نشبت الحرب الفنلندية بين دولتي روسيا والسويد خلال الفترة من شهر فبراير عام 1808م حتى شهر سبتمبر عام 1809م ، وقامت الحرب نتيجة بعض المخاوف التي أصابت ملك السويد من تدمير تجارة السويد البحرية نتيجة الحصار الذي قد تفرضه بعض القوانين الدولية .
حدثت في تلك الفترة بعض الهجمات البحرية ؛ وكانت الأمور غير مستقرة بين روسيا والسويد ؛ حيث طلب الإمبراطور الروسي ألكسندر الأول من ملك السويد غوستاف الرابع أدولف أن يُغلق بحر البلطيق حتى لا تعبر منه أي سفينة حربية من دول أجنبية ؛ وأشار في طلبه إلى معاهدتي عامي 1780م و1800م .
ولكن الملك كان يماطل في الرد على الإمبراطور الروسي ؛ واستغرق ذلك الأمر قرابة شهرين قبل أن يصل رد الملك السويدي إلى إمبراطور روسيا ؛ والذي أخبره فيه أنه لا يمكنه الوفاء بالمعاهدات المُبرمة سابقًا طالما أن الموانئ الرئيسية في بحر البلطيق تحت سيطرة الفرنسيين .
لم يكن الضباط في السويد لديهم الحماس لخوض حرب مع الجيش الروسي العظيم ؛ غير أن الملك أدولف كان يختلف معهم في الرأي ؛ حيث كان يظن أن بلاده قادرة على صد أي هجوم روسي ، وكان عناده وإصراره يثير في سانت بطرسبورغ هدفًا لاحتلال فنلندا .
لم يكن الملك السويدي في حالة استعداد تامة لهجمات القوات الروسية التي بلغت 24000.
محارب ؛ والتي قامت بعبور الحدود واستطاعوا الاستيلاء على هامينلينا في فبراير عام 1808م ، قام عدد من القوات السويدية بلغ 21000.
محارب بالتمركز داخل عدة قلاع بفنلندا ؛ بينما لم يستطيع باقي الجيش مغادرة جنوب السويد ؛ وذلك تحسبًا لبعض الهجمات الدنماركية التي قد تصيب السويد .
قام قائد القوات السويدية بوضع خطة للتراجع إلى بوهيانما ؛ وترك خلفه قلعتي سفيابورغ ولوفيزا ؛ حيث كانتا معزولتين وحدهما ، وعلى الجانب الآخر استطاعت روسيا بقوات محدودة أن تقتحم بعض المناطق بالسويد دون أي مقاومة مثل لوفيزا التي خضعت بعد وقت قصير من الحصار ؛ كما استسلمت قلعة سفيابورغ ، وهبطت القوات الروسية إلى جزر أولاند وجزيرة غوتلاند .
حدثت بعض التغييرات داخل الجيش السويدي ؛ وجاء قائد القوات الجديد ليدعم خطة جيشه الهجومية لمواجهة القوات الروسية ؛ وبالفعل استطاعت القوات السويدية وقف الهجمات الروسية ؛ ومما عزّز قدرة الجيش السويدي هو أن الجنرال الروسي توشكوف قد ترك في كل حصن يقابله مجموعة من الحاميات ؛ مما قللّ عدد المقاتلين بجيشه ؛ فأصبحوا غير قادرين على مواجهة القوات السويدية .
أصبح الجيش الروسي في موقف حرج ؛ حيث تكبد الكثير من الخسائر وتم طردهم من جزر أولاند وغوتلند ؛ مما جعل روسيا تتراجع في تلك الفترة عن فنلندا الوسطى ، ولكنهم كانوا يعملون على تعزيز وتقوية الجيش حتى زاد عدد المحاربين إلى 55000 مما جعل روسيا تقرر إعادة الهجوم ضد السويد في أغسطس عام 1808م .
نشبت المعارك بين الطرفين ؛ غير أن وضع الجيش الروسي أصبح أفضل ؛ كما باتت السويد في مأزق كبير ، وبعد عدة شهور استطاعت روسيا أن تفرض كامل سيطرتها على فنلندا ؛ مما اضطر الجيش السويدي إلى الانسحاب من فنلندا ؛ غير أن الإمبراطور الروسي قرر أن ينقل الهجمات إلى الأراضي السويدية نفسها ، وفي غضون ذلك تم خلع الملك غوستاف وتنصيب عمه كارل الثالث عشر ليكون ملكا على البلاد .
استطاع الجيش الروسي التوغل داخل عاصمة السويد ؛ مما جعل الملك كارل الثالث عشر يطلب هدنة من الطرف الروسي ؛ وتمت المفاوضات السلمية بمعاهدة هامينا عام 1809م ؛ التي قامت فيها السويد بالتنازل عن فنلندا .