انا طائر لا يتعب من الطيران بكِ انا نهر لا يتوقف عن الجري اليكِ انا ريح تعصف كل من يقترب منكِ
كنت اقود السياره كانني اقود صاروخ ولا تنفك عيني تنظر للمرآه التي ثبتها على انعكاس وجه جودي في الخلف
لا يمكنني ان اقود للحظه دون ان اشبع عيني انظر اليها
حتى وصلت لمنطقه خاليه مطله على البحر وكانت كالجرف كان بها اشجار طويله والمنظر خلاب وساحر ....متناغم مع اصوات الامواج المرتطمه بالصخور
اوقفت السياره هناك وبقيت اتامل وجه جودي التي كانت قد بدات تستعيد وعيها ويذهب مفعول المخدر
فتحت عينها على اصوات الامواج
فزعت كعادتها ..... كنت امامها في المقعد الامامي لم تعلم انه انا حين قالت
"من انت "
ثم نظرت نحو المرآه وراتني وانا احدق بها من هناك
"يوسام؟..."
نظرت لها نظره من كان سيفقد شيء ووجده امامه فجأه
بقيت تنظر حولها والى فستانها وكانها تحاول ان تتذكر ماذا جرى ثم قالت
"ماذا حدث .... انتهى الزفاف ؟"
قلت لها
" وهل بدأ ؟"
قالت لي بقلق
"اين نديم ؟"
ازعجني بحثها عنه لكنه في محله
"انه مع البقيه لا تقلقي "
قالت لي متعجبه
"ولما نحن هنا ؟....."
ثم صمتت قليلا واردفت
"ووحدنا "
تنهدت قليلا كم ساشرح لها
استدرت نحوها وقلت لها
"هل اسالك شيء ؟"
هزت راسها ايجابآ
اكملت
" هل تحبي نديم ...او اي شخص اخر "
تعجبت من سؤالي
"لا "
نزلت من السياره
وفتحت الباب الخلفي ثم امسكت بيدها لتخرج من السياره
كانت تتحرك بصعوبه بسبب فستانها وحذائها العالي
ما ان خرجنا كان منظر الغروب ينعكس على عينيها المتسائلتان في حيره عما افعله
كانت تقف امامي وتمسك فستانها بتوتر واضح على حركه يدها فيه
اقتربت منها
اقتربت بهدووء
انا اريدكِ
نعم اريد ان اقترب واغرقك بعطري بحيث لا يمكنك التنفس بدونه
كانت مضطربه بشده
فلم يعد هناك الكثير بيننا
طوقت خصرها بذراعي وجذبتها نحوي حتى لم يعد هناك اي مسافه بيننا
اقتربت من اذنها ثم قلت
"انا اُحبگِ "
احسست بانفاسها المتسارعه والتي تحاول ان تستوعب هذه الصدمه التي لم تصتدم بها من قبل ....انها اقوى من اصتدامها الدائم بي
نظرت نحو عينها ولاول مره ارى دموع السعاده في هاتان العينان
نَظَرَتْ للاسفل وتورد خدها مع ابتسامه خجل حطمت كل قيود نفسي امامها
اقتربت اقبل خدها ثم ابتعد واقول ....
