قديمًا كانت شبة الجزيرة الكورية بلدًا واحدًا وشعبًا واحدًا ، وكانت الكوريتين تُحكم من قبل سلالة كورية ، حتى أصبحت الكوريتين مطمعًا لنفوذ الدول العظمى في القرن العشرين ، وأصبحت الكوريتين مسرحًا لتصارع الأنظمة الرأسمالية والأنظمة الشيوعية ، وكانت الحرب الكورية من أدمى الحروب التي عرفها التاريخ الحديث ، سُميت بالحرب الملعونة لأنها تسببت في مقتل عشرة ملايين شخص وكانت نسبة خسائرها أعلى من الحرب العالمية الثانية .
استمرت السلالة الحاكمة الكورية نحو خمسة قرون من عمر الزمان ، ولكن في عام 1910م وقعت كوريا على الاتفاقية اليابانية الكورية والتي تنص على تنازل الإمبراطور لكوريا عن حقه في السيادة على الأراضي الكورية لنظيرة الياباني ، فأصبحت بذلك الأراضي الكورية جزءًا لا يتجزأ من الإمبراطورية اليابانية ، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية وإعلان الإتحاد السوفيتي السابق الحرب على اليابان .
قام الروس بمهاجمة شبة الجزيرة الكورية من خلال الأراضي الصينية بالتحديد عام 1945م ، وكانت أمريكا قلقه من سيطرة الروس على كوريا لذلك استندت لشابين يعملان بالخارجية الأمريكية مهمة السيطرة الأمريكية ، وقررت أمريكا أن تكون سول تحت السيطرة الكورية واحتل السوفيت المنطقة الواقعة في شمال خط العرض 38 ، واحتلت أمريكا المنطقة الجنوبية .
ومع نهاية عقد الأربعينات من القرن المنصرم أصبح هناك كوريتين في الجنوب كان القائد هو الديكتاتور سنغمان ري المعادي للشيوعية ويتمتع بدعم أمريكي ، وفي الشمال يحكمه الديكتاتور كيم إيل سونغ والذي يسانده السوفيت ، وحدثت الاشتباكات بين الطرفين على أمل أن يسيطر أحدهما على الأخر .
وفي يوم الخامس والعشرون من حزيران من العام 1950م هاجمت كوريا الشمالية الحدود الفاصلة وسحقت الجنود المتمركزة هناك وانسحب الجنود لحماية العاصمة في الجنوب ، وكان الجيش الشمالي منضبط ومتدرب ، أما قوات الجنوب كانت خائفة ومضطربة ، وانسحبت الحكومة من سول وفجرت جسر هانكانك حتى تُؤخر القوات الشمالية وخلال أسبوع واحد فقدت القوات الجنوبية نحو أربع وأربعون ألف جندي وسقطت سول بنفس اليوم .
كانت القوات الأمريكية تراقب المنظر عن كثب فهو ليس صراع قوى ديكتاتورية فحسب بل هو الخطوة الأولى لإقرار النظام الشيوعي وهيمنة على العالم ، ومع بدأ الهجوم الكوري الشمالي وأصدر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار لوقف إطلاق النار وقذفت القوات الأمريكية المتمركزة في اليابان كوريا الشمالية ، وتم إرسال قوات دولية لكوريا ، حيث كان الصراع الأمريكي رمز من رموز الصراع بين الشرق والغرب وأعدت بالفعل قوتها لضرب الشيوعية قبل وصول الجيش الشمالي لسول .
ووقعت أول مواجهة مسلحة اضطرتها للانسحاب فلم تكن القوات الأمريكية قادرة على مواجهة قوات الشمال ، ومع حلول شهر أغسطس تراجعت القوات الأمريكية لمدينة بوسان ونجحت في كسر الشفرة الكورية وصد جميع الهجمات الكورية الشمالية ، ومع امدادات الشمال انسحبت القوات الشمالية من سول لشمال خط العرض 38 ولم يكتفي الأمريكان بهذا ، قاموا باجتياز الحدود والتوجه لنهر يالو .
بعد ذلك دخلت الصين الحرب لأنها خشيت من سقوط الحكومية الشيوعية في كوريا الشمالية ، فقامت الصين عام 1949م بقيادة ماو التدخل لإنقاذ جارتها كوريا الشمالية ، وبالفعل شنوا الهجوم الأول على القوات الأمريكية وكان الهجوم الصيني حاسمًا سبب في خسائر ضخمة للقوات الأمريكية دحرت من خلالها القوات الأمريكية للجنوب ، وبعد وصول الدعم اللوجستي تمكنت القوات الأمريكية من صد الهجوم الصيني ، وأعلن الرئيس الأمريكي ترومان عن هدنة للمفاوضات ولكن القائد آرثر أرسل رسالة وقال لا بديل إلا النصر .
فطرد الرئيس الأمريكي القائد آثر بتهمة التمرد ، وفي العام 1951م بدأت مفاوضات السلام داخل قرية بانمونجوم وبعد عامين من المفاوضات وقعت جميع الأطراف المتحاربة اتفاقية الهدنة في السابع والعشرون من يوليو عام 1953م وتم منح كوريا الجنوبية مساحة 1500 ميل بالقرب من خط العرض 38 ، وأصبحت منطقة منزوعة السلاح أخرى تشكل 2 ميل ، كانت نسبة الخسائر المدينة بالحرب أعلى من حرب فيتنام والحرب العالمية الثانية ، فقدت 10% من سكان كوريا .