الجزء 13

فقال بجدية : حلو اووى اولا : تبلغى والدك بالى حصل وتبلغيه برضوه انى هاجى اشرب الشاى معاه فى اى وقت فاضى

نظرت اليه بدهشة قائلة : تشرب الشاى ليه هو انت تعرفه ؟!

دخل فى نوبة من الضحك فنظرت بغيظ قائله : مفيش حاجة تضحك انا بسال سوال عادى

توقف عن الضحك قائلا بجدية : اصلى مستغرب مهندسة ذكية وكبيره زيك مش فاهمة معنى كلامى ثم اردف بجدية : عايز اتقدملك

ضربت بيديها على الطاوبة ونهضت قائله بانفعال : هو انا بحكيلك علشان تقولى كده .. وبعدين ازاى يا دكتور تفكر فيا كده ..

جاسر بحده : اقعدى ووطى صوتك والحركة دى متتعملهاش ... افهمى كلامى الاول وبعديها اعملى الى نفسك فيه ثم قال بصرامة : اقعدى

جلست وهى تنظر اليها بغضب قائله بحده : فهمنى بقى قصدك

جاسر بجدية : اولا : انتى بتقولى انك مش عايزه ترجعى لنادر وبتقولى برضوا انه بيهددك صح

اومات براسها فاردف بجدية :يبقى الحل الوحيد انك تتجوزى علشان ميفكرش يرجعلك وكمان علشان تكونى فى حمايه راجل

نور بجدية : ماشى وانت ذنبك اية وبعدين مين قالك انى موافقة اتجوز

جاسر : ده انسب حل ليكى وانا مبعملش كده بسببك بس انا برضوا هتسفاد

نوربعد فهم : انا مش فاهمةحاجة

جاسر : هو جواز مصلحة .. نتكتب الكتاب وتكونى معايا بس ابالمعنى جواز صورى ادام الناس وانا هستفاد ان اخلص من زى والدتى

نور بقلق : يعنى انت مش عايز تتجوزنى شفقة

جاسر بنفاذ صبر : شفقة اية .. يا بت الحلال انا عايز اسعدك واساعد نفسى

نور بجدية : ما انت ممكن تكبر دماغك من مامتك
جاسر : انا بقالى فتره بكبر دماغى لكن الموضوع زاد ومقدرش اكسر ليها كلمتها

نور ببرود : ده اسميه ضعف ولا خوف

جاسر بجدية : لا اسمه احترام .. وبعمل زى ما ربنا امرنا (وَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً)

نور : طب انت متاكد ان السبب بتاعك هينجح لكن انا مش متاكده انك تقدر تحمينى

جاسر بجدية : انتى انسانة ذكية جدا .. اكيد عرفتى تكونى فكره عامة عن شخصيتى علشان كده فكرتى تكلمينى وتحكى ليا

نور بجدية : انا قولت علشان انت بس الدكتور بتاعى

جاسر بجدية : هحاول اصدق .. بس فكرى فى كلامة هتلاقى ده اسلم حل ليكى

نور : حلك مرفوض يا دكتور . .. وشكرا جدا على تعبك وياريت تنسى فى يوم ان جيت لحضرتك

جاسر بجدية : مش هنسى ورقمى معاكى .. وانا هعتبرك فى وقت للتفكير بكره باذن الله تتصلى تقولى رايك واذا كان باه او لا هستناكى كمان اسبوعين فى العياده علشان نكمل عادى

نور بخضوع : حاضر ثم اردفت بجدية : بعد ازن حضرتك

اخرجت من حقيبتها بعض النقود ووضعتها على الطاولة ونهضت فنظر اليها بغضب قائلا بحده : انتى بتعملى اية ؟

نور بهدوء : بدفع الحساب

جاسر بغضب : حساب اية هو انتى معكيش راجل

نور بضيق : حضرتك متقربليش حاجة علشان تدفعلى فلوس

اخذ النقود وامسك يديها وضعها فيها ثم اخرج النقود من جيوبه ووضعهم وهتف قائلا : لما يبقى معاكى سوسن ابقى ادفعى

