الحرب القائمة في المكسيك ضد تهريب المخدرات هي عبارة عن صراع مسلح بين الجهات الحكومية ؛ وبين تكتلات الكارتيلات التي تتنافس على عمليات تهريب المخدرات والسيطرة على مناطق إنتاجه ، تُعد المكسيك أكبر مورد للهيروين بداخل السوق الأمريكية ، وتسيطر العصابات المكسيكية التي تعمل في المخدرات على سوق الجملة المحظورة ؛ حيث تبلغ إيرادات مبيعات المخدرات ما بين 13.
6 و 49.4 مليار دولار .
تأسست منظمات تجارة المخدرات بالمكسيك منذ عدة عقود ، وأصبحت ذات قوة ونفوذ منذ أن سقطت الشبكات الشهيرة بتجارة المخدرات في منطقتي مدلين وكالي بكولومبيا خلال فترة التسعينات من القرن الماضي .
اشتد الصراع بين تلك المنظمات المحظورة وبين السلطة خلال عام 1989م ؛ بعد أن تم القبض على أمير لأحد عصابات تجارة الكوكايين في المكسيك ؛ والذي يُدعى ميجيل أنخيل فيلكس ، ثم دخل ذلك الصراع في مرحلة من الهدوء خلال فترة التسعينات ؛ وعاد بعد ذلك بقوة بعد حلول عام 2000م ؛ حيث قام رئيس المكسيك السابق فنسنت فوكس بإرسال قوة صغيرة لتجارب عصابات المخدرات على الحدود الأمريكية ؛ ولكنها فشلت بسبب القوة التي تتمتع بها تلك العصابات .
خلال عام 2005م راح ضحية للنزاع بين سينالو وغلف 110 قتيل ؛ وذلك لمحاولتهما السيطرة على ولاية ميتشواكان ، وكانت الحكومة تراقب الموقف في تلك الآونة دون أي تحركات ، ولكن الأمر تغيّر حينما تولى فيلبي كالديرون الحكم بعد 11 يناير عام 2006م ؛ حيث أصدر أوامره بإرسال مجموعة من القوات الاتحادية بلغ عددهم 6500 إلى ولاية ميتشواكان .
بدأ كالديرون في تعزيز قواته حتى بلغ عددها 45 ألفًا ، قام الجنرال سيرجيو أبونتي المسئول عن مكافحة المخدرات باتهام رجال الشرطة في ولاية باخا كاليفورنيا بالتواطؤ والتورط في عمليات خطف لصالح العصابات المحظورة ؛ كما اتهمهم بنقل المخدرات بأنفسهم مقابل أجور يحصلون عليها.
بعد ذلك الحدث نشبت معارك مسلحة بين عصاباتي تيخوانا وسينالو بمدينة تيخوانا التي تقع في ولاية باخا بكاليفورنيا ، وتبين أن الأسلحة الحديثة المستخدمة في تلك المعارك قد جاءت من الولايات المتحدة ، وراح ضحيتها 17 قتيل ، كما وصل عدد الضحايا بمدينة باسو الحدودية إلى ألف قتيل في عام 2008م .
تعمل السلطات المكسيكية على مواجهة سبعة كارتلات للمخدرات داخل البلاد ؛ ومن أهمهم كارتل الخليج الذي يوجد في 13 ولاية من الواحد وثلاثين ولاية الأخرى بالمكسيك ، وهناك كارتل سينالو الذي يمارس نشاطه داخل 17 ولاية ، ويوجد كارتل خواريز الذي يعمل في 21 ولاية ، وكارتل تيخوانا المنتشر في كثر من 15 ولاية ، مثلّت الكارتلات وحدة مع بعضها البعض خلال الأعوام الأخيرة .
نشر كالديرون بعد توليه السلطة قوة من الجنود بلغ عددهم خمسين ألفًا داخل البلاد ، وعمل على تطهير جهاز الشرطة من الفساد ، ورغم ذلك استمر العنف الذي راح ضحيته نحو عشرة آلاف شخص خلال أحداث العنف التي ارتبطت بالمخدرات منذ أواخر عام 2006م .
طلب كالديرون المساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالفعل استطاع الحصول على المساعدة خلال عام 2008م ؛ حيث وصلت إلى 400 مليون دولار ؛ وشملت نظم الاتصالات والمعدات ؛ في محاولة لدحر قوة عصابات المخدرات ، غير أن أعمال العنف استمرت في البلاد ؛ لدرجة جعلت الرئيس السابق فوكس يؤيد إباحة تجارة المخدرات خلال عام 2010م.
صرّح الرئيس إنريكه بينيا نييتو خلال عام 2013م أن مستوى العنف في قضايا المخدرات ؛ قد تغيّر خلال الربع الأول من إدارة حكومته للبلاد ؛ حيث انخفضت بنسبة 17% وبذلك فإن الحرب على المخدرات مستمرة بأعمال عنف شديدة ؛ تؤثر على الوضع الأمني في البلاد .