الجزء 6
لم تشعر بنفسها الا وهى ترفع يديها لتصفعه امسك يديها بقوه قبل ان تهبط على وجهه قائلا بحده : مفيش حد يقدر يعملها
تبعد يديها عنه بعنف قائلة بعصبية: انت انسان مستفز
جاسر بغضب : لاول ولاخر مره تطولى لسان او ايدك انا مش زى اى انسان عرفتيه قبل كدا
شعرت بالخوف فلاول مره تخف من احد فهو شخص ذو شخصية عجيبه لم تعد على مقابلتها من قبل فقالت بحنق : انت الى بدات فى الغلط
جاسر بجدية : انا مغلطش وانتى عارفة انا وضحت شخصيتك بس
نور بعصبية : يعنى انا كل دا فيا انا وحشة اووى كدا
جاسر بجدية : انتى فهمتينى غلط انا بقولك ان الى حصلك خلاكى تتغيرى للوحش
نوربانفعال : انت مش تعرف انا حصل ليا اية علشان تتكلم
جاسربهدوء : مش لازم اعرف المهم تكونى انتى كويسة
نور : انت عمرك حصل معاك موقف خلاك تكره حياتك
جاسر بجدية : ليه سوال دا
نور بجدية : علشان لو كان حصلك حاجة كنت هتحس بيا
جاسر بجدية : حتى لو حصل ليا فانا هتغير للاحسن
نوربجدية : للاسف انا معرفتش
جاسر بهدوء : بايدك كل حاجة انتى ممكن ترجعى احسن من الاول
نور : صعب اووى
جاسر : مفيش حاجة صعبة بعزيمتك ممكن تغيرى اى حاجة
نور : مش عايزه ارجع ساذجة
جاسر : مش لازم تبقى ساذجة ولا تبقى وحشة وشريره خليكى طبيعية تبقى شرسه لما حد ياذيكى ودى حاجة مش صعبة عليكى لانك للاسف بقيتى تتعاملى بشراسة مع كل الناس وخليكى عادية مع ناس الطبيعية وفيه فرق كبير بين الطيبة والساذجه
نور بعصبية: عندك حق بس مشكلتى انى نفسى انسى
جاسربهدوء : النسيان من نعم ربنا عليها ربنا اكرمنا كلنا بها بس احنا لازم نساعد عقلنا وذكرتنا انها تنسى بس اقول انا عايزه انسى وانا افكر فيها فكرى دايما فى بكره مش فى انهارده وبس
نور : المهم اعيش انهارده ومش فارقة بكره اية يوم هعيشه وخلاص
جاسر : اى فعل بنعمله فى الدنيا بيترتب عليه ايامنا الجاية انا هحيلك قصة عجبتنى اووى في يوم من الأيام إستدعى الملك وزراءه الثلاثه
وطلب من كل وزير أن يأخذ كيس ويذهب إلى بستان القصر ويملىء هذا الكيس له من مختلف طيبات الثمار والزروع
وطلب منهم ألا يستعينوا بأحد في هذه المهمة..وأن لايسندوهــا إلى أحــد أخـر
إستغرب الوزراء من طلب الملك وأخذ كل واحد منهم كيسه وإنطلق إلى البستان
الوزير الأول حرص أن يرضي الملكـ فجمع كل الثمرات من أفضل وأجـود المحصول وكان يتخير الطيب والجيد من الثمار
الوزير الثاني فقد كان مقتنع أن الملك لايريد الثمار ولايحتاجها لنفسه وأنـه لن يتفحص الثمارفقام بجمع الثمار بكسل وإهمال ولم يتحرى الطيب
الوزير الثالث فلم يعتقد ان الملك سوف يهتم بمحتوى الكيس أصلا فملىء الكيس بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار...
وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتـى بالوزراء الثلاثه مع الأكياس التي جمعوهـافلما إجتمع الوزراء بالملك ..أمر الملك الجنود بأن يأخذوهم ويسجنوهم..كل واحد منهم على حدهمع الكيس الذي معه لمده ثلاثه شهور في سجن بعيد لايصل إليهم أي أحد كان...
