الفصل الثالث: عالمي الجديد

في تلك اللحظات التي اقف فيها مصعوقه من هول المنظر

يأتي صوت ابي وامي وهما يقولان لي

"جودي عزيزتي اين كنتي لقد تأخرتي "

"لقد قلقنا عليك عزيزتي "

ثم تنهمر دموعي وانا امشي بسرعه نحوهما

نحو الامان

نحو الحب

نحو كل شئ جميل في حياتي

نحو الرماد نحو السراب الذي ظننت انه حقيقه

اختفت صوره ابي وامي من امامي

لم يكن سوى سراب تناثر مع الرماد المتطاير مع امواج الريح العاتيه

تمسح من ذاكرتي شئ يدعى العائله

يا اللهي اين ذهبتما وتركتماني لا يمكنكما الرحيل الان لا يمكن ان تكونا مختبئان في هذا الوقت وتتركاني في الخارج وحيده بين البرد والجوع

كيف لي ان اصف تلك الصدمه التي كانت امامي

وانا ارى ذاك الرماد الذي كان اسمه منزلي مكوم فوق بعضه وجدران المنزل قد كساها اللون الاسود

ظللت ابكي بجانب احد الاشجار المزروعه في باحه منزلنا حتى هدات وانتهت انفاسي ودموعي

لم اعد اشعر بأي شئ

لم اعلم الى اين اذهب او اين انام مع انني اعلم انني لن انام

عائلتنا لا يعيشون في نفس الدوله التي نحن فيها وعلاقتنا بهم شبه منقطعه

قررت ان انهض من مكاني بعد ما تصادمت الافكار والالام والصدمات

قررت ان اذهب للمجهول

ربما لذالك الكلب كي ينهي علي

او اذهب لسائق الحافله واطلب منه قتلي

بدات امشي خطواتي وتذكرت شئ ما فجاءه

جعلني اعود لكومه الرماد تلك

اشعلت ضوء هاتفي ودخلت

ابحث في زوايا الجدران السوداء

كنت ابحث بلهفة شديده

عن شئ غالي بالنسبه لي

بقيت اتذكر اخر مره اين وضعته

كان اخر شئ قد فعلته هو حزم امتعه السفر

نعم انه هناك

ركضت نحو المكان الذي كان فيه حقيبه السفر والتي اصبحت رماد

ووجدت ما ابحث عنه

انه صندوقي الحديدي الذي احتفظ بأممتلكاتي الغاليه

ضممته وانا ابكي فتحته للحظات كي اتفقد ان النار قد مست اي شئ فيه

وجدت كل شئ مكانه عدا عن لون الصندوك انه قد تغير للاسود

اخذته وخرجت من ذاك المكان لانه اصبح مخيف

كان الوقت متأخر حين خرجت من هناك

كنت اتجول في الطرقات بلا حذاء لا اعلم الى اين اتجه او الى اين اذهب

فقط انا استمر في المشي

كانت الطرقات شبه فارغه واغلب المحلات قد اُغلقت



واستمريت بالمشي الى حين وصلت لشارع عام رأيت ان الناس فيه مازالو متواجدين اختبأت خلف احد صناديق المخلفات كي لا يراني احد وجلست هناك انتظر مصيري المجهول

كنت اشاهد الناس تذهب وتأتي ومنهم من يتحدث عن حريقه منزلنا

وفهمت من الكلام ان امي كانت قد اشعلت الفرن الا ان الغاز كان يتسرب مما ادى لانفجار في المنزل

وانهم قد وجدو جثه امي وابي وقد احترقتا

لم استطع كبت دموعي في تلك اللحظات

بدات ابكي ولم اعد ارى شئ بوضوح سوى اضواء خافته من المتاجر التي لم تغلق بعد ومول كبير كان يهيج بالاضواء

لا يمكنني الذهاب نحو احد صديقاتي

من ستستقبل فتاه بهذا الشكل

ومنازلهن بعيده ايضا

كيف اقبل ان اذهب بهذه الهيئه لا اريد ان اكون عبئ على احداهن

بقيت اتذكر كل شئ وانا اشاهد الناس يتناقصوا شئ فشئ

بقيت انظر نحو المول الذي امامي

وانا في حاله الحزن وفي حاله اليأس والبؤس.

