الفصل الثامن عشر: الانتقام

فتحت عيني كي ارى الجدران البيضاء ورائحة تثبت لي انني في المشفى. ما ان وعيت حولي دخلت احدى الممرضات قلت لها بصعوبه

"ماذا افعل هنا "

قالت لي محاوله عدم تضخيم الامر

"لقد تعرضتي لحادث لكن اصبح الوضع غير خطر عليكي "

دخل الدكتور وقال لي

" من الجيد انك استعدتي وعيك "

ثم بدأ ينظر نحو المؤشرات الحيويه والاجهزه

نظر نحوي مجددآ قائلا بتساؤل

"انتي عزباء ؟"

"استغربت هذا السؤال منه قلت له

"لا انني مخطوبه "

سؤاله هذا قد بعث بداخلي القلق

فهو لن يسأل سؤال كهذا وانا بهذه الحال الا ان كان هناك امر ما

قلت له مستجمعه قوتي

"ايها الطبيب اخبرني .......ايوجد شئ خطير علي ؟ "

نظر نحوي بنظره قلق

كانه يريد قول شئ ما ولكنه متردد

قلت له مجدد وانا احاول النهوض من مكاني

"لا تخفي عني ......سوف اتقبل الامر لكن لا تخفي عني "

ذهب بعينه في الارجاء

ثم قال بتردد

" انستي .....حالتك جيده ولم تتأذي .......لكن هناك شئ واحد ستعاني منه بقيه حياتك .............انتي لن تستطيعي ان تنجبي اطفال بعد الان فقد تأذى رحمك "

في تلك اللحظات شعرت ان الارض تدور من حولي

كيف يحدث هذا

كيف يمكن ان لا يكون لي اطفال في المستقبل

ماذا اقول ليوسام

ان عرف بالامر سوف يفسخ خطوبتنا

استدار الطبيب يقصد الذهاب

امسكت بيده بسرعه

وبقلق قلت له

"ايها الطبيب ........لا تخبر احدآ بأنني لن انجب

حتى ابي "

قال لي وهو يعرف ما اقصده

"بالطبع لن افعل "

بدات اشعر بدوار بعدها

كانني احلم

سمعت الممرضه تقول

"دكتور ......لديها هبوط في ضغط الدم "

ثم ارتميت على السرير ولم اشعر بشئ بعد ذالك

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

اشتريت لها بعض العصائر كي اذهب لزيارتها

اتمنى انها بخير ........

حين دخلت للمشفى دعوت الله ان اراها وقد استيقضت

حين دخلت غرفتها كان الكثير من الممرضات حولها

جعلني الامر اشعر بالقلق

اقتربت نحوهم كي اعرف سبب التجمع اخرجتني احدا الممرضات قائله

"المعذره لا يمكنك الدخول "

"هل هي بخير ؟ ماذا يحدث ؟ "

"لا عليك ستكون بخير فقط هبوط حاد "

ايمكن ان يفعل الهبوط هذا ؟

جلست على احد الكراسي وانا بمنتهى القلق جاء السيد عامر واخبرته انها تعاني من هبوط حاد جلس بجانبي وهو قلق عليها

حاولت ان اهدأه وبعد لحظات افاقت ملاك ودخلنا مسرعين نحوها جلس السيد عامر بجانبها وانا بقيت واقف قريب منهما

قلت لها وانا اشعر بالاطمئنان

"حمد لله على سلامتك "

اجابت وهي لا تنظر لوجهي

"شكرآ "

يبدو انها مازالت مصدومه من اثر الحادث ......اقتربت نحوها بعد ان تركنا السيد عامر وذهب ليتناول الفطور

امسكت بيدها اعطيها الشجاعه والامان

"لا تقلقي عزيزتي سيكون كل شئ بخير "

نظرت اخيرآ لوجهي وامتلأت عينها بالدموع ثم ارتمت على صدري لتلقي ما بداخلها من احزان فيه طوقت عليها بيدي ومسحت على شعرها مطمئنآ


"لا تقلقي انا هنا بجانبك ....."

قالت لي ونظراتها متعلقه بي وغارقه بين الدموع

"لن اسمح لاي شئ ان يبعدك عني يا يوسام"

تعجبت كلامها عن هذا في حالتها هذه لكن يبدو لي انها رات كابوس مزعج

دخل الطبيب فنهضت من مكاني وجاء نحوها يرى الجديد

سألته

"ايها الطبيب الا يوجد شئ يدعوا للقلق على حالها ؟ "

نظر الطبيب نحوي وسألني

"هل انت خاطبها ؟"

اجبته "نعم"

نظر نحو ملاك ثم ارتبك قليلا وقال" لا شئ انها بخير "

شعرت ان هناك شئ يخبئه الطبيب

ربما لا يريد ان تعرف هي عن ذالك لذالك بعد مغادرة الطبيب لحقت به

"ايها الطبيب هل هناك شئ بها ؟ ارجوك اخبرني "

قال لي دون ان ينظر لعيني "انها بخير لا تقلق "

اطمئنيت بعد قوله لذالك

بعد لحظات جاءت جودي بيدها باقه ازهار لزياره ملاك اردت الدخول معها لكنها منعتني من فعل ذالك وقالت انها تحب ان يكون لهما بعض الخصوصيه

لذالك بقيت في الخارج

ΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠ

دخلت اليها بباقة الازهار اهديها

فأهدتني صواعق كهرابائيه هزت كل جسدي رعبآ وخوفآ

حين اغلقت باب الغرفه رأتني واوشحت بعيونها متضايقه مني

لا ادري لما .هل هي تكره وسيم ؟

"الحمد لله على سلامتك انسة ملاك "

قلتها وانا اخطوا نحوها كي اضع الازهار بجانبها

قالت بعد ذالك هي تلك الكلمات التي إنهالت على رأسي كالبرق "لا داعي لتلك الرسميات يا جودي "

نظرت نحوها بذهول واسقطت باقه الازهار للارض

نهضت هي من مكانها واقتربت نحوي ."جودي ايتها الخرقاء اتذكري تلك الاهانه التي اهنتيني ايهاها انا وخاطبي امام الجميع؟ اتظنينني نسيتها ؟ ......لم تكتفي بذاك فقط بل تحاولي التقرب لخاطبي ؟..تتنكري انك رجل ثم تمثلين انك لا تتذكري شي فقط كي تلعبي هنا وهناك.... ماذا تخفين قولي لي الان ......اتحبينه ؟"

اتسعت حدقه عينها وهي تنظر نحوي بنفاذ صبر .استدرت انا عنها قاصده الخروج لكنها امسكتني من يدي وقالت بنبره مهدد ......

."اذآ تحبينه!.......فهمت

..... انتي تحبين خاطبي الذي لطالما كنتي تنعتينه بالضفدع ...لا تتوقعي مني خيرآ بعد الان ....وسأفضحك "

نظرت اليها بترجي وعيني بدأت تتلألأ بالدموع

قالت لي و الكراهية واضحه بعينها

"يبدو انك خائفه من ان يكتشفوك ........ان اردتي ان اصمت عنك فنفذي كل ما سأقوله لك ..........اتوافقي ام انهي هذه اللعبة التي اقحمتي نفسك بها "

اغمضت عيني بحراره لتنزل منها دموع كانت متشبثه بها بوهن

فتحت عيني نحوها و نظراتها الحاقده ما زالت تنتظر جوابآ مني

هزيت رأسي ايجابآ ......بنعم ......سوف افعل ما تريد على ان تكشف لهم من انا .....

ابتسمت ابتسامه ساخره من حالي ......قالت وقد بدأت نبرتها تبدو اكثر حده

" هذه المره لن اكرهك لانك اهنتيني امام طالبات المعهد ....بل ايضآ لانك السبب في حادثتي هذه "

تفاجأت حين قالت ذالك و اصابني الذهول والصدمه ......لما ؟ لما انا السبب .....لقد تقابلنا انا وهي قبل الحادث ولم تكن تواجه اي مشكله معي ....ماذا حدث كي اكون انا السبب

خرجت هي من الغرفه اما انا بقيت مصدومه لكلماتها .....ماذا افعل يا اللهي كيف ستكون حياتي بعد هذا ؟........جمعت اشتات جسدي ووقفت امسح دموعي وخرجت من الغرفه شاهدتها هي ويوسام هناك يتحدثات كانت هي تنظر نحو يوسام مولية لي ظهرها ويوسام كان يراني ......

.بين نسمات الهواء الهادئ وروائح المعقمات المتطايره بين جزيئات الهواء تعلقت انظارنا ببعضها تلك النظرات التي لطالما عشقتها ..انني ارها الان تحمل تساؤلات ....ماذا افعل الان هل يجب ان اركض وابكي بشده ام علي ان اذهب نحوه كي افرغ ما بداخلي من مشاعر هائجة تحتاج لمن يهدأها في صدره ....طأطأت رأسي للاسفل ومشيت مبتعده عنهما .....ركضت وانا اعرف ان انظاره مازالت تراني ابتعدت وابتعدت وابتعدت للمكان الذي لا يمكن لنظره ان يصل اليه



خرجت ملاك ورأتني وابتسمت واتت نحوي كي تخبرني انها تريد الخروج فهي قد ملت من البقاء في المشفى

وبعد لحظات رأيت جودي تخرج من الغرفه ونظرت نحوي

لم اكن اعلم ما هي تلك النظرات جعلتني اغرق في بحر من الحيرة ما تخفيه تلك العينان ....احتار انا امامهما لا يمكنني ان اميز سعادتهما من حزنهما لا ارى غير البراءه التي فيهما ......انقطعت تلك النظرات عن النظر نحوي وذهبت صاحبتهما مبتعده مع تلك الخطوات التي تبدو انها تبعثر الحطام بداخلها بدأت تركض دون ان تنظر للخلف نظرت نحو ملاك التي لاحظت شرودي وسألتني

"عزيزي هل انت بخير ؟"

"نعم انني كذالك .....عودي للغرفه الان فلا يمكنك ان تخرجي منها وانتي بهذا الحال "

"لا سوف اخبر الطبيب انني لن ابقى هنا "

وذهبت نحو طبيبها تريد منه اذن للخروج من المشفى حين دخلت نحوه طلبت مني ان اذهب لاحظر اغراضها وانها من سيتحدث مع الطبيب

ذهبت وانا شارد الذهن ترى اين ذهبت جودي ؟...هل هي بخير يا ترى ؟ امرها يقلقني بشده نظراتها تلك جعلتني احتار ....انني لم احتار من قبل لاي شئ ....لما هي تجعلنني احتار لامرها ؟

اخذت اغراض ملاك وخرجت وما هي الا لحظات جاءت ملاك وركبت السياره وذهبنا سويه اخذتها للمطعم بقينا نأكل الطعام وكلانا شارد انا افكر بمصير جودي وهي تفكر بشئ ما وعرفت انها كانت تفكر بشأن صحتها حين سألتني

"يوسام ماذا قال لك الطبيب عن حالتي ؟"

تعجبت سؤالها المفاجاء لكنني اجبتها

"اخبرني ان حالك مستقر ولا شئ تعانين منه "

ابتسمت بشكل غريب ثم قالت

"متى نتزوج ؟ "

نظرت اليها بتعجب من اسألتها المتناقضه قلت لها

"حين تحددي موعد زفافنا انتي "

.....طأطأت رأسها بخجل ثم نظرت نحوي وقالت

"لنجعله في نهاية هذا الاسبوع "

هزيت رأسي ايجابآ وقلت وانا ابتسم

"كما تحبين "

ثم انهيت طعامي

خرجنا من المطعم واوصلت ملاك لمنزلها واخبرت السيد عامر ان لا يذهب للمشفى فقد خرجت منه ثم عدت نحو المنزل ......لا اكذب انني كنت اريد من الوقت ان يسرع كي ارى جودي .....واسألها عن نظراتها ...ما ان دخلت للمنزل حتى بدأت ابحث عنها بين الشباب الجالسين امام التلفاز يشاهدون المباراه ..لكنني لم اجدها بينهم ...ذهبت هنا وهناك ولم اجدها ..رأني بسام وقال لي بتعجب

.."عن ماذا تبحث ؟"

..قلت له بسرعه

"اين وسيم ؟"

نظر نحو خالد وزياد وحسام وقال

"لا احد رأه اليوم في المنزل ربما يتجول هنا وهناك "

...اخذت هاتفي واتصلت بها لكن هاتفها كان مغلق ....رباه اين ستكون في هذا الوقت اخذت مفاتيح سيارتي وذهبت ابحث عنها ....كنت الف الشوارع والطرقات ولم اجد لها اي اثر .....توقفت امام البحر بسيارتي حين رأيتها تمشي على الشاطئ وقدميها في البحر ....خرجت من السياره وبدات امشي بخطوات هادئه نحوها ....سمعتها وهي تحدث البحر كأنها تلقي حملها الثقيل عليه ومن صوتها عرفت انها تبكي ....

