الجزء 10

شاب فى مقتبل عمره يخرج من احد الاماكن الذى ينفر منها الناس يرفع راسه لاعلى ويتنهد تنهيده طويلة تخرج معاها الكثير من الحزن والغضب .. وقف ينتظر لدقائق قليلة ..فعثر على سياره تنقله الى منزله .. استقل بالسياره ..تابع الشوارع والناس والاماكن بحزن دفين.. كان يفكر فى مستقبله فهل سيبقى له مستقبل بعد الذى حدث ...اخرجه من شروده صوت السائق اعطى له ما طلب وهبط من السياره وظل يسير بخطوات سريعة صعد الى احد المنازل الموجوده ظل يطرق الباب ولكن لا حياه لمن تنادى لم يفتح له ظل يطرق الباب بقوه ..وتوقف عند سماع صوت سيده يبدو انها تقطن فى الشقة المجاوره لشقة التى يطرق عليها فقال بتساؤل : حضرتك مشفتيش الحاجة منيره هى فين ؟

وتقول بحزن : البقاء لله الحاجة منيره ميتة بقالها سنة

وقع هذا الكلامه عليه كدلو مملؤه بالمياه البارده او المثلجة احتلت علامات الحزن والصدمة على وجهها فقالت السيده : لاحول ولا قوه الا بالله انت مين يابنى

نظر اليها بعيون دامعة قائلا : ااا نا قريبها . قريبها اووى

رحل من امامها ولكنها تاباعته بنظره مشفقة قائلة : ربنا يصبرك

هبط من المنزل واعيونه تحمل الكثير من الدموع ولكنها متجمده فى اعيونه لا تسقط شعر وقتها فقط بالغباء والندم فهو الذى جعلها لم تاتى له فى مكانه السيىء.. فكان يريد ان تاخذه بين احضانها لكى يبكى بقوه ويحكى لها ما حدث له هناك ولكنها ذهبت الى مكان افضل من الذى نعيش فيه ولكنه شعر بالكره والظلم قائلا : الحساب تقل اووووى وانا هعرف ازاى اخده

فى احد البيوت اختلفت كثيرا عن شكلها بالامس فهى الان يبدو عليها الجمال الشديد فهى مزينة باحدث وارق الزينات .. مجموعه كبيره من الورود والشموع وطاولة فى المنتصف يوجد فوقهاا افخم انواع الاكل كانت تضع لمستها الاخيره ..سمعت صوت الجرس اتجهت نحوه مسرعه وفتحت اليه الباب راءها فى اجمل صورها ولكنه قال ببرود مصطنع : حضريلى العشاء

اروى بجدية : العشاء جاهز ادخل بس غير هدوم وتعالى

حسام بجدية : ماشى
رحل من امامها واتجه نحو الغرفة الخاصة بهم وعندما فتحها اعجبته بشده ...فختلفت شكلها عن الامس بكثير فهو يعلم ان زوجته لها ذوق رفيع فى اختيار الالوان والديكورات لمح ورقة موضوعة على الطاولة الصغيره الموجوده بالغرفة اخذها وبدا يقراها ليقول بصوت مسموع

{ اسفة اسفة يا اغلى حاجة ليا فى الدنيا .

انت عارف انى بحبك لا انا بعشقك

انت حبيبى وسندى وجوزى وابويا واخويا وصاحبى

مش عايزه اى حاجة فى الدنيا غير انك تكون مبسوط

مش عايزه اى حاجة مش عايزه انزل مش عايزه اخرج

الى يهمنى انت يا حبيبى

بحبك يا احلى زوج فى الدنيا }

اعجبته الورقة بشده اعجبته رائحتها .اعجبته شكلها.. خطها فهو يعشق اى شىء تفعله فكر لدقائق هل يسامحها ام لا ؟! بدل ثيابه بملابس اخرى انيقة وخرج لها رائها واقفة مثل الورده بين مجموع الورود التى بجانبها ..ولكن هى ورده خاصة بالنسبة له فهى ماء.. هواء ..فهى حبه وعشقه تقدم خطوات قليلة نحوها ولكنها بهدوء شديد ليهمس فى اذنها قائلا : وانتى احلى زوجة فى العالم بحبك يا اغلى شىء فى حياتى كلها