فتحت عيني مصدومه وفزيت من مكاني


admob

بسبب تلك الفكره التي ظهرت فجأه في دماغي المتضارب

حالي كحال من يتشبث بأخر امل له في البقاء في هذه الحياه حين يرى شئ امامه قد يساعده حتى وان كان شئ مجنون

نهضت من مكاني وبكل سرعه حاولت ان اكون طبيعيه كي لا يلاحظني احد ودخلت ذالك المول كأنني احد الزبائن

لا انكر انني كنت محطه للشك حينها الا انني حاولت ان اكون طبيعيه بقدر المستطااع

بعد ان وصلت لمنطقه شبه خاليه

نظرت للاعلى كي اتاكد من كاميرات المراقبه فكانت متوجهه الى جهه اخرى

اختبأت خلف الملابس المعلقه وانتظرت هناك

بعدها بساعتان رأيت الاضواء تنطفئ ثم بلحظات سمعت باب المول يغلق ولم اسمع اي صوت بعدها

انتظرت قليلا ثم استجمعت قوتي وخرجت من مكاني وفتحت ضوء هاتفي وبدات البحث بين الملابس

قد اكون مجنونه قليلا لفعلي لهذا .........بل انني في قمه الجنون

الا انه الحل الوحيد امامي كي انجو

اعرف انني هالكه لا محاله لكن لا بأس بالمحاوله

بعد لحظات من التجول حول المكان وقفت امام المرآه كي ارى اخر النتائج لجنوني

هههههه كنت ابدو مضحكه

شعر مستعار

لبست جاكت وفوقه قميص عادي كي ابدو اضخم

شارب

وحذاء وجينز كبير

ونظارات كبيره

لم اجد اي مقاس يناسبني فأنا فتاه ولا يوجد شاب بحجمي

بعد ان حاولت اخفاء ملامحي الانوثيه كليآ

حاولت بالتفكير في طريقه خروجي من هذا المكان

جودي انتي مجنونه حقآ ....كنت احدث نفسي بهذا

ثم تضاربت الافكار في دماغي

هل يجب ان افعل ذالك ؟



هذه مجازفه لا يفعلها اي شخص واعِ من البشر

كَونّي فتاه سيجلب اي ذئب من ذئاب البشر نحوي على الاقل استطيع ان اعيش كشاب حتى استطيع توفير ما احتاجه للعوده والدراسه مجددآ

دعوت الله ان استطيع الخروج دون ان يكشفني احدهم

اختبأت كما فعلت قبل دخولي

وبالطبع لم اغفو لحظه ليس لانني اخاف من ان يكشفونني

بل لان ذكرى والدي تراودني ولا استطيع النوم وانا اعلم انني لن اراهما للابد

مر الوقت ببطئ وكان اسوء يوم قد مر في حياتي كلها

الحياة التي نعيشها مع من نحب تجعلنا لا نشعر بقيمه اللحظات التي نقضيها معهم

لذالك نحن نتحسر ونتألم بعد فقدان اولائك الاحبه نشعر اننا لم نبقى معهم للحد الذي يشفي غليلنا

قطع افكاري الشارده صوت فتح الباب

قلبي بدأ يخفق بسرعه وخوف

وانا ادعوا ان لا اُكتشف لا ينقصني ان اعيش بقيه حياتي في السجن بتهمه السرقه

اما ان اتعدى جميع الحدود كي اعيش او ان اتبع وآلِدّيّ حيث ذهبا

في الحياة قانون له طرفان

الاول قوي كالنسر

والاخر ضعيف كالعصفور

القوي فقط من يستطيع الاستمرار في العيش

و اذا ما اردت ان اعيش

فيجب ان افرد الجناحين عاليآ ثم اطير الى مدى لم تصل اليه الطيور .......

بدات ارى الناس هنا وهناك يذهبون فخرجت من مكاني بتخفي وواصلت التمثيل بأنني زبون عادي

بعد ان رأيت ان الناس قد ازدادو حاولت ان اخرج

وانا اخطوا نحو البوابه شاهدت احد الموظفين كان ينظر نحوي بشك وريب وكأنه يريد ان يعرف شئ

رأيته يقترب الا انني استمررت في المشي وكانني لا اراه

وحين حاول الوصول نحوي شعرت انها نهايتي

حقآ انها النهايه

لقد كُشفت

وهنا سمعت ضوضاء

فنظرت واذا به احد الزبائن

يصرخ على احد الموظفين

اسرع جميع الموظفين كي يوقفوه وذاك الموظف بينهم فستغليت الفرصه في تلك الضوضاء وخرجت مسرعه