وأن يمنع عنهم الأكل والشراب
فالوزير الأول بقي يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى إنقضت الشهور الثلاثه
أما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثه في ضيق وقله حيله معتمدا على ما صلح فقط من الثمار
وأما الوزير الثالث الثالث فقد مات جوعا قبل أن ينقضي الشهر الأول
ظلت تسمع له باهتمام حتى انهى كلامه فقالت باعجاب : حلوه اووى القصة دى
جاسر بجدية : لو كان الملك التالت عمل حساب المستقبل كان زمانوا عايش الملخص بصى لبكره لان دا هيبقى المستقبل بتاعك بلاش تبصى تحت رجل
نور باقتناع : فعلا انت عندك حقا
جاسر : لو كل الناس حصلها موقف واحد هيغير حياتها لاسوا يبقى هنعيش فى جهنم لان فى كل دقيقة بتحصل حاجات تغير مسار حياتنا
نور : عندك حق ميرسى اوى
جاسر : العفو دا شغلى المهم انك تكونى ارتحتى حتى لو 1%
نور: شكرا جدا انا ارتحت كتير اوووى
ثم تنهض مصافحه له وتخرج من الغرفة
رجت من عيادته بحال افضل مما دخلت به شعرت ببعض من الراحة كانت تود ان تجلس فى مكان هادىء لا يتكلم معاها اى شخص حتى لا يعكر صفوها وراحتها... لكنها قلقه على صديقتها فانطلقت بسيارتها ..وتوقفت امام احد مبانى فى الاحياء الراقية وصعدت درقت الباب وانتظرت قليلا ..حتى فتحت اليها الباب فدلفت واغلقت الباب خلفها ..ونظرت اليه فيبدو على وجه صديقتها
علامات الحزن والقلق والخوف علامات كثيره تجمعت على وجهها اخفت جماله ..وعندما رائتها اروى اتجهت نحوحضنها وظلت تبكى بكستريا وتحاول نور ان تهدى ..من روعتها قليلا استمروا وقت طويلا حتى هدات فقالت نور : اهدى بقا وقوليلى مردتيش امبارح مره واحده واتصلت كتير وكان مقفول
روت لها ما حدث في الامس فنظرت اليها بشفقة ةقال بغضب : حسام بقا زايد فيها
اروى ببكاء : وانا الى فى الاخر بدفع التمن
نور : اتكلمى معاه وشوفوا حل
اروى : مبقتش اعرف حتى اتكلم معاه
نور : استغفر الله العظيم ثم قالت بجدية : روحى اتكلمى مع حد من اهله
اروى : حسام مش بيكبر لحد والى هو عايزه بيعمله حتى لو مين كلمه
نور : يعنى اية هو واخدك علشان يعذبك ويزعلك
اروى : مشكلتى انى بحبك وللاسف هو كمان بيحبى بس حسام عايز كل حاجة كامله عايزنى اسمع كلامه وومفيش اعتراض على اى كلمة هو يقولها وانا تعبت
نور بجدية : الكمال لله وحده سكتت لفتره ثم قالت : تحبى اتكلم معاه
اروى : بلاش علشان متزعلوش من بعض وانا مش ناقصة اسمع كلام منه
نور : البقاء لله
تنظر اليها باستغراب وتقول بتساول : فى مين ؟
نور بسخرية : فى الرجالة وفى حبك ليه
اروى : حسام راجل بس فيه عيوب كتير
نور بجدية : انتى حبك فى يوم هيقل ويمكن ينعدم حاولى تتكلمى معاه لانك فى يوم هتجيبى اخرك وهتقولى ساعتها كلام مش هتعرفى العواقب بتاعته اية حافظى على حبك لو بتحبيه بجد
نظرت اليه باستغراب ممزوجه بالتساول وقالت بشك : انتى اية الى خلاكى تغيرى رايك مش انتى كنتى بتقولى ان دا مش حب دا ضعف
نور بجدية : انا لسا مقتنعة ان مفيش حب والى بتعمليه ضعف لكن انتى بتحبيه ولو بعدتى عنه هتتعبى علشان كدا بقولك حفظى عليه
اروى بتعب : انا تعبت فعلا انا عايزه اخد راحة من الزعيق والشخط ومن قول كلمة حاضر نفسى ابعد اوووى ثم قالت بشوق : نفسى اروح اقعد عند ماما شوية
نور بجدية : لو حسام مش هيفرق معاه كنت قولتلك روحى لكن حسام هيرفض
اروى : يا بنتى دا مش عايزنى انزل حتى الشارع
نور : ربنا يعينك بجد
اروى : ايوه ادعيلى بالله عليكى
نور : حاضر يا حبيبتى انا هقوم اروح وهبقى اكلمك اطمن عليكى
اروى بابتسامة باهتة : معلش تعباكى معايا
تقوم نور باحتضانها وتقول : تعبت اية انتى اختى
ويتجهوا نحو الباب لتخرج نور وتجلس هى وحيده قلقة ظلت تفكر فى شىء تحاول استرضاءه به ولكنها لم تجد فكل شىء تفعله سيكون صفرا ويمكن ان يفهمها خطا
...............................................
