان نديم سيخطبها ؟"

هزيت راسي ايجابآ

ثم قال

" سوف اطلب منه مبلغ كبير مقابل حصوله على جودي وهكذا سوف اتخلص منها ....وفي الوقت ذاته سوف اربح من ذالك العاشق مبلغ كبير "

صمتت ثم قمت من مكاني وتوجهت لغرفتي

فتحت كتابآ وبقيت افكر

هل ما فعلته صواب ؟

انا دائما انفذ كلمات والدي

لكنني لا احب الطريقه التي يتعامل بها مع جودي

قمت من مكاني وقلت لنفسي

" لكنها تحب يوسام وهو خاطب من الافضل ان تتزوج نديم ...ملاك تتالم ايضا "

" لكن هل جودي ستقبل نديم ؟ "

بقيت حائره

وقلبي لا يرتاح

سمعت طرقات الباب

كانت جودي تخبرني انها تريد تبديل ثيابها عندي

لاحظت وهي تبدل ثيابها اثار على جسدها

كانها كانت تعمل في اعمال شاقه

تسائلت بداخلي ولاول مره

" كيف كانت جودي تعيش حياتها بعد موت عمي ؟"

انا حقا اشعر الان بشفقه عليها

لا بد انها تشعر انها وحيده الان ولا يمكنها حتى ان تصرخ طلبآ للنجده

خرجت وذهبت لزفاف صديقتها وانا احاول ان ابعد بالي عنها ولو للحظه


كنت ارى رسائل ملاك لكنني لم اُرِد ان ارد عليها

ذهبت نحو الشباب

ووجدتهم يشاهدوا التلفاز

دخلت فقال بسام لي

" هل انت بخير الان ؟"

ابتسمت له "نعم انني بخير "

قال خالد " اتريد بعض الطعام ؟"

اخبرته "لا انني ذاهب لزفاف احدهم سوف اتناول الطعام هناك"

وذهبت لغرفتي وبدلت ثيابي

نظرت الى نفسي

ثم استدرت قاصدآ الخروج

نظرت نحو الجدار وتذكرت عندمت كنت احاصر جودي بين ذراعي وهذا الجدار

انا الان ارغب في الذهاب كي اراها

اريد ان اشبع عيني بملامحها البريئه

خرجت ولم اتحدث مع احد منهم فقط كنت شارد البال بكيف ساقابل جودي اذا حظرت

هل تفاهمت مع عمها واعطته المال

اريد ان اعلم فقط ان كانت بخير معه

وصلت قاعه الزفاف كان الضيوف كثر والاضواء الخافته الملونه تزين المكان بالوان رومانسيه وموسيقى كلاسيكيه تجمع العشاق في ثنائيات متراقصه

جلست على احد الطاولات وبدات اشرب العصير واراقب اجواء الاحتفال حين وقعت عيني على نديم وجودي وهما يدخلان نحو حلبه الرقص و يضع نديم يده حول خصرها وهي تطوق كتفيه بيدها والابتسامه لا تفارق شفتيها

شعرت بانني اشرب سُم لا عصير

نظرت نحو عمها كان سعيد ايضا

تبا ماذا يحدث هنا ؟

غبت يوم وعدت وكل شيء مختلف

نهضت من مكاني وقصدت الذهاب نحو جودي لتشرح لي ما يحدث

لكن ملاك ظهرت امامي

" عزيزي .... كنت واثقه انك ستاتي ...اشتقت لك ..." وبدات تبكي بعد ان رمت نفسها بين ذراعي

لم اكن اريد ان احطمها اكثر ولم ارد ان ابين لها انني عدت كما كنت فكتفيت بمراقبتها دون حراك

نظرت نحوي وقالت

" اما زلت غاضب مني ؟"

نظرت نحوها وقلت

" ارغب بالرقص تعالي ..." ثم سحبتها نحو حلبه الرقص

تبا اكاد اموت من شده الفضول ...ماذا يتحدثان جودي ونديم

كيف! ...كيف تبتسم هكذا معه ماذا يقول لها

امسكت بملاك التي لم يكن وجودها يلفت نظري ولا يهمني

فقط اردت ان اقترب من جودي ونديم واعلم ما يتحدثوا عنه

بدانا الرقص وكنت اقترب منهم حتى بدات اسمع ما يقوله نديم لها

"جودي .... انتي جميله جدآ ...دائما رايتك كذالك .... اسف لانني تركتك من قبل بسبب انانيتي لكن لن اتركك مجددآ ساجعلك سعيده دائما "