التفتت اليه قائله بسعاده : خلاص مش زعلان منى يا حسام

حسام بحب : مقدرش ازعل منك لانك حبيبتى اه احنا بنزعل من بعض وبنتخاصم بس لانك انتى الى

وضعت يديها على فمه قائله بحب : انهارده خليه فرح بس بلاش زعل ولا نكد احنا هنتكلم كتير اووى بس اجله شوية خلى انهارده نتبسط ونعمل كل حاجة

حسام بحب : حاضر يا حبيبتى ثم قائل بجدية : روحى البسى وانا هستناكى وتعالى نخرج نتعشى فى احسن مكان فى مصر

اروى بجدية : طب والاكل ده؟

حسام : خليه مش مشكلة تعالى بس افسحك انتى بقالك متير مخرجتيش
اروى بفرحة : ثوانى

ركضت بسرعة الى الغرفة بدلت ثيابها وهو ينتظرها بالخارج بعد وقت طويل خرجت اليه اندهش من جمالها فهتف قائلا بحب : لو كنت فضلت ادور طول عمرى على واحده قمر زيك مكنتش هلاقى

ابتسمت بخجل اتجه نحوها ومسك يديها وقبلها وقال بجدية : يلا

خرجوا من المنزل والسعاده تغمر وجهها جلسوا فى السياره واعيونها مليئة بالسعاده ابتسم قائلا : بحب اووى نظره السعاده الى فى عينك بترجعك طفلة
.
اكمل الطريق ووقف عن احد المطاعم الشهيره وهبط من السياره وذهب مسرعا ليفتح لها الباب قائلا :انزلى يا قمر لم تصدق ان هذا زوجها فهى تعلم انه يحبها ويحبها بشده ولكن فى يوم ينقلب شأنه ظلت تسير معه وعقلها مشتت لن يعرف ان يعطى اشاره لقلبه ان يفرح بشده ام لا زلكن انهت هذا التشتت بقرار واحد انا تعيش لحظه السعاده فهى ليست تعرف انها تعود ثانيا ام لا جلست امامه .. ووجهت نظرها اليه عندما بدا يتكلم :تاكلى اية ؟

اروى بابتسامة : اطلب انت اى حاجة

اشار للنادل واملىء اليه ما طلب وعندما غادر بدات بالكلام قائلة بجدية : عايزه اسالك سوال

حسام : اتفضلى

اروى بجدية : اية الى خلاك مره واحده تتقلب كده مش معقول الورقة والديكور هما الى خلوك تتغير

حسام بحده : يعنى انتى عايزه نفضل متخانقين

اروى ببسرعة : انت فهمت غلط انا مش قصدى والله ثم اردفت بجدية : اصلى بصراحة مستغربه

حسام بجدية : فكرت

نظرت اليه باستغراب ليقول موضحا : فكرت اننا لازم نتكلم ونتصالح انا مش هكدب واقول انا اتغيرت لا انا زى ما انا . ..انا وضحت بس حبى الى بتصرفاتك كتمته فى قلبى... بتصرفاتك الى خلتنا بعد اسبوعين من جوازنا نتخانق ..بتصرفاتك انى اخلى منظرك وحش ادام الناس.. انا يمكن اكون غلطت فى حاجات بس للاسف انتى السبب الاول ..متقوليش ان انا بقول انك سبب المشاكل لا احنا الاتنين من يوم ما بدانا نعرف بعض والحياه مشتركة اه انا متعود انى اخذ القرارات وفى حاجات مستحيل نتناقش فيها بس برضوا حاجات نتكلم فيها ممكن تفتكرى انى متناقض بس ده انا الى بفكر فيه .. انا بحبك يا اروى ومستحمل اى حاجة بتعمليها لانى بحبك مش عشان اى حاجة تانية ..انا ممكن اقسى وصدقينى ساعتها هبقى وحش اووى ومعاكى انتى بذات مش عايز اعمل كده

كانت تفكر فيما قال فهو صدق فى حديثه فقالت : وانا مش عايزه غير انى اعيش مبسوطة انا بثق فيك مش بحس فى الامان غير معاك لكن بخاف منك انا نفسى يا حسام اول ما اعمل حاجة غلط احكى ليك من غير خوف او قلق احس انى بتكلم مع نفسى