فى احد الاماكن الذى يرهبها الناس ولم يحبوا ان يتكلموا عنها فهى فى نظر بعض اناس مكان كريهه ولكن فى هذا المكان لم يفرق بين احد فيوجد بها غنى وفقير مظلوم ظالم شريف وضيع فى هذا المكان الذى يحمه العادل الحق يحكم بالقران الذى لا يوجد به ذره من الظلم كان يجلس على ركبتيه ويسند بيديه على حافة القبر ويقول بحزن شديد : وحشتينى اوووى انا عارف انك زعلانة منى وانا عارف ان اشتغلت عنك بس انتى علطول فى بالى تعرفى انك وحشتينى اوووى عارفة انا ماشى دايما بدعائك فاكره لما كنتى بتقوليلى ربنا ينور ليك طريقك ويبعدك عن ولاد الحرام انا عايش بسبب دعوتك ليا ربنا يرحمك يا احلى حاجه كانت فى حياتى كلها
ثم اخرج مصحف صغير من جيبه ستارته وقال : فاكره مصحف دا دا كان اول هدية منك انا هفضل طول عمرى اقرا فيه علشان تاخدى ثواب فاكره لما كنتى بتقوليلى انك بتحبى تسمعى صوتى وانا باقرا سوره يس انا هفتحها واقراها ليكى سم الله وبدا فى ترتيل ايات الله الكريم بصوت عذب جميل تخشع اليه القلوب
............................
ذهب الى بيته فلم يجد احد فى الطابق الاول فصعد الى طابق الثانى ودق على غرفة التى تخصصت لريم لكى تزاكر بها دروسها ودخل لغرفة فوجدها تنظر الى كتاب بملل فقال :مستحيل تنجى بالمنظر دا
ريم بفرحة ممزوجة باستغراب : انت جيت بدرى ليه
جاسر بمشاكسة : يعنى ارجع العياده تانى
ريم : لا مش قصدى بس مستغربة بس كويس انك جيت انا اصلا عايزه اتكلم معاك
جاسر : عيونى ليكى هروح اطمن على ماما و انتى زى الشاطره تعملى 2 نسكافيه ونشربهم واحنا بنتكلم فى الفرانده
ريم : ثوانى واحلى نسكافيه يكونوا عندك
خرجوا سويا من الغرفة واتجه نحو غرفة واللدته ويدق الباب ويدخل ليجدها نائمة فينظر فى الساعة التى يرتديها فيجدها الساعة الخامسة فيربت على يد واالدته برفق ويقول بصوت هادىء محاولة ان يوقظها تستيقظ والدته تنظر اليه بابتسامة وتقول بتعب : اية يا حبيى الى جابك بدرى
جاسر : زهقت شوية بس فجيت علشان اقعد معاكو
الام : ربنا يخليك يا حبيبى
جاسر يمد يديه بكوب من الماء ومعه بعض الكبسولات قائلا : اتفضلى دا معاد الدواء
تنظر اليه بشكر وتاخذ علاجها وتقول اليه : تعباك دايما
جاسر بحنان : تعبك راحة يا حبيبتى ثم قال بجدية : كملى بقا نومك وشوية ونحضر الاكل وتاكلى معانا
الام : ماشى ي حبيبى
يقبل يديها وملست على شعره الاسود الحريرى قائلة : ربنا يخليك ليا
جاسر : ويخليكى ليا انا هقوم عايزه حاجة
الام : شكرا
يخرج من الغرفة ويذهب الى غرفته ويبدل ملابسه سريعا ويذهب الى الفرانده فلم يجد اخته فظل واقفا مستمتعا ببعض نسمات الهواء وبعد قليل جاءه صوت ريم الغاضب وهى تحمل كوبين قائلة : دورت عليك فى البيت كله
يأخد منها كوبه لياخذ منه رشفة ويقول : تسلم ايدك حلو اووى
ريم : بص بقا عايز احكيلك حاجة بس مش تتعصب
جاسر بقلق بسيط : خير يا حبيبى
ريم بحزن: خير بص انهارده المستر بتاع زعقلى جامد وقال ليا انى مهملة وعديمة المسئولية وانى بدلع
جاسر : واية كمان
ريم : وحرجنى ادام صحابى جامد
جاسر : اه انتى بتحكى ليا علشان بتعرفينى كل حاجة وعلشان اروح اقول للمدرس انه مش يحرجك ادام حد
ريم بجدية : هما الاتنين
جاسر : انا لو كلمت المدرس هخليه يبهدلك اكتر يا ريم لكن بقيتى مستهتر فعلا
ريم بغضب : طب انا اعمل اية ما انت عارف ان المزاكره بمزاج ومزاجى مزاكرش الماده دى
