حرب كوسوفو

حرب كوسوفو هي حرب مسلحة نشبت بين كوسوفو وجمهورية يوغسلافيا الاتحادية ؛ التي تكونت من جمهوريتي صربيا والجبل الأسود ، وبدأت الحرب يوم 28 فبراير عام 1998م وحتى يوم 11 يونيو عام 1999م ؛ حيث أن يوغسلافيا كانت مسيطرة على كوسوفو قبل اندلاع تلك الحرب .
 
 أسباب النزاع : مثلّ الألبان المسلمون الأغلبية العظمى من السكان داخل كوسوفو ؛ والتي كانت خاضعة للحكم العثماني الذي استمر لعام 1912م ، كانت أول حركة وطنية للألبان خلال عام 1878م ؛ وعُرفت باسم عصبة برزرن والتي كانت تهدف لتحقيق الاستقلال عن الحكم العثماني .


 أصبحت كوسوفو تحت سيطرة حكم صربيا بعد أن نشبت حروب البلقان خلال عامي 1912م و 1913م ؛ فيما أصبحت واحدة من أقاليم صربيا ليوغسلافيا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية ، تمكنت كوسوفو من أن تصبح الوحدة الفيدرالية السابعة بيوغسلافيا تبعًا للدستور ؛ مما سمح لكوسوفو بمزيد من الحرية لتسيير أمورها ؛ وأدى ذلك إلى تزايد الكراهية من الصربيين إلى كوسوفو ؛ وزادت حدة التوتر بين كوسوفو الصربيين والألبان .
 
 فقدت كوسوفو صلاحياتها في الحكم الذاتي خلال عام 1990م ، وأصبحت تحت الإدارة المباشرة لصربيا التي كان يحكمها آنذاك الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش ، عانت جمهورية يوغسلافيا من بعض الاضطرابات خلال فترة أواخر الثمانينات وبدايات التسعينات من القرن العشرين ؛ حيث استقلت كل من كرواتيا وسلوفينيا عام 1991م ؛ كما نشبت المعارك بالبوسنة عام 1992م ؛ مما أدى إلى التحفظ عند بعض الكوسوفيين ؛ حيث أنها لم تستطع تحقيق الحكم الذاتي أو الانضمام إلى ألبانيا 
 
 تأسيس جيش كوسوفو وقيام الحرب : أسست كوسوفو جيشًا لتحريرها عُرف باسم جيش تحرير كوسوفو عام 1991م ، وكانت أول حملة يقوم بها خلال عام 1995م ؛ حينما قام بالهجوم ضد محاكم صربية موجودة في كوسوفو ، وقام الجيش بإعلان مسؤوليته عن الأعمال التخريبية التي حدثت لمراكز الشرطة بكوسوفو عام 1996م ، واستطاع الجيش الحصول على كميات هائلة من السلاح عام 1997م ؛ عن طريق تهريب السلاح من ألبانيا التي عانت من الحرب الأهلية ؛ مما أدى إلى نهب الكثير من الأسلحة من مواقع الجيش والشرطة الألبانية .


 قام جيش تحرير كوسوفو بشن هجمات ضد السلطات اليوغسلافية بكوسوفو ؛ وأدى ذلك إلى ازدياد تواجد القوات الصربية شبه العسكرية ؛ والتي قامت فيما بعد بهجمة انتقامية استهدفت من خلالها جيش كوسوفو وأنصاره والخصوم السياسيين ، ونتج عن ذلك مقتل ما يقرب من 1500 إلى 2000 من المدنيين والمحاربين بجيش كوسوفو .
 فشلت محاولات إقامة حل دبلوماسي بين الطرفين ، وقام الناتو بالتدخل في الأمر ، ووصف تواجد حملته داخل كوسوفو على أنها “حرب إنسانية” ؛ مما أدى إلى التعجيل بإجلاء الألبان الكوسوفيين ، واستمرت قوات يوغسلافيا في القتال أثناء القصف الجوي ليوغسلافيا عام 1999م 
 
 أكدت التحقيقات خلال عام 2000م أنه تم قتل ما يقرب من 3000 شخص من جميع الجنسيات التي شاركت في تلك الحرب ، أوضحت المحكمة العليا للأمم المتحدة بكوسوفو خلال عام 2001م ؛ إنه كان يتواجد حملة للإرهاب ممنهجة وتتضمن الاغتصاب والتدمير والقتل والتخريب ، ولكن قوات صربيا لم تحاول أن تطرد سكان ألبانيا .
انتهت الحرب بعقد معاهدة عُرفت باسم معاهدة كومانوفو ؛ والتي أدت إلى الاتفاق على انسحاب يوغسلافيا من كوسوفو لتترك مساحة للتواجد الدولي بها ، لم يستمر جيش تحرير كوسوفو إلا فترة قصيرة بعد انتهاء الحرب ؛ حيث تم حلّه واتجه بعض الأعضاء للقتال داخل جيش تحرير بريسيفو ؛ ميدفيدا وبويانوفاك المتواجد بوادي بريسيفو .

        
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية