الجزء 5
هب جاسر واقفا قائلا : اطلبى الدكتور بسرعة وانا جى حالا
يخرج من عيادته مسرعا تحت نظرات الاستغراب من الجالسين يذهب الى بيته ويصعد الى الطابق الثانى يتجه نحو الدكتور الذى يفحص امه وويظل واقف بجانبه صامتا عندما ينتهى من فحصها ياخذه ويلدف به خارج الغرفة يسأله عن حال والدته
فيقول الدكتور باسف :والدتك يا دكتور تعبانة اووى والقلب حالته بتدهور لو حضرتك مش اهتمتوا بالدواء والعلاج هنحتاج لعملية
جاسربجدية : لا باذن الله هنهتم بالعلاج ومش هنحتاج لحاجة
دكتور بجدية : اتمنى كدا بعد ازنك
يرحل من امامه ولكنه يظل واقف كيف سيتعامل مع هذا الموقف فاخته سوف تنهار اذا عرفت وامه حالتها النفسية هتدهور فعزم ان لم يقل شيئا لاحد منهم فاتج نحو الغرفة واتجه نحو والدته
وهو يقول بعتاب : قلقتينى عليكى اووى
الام بصوت متعب : معلش يا حبيبى
جاسر بحنان : طب حضرتك كنتى بتاخدى الدواء
لم تعطيها فرصة للجواب تقول ريم : لا يا جاسر ماما كانت مش بتاخدوا بانتظام
تنظر اليها بغضب وايضا جاسر قائلا بحده : يعنى انتى عارفة ومقولتيش ليا حسابك بعدين يا ريم وينظر الى والدته ويقول بجدية : وبعدين يا ماما احننا لينا مين غير حضرتك المهم عندنا صحتك علشان خاطرنا احنا اهتمى بالدواء
الام : حاضر يا حبيبى
يقبل يديها وهى ويقول : ربنا يخليكى لينا يارب
ثم نهض قائلا : هنسيبك ترتاحى شوية
تومىء براسها فهى متعبة فعلا اما هو ينظر الى اخته بغضب وهو يقول بغضب مكتوم : يلا يا ريم
نطلع خرجوا سويا وعندما ابتعدوا عن الغرفة
صاح بها جاسر قائل : انتى بتستعبطى يا ريم تعرفى ان ماما مش بتاخد الدواء وتسكتى
ريم : ما هى قالتلى مقولش ليك
ينظر اليها بغضب ويقبض على يده بقوه ويقول : بتسمعى الكلام اوى حضرتك خشى يا ريم زاكرى
ريم : انا تعبت كفاية الخضة الى اتخضتها انهارده بقا راحة
جاسر بزعيق : مش عايز اشوفك انهارده خالص خشى يا ريم واقصرى الشر
تحركت من امامه بسرعة اما هو فظل غاضب منها ومن والدته واهمالها فى صحتها فذهب الى غرفة واحده فقط يرتاح بها فهى تعد اهم غرفة فى البيت فهى مملكته .
.................................................. ...........
يجلس فى غرفة مظلمة يملؤها الدخان من جميع الجهات يفكر ماذا يفعل لها لكى تحبه فهو يحبها بشده منذ اول وهلة رائها فيها حبها عشقها لكنه ابتعد عنها خوفا عليها فهوامام الناس الشخص المحترم المهذب الوسيم صاحب مبادىء وافكار لكنه فى الحقيقة شخص يفعل كل ما حرمه الله تذكر كلام امه قبل ان تفارق الحياه كانت توكد عليه ان يرجع الى الصواب ويبعدعن الخطا لكن كيف فقد دخل العبة ولعبة محسومة فى النهاية للقتل ام ان تعيش حياه حره ولكن بدون ضمير
.................................................. ...