."لماذا ......لماذا لا يمكنني ان اعود للوراء مجددآ ..حيث كان امي وابي هنا ......كان علي الذهاب معهما ...فعالم مثل هذا لا يليق بي "

وضعت يدها على وجهها وبدأت بالبكاء بشكل مرير ....ماذا افعل ؟هل اتركها لتفرغ همها ؟ او ابقى هنا بجانبها ؟........جاءت على بالي فكره مجنونه ....ربما تنسيها القليل من همها ......ذهبت نحو الرجل الذي يؤجر الزوارق الاوتماتيكيه .....واستأجرت منه واحد خلعت معطفي و وضعت هاتفي في السياره .....وعلى منظر الغروب سحبت الدراجه المائيه (زورق يشبه الدراجه النارية ) وادخلتها نحو الشاطئ تفاجأت هي حين رأتني ومسحت دموعها وظلت تراقبني بذهول وصدمه لا تعرف لما انا هنا ؟ومتى اتيت؟ وماذا افعل ؟

اقتربت نحوها ومديت يدي اليها ...تعجبت لكنها امسكت بيدي دون ان تسأل اي شئ صعدت انا على الدراجه ثم سحبتها لتصعد هي ايضآ ...قلت لها

"هل ستكوني بخير ان تشبثتي بي ؟"

طأطأت رأسها وقد بدأ خدها يتورد مع اثار الدموع التي على خدها ..منحت ذاك الوجه جملا سحري اثناء الغروب ..قالت

" سوف اجلس في الامام فقواي قد ضعفت ولا اجزم انني سأتشبث جيدآ "

جلست امامي وادخلت يديها من وسطي لتطوق علي ووضعت رأسها على صدري بخوف ....حينها انطلقت بالدراجه المائيه بسرعه جنونيه فوق البحر ...نظرت نحو جودي الخائفه مغمضه عينيها وتضغط علي بذراعيها خوف من السقوط

وحين ابتعدنا عن الشاطئ اوقفت الدراجه المائيه على بعد مساحه من اليابسه ....رفعت جودي رأسها لترى انها محاصره بالماء من جميع الاتجاهات زادها الامر رعبآ وخوفآ قلت لها

" انظري اين نحن الان ؟ محاطين بالمياه ....اتعرفين السباحه ؟"

هزت رأسها نفيآ

"لا "

...قلت لها افتحي عينيك فتحتها ببطئ وابعدت رأسها عن صدري الذي كادت تخترقه من شده تشبثها به قلت لها وانا ارفع رأسي للسماء

" الحياه رائعه ....مهما كانت صعابها فهي جميله ....حين تمر علينا لحظات سيئه نشعر ان الكون قد توقف بنا ونتمنى الموت ....لكننا لا ندرك الحقيقه ...ان الخوف والشعور باليأس هما من يوقفان الزمن بنا .....نحن الان فوق قارب صغير قد يتعطل ولا نعلم الخروج من هنا قد نموت بردآ وجوعآ او ربما غرقآ ......هذا هو الخوف حينها فقط ندرك ان كل ما مرينا به كان مجرد مشاكل عاديه وبسيطه ....حين نواجه الموت نعرف اننا كنا محظوظين بتلك المشكلات الصغيرة التي جعلت من حياتنا حزينه "

بدأت دموعها تنزل من خديها لتنعكس اشعه الشمس بأشعتها الذهبيه الداكنه عليها ثم قالت "انت محق ....كل شئ لا يستحق ان نحزن لاجله ....يجب ان تستمر حياتنا ونحن واثقين بأننا سوف ننجح في النهايه "

وقفت انا من مكاني ففزعت هي ووقفت و تشبثت بي بقوه ثم قالت وهي ترتجف

"ماذا تفعل ايها المجنون؟>< "

ابتسمت وقلت لها

"ايمكنك ان تقفي بتوازن ؟"

قالت بسرعه

" لا يا احمق اجلس فلا اريد ان اموت "

ابتسمت ثم قلت لها بمكر

"الم تكوني تتمني الان ان تموتي ؟ انا اساعدك هههه"

قالت لي

"احمق غبي مجنون لا لن اقول هذا مجددآ اجلس فقط انني حقآ خائفه "