" انتي ملكي وحدي "
ثم اعود واقبل خدها الاخر وابتعد وانا اقول
" انتي جميلتي "
كانت تغمض عينها مستسلمه تماما امامي
وكانها تخبرني انها قبلت بأسري لها هكذا
اقتربت نحوها .... نحو شفتيها وانا اقول لها
" اُحبگِ جووودي "
ثم انقضيت على شفتيها
لم اشعر بالوقت ابدآ
هذه اول مره اندفع هكذا نحو شخص ما
ليست اول قُبله لي
لكنها اعمق قُبله .... تحمل هذه المره مشاعر حب .... شغف .... شوق .... هذا هو طعم الحب اذا
حين استيقضت لم اتذكر جيدآ ما حدث كنت اسمع صوت الامواج ما ان فتحت عيني شعرت بقلق رايت انني في سياره لكن لم انتبه انها كانت سياره يوسام الا بعد ان نظرت اليه في المرآه ...كان ينظر لي بنظرات غريبه .... نظرات اجزم انها تشبه نظراتي له حين افتقده واراه امامي
...لكن ماذا يفعل يوسام هنا ولما نحن وحدنا ..... وانا بثوب زفافي اين ذهب نديم والبقيه ؟
استدار وسالني عن ما ان كنت احب نديم او شخص اخر
كنت ساجيبه بسرعه.... نعم انا احبك واريدك .... لكنني تذكرت ملاك وتذكرت فقلت
"لا "
بدت عليه الراحه ثم خرج من السياره واخرجني معه كنت اقاتل ذاك الفستان الكبير
كان يقف بيني وبين غروب الشمس .... لا اعلم ايمكنني ان انظر جمال الغروب وانت امامي .... انك فاتن اكثر
نظراته لي كادت تحرقني
كنت امسك فستاني وافرك يدي به ثم اعود وامسكه بقوه
شعرت بتوتر من نظراته
وحين اقترب مني
كان قلبي يقفز بشده انه يحاول سرقته مجددآ
في كل خطوه كان يقترب مني فيها
صرخت اطلب النجده عشر مرات
هل سيقترب مجددآ ويهمس باذني ان لدي جانب انوثي كما فعل من قبل
لكنني الان فتاه بكامل زينتها
لم انتبه على افكاري الا بعد ان اصتدم راسي بصدره العريض ....وشعرت بذراعيه تلفني .... هل تراني احلم حلم جميل ؟.... اقترب نحوي وقال لي
"انا اُحبگِ "
شعرت انه بهذه الكلمه قد اخذ الاكسجين الموجود حولي .... واخذقلبي ....
دمعت عيني ....ما اجمله من حلم
شعرت بالخجل والسعاده
ثم اقترب يقبلني
وفي اول قبله قد نجح بتخديري عن الاحساس ..... انه دكتور ماهر
فلم يقوى لا جسدي ولا عقلي على المقاومه فقط انا اريد ان ابقى بحضنه هكذا دائمآ
واتذوق ما يفعله الان بي دون انقطاع
....... انتظرت ان ينتهي هذا الحلم السعيد واستيقض على واقعي المرير لكنه لم ينتهي
ما ان ابتعد عني قال لي ....
" جودي ....... اتقبلي الزواج بي ؟"
تذكرت ملاك بسرعه وقلت محاوله استيعاب ان هذا حلم
"ماذا عن ملاك ؟"
اجابني "لقد انتهت علاقتي بها .... انا اريدك انتي .... احبك انتي .... ولا يهمني اي شخص اخر الان .... وساحارب الجميع لاجلك "
نظرت في عينيه وقلت
"هل هذا حلم ؟"
قال لي ....
"لا .... انا احبك يا جودي .... بحق احبك"
ما ان تاكدت انه ليس حلم ..... نظرت لعينيه ودموعي ما لبثت ان عادت لخدي
وقفزت اطوق كتفه بشده واقبله في كل مكان في وجهه
يوسام يحبني ..... لا اصدق
امي ابي .... انه كما اخبرتموني
لقد اصبح لي
وحدي
ثم غصت الى صدره
ولم ادرك كم من الوقت بقينا هكذا
دخلنا للسياره
كان فستاني يشكل عقبه في طريقنا
الا انني صعدت في المقعد الخلفي واصوات الامواج حولنا ونور القمر يتسلل لداخل السياره
جلس بجانبي فوضعت راسي على كتفه
قال لي بحنان
"هل انتي جائعه ؟"
اااااه مازالت معدته تتدخل في الاوقات الرومانسيه
قلت له …" قليلا "
فاخرج كيس من الخلف وقال ....
"انظري كنت اعلم اننا سنشعر بجوع ولاننا سوف نتأخر احضرت الطعام معي "
فتحه كان به اطباق من الحلوى المتنوعه والعصائر
فبدأ يمد يده ليطعمني بنفسه
كان يحرص ان لا يتسخ فستاني او وجهي
بعد حين سالني
"ماذا حدث معكِ انتي وعمك ؟ هل اعطيتيه اموال والدك ؟"
قلت له
"لا اخبرته انني لا اعلم اين هي "
قاطعني متعجب
"الم يبحث في البنك عن حسابك؟"
ابتسمت له وقلت
"بلى فعل "
نظر نحوي بنظره الشك مع ابتسامه مغريه وقال
"ماذا فعلتي هذه المره ايتها المجنونه .....اعلم انك جيده في اخفاء نفسك ....لكن كيف اخفيتي النقود..وحسابك ؟"
قلت له"ليس لدي حساب "
سالني "الم تفتحي واحد حين ذهبنا ذاك اليوم لتحولي اموال والدك لحسابك ؟"
هزيت راسي نافيه
"لا .... لم افعل .... يبدو لي انك لم تتاكد من حسابك انت "
اتسعت عيناه في دهشه وقال
"لا تقولي لي انك استعرتي بطاقتي لاجل ان تضعيها بحسابي انا "
ابتسمت له وقلت ...