اختبأت بعدها في احد الطرق الضيقه استجمع انفاسي

شكرت الله ان تلك المشكله حدثت

نظرت نحو العالم

نحو السماء والطرقات

يجب الان ان اواجه مصيري الجديد

يجب ان لا اتوقف الان

يجب ان اذهب وبسرعه كي اعيش من اجل نفسي

وبالفعل انطلقت

admob


ظللت ساعات اذهب هنا وهناك الا انني لم اجد شئ افعله

انني جائعه ومتعبه يجب ان اجد عمل على الاقل

دخلت احد المطاعم

ليس كي ااكل بل كي ابحث عن بقايا طعام

الا ان مدير ذاك المكان ظنني زبون وكلمته انني لست الا شخص جاء كي يأخذ بقايا الطعام

رفض ادخالي وبعد الحاح اخبرته انني سوف اعمل في تنظيف الصحون وارسال الطلبات مقابل ان اتناول وجبات خفيفه

وبعد كثير من التوسل وافق

ظللت اعمل في ذاك المكان وانام فيه ايضآ دون ان يعلم احد بالطبع

فالجميع يعود لمنزله قبلي واظل انا اغسل وانظف فحين يذهبون اغلق المطعم وانام واستيقظ مبكرآ كي افتحه قبل مجيئهم واستمر الحال هاكذا



بعد خمسه اشهر من العمل والمكافحه من اجل الحياه رأيت انني بالفعل احتاج لنقود

عملي هنا وحده لا يكفي كي استطيع العيش اريد ان اشتري اشياء كثير كالملابس وغيرها مهما كان انا في الاخير فتاه ويجب ان اعتني بذاتي

كان يوم مشمس مليئ بالحيويه

ارتديت ملابس العمل بعد ان اخذت حماما منعش في الصباح ثم باشرت عملي كنت انظف الطاولات كالعاده واستقبل الزبائن

كنت اعمل بسرعه وبنشاط لانني قررت ان انهي عملي واخرج كي ابحث عن عمل اربح فيه نقود

فالعمل هنا لا اكسب منه شئ سوى الطعام

"وسيم اذهب واستقبل الزبائن في الطاوله ١٦"

"نعم سوف افعل ذالك حالآ يا نديم "

ملاحظه : انا هي وسيم انه اسمي المستعار في عالمي الجديد

" مرحبآ بكم ....بما استطيع خدمتكم "

"نريد بعض الشاي من فضلك"

وكنت متجهه نحو المطبخ ويقطع اتجاهي صوت احد الزبائن

"لو سمحت ......هل لي بالقليل من .........الشاي و البيتزا"

اقتربت منه وانا اسجل طلباته في ورقه

"واريد بعض الدجاج مع القليل من البطاط المقلي وبرجر واطباق بحريه وحلوى والبعض من المعجنات و......"

نظرت اليه بستنكار ....من هذا الوحش الذي سوف يأكل هذا في الصباح

الا انني حين رأيته قفزت للوراء وسقطت على الارض وكأنني مهرج

قطع كلامه ونظر نحوي

التقت عيوننا

كان ينظر نحوي بأستغراب

وانا انظر نحوه بذهول وخوف

ظللنا نحدق ببعض للحظات

ثم قطع الصمت صوته يقول

"مابك ؟.."

ارتبكت قليلا

ثم نهضت من مكاني وانا اجمع ما سقط مني

"اسف لقد رأيت شبح "

"ه_ه شبح ؟ لا يوجد اشباح هنا هل تمزح معي "

نظرت نحوه مره اخرى " لقد كنت امزح فقط انا اعاني من نوبات غريبه تجعلني اصنع حركات مضحكه والسبب انني كنت احلم ان اكون مهرج لكن لم احقق حلمي "

تبا لقد فقدت عقلي ما هذه الحجه

لم اعرف اي جواب غير هذا

رأني بتعجب وقال

" لم اسمع بهذه الحاله من قبل"



ثم طأطأ رأسه بتعجب وانا نظرت نحوه وكأنني اريد ان احفظ ملامحه جيدآ

تعلمون عن من اتحدث الان

انه الشاب الذي اصتدمت به في المول وفي المصعد

لا اصدق انه الان امامي

لا اعلم ماذا افعل اريد ان اعرف اسمه

كم هو رائع

وبين الافكار الرومانسيه واحلام سندريلا اوقف احلامي صوته وهو يقول

"لما تحدق بي هكذا -.- الن تذهب لاحظار ما طلبته للتو ؟"

"٥.٥ اها نعم سوف افعل " وذهبت مسرعه

احظرت الطلبات المتوفره والبقيه اخبرته اننا نصنعها لوجبات الغداء

وحين بدأ بالاكل

بقيت اتأمله واتأمل حركاته

لو اعرف كيف اسأله عن اسمه

نظر نحوي

"لما تحدق بي.... الن تذهب لرؤيه زبائنك ؟ -.-"