ارتحت لسماعي تلك الكلمات منها ..فجلست وقلت لها ان تستعد لنعود تشبثت بي لكنها لم تغلق عينيها هذه المره ...تتأمل البحر بطوله تعرف ان هناك اشياء اكبر من تلك المشكلات الصغيره ......انتهينا وعدنا للسياره

صعدت وهي ترتجف من البرد فأعطيتها معطفي لترتديه

"هل انتي جائعه ؟"

سألتها بعد ان ارتدت المعطف قالت لي

"لا بأس سوف اتناول العشاء في المنزل مع البقيه "

ادرت مفتاح السياره وانطلقت نحو المنزل كان الشباب قد طلبوا اطعمه كثيره بمناسبه فوز فريقهم في المباراه فخرجنا لحديقه المنزل وبدأنا نأكل و قمنا بالعب وسمعنا الموسيقى

كانت ليله خياليه وخاصه بعد ان رأيت تلك الفتاه الجالسه تضحك من اعماق قلبها معنا اتمنى ان يدوم الوضع على هذا النحو...يجب ان اجهز نفسي للزفاف من الغد وسوف ابدأ بأخبار الجميع عن هذا غدآ ....


فتحت عيني بعد ان تخلخلت اشعه الشمس لغرفتي ......بتكاسل وحزن نهضت من مكاني بقيت متجمده لبعض الوقت مكاني اتذكر كلمات الطبيب .......لا يمكنني ان انجب اطفال بعد الان .......كنت احلم ان يكون لي طفل يشبه والده ......ماذا سأفعل بدونه كيف سأتمكن من العيش بدون يوسام ...... كيف سيتقبل الامر ان يعيش بدون اطفال طوال حياته ....بدأت ابكي بحرقه شديده .....لن اسامحك يا جودي ثم بدأت اتذكر لحظات الحادث (دخلت لسيارتي وانا شارده الذهن افكر بجودي ووسيم وعلاقتهما ......لما يحملان نفس القلاده ...لما لم يعترض حين تزوجت من نديم ان كان يحبها .....بدات اقود السياره وانا اقلب الافكار .......انا لم ارى جودي ووسيم بنفس المكان قبل هذا .....كيف يحدث هذا ......هل هم يتقابلون بالسر ؟.....ثم فجأه فكرت بهذا .....ايمكن ان تكون جودي هي وسيم ......وبدات ملامحهما وهيأتهما وصوتهما وكل شئ اعرفه عنهما يدور في ذكرتي ....لا يوجد اي شك بأنها جودي ....كيف لم اللاحظ هذا ......تلك البغيضه تعمل مع يوسام .......وبغضب زدت سرعه السياره منطلقه نحو منزل يوسام لكن فجأه اصتدمت سيارتي ولم اشعر بشئ وقتها فقدت وعيي )

وضعت يدي علي بطني وانا احترق الم وانهار بكاء ....لا لن اترك يوسام كيف ما كان وضعي ....هو لي وحدي ولن اسمح لجودي ان تأخذه مني ....ارتديت ثيابي ونزلت نحو والدي الذي كان جالس امام التلفاز ..

."صباح الخير ابي ".

..نظر الي وهو مبتسم

"مرحبآ عزيزتي كيف انتي اليوم ؟". .

.."انني بخير بما انني قد حددت موعد زواجنا انا ويوسام "..

..صدم ابي لما سمع وقال

"لكن يا عزيزتي انتي لستي مستعده للزواج ".

..امسكت بيده قلت له وعيني تحمل الرجاء منه

"ابي ..يجب ان اتزوج لقد اصبحت كبيره ويوسام قد صبر كثيرآ على تأجيلنا قد يتركني ويبحث عن غيري يا ابي .....ارجوك انا لا يمكنني العيش بدونه يا ابي "

نظر ابي نحوي مستسلمآ

"حسنآ عزيزتي كما تحبي انني لا اريد ان تذهبي وتتركينني وحيدآ فأنتي ابنتي الوحيده "

قبلت رأسه وقلت له وانا اطمأنه

"لا تقلق يا ابي سوف اكون قريبه منك دائمآ وان اردت فسوف اعيش انا ويوسام هنا فالمنزل كبير جدآ "

ابتسم لي وقال

"كما تحبي يا ابنتي فأنا لا اريد ان تتركينني بعد ان رحلت امك رحمها الله وتركتني .....اذهبي واستعدي لزفافك "

"حسنآ ابي لن اتركك "