" احسنت اجابه صحيحه "
ابتسم وعلامات الذهول مازالت تكسوا ملامحه الجذابه
"انتي حقآ مجنونه "
ثم طوقني بذراعه واكمل
"كيف يمكنك ان تكووني بهذا الذكاء رغم برائتك وضعفك ...وبهذا الجنون ...لقد اصبحت مثلك الان "
نظرت اليه وقلت
" اجل لانني لا اعلم كيف جلبتني الى هنا ايها المجنون "
اردف هو يقول
"تقصدي المجانين ..... عدواك انتشرت بين الجميع حتى ابنه عمك اصبحت مثلك "
وبداء يحكي لي كيف اخرجوني من الزفاف وكيف ان ابنه عمي ديانا ساعدت في قطع التيار و اخذت مكاني كي ياخذوني
انا حقآ محظوظه بما يحدث لي اليوم
اشكر الله على كل هذه النعم
"لكن اتسائل كيف حال نديم الان "
قلت هذا دون ان انتبه
فرد يوسام ....
"هل اتصل به لتتطمني عليه
اخبريه بكل شيء واعتذري منه "
فرحت باقتراحه واعطاني هاتفه واتصل بنديم
اجاب نديم بنبره سعاده عكس ما كنت اتخيلها
"يوساام ...تبا ايها الخبيث كيف فعلت هذا .... انت اسطوري "
ه_ه هل هو يعاتب يوسام ام يمتدح عمله ؟
فاجبت "انا جودي يا نديم "
قال بسرعه "جودي ... انتي بخير ؟... "
قلت"نعم وانا مع يوسام الان .... اسفه على ما حد....."
قاطعني
"تباا لما تعتذري انا سعيد ان يوسام تدخل .... اذا رأيتي وجه عمك كيف يبدو سوف تضحكي .... الافضل ان تبتعدي قليلا مع يوسام فلا اعتقد انه ينوي بكما خير "
بدت علامات القلق على وجهي فاخذ يوسام الهاتف وفتح سماعته كي اسمع نديم وقال
"نديم انا اسف "
" لا تعتذر يا رجل .... انت فعلت الصواب فقط ارجوك اعتني بها كثيرا .... لقد اخبرني الشباب عن خطتكم "
ابتسم يوسام ثم قال
"هل الامور بخير ؟!"
رد نديم
"عمها غاضب يظنها هربت .... اما ديانا لم تعد لمنزلها تخاف ان يوبخها لما فعلت لذالك ستبقى عندي لفتره من الزمن"
"اناحقا اسف لاجل هذا "
.... قال نديم بتعجب ..
"اذا متى ستعودان ؟"
نظرت انا الى يوسام ايضا بتساؤل
قال يوسام
"سنعود حين تهداء الامور ونقيم زفاف بشكل مباشر"
اشعر بسعاده لا توصف
لقد تحررت جودي اخيرا من والدي اتمنى ان يكون بخير بعد هذا كله
كنت بمنزل نديم يومها
كنت اشعر ببعض القلق
لكنني بدلت الفستان وذهبت لغرفه الجلوس
"سوف ابيت اليوم هنا "
قال نديم
"لا لا يمكنك اخذ غرفه نومي فانا معتاد على النوم هنا "
لم اعترض ذالك فدخلت غرفه نومه كانت مرتبه وجميله
رغم انه يعيش لوحده الا انه يبدوا نظامي جدا
بعد لحظات طرق الباب
اجبت
"ادخل "
دخل وبيده كيس ووضعه على احد الطاولات ثم قال
"لقد طلبت العشاء لا بد انك جائعه ايضا "
لحقت به حين كان ذاهبا للخارج
"انتظر ..... لناكل سويآ"
نظر نحوي ثم ابتسم ابتسامه خفيفه وقال
"لا امانع ذالك "
لن اخفي شعوري حينها
ان ابتسامته جذابه وجميله جدا
منذ ذالك الحين وانا اتامل ملامحه وتصرفاته .....اظنني معجبه به قليلا
مضى اسبوع وانا في منزل نديم
كنت خائفه من ان اعود ويوبخني ابي بشده
فما فعلته لم يكن شيء يسهل عليه
قلت لنديم يومها
"اريد ان اذهب الى ابي واطمئن ان كان بخير "
ابتسم وقال لي
"حسنا ..... لنذهب ونعتذر له سوياً كنت مذنب ايضا "
