الجزء 14

قرأ الورقة. شعر بالصدمة فهى كيف تجرا على طلب ذلك تريد ان يطلقها تريد ان تبقى حره ولكنها تحلم فهو قدرها ولن يفرق بينهما الا الموت خرج من الغرفة وذهب الى صديقه الذى ينتظره عند الباب نظر اليه باستغراب قائلا بجدية: فى اية يا حسام ؟

حسام بجدية : مش عايز اتكلم تعال وانت تعرف

اغلق الباب وذهب الى سيارته وانطلق بها وبعد قليل وقف امام بيت اروى القديم صعد بسرعه وخلفه ادم دق الباب بعنف شديد فتحت اليه سيده فى اواخر عقدها الرابع قائله بحده : حد يخبط كده ؟!

تجاهل كلامها قائلا بحده: فين اروى يا طنط

نظرت اليه بغضب ثم نظرت الى ادم باستغراب قائلة بجدية : اتفضلوا نتكلم جوا

دلفوا داخل الشقة ثم اغلقت الباب وقف امامه قائلا :تشربوا اية ؟

حسام بحده : مش عايز اشرب انا عايز مراتى

الام : نقعد ونتكلم

جلسوا ثم قالت الام : عايز اروى ليه يا حسام

حسام بحده : مراتى سابت البيت ومشيت المفروض اعمل اية ؟

الام بجدية: مراتك مسبتش البيت بمزاجها انت السبب تصرفاتك كلها السبب

حسامبجدية : مراتى واعمل فيها الى انا عايزه

الام بحده : لا .. بنتى مش واحده من الشارع علشان تتعامل معاها كده

حسام بجدية : حضرتك موافقة على كل تصرفاتها

الام بجدية : لا طبعا .. وهى غلطانة فى حاجات كتير .. لكن تحبسها فى البيت وتقريبا كل اسبوع خناقة دا لو مكنش كل يوم .. انا مش جوزت بنتى علشان افقدها انا جوزت بنتى علشان اطمن عليها

حسام : وحضرتك عارفة انى راجل واعرف امشى بيتى واحافظ على اروى

الام بجدية : احنا يوم ما جوزنا اروى ليك .. قولنا انت ذكى وهتعرف تتعامل معاها .. اروى طول عمرها البت الوحيده الى بعد سنين طويلة جبتها خدت كل الدلع والحنان مش تفضل طول عمرها عايشة مرتاحة عيونها عمرها منزلت دموع وهى فى بيتى دايما بتبقى فرحانة ومبسوطة لكن معاك عمرها ما فرحت ولا اتبسطت

حسام بغضب: حضرتك هتقوليلى زيها ..وانا ذنبى ايية اخد واحده مدلعة دلع يقرف ،واحده متعرفش تشيل مسئولية نفسها لما نخلف هتعرف تشيل مسئوليه طفل وبيت واسره، يا طنط اروى ست بيت فاشلة بمعنى الكلمة

الام بجدية : وهى قالت الحل الى هيريحك ويريحها .. طلقها علشان تخلص نفسك انت وهى من العذاب ده

كان على وشك ان يرد ولكن قاطعه ادم الذى كان يتابعهم بصمت قائلا بجدية: بعد ازن حضرتك الطلاق مش حل وكمان اروى صغيره اووى على كلمة مطلقة .. اروى وحسام بيحبوا بعض اووى

الام : بيحبوا بعض اه .. لكن مش عارفين يمشوا حياتهم .. انا بنتى تبقى مطلقة ولا اشوف نظره الحزن فى عيون بنتى

حسام بحده: انا عايزه اتكلم معاها

الام بجدية: مش طايقة تشوفك .