كانت تجلس فى غرفتها تسب وتلعن فى غباءها كانت تشعر بالخوف والقلق على اروى وهى تشعر بالغضب من زوج صديقتها المتسلط المستبد ومن هذا هذا الدكتور العجيب كانت تود ان تعلمه درس لن ينساها ابدا لكن ماذا تفعل لقد حاصرها بكلامه بشحصيته التى لم تعد على مقابلتها ابدا شعرت بروح التحدى بداخلها فعزمت على ان تجعله يشعر انه ليس مختلفا عن باقى الرجل ليغضب ويثور عليها فهى دائما تامر فتطاع غريبا عليها ان احد ينقدها او يقل شيئا سلبيا عن شخصيتها فنظرت الى الكارت الذى لا يفارق حقيبتها بسخرية وظلت تضحك بطريقة غريبة لم تقف او تمل من الضحك الا بعد ان جعلت الكارت عباره عن قطع صغيره صعب تجمعها وقتها شعرت بالراحة قليلا سحبت هاتفها لتتطمأن على صديقتها ظلت تنظر الاجابة لكنها لم ترد حاولت العديد من المرات فبدات تشعر بالقلق فحاولت الاتصال مره اخرى فاجابتها على الفور لتهتف نور قائلة : اروى عملتى اية
اروى بغضب :هنيل حاجة قاعده مستنية يخلصوا تريقة عليا
نور بجدية ممزوجة بالتساول : ليه خير؟!
اروى بعصية : اول لما جم حضرت الاكل وكلنا وبعديها عملت شاى وعصير الى يتريق مره على الشاى والى يتريق على شكلى وعلى شغل
نور بتساؤل : يتريقوا على شكلك ليه
اروى بعصبية : زفت حسام خلانى اقعد بشكل استغفر الله العظيم
نور : براحه يا اروى وفهمينى حسام عمل اية
اروى : لما مشيتى دخل الاوضة وسكت بعديها لقيته بيدينى شنطة افتحها القى فيها عباية شكلها غريب وعجيب اقوله معرفش البس عباية وكمان يوم ما البسها البس المنظر دا وقال لو مش لبستها لهشوف وش تانى ليه وكان شكلوا تعصب جامد
قاطعتها نور بغضب : فروحتى لبستيها ضيعتى شكلك ومنظرك علشان تهديد عبيط منه
اروى بجدية :خفت منه اوووى
نور بعصبية : وبعدين
اروى : مفيش دخلت ارد عليكى وهقوم اشوف وصلة التريقة خلصت ولا لسا
نور بجدية : استغفر الله العظيم ربنايهدى
اروى : بجد علشان انا تعبت منه شخصية فظيعة ومستفزه ور
صمتت لفتره فظلت نور تهتف باسمها لكن لم تعرف ان ترد عليها فقد دخل عليها حسام وهى تسب فيه ففى هذا اليوم تاكدت ان لم تمر هذه الليلة بسلام اخذ منها الهاتف واغلق الخط ونظر اليها بشر قائلا بغضب : هحاسبك على حاجات كتير اوووى بس بعد ما الناس تمشى اتفضلى امشى ادامى
كانت تتحرك وقلبها مليىء بالخوف والقلق من الذى يفعله بها ظلت طوال الجلسة تدعى ان اليوم يعبر بشىء من الرحمة والهدوء جلست اكثر من ساعتين يبدوا على وجهها امارات الفزع والرعب حتى بعض الناس سالوها ولكنه رد بدلا منها قائلا : صحبتها بس تعبانة فهى قلقانة عليها وعندما رحلوا ووقف امامها شعرت بان حان وقت تنفيذ حكم الاعدام التى حكمت به على نفسها منذ اليوم التى وافقت على الزواج منه فنظرت اليه برجاء وقالت بهدوء : حسام ممكن تهدى ونتكلم براحة
ظل ينظر اليها نظرات خالية من اى تعبير وقال بهدوء مصطنع : انا هادى جدا عايزه تتكلمى فى اية
اروى : انت قولت هتحاسبنى بعد ما الناس تمشى والناس مشيت خلاص
حسام : هو انتى عملتى حاجة غلط اصلا
اروى بجدية : لا معملتش
حسام بغضب : كل دا ومش بتعملى
اروى : ما انت الى قولت
حسام بعصبية : انا لو ضربتك علقة موت مش هرتاح بصى يا اروى بعد كدا مفيش شغل والدلع الى انتى كنتى فيه وحد يساعدك فى البيت ونجيب اكل جاهز انسى كل دا اقسم بالله لهوريكى ايام سودا يا هانم
اروى ببكاء : حرام عليك يا حسام انت متاكد انك بتحبنى
حسام بجدية : بحبك اه لكن تسوقى فيها لا مش انا يا هانم الى يتقالى لا ولا انا الى يتقال عليا مستفز
اروى برجاء : انا اسفة والله اسفة مش هقول كدا تانى
حسام : انتى اصلا متقدريش تقولى لا انهارده كانت غلطة وباذن الله هربيكى عليها لكن لو اتقالت تانى وعزه وجلاله الله لهكون مديكى علقة تنيمك شهر فى السرير
اروى : حاضر صدقنى حاضر بس بلاش تمنع الشغل عنى علشان خاطرى
حسام : بلاش كلام كتير لانى مش هتنازل عن قرارى
ظلت تبكى وتترجا لكنه ظل متمسك برائيه لم يبالى بها وترك لها الغرفة وباتت ليلتها تبكى
.................................................. .................