ثم رحل من امامها فابتسمت ابتسامة كبيره ورحلت هى الاخرى

روايتى الثانية : كسرنى ولكن احببته . بقلمى
تقف فى مطبخها تحاول بان تطبخ شىء سهلا فهى لا .تعرف ان تفعل شىء سوا المكرونة ودجاج المقلى وهى فعلته مرات عديده فى هذا الاسبوع كادت سوف تبكى فهو يضعها فى اختبار لمده اسبوعين لو اجتازته سوف تكمل شغلها او كما تسميه "كيانها "واذا لم تجتازه فسوف تجلس كعصفور جميل اتمنع من حريته واتحبس فى قفص صغير تقف تنظر الى جميع نواحى المطبخ وهى تشعر بالعجز قطع تفكيرها رنين هاتفها فاخذته لتجد المتصل زوجها الحبيب فترد قائله : ازيك يا حسام

حسام بحب : ازيك انتى يا حبيبتى

اروى : الحمدلله انت جى امتى

حسام : هتاخر شوية .. اه بقولك انتى روحتى البيت

اروى : اه من حوالى نصف ساعة

حسام : طب تمام .. انا نفسى اكل محشى اوى ياريت تعملهولى

اروى : محشى ... بس انا معرفش اعمله

حسام بضيق : هو انا كل ما اقول حاجة عايز اقولها تقولى معرفش

اروى بسرعة : قول اى اكلة تانية ووانا هعملها صدقنى

حسام بتفكير مصطنع : استنى افكر .. ثم اردف بجدية : اه اعملى كوارع وممبار والاكل ده

اروى باستغراب : وانت من امتى بتاكل الاكل ده اصلا

حسام : عادى بقالى كتير جدا مكلتش فمراتى حبيبتى تعملى بقى

اروى بحنق : انت عارف انى بمعرفش اعملهم وبرضوا بتقول
صاح بها قائلا :كل حاجة معرفش معرفش .. ارجع البيت الاقى اكل معمول وياريت متجبيش من بره لانى ساعتها هاخد الاكل واى حد اشوفه هدهوله وهخليكى تعملى غصب عنك يلا سلام

ااغلق الخط وهو على وجهه ابتسامة كبيره قائلا بسخرية : انا هعرف اخليكى تبعدى فكره الشغل دى نهائى

ثم اخذ يتصفح بعض الاوراق التى بيده فدق الباب احد اصدقاءه فهتف صديقه قائلا : مشغول ولا ادخل

نهض مرحبا بصديقه قائلا : ادخل ياعم انت واحشنى اووى

جلسوا على احد المقاعد فقال صديقه : عامل اية فى الشركة دى مرتاح فيها

حسام بجدية : اه جدا وانت عامل يا ادم
ادم بجدية : تمام حياتى مستقره وعايش برنس وباجى هنا شهر واسافر شهر

حسام بجدية : خطبت ولا اتجوزت

ادم بسخرية : بقى ده شكل بنى ادم يتجوز يا شيخ اتقى الله

حسام بضحك : امال بتعمل اية

ادم : بشتغل واكل واشرب واصلى وانام واسافر

حسام : ما شاء الله على يومك تحفة يعنى انت ولا خطبت ولا اتجوزت امال البت الى كانت معاك فى فرحى دى مين

ادم بجدية : بت مين ؟.. ثم اردف بتذكر : اه نرمين يا عم دى بت كنت مصاحبها

حسام : ولسه بتصاحب

ادم بجدية : اه طبعا امال اتجوز واقعد فى البيت بقى ولا اعرف اخرج ولا انزل ولا اى حاجة ما احلها عيشه الحرية انت تلاقيك بتخاف حتى تشرب سيجاره فى البيت

حاسم بجدية : هو انا بشرب سجاير اصلا .. ده الى زيك بس .. وبعدين انت متعرفش صاحبك ولا اية