حسام بجدية : وانا عايز كده بصى اسمعى كلامى واحنا نبقى كويسين

اروى بجدية : انا بسمع كلامك كتير لكن حاجات مش بقدر زى موضوع شغلى انا ممكن استحمل اى حاجة غير انكك تمنعنى عنه انا مش بعتبره شغل باخد فلوس عليه لا . بحب اعيش جوه الالوان والبيوت والفلل لما اعمل شغل حلو وناس تعجبها لما الاقى حد بيشكرنى انى عملت حاجة ليه حلوه ساعتها بس بحس انى اروى البنت المجتهده الشاطره مش الدلوعه والطفلة الى ناس كلها بتتكلم عنها

تنهد بقوه وقال : انا لسه قايل ليكى فيه مواضيع ممكنوع النقاش فيها وبلاش ننكد على بعض

اروى بجدية : وانا مش هقدر

ففكر لدقائق ليهتف قائلا : هقولك فكره احنا نجرب اسبوعين تنزلى شغلك ومش تقصرى فى اى حاجة فى البيت لو حسيت انك مقصره هتقعدى ومش هسمع كلمة زياده فى الموضوع دا

اروى بدون تفكير : انا موافقه

قاطع كلامهم النادل وهو يضع الاطباق فيقول حسام بابتسامة : يلا كلى

تجلس فى غرفتها تدفن نفسها فى عملها وعندما انتهت من عمل التصميم رفعته قليلا لتنظر اليه بتمعن فتبتسم فالعديد من الناس قالوا اليها انها موهوبة كثيرا عرض عليها ان تنشأ معرض تعرض بها لوحتها فهى تملك مرسم خاص بها به مجموع كبيره من الوحات ولكنها نفرت منه لانه يذكرها بيه فالقت التصميم على مكتب باهمال واغمضت اعينها لتتذكر

فلاش باك

كانت تجلس بين مجموع كبيره من لوحات الفارغة والمرسومة وبجانبها كوبا من مشروبها المفضل كانت تمسك الفرشاه بيديها وترسم باحترافيه عالية فهى تعشق الرسم فكل لوحة ترسمها لها مناسبة خاصة فاذا حزنت ترسم .. واذا فرحت ترسم ::حتى عندما عشقت رسم لوحة تدل على العشق والحب والاحتواء لكنها شعرت بيد تضع على اعيونها فقالت عندما استنشقت عطره المميز فانفها ممكن ان يعرفوه حتى اذ بعيد : نادر

ابعد يديه قائلا بابتسامة : نفسى مره متعرفنيش

نور بابتسامة مماثلة : مش هقدر انا بحس بيك

جلس على الكرسى بجانبها قائلا بجدية: بترسمى اية بقى

نور : زى ما انت شايف
نادربتمعن : بصراحة مش فاهم حاجة مع انى رسام احسن منك بس انتى ليكى حاجة مميزه فى رسمك

نوربسخرية : امشى من هنا رسم مين الى حسن منى ثم اردفت بثقة : واديك قولت رسمى فيه حاجة مميزه ...لو عايز تفهمه حس بيه

نادر : احس بيه ؟؟ طب ما تقولى وتريحينى

نور بدلع : توء توء مش هقولك

نادربضحك : ماشى مسيرك يا ملوخية تتيجى تحت المخرطة

تنظر اليه بضيق قائلا : بذمتك دى الفاظ دكتور فى الجامعة وقاعد مع فنانة زى قالت كلمتها وهى تشير الى نفسها بثقة

نادر بسخرية : فنانة اسكتى والنبى دا انتى من غير كنتى فضلتى تسقطى

نور : اسقط قولتلك انت مش ينفع تقعد فى مرسم ابدا

نادر: ماشى ياستى

نور : وبعدين هو انت بتعملى حاجة دا انت تقريبا كل محاضره بتطردنى

نادر بجدية : مره جيتى متاخره ومره تانية مش مهتمة بالمحاضره وقاعده بترسمى اسكت بقى