فلكل شخص فينا له ماضى وله حاضر وله مستقبل ولكن الانسان الجيد هو الذى يتذكر ما تعلم من الماضى لينفذه فى الحاضر وليكون مستقبل مشرق اعلنت الشمس عن بداية يوم يختلف عند الجميع فيمكن ان يكون اليوم هو بداية باب للسعاده والحظ ويمكن ان يكون اليوم هو بداية باب للتعاسة والهلاك اما هى فظلت مساء الليل تفكر فى صديقتها ظلت تشعر بالاختناق ظلت تبكى دون ما تعرف السبب تود ان تتكلم مع احد لكن مع من ؟ شعرت وقتها ان لجاسر اهمية فى حياتها لكى تتكلم معه قامت بتبديل ملابسها وذهبت الى عيادته لتجد مجموعة صغيره من الناس لقد ذهبت مبكرا اتجهت نحو الممرضة لتقول لها : السلام عليكم عايزه ادخل بدرى بس للدكتور
ممرضة : هحاول والله يا انسة نور بس
نور : لا ضرورى
اشفقت عليها الممرضة لانها كان يبدو عليها الحزن والهم فقالت باشفاق : حاضر اول ما تخرج قاطعها صوت الباب وهو يفتح فتقول لها ممرضة : خشى حضرتك يلا
اتجهت نحو الغرفة وجلست امامه نظر اليه بسخرية ولكنه اخفى هذه النظر بسرعة لكى لا يغضبها
وقال بهدوء : اتمنى تكونى احسن انهارده
نور بجدية : الحمدلله
جاسر : دايما مالك بقا اية الشىء الضرورى الى خلاكى تيجى انهارده
نور بحده وصوت عالى : يعنى هيكون مالى اتجننت مثلا
جاسر بنفاذ صبر : لتانى مره اقولك صوتك ميعلاش وكمان انهارده مش من ايامك
نظرت الى الارض حرجا وقالت : نسيت
جاسر : خلاص مفيش مشاكل ممكن اعرف مالك
نور بغضب :هتجنن هموت هتشل
جاسر : ليه كل دا حرام عليكى
نور : تعبت بجد كل شىء فى الدنيا عكس الى انا عيزاه
جاسر : دى حاجة اكيده مش لازم الى انتى عيزاه يحصل
نور : لا انا صاحبة قرار كل حاجة فى حياتى
جاسر : القضاء والقدر هما الى بيتحكموا فى حياتنا
صمتت ولم تقل شىء فاكمل حديثه قائلا : مش لازم علشان انتى حصلك حاجة بسبب انك بتسمعى الكلام تغيرى تفكيرك وتكونى الفتاه المتمرده
نور بانفعال : قولتلك مليون مره محدش يقدر يكسرنى ولا انا بسمع كلام حد
جاسر : كدابة . انتى حبيتى واتكسرتى فاتمردتى على حياتك القديمة لانك كنتى ضعيفة نظرت اليه بغيظ ولكنه قال : مشكلتك انك بتهربى مع انك بتحبى انتى انسانة عايزه كل حاجة ليكى عايزه كل الاشخاص تكون تحت امرك انتى شخصية عايشة فى الوهم بعد ما سابك الى كنتى بتحبيه لاى سبب كرهتى حياتك بقا قلبك اسود بتكرهى الناس كلها لانك زى العروسة الى بتتحرك على حسب الوقت الى انتى فيه لما مش لقيتى الى يحركك قولتى هحرك نفسى لكنك اتحركتى غلط الملخص شخصية ضعيفة اتكسرت اتمردت فعملت كل شىء غلط
ظلت تسمع اتهاماته وسبه فيها سمعت كل ما قال فشعرت الغضب الشديد منه لانه عرف عيوبها كاملة فلم تشعر بنفسها الا وهى ترفع يديها لتضربه
يتبع