ادم بجدية : لا اعرفه غتت ورخم ومحدش يقدر يستحمله هموت واعرف اروى قبلتك على اية

حسام : ما انت الى معرفنا على بعض وكمان قريبتك

ادم : اه هى بنت عمى بس استغفر الله العظيم بت مدلعة بطريقة غريبة .. بس والله ما كان قصدى اعرفكوا على بعض .. انتوا الاتنين معرفش ازاى اصلا حبيتوا بعض

حسام بجدية : تسهيل ربنا بقى ثم اردف :بس اروى هانم الى ببتكلم عنها البت المتدلعة معايا وخط احمر تعمل اى حاجة فى الدنيا تقف ادامى متقدرش تقولى لا

ادم : امال هو وافقوا عليك ليه علشان عارفين انك هتعرف تحكمها بدل ما عيرها يفلت

حسام بضيق : لاحظ برضوا انك بتتكلم عن مراتى

ادم بجدية : خلاص مش هقول حاجة .. : انا جعان ما تيجى نخرج ناكل ثم خبط يده على جبيته قائلا : صح نسيت هتاكل مع المدام
حسام وهو يتجه نحو مكتبه ويلتقط مفاتيحه : يلا يا معلم نخرج مدام مين ؟! اروى تلقيها بتعيط فى المطبخ دلوقتى

ادم : ليه خير

حسام بجدية : تعالى فيه مطعم جمب الشركة علطول تعالى نروح واقولك

ادم : لا انا عايز اشوفها

حسام بغيره : وتشوفها ليه

ادم : اية يا معلم .. اروى اختى على فكره

اوماخرجوا من الشركة وذهبوا نحو السيارهو جلسوا فقال ادم : عملت اية يا مفترى باشا

قص عليه ما فعلا فقال ادم بشفقة : يخربيتك اية يا بنى الجبروت ده

حسام : ما انا هخليها تسيب الشغل يعنى تسيب الشغل بس علشان لو هى راحت اتكلمت يبقى انا الى معايا الحق

ادم : وبتقول عليا انا الى دماغى سم ده انت استاذ ثم اردف بجدية : بس هتعمله

حسام : مستحيل يا بنى انت عارف اية يعنى اية اروى الى متعرفش تسلق بيض وبتعمل شاى ميتشربش تعمل محشى انت بتهزر

ادم بجدية : هتشوف يا حسام احنا هنروح ونتفرج

كانت تجلس فى البانيو الخاص بها فالماء البارد قام بتقليل بعض التوتر والقلق اخذت تفكر فماذا تفعل فهل توافق ؟؟ ام .. فاذا وافقت ستصبح بعد وقت قليل تحصل على كلمة "مطلقة " فالكلمة لا تعيب احد ولكن فى مجتمعنا المريض فهذه الكلمة مثل تمثل حكم اعدام ومجتمعنا يشبه بالمحكمة التى تحكم من دون قانون وبدون انسانية واذا لم توافق فتظل تحت تهديد وسيطره نارد واسوا شىء لها ان تخضع تحت تسلط او تحكم احد .فهى لم تعرف جاسر ... لم تعرف هل انسان طيب . ام شرس ام شرير ام عطوف فهى كل ما تعرفه عنه انه شخص ذو اخلاق ظاهره فقط فهى لم تعرف ما يحمله فى قلبه وقد تعلمت ان لا تحكم على احد انه محترم حتى لو ملايين الناس اكدوا لها هذا فتعلمت درسا قويا تذكرت كلمته : اوعى تنسى فى حد يا نور ثقة كاملة خلى فيه دايما حتى لو 1% شك لم تفهم كلامه وقتها ولكنها الان تفهمه بشده سمعت صوت هاتفها يعلن على رسالة جديده فاخذ منشفتها وارتدت ثيابها وخرجت وهى تجفف شعرها الحريرى الطويل..لتجد الرسالة " انا سبتك ترتاحى بس هرجع تانى اكيد ما انا مطلعتش علشان اسيبك "
شعرت بالغضب من هذه الرسالة ولكنها شعرت بالحنين باهتمامه بحبه بكلامه ولكنها دايما تفيق ذاتها قائلة : اوعى تنسى عمل فيكى اية هى تشعر بالراحة من جاسر ولكن ايضا القلق فعزمت على ان تحدثه فى الغد لتقول قرارها النهائى