حسام بنفاذ صبر : ما انا هتكلم يعنى هتكلم

الام بجدية : تعالى كمان يومين تكون ارتاحت شوية

نهض وذهب الى غرفتها حاول ان يفتح الباب وجده مغلق بالمفتاح ظل يدقه عليه بعنف شديد قائلا : افتحى يا اروى بدل ما اكسر الباب

اروى ببكاء : مش هفتح الباب واعمل الى تعمله

ظل كما هو يدق الباب بعنف ولم يستطيع احد ان يوقفه .. ادم حاول كثير ان يبعده ولكنه لم يعرف .. لم تعرف الام تتصرف كانت الصدمة محتل جميع معالم وجهها شعرت انها غير قادره على التحدث . قال بغضب شديد ممزوج بالحده : اقسم بالله يا اروى لو ما فتحتى لاكسر الباب على دماغك وساعتها متعرفيش اي الى هيحصلك منى

لم ترد عليه وظلت كما هى ترتعش من الخوف ولكنها اذا فتحت الباب سوف يقتلها فسمعته يقول : ماشى يا اروى ابقى استحملى ثم خبطه بجسده كله مرتين .. وجدته امامها وعيونه تحمل نظره واحده فقط هى الشر اقترب منها وهى ترتعش بشده لم تعرف ماذا تفعل الدموع تغمر وجهها بشده وجسدها ينتفض وكل ما يدور فى عقلها ماذا سيفعل بها .. رفع يده ليصفعها لكن وجد يد تمسكه فهتف قائلا : اوعى ايدك يا ادم

ادم بحده : اروى فى الاول والاخر بنت عمى ... ومحدش يمد ايده عليها

بعد يده قائلا بحده : دى مراتى يعنى بتاعتى انا ... محدش هيعرف يخدها منى ولا يرحمها من ايدى انهارده

ادم بضيق: لا . عمى مات اه .. لكن اروى وراها رجالة مهما حصل هتفضل بنت عمى وهيفضل ليها عيلة تعرف تتكلم معاها

حسام : متتدخلش يا ادم علشان منخسرش بعض

ادم : مش هنخسر بس تمد ايدك لا

كانت ترتعش لم تسمع شى ء كل ما فى عقلها انه سوف يقتلها ذهبت اليها امها واخذتها بين احضانها بكت بحرقه شديده وظلت صامتة تماماً

حاول ان يهدا قليلا وقال بغضب : يلا يا اروى نمشى

بعدت عنها وقفت امامه قائله : تمشى تروح فين ... انت هتطلق بنتى لو كان فيه سبب اخليها ترجع ليك دلوقتى راح انا عمرى ما هكون مطمئنة على بنتى وهى معاك

حسام بغضب: خلى حضرتك محضر خير وبلاش العناد معايا هى عارفة انا ممكن اعمل اية

الام : اروى مش هترجع واعلى ما فى خيلك اركبه

حسام : ماشى يا طنط ثم اردف بجدية : بكره ارجع من شغلى لو ملقتكيش هاجى اخدك وساعتها ما حد هيعرف يوقفنى او يخلصك من ايدى.. قال كلامه ثم خرج ليس من الغرفه فقط بل من البيت كله

ربت على يديها بحنان قائلا: معلش يا اروى .. اهدى ثم ذهب وراء صديقه

ذهبت اليها مره اخرى وعادتها مجددا الى صدرها وظلت تتلى عليها بعد الايات لعلها تهدى ولكنها كانت تزيد تزيد بشده .. بكت الام على ابنتها فامسكت الهاتف واتصلت بصديقه ابنتها وطلبت منها ان تاتى اليها بعد وقت ليس بطويل فبيت نور قريب من بيت عائلة اروى كانت تدق على الباب فتحت اليها وركضت بسرعة الى صديقتها فوجدتها شبه منهاره تماما حاولت ان تهداها ولكن محاولتها بات بالفشل فهى لن تفعل شىء غير البكاء والبكاء يزداد شىيئا فى شىء فكرت ان تتصل بجاسر فهو دكتور ويمكن ان يعرف ماذا يفعل ولكنها تذكرت طلبه فشعرت بالحرج بان تكلمه .. ولكنها تنازلت عن حرجها مقابل صديقتها فتحت حقيبتها واخذت منها الهاتف واتصلت بيه . كان يركن عربيته لكى يدخل ويستريح وجد هاتفه يرن قرا اسمها شعر بالاستغراب ورد قائلا : الرد وصل بسرعة اووى كده

نور بحرج : لا انا محتاجه حضرتك فى حاجة تانية

جاسر باهتمام : خير فى اية

نور : صحبتى تعبانة جدا بتعيط اووى ومحدش عارف يسكتها خالص ممكن بس تيجى تشوفها .

جاسربجدية : حاضر بس قوليلى العنوان

املته العنوان واغلق معاها الخط وتنهد بتعب ثم انطلق ذهبا الى العنوان
.روايتى الثانية : كسرنى ولكن احببته . بقلمى
وقف امام العماره واغلق سيارته ثم صعد الى المنزل رن الجرس بهدوء فتحته اليه نور قائلا : اسفة جدا بس معرفش دكتور غيرك

جاسر بهدوء : ولا يهمك ثم اردف بجدية : هى فين ؟

نور : اتفضل

اتجهت نحو الغرفة وهو يسير خلفها فتحت الباب فوجدها تنام على سريرها وتبكى بشده وترتعش كثيرا وشكلها يوحى بالتعب والالم حمل كرسى يوجد بالغرفة ووضعه بجانب سريرها وجلس عليه قائلا بهدوء : ممكن بس تفتحى عينك

لم ترد وظلت تبكى فقال بجدية : طب كفاية عياط العياط مش هيريح خالص

ظلت كما هى فقال بجدية : طب بعد ازنك يا انسة نور هكتبلك اسم حقنه تجبيها

فزعت بشده وفتحت اعيونها وقالت بصريخ : حقن لا .. حقن لا

ذهبت اليها مسرعه وجلست بجانبها قائله بهدوء : اهدى يا اروى اهدى يا حبيبتى مش هجيب حاجة

جاسر بجدية : مفيش حل غير اانك تبطلى عياط وتقعدى نتكلم .. او تاخدى حقنه اختارى اى حاجة

ابتعدت عن نور ببطىء ثم مسحت دموعها وجلست

ابتسم اليها قائلا : ايوه انا بحب الى ادامى يبقى هادى علشان نعرف نتكلم ثم اردف بجدية : اية بقى الى خلاكى تعيطى كده

عادت مره اخرى الى البكاء الشديد فقال جاسر بجدية : خلاص اهدى

نظرت الى نور برجاء بمعنى انها لا تريد ان تتحدث فقالت : دكتور ممكن بلاش كلام

اشار اليها ان تصمت قائلا بجدية : ممكن كوباية ماية

اومات براسها وخرجت خارج الغرفه فقال : لو مش عايزه تتكلمى دلوقتى ماشى .. لكن العياط مش هيفيد وممكن يحصلك انهيار عصبى وساعتها هتروحى مستشفى وحاجات كتيره كده ملهاش لازمة ثم اردف بجدية : اسمك اية

اروى بتعب شديد وصوت منخفض : اروى

جاسر بهدوء : وانا جاسر ... ممكن بقى نتكلم شوية صغيره مع بعض وبعديها امشى من غير حقن ولا اى حاجة

اومات براسها فقال : اية بقى الى خلاكى تعيطى كده ومش راضية تهدى

اروى بتعب :مخنوقة وتعبانة اووى

جاسر : لكل شى ءسبب انتى مخنوقة ليه

قاطع كلامها صوت حسام قائلا : انت بتعمل اية هنا وقاعد هنا ليه ؟

نهض قائلا : خير فى حاجة ؟

حسام بغضب : اه انا جوز الهانم الى انت قاعد تضحك وهى بتتكلم معاك

جاسر بجدية : وحضرتك كنت فين وهى قاعده بتعيط

حسام : انت مالك .. ثم انت تعيط .. تخبط راسها فى الحيط ..انت مالك بيها ولا انت حبيب القلب الى عايزه تتطلق بسببك

امسكه من ياقه قميصه قائلا : اقسم بالله لولا انى فى بيت ناس كنت ضربتك علقه تحلف بيها طول عمرك.. علشان واحد زيك مينفعش يكون زوج

اتجهت نور نحوهم مسرعه وهى تترجى جاسر : جاسر علشان خاطرى سيبه اروى مش ناقصة كفاية انها رجعت تانى تعيط علشان خاطرى يا جاسر

ابعد يده عنه وذهب الى اروى امسكها من ذراعها بعنف وجعلها تقف امامه قائلا : يلا يا هانم وحسابنا فى البيت

اروى برعب : مش عايزه اروح معاك

تجاهل كلامها وظل سير وهى تمشى خلفه وتحاول ان تبعد يديها عنها اوقفه ..وقف امامه جاسر : قالتلك مش عايزه تروح معاك انت هتاخدها غصب عنها

ترك يديها بغضب فاصدمت بالارض ساعدتها نور على الوقوف وجعلتها تستلقى على سريرها ووجه كلامه لجاسر : يا سيدى مراتى اضربها اموتها ابوسها اولع فيها انت مالك ..

نظر جاسرالى اروى قائلابجدية : عايزه تروحى معاه

هزت راسها نافيا فقال بصرامة : هى مش عايزه .

حسام : هاخدها معايا يعنى هاخدها غصب عنك او عن اى حد

تدخلت االام قائلة بغضب ممزوج بالجدية : حسام انت مش قولت عايزها بكره خلاص سيبها ونشوف حل بكره لكن انا بنتى منهاره سيبها ترتاح وبعديها نبقى نشوف حل فى المصيبة بتاعتكم دى

تنهد بغضب قائلا : هسمع كلام حضرتك بس بكره هاخدها يعنى هاخدها ثم اردف بجدية : وانت يا استاذ اتفضل اطلع بره انت بتعمل اية هنا

جاسر ببرود : انا واحد رخم قاعد هنا ..مش قاعد فى بيتك

حسام بغضب: قاعد هنا مع مراتى فى بيتها بتعمل اية

جاسر ببرود: بحاول اهديها بدل ما جوزها مش عارف حتى يتعامل معاها

ضغط على اسنانه بغضب ونظر الى امها قائلا : انا ساكت ومش عايز ارد عليه فخليه حضرتك يطلع بره وميقعدش معاها

الام بنفاذ صبر : حاضر يا حسام ممكن تمشى بقى

خرج من الغرفه وذهبت الام خلفه قائله : حسام انت من ساعت ما اتقدمت لاروى وانا بحبك وبعتبرك زى ابنى لكن الى انا شوفته انهارده ده يخلينى افكر مليون مره قبل ما اخلى بنتى تروح معاك .. انا مليش غيرها فى الدنيا ولو حصلها حاجة ساعتها مش هيكفينى فيك موتك كلامى وصلك يا حسام اتفضل

خرج من البيت دون ان ينطق كلمة واحده اغلقت الباب خلفه وتنهدت بحزن على حال ابنتها دخلت للغرفه فوجدت جاسر يحاول ان يهداها وعندنا راىء امها ذهب اليها قائلا : ممكن اتكلم مع حضرتك

اتجهت نحو غرفه الصالون وجلسوا فقال الام بهدوء : خير يا دكتور

جاسربجدية : بنت حضرتك عندها شبه انهيار عصبى ...لو زاد هيغمى عليها وهتروح مستشفى .. انا مش حابب اقلق حضرتك بس ياريت تقعد فتره من غير ضغط او اى عصبية ..ومن الواضح ان جوزها هو السبب

الام : فعلا حسام هو السبب ...يعنى اخليها تسافر احسن

جاسر بجدية : مش لازم سفر بس مثلا لو بتشتغل تروح ... تتفسح شوية ..تخرج من مود النكد والعصبية

الام : حاضر هعمل كده ..شكرا جدا

جاسربجدية : العفو على اية ده شغلى ..انا مش عايز اديها حقنة مهدئة لانها بتكره الحقن بشكل غريب .. بس انا حابب اشوفها مره كمان يمكن تحتاج تجيلى العياده

الام: بنتى مش مجنونة يا دكتور

جاسر بابتسامة : لو كل واحد تعبان شوية وراح لدكتور يبقى العالم كله مجنون .. بلاش نفكر فيها كده

الام : انا مقصدش حاجة ... بس خايفة اروى متوافقش

جاسر : هتوافق بس هدخل اقولها حاجة وهمشى علطول

عاد الى غرفتها مره اخرى نظر اليها مبتسما ثم وضع يديه فى جيوب بنطلونه قائلا بجدية: انا همشى ومن غير حقن ولا اى حاجة بس لو مامتك اتصلت تانى ساعتها غصب عنى هتاخدى الحقنة علشان تهدى

اروى : لا خلاص مش هتتصل

جاسر : ماشى وانا هعتبره وعد انك مش هتعيطى ثم اردف بجدية : لو اى وقت عايزه تتكلمى اتصلى بيا اتفقنا

اروى بارتياح :اتفقنا

جاسر : سلام

سار ناحية الباب وتوقف عند سماعه تقول بجدية : دكتور جاسر استنى هنزل مع حضرتك
واتجهت نحو اروى وقبلت جبينها قائلة :همشى علشان الوقت وهجيلك بكره علطول سلام
خرجوا سويا ونزلوا وقفته مره اخرى قائله : الفلوس المرادى من حقك

جاسر : الاول : عايزه اعرف طلبى وافقتى عليه ولا ..

نور بحيره : انا مش عارفه عايزه اتكلم معاك تانى

جاسر بجدية : ماشى بكره باذن الله فى .......... الساعة

1
نورط: ماشى يا دكتور ممكن بقى تاخد الفلوس

جاسر : بكره باذن الله

ثم تركها وذهب الى سيارته وانطلق بها وفعلت مثله وهى تشعر بارتياح

كان يجلس فى ميعاد المتفق عليه كان يجلس بشرود ولكنه فاق عندما راءها تجلس امامه فقال بجدية : انتى جيتى امتى

نور بجدية : لسه جاية بس شكلك كنت سرحان

جاسر : اه فعلا ثم اردف بجدية : عاملة اية

نور : الحمدلله وانتى .

جاسر : الحمدلله ثم اردف بجدية : نادر ظهر ليكى تانى او كلمك

نور بكدب : لا ابدا

جاسر : تمام ردك اية

نور : اولا : انا معرفكش .. اه انا بقيت اثق فيك شوية منكرش ده لكن انا خايفة منك

جاسربجدية : الخوف حاجة طبيعية جدا .. انا واحد متعملتيش معاه غير قليل وفى حدود معينة طبيعى يبقى فيه خوف

نور بجدية : انا مقدرش ارتبط بواحد خايفه منه .. خايفه ترجع فى كلامك

جاسر بتفكير : انتى بتحبى المغامره

نور باعجاب : جدا ..

جاسر : حلو اووى .. اعتبرى جوازنا تجربه ممكن تبقى كويسة وممكن تبقى وحشة

نور بتفكير : ممكن .. بس انا عندى شروط علشان اوافق

جاسر : مع انى مبحبش الشروط بس اتفضلى

نور : انا بحب شغلى جدا ومستحيل اقعد منه مهما حصل .. انا هبقى فى اوضة وانت اوضة تانية .

جاسلا بجدية :شغلك انا موافق عليه انا مش هتجوزك علشان اخليكى كرسى فى البيت انت انسانة ليكى شغلك وصحابك وتعاملاتك كل ده معنديش مانع فيه لكن كل حاجة بحدود .. بالنسبة لكل واحد اوضة دى مش هتنفع لاننا هنعيش مع والدتى واختى لان والدى متوفى فمقدرش اسيبهم لوحدهم ..

نور بتفكير : هتقدر تحمينى من نادر

جاسر : باذن الله هعمل كل الى اقدر عليه

نور بتردد : موافقة على طلبك

جاسر بجدية: هاتى رقم والدك اتصل بيه وابقى احدد معاد

نور بجدية: انا هقولهم اكيد فى البيت على الاتفاق

جاسر: لا طبعا احنا ادام اى حد زوجين

نور : كده اهلى هيعرفوا انى كنت بتعالج عند دكتور

جاسر بسخرية : انتى محسسانى انى بديكى مخدرات م ثم اردف بجدية : عموما مش هيعرف متلاقيش وسيبى اى حاجة عليا ومتخفيش ممكن بقى الرقم

اعطته الرقم وهى تشعر بالخوف فهى داخلة على تجربة جديده ..تجربه سوف تغير مسار حياتها احس بما يجول فى عقلها فقال بجدية : متخفيش صدقينى مش هغير فى حياتك كتير

اومات براسها ونهضت قائلا : انا همشى لانى ورايا مواعيد .

قام وقال : ماشى اتفضلى وانا هكلم ولدك بالكتير انهادره .او بكره

خرجت من المكان تحت انظاره .. هو غير راضى عما يفعل انه يحب ميرنا بشده ولا يريد ان تاتى اى فتاه اخرى تحمل اسمه غيرها ولكن ليس كل يريده المرء ان يحدث فيحدث فكل شىء يحدث كما يريد الله تذكر اية من ايات الله الحكيم (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم )

وذهب الى بيته وجد : امه جالسة على اريكة تشاهد التلفاز ذهب نحوها وقبل راسها ثم يديها وجلس بجانبها اغلقت التلفاز ونظرت اليه قائله : مالك يا جاسر ؟!

اعتدل فى جالسته قائلا : مفيش يا حبيتى عايزه اتكلم مع حضرتك وريم

سهير : هناديها واج

قطع كلامتها صوت ريم وهى تقول : والله ما تقومى انا سمعت صوت عربية جاسر جيت جرى

جاسر بابتسامة : شاطره ثم اردف بجدية : اقعدى بقى علشان اتكلم

جلست ووضعت يديها تحت ذقنها قائلا : كلى اذان صاغية

جاسر بجدية : فى واحده عايز اتقدم ليها وكنت ناوى اكلم باباها انهارده بس قولت اخد رايكم الاول

ابتسمت سهير ثم ربتت على قدمه قائلا : موافقين طبعا

ابتسم بسخرية ثم نظر الى ريم بجدية : وانتى اية رايك

كانت تسمعه والدهشة مسيطره عليها جاهدت حتى تنطق قائله بجدية: هتتجوز بعد ميرنا .. انت قولت عمرك ما هتتجوز بعديها صح .. ليه رجعت فى كلامك .. مش راجل مبيرجعش فى كلمته انت الى قولت كده .. ثم اردفت والدموع تملىء اعيونها: انت نسيتها ولا بطلت تحبها .. طب ازاى وكل حاجة خاصة بيها فى اوضتك لبسها .. صورها حتى المشط الى كانت بتسرح بيه شعرها لسه موجود ..

اغمض اعيونه بحزن وكان على وشك الرد ولكن قاطعته امه قائله : اية يا ريم .ميرنا ماتت من 3 سنين .. اه ميرنا كما كلنا بنحبها لكن جاسر مش هيوقف حياته كلها علشانها

ريم بغضب ممزوج بالدموع : بس هو الى قال كده .. طب ليه لسه بيجيب هدايا فى عيد ميلادها .. ليه بيروح كل اسبوع ليها .. هو كده مش هيظلم الى هتتجوزها .. من امتى بقيت ظالم يا جاسر

سهير بغضب : انتى ازاى تتكلمى كده .. ده اخوكى الكبير.. من كتر القاعده مع اصحابك بقيتى قليلة الادب

نهض قائلابحده ممزوجة بالغضب : خلاص خلصتوا كل واحد قال حاجة نفسه فيها .. ثم وجه كلامه الى ريمقائلا بجدية : بقيت ظالم صح يا ريم .. ياريت بقى ملكيش دعوه بيا ولا تتكلمى معايا ده يبقى احسن اصل مينفعش تتعاملى مع واحد ظالم

لم تعرف ترد عليه ركضت بسرعة الى غرفتها ثم نظر الى امه قائلا : حضرتك دلوقتى راضية عنى صح ... فعلا انا اسعد انسان دلوقتى فى الدنيا