وجودي كانت تبتسم فقط من كلماته

عاد يقول

" جودي ....احبكِ كثييرا ....اتحبينني ايضا؟"

كانت جودي تبتسم وتنظر للاسفل

تباااااا اريد ان اقتله -.-

انه يؤثر عليها بكلامه

لما هم قريبان من بعضهما هكذا ؟

كانت ملاك تنظر نحو وجهي الذي لاحظت من خلاله انزعاجي وتحديقي بنديم وجودي

ثم تركتني فجاءه وسط الرقص ووضعت يدها على فمها وهي تبكي ثم خرجت بسرعه

لم اتعجب من تصرفها هذا فهي ترى خاطبها ينظر نحو فتاه اخرى امامها الان خرجت من حلبه الرقص وبقيت جالسآ على احد الطاولات كنت اود تحطيم اي شيء امامي


اشعر بشيء يحرقني من الداخل

ولا البث دقيقه حتى انظر نحو جودي

اراها وهي تبتسم

طريقه رقصها

شعرها المتمايل مع حركاتها

فستانها المتوافق مع بشرتها

.... وقفت بسرعه وحاولت الخروج قليلا

اشعر ان الهواء لم يعد يكفي صدري

هل ستعيش الان مع نديم ؟ انها سعيده وترقص معه ايضا

يبدوا انها قد نسيت امري تماماً

بينما انا ابحث عن شيء يشبع قلبي منك يا جودي

لم يعد يكفيني النظر اليكي

ولا سماع صوتك

انا اريدك ......اريدك بأكملكِ

حتى ملاك لم اعد استطيع رؤيتها الان

انا اراكِ انتي فقط

بقيت اشد على يدي واضرب اي شيء في طريقي

عله يخفف ما بقلبي من الم

ثم دخلت مجددا وجلست اراقبها عل قلبي يهداء بوجودها قليلآ


ارتديت اجمل الفساتين وكنت في ابهى حله لي الليله سوف اعيد يوسام الي ولن اجعل جودي تحضى به دخلت للقاعه و بقيت استمع لمجاملات الناس لي ولجمالي

لكن هذه المره لم يكن الامر يهمني

انا انتظر كل هذا الغزل من شخص واحد فقط

هل سياتي ؟

بعد لحظات شاهدته يقف من احد المقاعد قفز قلبي من الفرح

قمت نحوه بسرعه

لقد جاء لا بد انه اشتاق لي

وقفت امامه وضميته ..كم اشتقت لصدره العريض

سالته ان كان قد سامحني

لكنني تعجبت من رده الذي كان بعيد عما نحن فيه

"ارغب بالرقص تعالي " ثم شدني من ذراعي

كانه يشد عربه لا فتاه

لف يده حول خصري بطريقه بارده كانه يلفها على عمود

ثم بداء بالتمايل سالته

" عزيزي ...ما بك اما زلت غاضب مني ؟.... انا حقآ اعتذر ... اعلم انني كنت انانيه جدآ ...وتصرفت بعدوانيه ....لكن غيرتي جعلتني افعل ذالك ....انا لا اريد اي فتاه تقترب منك ......."

ثم نظرت نحوه "يوسام اتسمعني ؟"

كان يحدق في جهه واحده بعنف بانزعاج بنظرات عاشق حاقد

نظرت نحو الجهه التي ينظر نحوها

لاجد جودي ونديم يرقصان عدت بنظري نحو يوسام نحو عينيه فادركت ان الذي امامي الان ليس يوسام بل عاشق جودي ان الذي يراقصني الان