٥_٥" بلى بلى ..........اممممم سيدي ما هو اسمك ؟ "

نظر نحوي  ̄^ ̄ "اسمي ؟ ..........امممممم خالد ٠_٠ ......لماذا هل تقدم الطعام مقابل الاسماء ؟ "

اغلقت فمي ثم ذهبت

كنت سعيده بأنني عرفت اسم الشخص الذي انا معجبه به ^_^

كنت بين الحين والاخر ارى نحوه

لا اريده ان يغادر

لا اعلم لما اعجبني بالرغم انني لا اعرفه جيدآ

اسلوبه طريقته في الحديث مع حسه الفكاهي ومظهره

ليس هذا فحسب فقط هي مجرد صدفه جعلت قلبي اسير له

لا اعلم لما لا افكر بشخص غيره

لا اعلم كيف افكر بطريقه عجيبه فهو شخص غريب

الا انني لا ارى غيره ابدآ

وهنا ايضآ تذكرت ملاك رأس البطيخ

يا اللاهي اصبحت ابالغ مثلها

هل سيشتاقون لي

هل سوف اراهم مجددآ ؟

لاول مره اريد ان اسمعها وهي تحاول اغاضتي

وان تعود الايام للوراء كي اراهم وارى والدي مجددآ



وقف من على الكرسي واسرعت نحوه

"شكرآ لك سيدي لزياره مطعمنا "

"لا بأس فقد كنت مار من هنا وشعرت بالجوع ...........اممممم هل تعرفني من قبل ؟ اراك مهتم بي ليس كأي زبون !! "

٥_٥" هاااه لالا ابدآ لم اراك من قبل فقط شعرت بالراحه لك ...كما تعلم المهرجون لديهم حاسه سادسه "

لم يقتنع الا انه شكرني وذهب

ياللهي اتمنى ان يزورنا مجددآ

بعد ان انهيت عملي استأذنت بالخروج

وبدات ابحث عن عمل

لن اكثر من التفاصيل الا انني بقيت على هذا الحال اسبوع اخرج واعود دون اي عمل

كنت قد بدات باليأس في العثور على عمل فأنا الان مجرد شخص لا يملك حتى شهاده مدرسيه فقد اصبحت رماد

بينما كنت عائده ليلا الى المطعم

بعد ان تعبت من البحث عن عمل مناسب

كنت اسير في الرصيف وانا اخطو تلك الخطوات اليائسه سمعت صوت احد الابواب من خلفي قد فُتح وسمعت شخص كأنه يتحدث الى الهاتف توقفت قليلا في مكاني اسمع

" ماذا تقول اخبرتك اننا لن نستطيع فعل ذالك فنحن ينقصنا ايادي عامله "


" ومن اين سوف اجد شخص بذاك الاحتراف (يوسام) توقف عن المزاح معي "


"تباً حين تعود يجب ان نتحدث في هذا الموضوع وداعآ ...."

ثم اغلق الخط ونظر نحوي

استدرت للوراء وانا مبتسمه

نظر نحوي بتعجب ಠ_ಠ؟؟

فأسرعت نحوووه   وقلت

"اذا كنت تبحث عن شخص للعمل انا مستعد "

نظر نحوي من الاعلى للاسفل ¬_¬ ثم قال بسخريه

"اتمزح معي انا لن اقبل هزيل ضعيف قصير متسول مثلك "

"ارجوك سيدي جربني واذ لم يعجبك عملي فطردني ارجوك "

" اااااخ تبآ ما هذا اليوم السيء ......فقط ارحل فنحن لسنا ضعفاء مثلك فبالطبع سوف تطرد لذا اذهب بكرامتك افضل "

" لن افعل ^_^"

وبالفعل بدات اظهر كل قليل في ذاك المكان

واتبع ذاك الشاب كالشبح اظهر له في كل مكان واتوسل اليه ان يقبلني

وبعد ان عاش اسبوع من الكوابيس رفع علم الاستسلام و وافق ان يوظفني 🏳

وهنا بدأت حياه جديده بالنسبه لي ومغامرات لن تنتهي ابدآ مع هؤلاء الشباب الذين جعلوني اشعر بأن الحياه ابسط من ان نجعلها محصوره في شئ واحد

اللحظات الجميله هي التي تأتيك بمحظ مصادفه

تصنع لك حياه جديده خياليه

لن اندم على تلك المصادفه ابدآ

admob



إعدادات القراءة


لون الخلفية