نور بسخرية : لا ازاى تمسح بكرامتى الارض ادام الدفعة كلها

نادر : معلش خليها عليكى ثم قال : بقولك انتى مش هتزعلى منى صح

نور باستغراب : اكيد بس

قبل ان تكمل كلامها كان يمسك الفرشاه ويكتب على تى شيرت التى ترتديه (بحبك)
نظرت الى ماكتبه ونظرت فى الارض خجلا فقال : بحبك اووى وانتى مكسوفة ربنا يخليكى ليا

نور بخجل : ويخليك ليا

باك

ضغطت على يديها بقوه تتمنى ان تمسح كل زكرى خاصه بها معه ..فهى لم تعد تعيش بالفيلا التى كانت تسكنها بسببه تركت كليتها وشغلها حتى لم تتذكره حتى مشروبها المفضل بدات تكره ولكن عقلها متوقف على الاوقات التى كانت تجمعهم تنهدت بحسره قائلة: الهم الهمنى النسيان

روايتى الثانية : كسرنى ولكن احببته . بقلمى
....
يجلس فى حديقة المنزل يفكر فى امور عديده جاءت اليه امه جلست امامه قائله : سرحان فى اية يا حبيبى ؟

ابتسم بهدوء قائلا : مفيش يا حبيبتى فى شوية شغل

الام بتفحص : اممممممم شغل برضوا ولا حب جديد

نظر اليها بغضب قائلا بحده : ماما بعد ازنك

الام : بعد ازنى اية ؟؟ هو حرام او عيب .. وبعدين انت عايزنى اسكت ؟لا انا مش هسكت انا مش هستنى اشوف ابنى دايما بيفكر فى الى فات
.
جاسر بجديه : ماما ممكن تسبينى لوحدى انا دماغى مشغولة بمليون حاجة

الام بجدية : لا مش هسيبك ..انت مش بقيت بتحكى حاجة يا جاسر علطول لوحدك ازاى تكون دكتور نفسانى وانت الى مريض يا جاسر
.
نظر اليها باستغراب . لتكمل قائلة : اه مريض يا جاسر .. مش قادره تنسى ولا حتى تعيش ازاى بتخلى الناس تفوق وترجع لحياتها وتنسى وانت مش قادر تفوق

جاسر بجدية : ميرنا مش لعبة ضاعت وزعلت عليها خلاص لا ميرنا كانت حياتى كان لازم اصحى على صوتها.. لما ارجع من الشغل واكون تعبان ابتسامتها بتنسينى كل تعب شوفته... لو مريض محتار ازاى ابدا معاه كانت بتفكر معايا . ميرنا مش موجود بس فى عقلى وقلبى لا موجوده فى دمى
.
الام بجدية : ميرنا كانت فى قلبنا كلنا مش فى قلبك بس .. بس راحت والى بيروح مش بيرجع .. هنوقف حياتنا كلها ..جاسر انت متناقض اووى عارف ليه عندك شخصيتين واحده بتعالج وتفكر وتسمع وتحل مشاكل ناس.
والتانية : قاعد وحيد مش بتتكلم انت يا حبيبى ابن مفيش زيه ..اخ كل الناس تتمنى واحد زيه .. صاحب جدع وراجل بتحترم صغير او كبير.. زوج لو ميرنا كانت عايشة كانت هتشهد ليك انك احسن زوج مش حرام واحد زيك يدفن فى الحزن ده انا بتقطع يا جاسر عليك .انا مش هعيش ليك يا جاسر ..

امسك يديها قم قبلها قائلا : ربنا يخليكى ليا شوفى حضرتك تامرى باية وانا اعمله ليكى

الام بجدية : نفسى تتجوز واشوف عيالك

جاسر بجدية : اتجوز تانى مستحيل .. انا نفسى اكون اب بس لو مش من ميرنا يبقى مش عايز

الام بجدية ممزوجه بالحده :افهم بقا ميرنا ماتت .. والى راح مبيرجعش يا جاسر .. انا هقولك حاجة لو انت راضى عليا حرقه قلبى وحزنى عليك افضل زى ما انت وساعتها يا جاسر هحس انى ولا عرفت اربى ولا عرفت اخلف

يتبع


إعدادات القراءة


لون الخلفية