لم يعد الشخص الذي عرفته

بل الشخص الذي لا يرى ولا يسمع. الا جودي

ابتعدت وانا احاول ان لا اصدق ان الذي امامي هو نفسه خاطبي يوسام

لكنه نظر نحوي ببرود فنطلقت اهرب من ذاك الواقع الذي لم ارد ان اتقبله

حتى بعد ان ربطت نديم بها وظننت ان هذا سوف. ينهي مشكلتي معه

اكتشف الان ان يوسام يحبها ايضا

ولكن ليس اي حب

انه يعشقها

انه لا يرى غيرها امامه

متى حدث كل هذا ؟ هل احبها حين علم بالحقيقه ؟

بقيت جالسه ابكي في حديقه القاعه

" فلتذهبي للجحيم يا جودي ...." قلتها وانا امسك قلبي من الالم


لم يكن لدي اي خيار غير الابتسامه

اشعر انني لعبه ليس لي قرار او سلطه على نفسي

كان نديم يطلق كل كلام الغزل طول طريق ذهابنا للقاعه

وما ان وصلنا حتى تبعنا عمي وزوجته

واعلم ان سبب لحاقه بي هو مراقبتي

اخذ نديم بيدي لنرقص ولم يكن لي حيله للهرب من هذا

كنت مضطره للابتسام طوال الحفل

كان يتمتم بكلامه الرومانسي

بينما انا انشغلت بتذكري ليوسام

تذكرت اصتدامي به في المول

وفي المشفى

وكل لحظات رومانسية كنت اتذكرها وابتسم خجلا

انا اشتاق اليه

جلسنا على الطاوله حتى جات سمر فرايت انها افضل عذر لابتعد قليلا عن عمي ونديم

ذهبت بقربها

" سمر ما اجملك الليله "

"لست بجمالك يا حوريه البحر ....انا سعيده انك اتيتي "

نظرت نحو ابن عمها

" اذا هذا الذي كانت جوليت تنتظره "

احمرت خجلا وردت بسرعه

">\\\\< اصمتي "

ابتسمت وانا بداخلي الكثير من الالم

فروميو خاصتي لن ياتي ابدا

قطعت حبل افكاري

"اذا انت ونديم ستتزوجان قريبا ؟.... كيف حدث ذالك الستي تحبين يوسام ؟"

نظرت نحو نديم وانا اقول بداخلي

ااااااه يا صديقتي لو تعلمي ....نعم انا احب يوسام لكن حبي له كحب الارض للسماء

مهما تحابتا لا يمكن ان يصلا لبعضهما

ابتسمت وقلت


" نعم لكنه ليس قدري ..... سوف امضي قدمآ .... من يدري قد احب نديم مع مرور الزمن "

رات الحزن بداخلي ثم قالت

"لا باس جودي من يدري قد تشعري بالسعاده مع نديم اكثر "

شعرت انني اريد الخروج لاستنشق بعض الهواء فبدات الف بنظري ابحث عن باب الخروج

لكنني وجدت باب قلبي يطرق عندما رايت يوسام يجلس هناك على احد الطاولات ..... وما جعل قلبي يفز اكثر انه كان ينظر نحوي

نعم يحدق بي دون ان يبعد عينه عني لثانيه

اردت ان اذهب اليه واخبره ان ياخذني معه

ان اعتذر له لانني خيبت ظنه وذهبت مع عمي

لا بد انه غاضب مني الان

رايت نديم وهو يحدق بي وعمي ينظر نحوي كذالك لذالك ابعدت نظري عن يوسام ذهبت وجلست بجانب نديم

قال لي بنبره حنونه

" هل انتي سعيده ؟"

نظرت نحو يوسام وقلت

"نعم انا سعيده جدآ "

انا سعيده انه امامي

وسعيده انه يحدق بي

وسعيده انني رأيته

عدنا الى البيت وقبل ان افعل اي شيء ذهبت نحو هاتفي كي اتصل به

لكن عمي لم يبرح حتى لدقائق ان يترك لي مجالا لافعل

اخذ هاتفي وقال

" لا اظنك تحتاجي اليه فزوجك لن يكون سعيد حين تحدثي عشيقك سرآ "

وابتسم بخبث وذهب

جلست على الارض واخذت صندوقي واخرجت صوره ابي وامي منها وبقيت ابكي كثيرا

حتى جاء عمي امسكت الصندوق بقوه فلم يبقى لي غيره لاحتفظ به

امسك بيدي واخذني لتلك الغرفه مجددآ دون ان ابدل ثيابي حتى

احتضنت الصندوق بشده

وتسطحت ارضآ وبكيت حتى غلبني النعاس



إعدادات القراءة


لون الخلفية