جاسر : ريم انتى بتستعبطى على فكره ثم ثال بتساول : ماده اية دى
ريم : فرنساوى
جاسر : كمان فرنساوى دى اسهل ماده انتى كنتى بتجيبى الفول مارك فيها فى اولى وتانية
ريم بعتاب : اصل الى كان بيزاكرها ليا كان بيخلينى احبها :
فهم مقصدها وقال: متزعليش هقعد انا وانتى انهارده بليل نلم الفرنساوى كله وكمان هتصل بالمستر يجى يعمل امتحان ليكى علشان نعرف المستوى ويديكى حصص زياده يبقى انا عملت الى عليا
ريم بفرحة : بجد شكرا اوووى يا جسوره
جاسر : العفو يا قلبى
ريم : وفى موضوع تانى
جاسر : قولى
ريم : فاكر ندى وسلمى الى كانوا بيقعدو معايا هنا فى 1ثانوى
محاولا التذكر ولكنه فشل فقال باسف / مش فاكر بس خير مالهم
ريم باحراج : سلمى بتقولى ان اخوها معجب بيا وخد رقم موبايلى واتصل لكن انا مش رديت لانه مش برد على ارقام غريبة زى ما انت معلمنى
ظلت ينظر اليها بتفحص وهى تنظر لى الارض فرفع راسها بيديه وقال بهدوء : برافو عليكى شاطره
ريم : بس المشكلة ان مشى ورايا انهارده وجيه ناحية الفيلا وكان عايز يتكلم معايا بس انا سبته ومشيت
جاسر بجدية : نتكلم بالعقل انتى لسا صغيره اولا
ثانيا : الدراسة مهمة جدا فسيبك من الكلام دا
وسلمى تحاولى تقللى كلام معاها لانها لو بتحبك كانت قالت لاخوها انه يبعد عنه وانا مبسوط اووى انك جيتى حكيتى ليا
ريم : اصل انا مش متعوده اخبى عليك حاجة
جاسر بابتسامة : شطوره ثم القى نظره على الكوبين ويقول باسى : النسكافيه برد
ريم : هنشربه بارد
جاسر : نعم ازاى
ريم : مليش دعوه دا انا كفايه انى عملته
جاسر : حاضر
وظل يلقى عليها بعض النكت وهى تضحك بقوه ويشربون المشروب باردا حتى اخرجها من وضع المزاكره الكئيب حتى عودت تزاكر بحماس وجلس معاها يزاكر اليه بعض دروس حتى سهروا طوال الليل يزاكروا دون ان يشعروا بالملل فقالت ريم : بجد انا فهمت منك اكتر من المستر انا مش مصدقة انى قعدت 7 ساعات ازاكر من غير زهق بجد انت المفروض تشتغل مدرس اسلوبك تحفة
جاسر بضحك : شكرا يا ستى
ونظر الى المنبه الصغير الذى يوضع على مكتب فيجدها السادسة صباحا فيقول بصوت نائم بعض الشىء : هدخل انام شوية وصحينى على الساعة 10
ريم : مش هتروح مستشفى
جاسر : لا مكسل انهارده هقوم انام بعد ازنك
.................................................. ............................................
كان يجلس مجموعه من الناس يضحكون ويمزحون محاوله ان ينسوا همومهم يجلس واحدا يدخن بشراهة شديده ومع كل شفيق او نفسا يخرجوه يزداد قلبه كرها بعيد بعض الشىء عنهم قام زميله يربت على قدمه وقال : خلاص صحتك
الشاب : انا مش هستريح ولا يهدالى بال غير ما انتقم اعز انتقام
زميله بجدية : خلاص انسى بقا هتتنقم من مين ولا مين
الشاب : من كلهم اقسم بعزه وجلاله الله لهوريهم ايام سوده اسود من الايام الى عشتها هنا
زميله : انا خايف عليك
الشاب : انا اتعلمت هنا ان الى يخاف ميبقاش ليه مكان وانا مسكت قلبى وحطيته تحت جذمتى وانا بقيت عايش من غير قلب ولا ضمير علشان اعرف اخد حقى
زميله : انت قريب هتخرج حاول لحد ما تمشى فكر هتعمل اي
الشاب : هانت هانت اوووى
نظل دايما نحمل فى قلوبنا غلا وكرها لم نعرف كيف نخرجهم من قلوبنا واذا استطعنا ان نخرجهم سيظل يوجد نقطة سودا فى حياتنا فلا داعى ان يسمح لانفسنا ان يدخلوا قلوبنا لان اذا ادخلوا سيتعكر ايامنا