ذهبت نحو غرفتي بعد ان تناولت الفطور كي اجهز نفسي للذهاب للاسواق وشراء ما اريد وما احتاج للزفاف لكن قبل خروجي سمعت هاتفي ...ذهبت اليه بسرعه ظننته يوسام لكنه رقم غريب هذه المره ..رفعت السماعه واجبت "مرحبآ ؟"

كان صوت فتاه من الجهه الاخرى

"مرحبآ انسه ملاك .....هل اشتقتي لي ؟"

تعجبت من نبرتها المستفزه قلت بنفاذ صبر

" من انتي "

قالت لي بكل تبجح

"منافستك في اخذ يوسام .....لتتذكري جيدآ ذات الشعر الاشقر "

اغاضني سماع تلك الكلمات منها كيف تقولها وبكل وقاحه ....منافستي على خطيبي ؟؟..انها تهذي

"ماذا تريدي ...لست متفرغه لكِ"

"اريد شئ بسيط فقط .....افسخي خطوبتك من يوسام "

ضحكت بصوت عالِ "لا تضحكيني يا فتاه اذهبي وحدثي من هم بمستوى عقلكِ "

ثم اغلقت الخط واضفت رقمها لقائمه الحظر كي لا تتصل بي مجددآ ....حمقاء ...هذا ما كان ينقصني ...خرجت للتسوق ونويت الذهاب نحو يوسام قبل ذالك لاصطحبه معي .....ركبت سيارتي وذهبت نحو منزله ....فتح لي ذاك السمين ...كانو يتناولون الفطور حين اتيت ...وكل شئ كان جيدآ عدا عن شئ عكر مزاجي منذ ان دخلت للمطبخ .....رأيت جودي جالسه في المقعد الذي بجانب يوسام ....وكانت تبدو مرتاحه وسعيده عكس ما توقعت ...الا ان تلك السعاده ذهبت حين رأتني امامها ....نظرت اليها بغضب يبدو انها فهمت ما اقصد حين نهضت من مكانها وقامت تغسل الصحون ....ذهبت انا متعمده نحو يوسام لاغيضها

"مرحبآ اميري..لقد اشتقت لك "

ثم قبلته في خده وجلست بالمكان الذي كانت تجلس جودي فيه .....اخذت ملعقه وقمت احاول ان اطعم يوسام بنفسي كما يفعل الاحباء

" تناول هذه من يد اميرتك .....اتعلم حين نتزوج سوف اطعمك انا وسأدللك "

قال لي بتعجب واستنكار

" وهل تريتني طفل ..لا داعي لذالك "

تبآ لقد غير حديثه الامر لصالحها ....بعد لحظات ابتسمت لنا واستأذنتنا ان تنصرف لغرفتها ...اخبرت يوسام ان يجهز نفسه لنتسوق فذهب لغرفته ...اما انا ذهبت اليها ....ذهبت لغرفتها دون ان اطرق الباب ...ثم دخلت واغلقت الباب ..كانت جالسه على سريرها ونهضت حين رأتني ....قلت لها

" يبدو انك مرتاحه هنا .لقد كنتي تكرهين خطيبي والان تعيشي معه بنفس المكان وتحبينه ايضا "

قالت لي بتبجح

"لم اكن اعلم انه خطيبك عرفت حين رأيت صورته في زفاف صديقتنا "

قاطعتها بغضب ..

"نعم وفي النهايه اعجبك واحبيتيه وهو خاطب .هل وصل بك الذل وتحطم كبريائك لتصلي لما انتي عليه ؟"

قالت لي

"لا اسمح لكِ ان تتحدثي عني بهذه الطريقه ....اتفقنا ان تفعلي ما تريدي عدا ان تتحدثي بكلمات كهذه فأنا على الاقل لم اذهب لاتباها به امام الفتيات و اتصرف بحماقه كفتاه خرقاء كأنها كانت محرومه من الرجال "

زادت كلماتها تلك غيضي ونفاذ صبري قلت بغضب و انزعاج

"اصمتي والزمي حدودك . من الان فصاعدآ لا تقتربي منه ولا تحدثيه وان فعلتي هذا فعلمي ان امرك انتهى .لا يهمني سبب تنكرك هذا فقط ابتعدي عنه ...فزفافنا نهايه الاسبوع ..لا تنقصني مشاكلك "

ثم خرجت وانا اشتعل غيض كيف لها ان لا تعرف حدودها معي انها فتاه غبيه خرج يوسام من غرفته فتظاهرت بالابتسامه وانا احترق من داخلي امسكت بيده وذهبنا الى السوق