احببت رده فعله تلك ... انه نوعي المفضل
لا انكر انني تقبلت العيش هنا وتقبلت ايضا فكره انني زوجه له .... لكن هل هو سيتقبل هذا ؟ ام ما زال يحب جودي
ذهبنا يومها الى منزلنا
حين طرقنا الباب فتح لنا احد الخدم
دخلنا بهدوء
ما ان وصلنا للداخل كان ابي وامي يجلسان فوق الاريكه بهم وحزن
وقفت امي وهي تصرخ حين راتني
"ديانا عزيزتي ..... لقد قلقت عليكي لماذا فعلتي هذا وتركتي والدتك "
قلت باسف “اعتذر امي ” ضمتني بقوه لصدرها
اما والدي وقف و نظر لي بغضب ثم ذهب الى غرفته
جلسنا انا وامي ونديم الذي ظل يعتذر كثيرا
قالت امي لي
"يبدو ان والدك غاضب جدا يظن انك عار عليه"
قلت وانا ابكي
"انا حقا اسفه .... لكنني لم احتمل ان ارى ابنه عمي بهذا الحال "
قالت امي
"الم تكن تحب نديم؟!"
اجبتها "لا هي لم تفعل ابي اجبرها على ذالك .... انتي لن تقبلي ان تمر ابنتك بهذا العناء امي
... لقد اتينا لناخذ منها مال والديها ولم نعلم ما مرت به من قبل .... كيف كافحت لتعيش بمفردها وهي فتاه ... لم تكن تعلم بان لها ورث من ابيها الا عند قدومنا .... الم تفكرا كيف قضت حياتها قبل ان تعرف ؟! لقد فعلت ذالك لان ابي كان اناني جدا ..... ان كان مكان عمي فلن يرضى ان تمر ابنته بكل هذه المحن "
قطع حديثي صوت بكاء والدي الذي لم الحظ وجوده الا الان
وقف نديم وقال له
"نحن نعتذر سيدي لم نقصد خداعك "
دخل ابي الى الغرفه وقال
"ابنتي ..... اشعر بالخجل الشديد امامك .... لقد كنت اب سيء بينما كنتي فتاه مراعيه
لا اعلم كيف اخبرك بشعوري الان .... لكنني متاكد انك ان كنت محل جودي فلن ارضى بان يحدث معكِ ما حدث معها "
ابتسمت والدموع في عيني وركضت نحو ابي وضميته بقوه
ضمني الى صدره بحنان يبكي وهو يكرر
"انا اسف يا صغيرتي "
بعد هذا بقينا نتبادل الحديث مع نديم ... وحكيت له كل شيء حدثتني به جودي
وانها تنكرت بزي شاب وعملت في محل صيانه
بقي ابي يبكي ويشعر بالندم كثيرا
نديم ايضا حكى لنا عن عمله في المطعم معها
وبعد حديث طويل قال ابي
"اذا هل انتي سعيده الان مع نديم ؟....هل ستكملان زواجكما ام ستعودي "
نظرت نحو نديم وعزمت ان اعترف بمشاعري
قلت وانا انظر اليه
" في الحقيقه اظن انني لا امانع من ان يكون لي زوج مثل نديم.... لكنني لا اعلم بما في داخله هو "
شعر بالحرج ثم قال
"انا لا امانع ايضا "
كنت اطير من الفرح صحيح ان حبنا كان سريعاً الا انني واثقه انني احببته بشده في هذه الفتره القصيره
فهو منظم جداً ورومانسي ايضا وعفوي
ودعنا والدي وذهبنا للمنزل
وعزمنا ان نسافر لقضاء شهر العسل هناك
اقترب نديم مني وانا اوضب الحقيبه
وقال لي
"كان اسبوع كافي لتقتحمي قلبي "
ابتسمت وقلت له
"ظننتك متعلق بجودي "
قال لي بمكر
"ماذا افعل هناك فتاه تشبهها انستني جودي تماما "
ضميته بقوه وقضينا اول ليله لنا كزوجين في هذا المنزل
تسائلت حينها .... ترى ماذا تفعلين يا جودي
اشتقت لكِ ..... جعلتيني اقع بالحب دون ان اعلم بسبب جنونك انتي ويوسام
ما اخبار ملاك ايضا ؟!