لم يعرف كم هى المره الذى اتى الى هنا فجميع الناس تكره هذا المكان لكنه يحبه يحبه فقط لان حبيبته توجد فيه جلس على ركبتيه ووضع يده على حافة القبر قائلا : انا عارف انك زعلانة دلوقتى منى بس انتى الى كنتى دايما بتقوليلى مامتك اهم شىء صح وانا سمعت كلامك انتى عارفة كويس اووى ان عمرى ما هحب غيرك ويوم ما اعمل كده يبقى استاهل الموت نور طيبة انا نفسى اعالجها ممكن يكون الجواز ده طريقة من طرق العلاج انا جايب ليكى الورد الى بتحبيه .. عيد ميلادك بكره مش عارفة اية ممكن اقدمه ليكى السنة دى السنة الى فاتت عملتلك حج والى قبلها بنيت مستشفى للخير على اسمك محتار اعمل السنة دى ليكى .. فاكره لما كنت بكون محتار اجى انام على رجلك وانتى بتفضلى تفكرى معايا ..نفسى اووى احضنك ...نفسى اوووى اعيط .. ريم كلها شهر او اتنين وتحقق حلمها الى انت اصلا كنتى سبب فيه فاكره لما هى كانت بتقول عايزه اى كلية وانتى قولتلها انتى فنانة بتعرفى ترسمى ..ز انتى اول واحده خليتى يجى فنان يعلمها الرسم باحترافيه ... هى رسمت ليكى صوره جميلة اووى اكيد مش اجمل منك .. جنى الى كنتى بتحبيها انا بقيت اروح ليها وسالت عليكى ثم اردف بجدية :انا مش عارف نور هتوافق ولا ان المهم عندى بس انى اساعدها وانفذ كلام امى لو زعلانة سامحينى وباذن الله هفكر فى حاجة تخليكى فرحانه حتى و صمت لفتره ثم اردف : وانتى ميته ثم اجهش فى البكاء فهو لم يتخيل فى يوم ان تبعد عنه ولكن بعدت سنين طويلة للغاية عنه ظل يبكى لفتره كبيره ز انتفض من مكانه على يد احد فنظر اليه وجده شيخ كبيرا ذو لحيه بيضاء قائلا له مبتسما : اهدى يا بنى الله يرحمها انت كد بتعذبها اكتر

مسح دموعه قائلا : حاضر .. خير فى حاجة

مد يده له قائلا : هات ايدك وتعالى علشان نخرج

فعل ما طلب منه وقام قائلا : حضرتك عايز منى اى حاجة

الشيخ : لا انا عايزك تروح الوقت اتاخر اووى .. وشكلك تعبان

جاسر : حاضر .. شكرا ليك

ثم خرج واتجه نحو سيارته وهو يدعى لها بان تسامحه وان يرحمها ..ركبها انطلق بقا ذاهبا الى بيته

وصلوا الى المنزل رن الجرس العديد من المرات فشعر بالقلق قال ادم : امتحان بالمفتاح وخلاص

فعل ما قال ثم دخل وانتظر ادم خارج الشقة .. ظل يهتف باسمها كثيرا ولكن لم يجب احد فاخد يجول فى جميع انحاء البيت لم يجدها ولكن وجد ورقة اخذها سريعا فوجد مكتوب فيه " انا تعبت يا حسام ومعنديش استعداد اخر نفسى اكتر من كده ولا اخسر كرامتى انا عند ماما يا حسام .. شكرا ليك على الايام الى عشتها معاك بس انا عايزه اطلب منك اخر طلب .. طلقنى "

يتبع


إعدادات القراءة


لون الخلفية