ثم تركها وذهب الى غرفته تنهدت بضيق فهى كل ما تتمناه هو سعاده اولادها فذهبت الى غرفه جاسر وجده يجلس على سريره تنهد ايضا بضيق ولم يتكلم اغلقت الباب خلفها قائلة بجدية : انا عارفة انت بتعمل كده غصب عنك بس هتيجى تشكررنى بعد كده

جاسر بجدية : انا بشكر حضرتك من غير حاجة وانا كده كده هكلن الراجل بليل اتقدم لبنته وحضرتك كمان لو عيزانى اتجوزها بكره مفيش مشاكل المهم حضرتك تكونى مبسوطة وراضية عنى

سهير بغضب : من امتى انت كمان بتتكلم كده

جاسر بغضب : انتوا ليه مش حاسين بيا ثم اردف بحسره :انا واحد مراته ماتت وهى فى حضنه كانت اخر كلمة بتقولها ليه انا بحبك متسبنيش .. مراتى الى قعدت معها احلى سنتين فى عمرى .. الى عمرها مزعلت حد بالعكس غيرت كل واحد فينا ...ثم اردف مره اخرى بجدية :انساها ازاى .. عمرها ما سبتنى زعلان ولا نمت ابدا مضايق اذا كان منها او من غيرها .. مش عيزانى افضل احبها مش عيزانى منساش اى حاجة ليها حضرتك كنتى بتقوليلها اانك بتحبيها زى ريم واكتر فى لحظة .. عيزانى اتجوز انا هتجوز لكن انا مش هستحمل كلمة فى حد . انا لو كنت جبل كنت وقعت .. مراتى سابتنى .. ابويا الى كان صاحبى وكل حاجة ليا مات برضوا وسابنى بقيت مسئول عن حضرتك وريم وفى نفس الوقت مفروض اثبت نفسى فى شغلى .. عملت اسم كبير .. جاسر شهاب اكبر دكتور نفسى فى مصر ..هو اصلا مريض نفسى عايز يتعالج نسيت اى حاجة خليت بالى ريم اتربت احسن تربية واى حد بيشهد بيها .. متفوقة ومتربية قموره ومحترمة وحضرتك بتقوليلى انت احسن ابن فى الدنيا.. انا جيت على نفسى كتير وساكت وهفضل ساكت لكن حد هيجى عليا اكتر من كده انا مش هستحمل ...

الام بدموع : حاضر يا جاسر مش عايز تتجوز متتجوزش حقك يا حبيبى ...براحتك

يمسح دموعها بيده قائلا : اسف يا حبيبتى .. بس بجد انا تعبان اووى .. وريم خلتنى اتعب زياده ... انا بعمل والله كده علشان رضا حضرتك وهفضل اعمل اى حاجة فى الدنيا علشان رضى حضرتك بس

الام :صدقنى يا جاسر ان يهمنى بس مصلحتك

جاسر بهدوء : عارف

الام بجدية : هطلب منك اخر طلب

تنهد بنفاذ صبر قائلا بجدية : اتفضلى

الام : صالح اختك قبل ما تعمل اى حاجة

جاسر : لو صالحتها هتعرف ان اسلوب كلام بتاعها ده عادى ... انا مش زعلان منها علشان اى حاجة قالتها اسلوبها بس الى غلط

الام : علشان خاطرى انا

جاسربجدية : سيبيها يا ماما تعرف انها مش لما تعمل حاجة غلط انا هروحلها .. خليها يومين علشان تعرف انها لما تتكلم مع حد كبير يبقى صوتها واطى واسلوبها عدل

الام بجدية : ماشى يا حبيبى ..ثم اردف بجدية : يلا هحضر الاكل وتعالى ناكل

جاسر بابتسامة : حاضر

ينتشر اصوات الاذن فى جميع الانحاء يعلن عن بداية يوم جديد يوم ملىء بالاحداث .. استيقظ على صوت رنه هاتفها فنظرت الى اسم المتصل فوجدت رقم لا تعرفه . رقم لاول مره تراه .. فلم تعطى لامر اهتمام ووضعته بجانبها .. ولكنه حاول الاتصال مرات عديده

اجابت على الاتصال قائلة : مين حضرتك

..يتبع ...


إعدادات القراءة


لون الخلفية