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

كانت كلماتها كالصاروخ لقلبي .....زفافهما نهايه الاسبوع .....محبوبي سيصبح عريس ....وانا سأحظر زفافه وارش الفل عليه ؟ وابتسم واضحك ؟.....لا لا يمكن ان يحدث هذا ....لا اريد ان اراهما يرتديان الخواتم ويمسك بها ليأخذها لمنزلهما الجديد الذي سيعيشان هما فقط فيه .....ماذا افعل ....يجب ان اذهب لنديم ..اخذت نفسي وذهبت اليه واخبرته عن ذالك ..لكنه زاد الالم اكثر بقوله

" امازلتي طفله لهذه الدرجه ؟....دعي الشاب يعيش حياته بهناء مع محبوبته ......لما انتي انانيه لهذا الحد ؟ تنظري نحو شاب سيصبح بعد ايام زوج لفتاه ستكون امآ لاطفاله ....."

ثم نهض من مكانه واقترب مني وقال بحده

" ان كنتي تحبينه فتركيه وشأنه ولا تسببي له المشاكل في زفافه وانظري نحو من يحبونك ......زفافنا لم تفكري بأمره ..ما زلتي فقط تفكري بيوسام كالحمقاء الضائعه "

كلماته تلك كانت كافيه لتحطم كل شئ بداخلي ...الحب ..الشوق ...الامل ....هل انا انانيه حقآ .......قمت من مكاني دون ان احدثه وذهبت حاول ايقافي لكنني لم استمع له .....ذهبت نحو منزلي المحترق وبدأت البكاء ...امي ابي تعالا وخذانني لم اعد ارغب بالبقاء ....تذكرت حين كنت في البحر مع يوسام وكيف كنت خائفه من الوقوع والموت ....كيف شعرت بالطمأنينه في اعماق صدره ...وكيف كنت سعيده بكونه قريب مني ....انني احبه احبه بجنون ...لا يمكنني ان احب اي شخص كما احببته هو .....كيف اتركه الان ...كيف اقف وانا اراه عريس امامي ......ماذا فعلت بي ...احتاجك ....اريدك ....اهواك ...اعشقك .....

كانت تلك الكلمات التي قلتها قبل ان اغفوا تحت ذاك الحطام ....



استيقضت وقد غربت الشمس قمت وانا متكاسله ....... تذكرت انني في منزلي المحروق فقمت فزعه من مكاني كي اعود للمنزل .....اشعر بالخوف حين اكون هنا بعد غروب الشمس ...فتحت هاتفي على 43مكالمه

كانت من خالد ومن يوسام ايضآ ومن حسام وبسام وزياد ......لما كل هذه المكالمات ؟ انهم لا يسألوا عني حين اتأخر قبل ال1ليلا

اتصلت لخالد .....

."مرحبآ وسيم ...اين كنت "

"كنت اتجول كالعاده "

"عد بسرعه هناك شئ سيء "

ثم اغلق السماعه خفت في تلك اللحظات هرولت بسرعه نحو المنزل ......وما ان دخلت حتى صدمني رؤيه المنزل بذاك الحال .....كان خالد وحسام وزياد يلفون هنا وهناك يتفقدوا الاغراض .....اما بسام ويوسام كانا يتحدثان والحيره تملئ وجوههم ......قلت بخوف

"ماذا حدث ما كل هذه الفوضى لما كل شئ متناثر بكل مكان هكذا ......اشار يوسام نحو المطبخ ...فذهبت اليه وما ان دخلت تصلبت مكاني وانا اشاهد كتابات بالخط العريض على الجدار (سوف تكون نهايتك قريبه كوني مستعده لليوم الاسود 6يوليو ) كانت الرساله موجهه لفتاه ...ولا فتاه غيري هنا خرجت من المطبخ وقلبي لا يستقر ولا يهدأ و جسدي ينهار خوفآ ....قلت محاوله التصنع .

.."من الفتاه المقصوده؟"

قال لي خالد بتعجب ....

." هذا ما حيرني ....فلا فتيات هنا .....فقط ملاك من تدخل هذا المنزل من الفتيات ...." نظرت نحو يوسام بقلق ....نظر نحوي بنظره يحاول تهدأتي بها ثم قال

"يبدو ان احدهم اخطأ عنوان المنزل "

ثم بدأنا بترتيب المكان انهينا الامر وذهبت نحو غرفتي ...بعد لحظات جاء يوسام وطلب الدخول ....جلس على احد المقاعد وقال لي ....

" لا تقلقي .....لن يستطيع اي شخص ان يدخل بعد الان ....حاولي ان تتجنبي الخروج قدر المستطاع "

قلت له

" حسنآ "

بدى له انني لا اود الحديث معه ....لهذا انصرف بسرعه ....لا اريد ان تعرف ملاك ...سامحني يا يوسام


في صباح اليوم التالي ....خرجت خلسه كي اذهب للمعهد ......بدلت ثيابي في غرف التبديل العامه وذهبت للمعهد وارتديت الكمامات ترى هل ما زال يوسام هو الاستاذ...وصلت للمعهد وارتديت كمامتي وجلست على المقعد ...قد يشك هو بأمري فأسمي جودي في السجل لكن قد يظنني جودي اخرى بما انه لا يعرف اسم والدي ......دخل هو للصف بعد لحظات بدأ قلبي يخفق بسرعه ولا انكر انزعاجي من نظرات الفتيات نحوه وحديثهن عنه اثناء الاستراحه ....بدأ ينادي بالاسماء وبعد ان انتهى تفاجأت ان اليوم الاختبار النصفي ....لم ادرس جيدآ ولم اعلم .....بدأ يسلم الاوراق وكنت انا اخر شخص لانني كنت اجلس في المقعد الخلفي وضع الورقه ثم قال للطلاب "ابدأو "

فتحت ورقه الاختبار وكانت معضم الكلمات جديده علي توترت ...ماذا افعل يا اللاهي .....فجأه شعرت بحركه في شعري عرفت ان يوسام هو سبب تلك الحركه حين ظهر رأسه بجانب اذني تجمدت مكاني وزاد قلقي قال لي وهو يهمس في اذني

" لا تتعبي نفسك بأرتداء الكمامات اعرف انك جودي "

اقشعر جسدي بأكمله اضطراب توتر خجل>< خلعت كمامتي بسرعه وخبأتها وانا مطأطأه لرأسي خجلا اما هو ما زال قريب من اذني بعد ان رأى اضطرابي المتزايد ابتعد قليلا ثم قال ...

."لنرى كيف ستحلي الاختبار "

وذهب ليجلس ويراقب الطلاب ...امسكت الورقه وبدأت احل ما فهمته واخترعت اجوبه جديده ايضآ سيسخر مني للابد حين يقوم بتصحيح الاوراق بعد الاختبار خرجت وانا مضطربه لم اجب جيدآ كان يوم غبي منذ البدايه تبآ ...توقفت حين رأيت ثلاث فتيات احداهن من نفس فصلي يقفن امامي ويقطعن الطريق ....قلت

"المعذرة اريد ان اعبر ..."

اقتربت احداهن بغضب وقامت بدفعي للارض ...انكسر مشبك الشعر الذي كان على رأسي ليتناثر شعري على جسدي وعلى الارض ....كان طويلا جدآ كأنه وشاح مرمي على الارض ...وضعت قدمها فوق شعري وبدات تمسح حذاءها به وقالت بأستحقار

"ابتعدي عن المعلم وتوقفي عن اغرائه بكونك المختلفه .."

خرج يوسام من الصف هو ومن بقي من الطلاب ورأو ذالك المنظر ...وما ان وقع نظرها على يوسام ابتعدت وطأطأت رأسها للارض وقالت

" هي من بدات بضربي "

قمت من مكاني وبدات بأخذ حقيبتي وكتبي من الارض وقفت وتدلى شعري للاسفل كان طويل جدآ فلم استطع لمه بأي شئ فقط نزلت دمعتي والجميع ينظر نحوي ينتظر دفاعي عن نفسي لكنني لم اتحدث بشئ مضيت نحو السلالم وبدات انزل وسمعت الاصوات بعد ذالك .......ذهبت حين خرجت ذهبت نحو الشاطئ وبدات ابكي جلست على الرمال فتناثر شعري على الرمال ...لم ارى اهانه كهذه طوال حياتي ....كيف تجرؤ على هذا ثم تكذب امام الجميع احسست بشئ يشد شعري بهدوء وحين التفت للخلف وقفت وانا احدق به ثم طأطات رأسي للارض



إعدادات القراءة


لون الخلفية