الجزء 26
جاسر ببرود : علشان اكون طلقتها
وقع كلامه عليه كالصفعة ،نظر اليه بصدمة قائلاً: هو حضرتك متجوزها؟
أؤمأ جاسر برأسه فاردف مكملاً : انا اسف مكنتش اعرف
جاسر بجديه : ولا يهمك .. بس ياريت تسأل قبل ما تقرر اى حاجة
حمزه بحرج : انا والله مكنتش اعرف .. بس هى مش لابسة دبلة
نظر اليه بنفاذ صبر ثم قال بجديه : لو مش مصدقنى اسألها
حمزه بسرعة : لا والله مقصدش
..جاسر بهدوء : ولا يهمك حصل خير
قام قائلاً : انا اسف مره تانية .. ربنا يخليكوا لبعض
ابتسم اليه ابتسامة مصطنعة .. قاطعهم دق الباب اذن اليه بالدخول فدخل الطبيب قائلا : فيه ظابط عايز ياخد اقوالك
اؤمأ جاسر رأسه فقال حمزه : هستأذن انا واتمنى متزعلش منى
جاسر بهدوء : مفيش حاجة
خرج الطبيب وحمزه وهو يجر ازيالخيبة الامل خلفه فهو احب عفويتها فنور هى فتاه احلامه كل شىء كان يحلم به يوجد فيها تنهد بالالم فقد تحطم حلمه دعى فى سره ان يسعدهم
..فى غرفة جاسر كان يجلس الظابط امامه قائلاً بجديه : حمدلله على سلامتك
جاسر : الله يسلمك
نظر اليه بجديه ثم قال : اية الى حصلك ؟
جاسر بجديه : كنت راجع من المستشفى بتاعتى .. بس دخلت شارع مهجور لانى حسيت ان فيه حد ماشى ورايا ..فعلا دخلت العربية ديه ورايا وجت نحيتى واتخنفت معاهم بس بعد كده محستش بحاجة
الظابط بجديه : طب انت عارف رقم او نوع العربية
حرك جاسر رأسه نافياً فاردف الظابط قائلاً : طب حتى شكل الاشخاص؟
حرك راسه نافيا مره اخرى .. تنهد الظابط بضيق ثم قال : ملمحتش اى حاجة توصلنى بيهم
جاسر بجديه : انا كنت راجع من شغلى تعبان مكنتش مركز
الظاابط بجديه : تحب تضيف اى حاجة
جاسر بجديه : لا شكرا
الظابط بجديه : اتفضل امضى هنا
أؤمأ برأسه وامسك القلم ومضى .. قام الظابط ثم قال : انا همشى وياريت لو افتكرت اى حاجة قولى
جاسر بجديه : ان شاء الله
خرج الظابط ومن معه .. وقبل ان يغلق الباب دخلت نور قائله : هو الظابط كان عايز اية
جاسر بجديه : علشان يعرف اية الى حصل
نور بتساؤل : هو مين الى عمل فيك كده؟!
جاسر بضيق : جمال هيكون مين والناس الى باعتهم قالولى " المرادى والمره الى فاتت قرصت ودن لو فضلت رافض المره الجايه هتقلب جد "
نظرت اليه باستغراب ثم قالت : المره الى فاتت .. هو عمل
نظر اليها بضيق ثم قال : مفيش حاجة
نظرت اليه بضيق فلماذا لن يريد ان يقول اليها ما حدث اليه لماذا يحاول ان يبعدها عن حياته .تنهدت بضيق ثم قالت بجديه : طب انت قولتلهم ؟
جاسر بجديه : لا
نظرت اليه بغضب ثم قالت : انت بتهزر يا جاسر ازاى متقولش
جاسر بجديه : انا حر ملكيش دعوه
تنهدت بنفاذ صبر ثم قالت بفضول :حمزه كان عايز اية ؟
نظر اليها بسخرية ثم قال ببرود: بيطلب ايدك منى
اتسعت اعيونها من الدهشة ثم قالت : عايز يتجوزنى!
أؤمأ برأسه فاكملت قائله : وانت قولت اية
جاسربجديه : قولتله استنى 3 شهور علشان نكون اطلقنا
ضغطت على اسنانها بغضب ثم قالت بانفعال : ومين قالك انى عايزه اطلق
جاسر بحده : احنا متفقين على الطلاق بعد مده من جوازنا هنتفرق اية من دلوقتى او بعد شوية.
نظرت اليه بضيق مجددا ثم قالت :انا مش عايزه اطلق انا .. انا عايزه افضل معاك لحد حتى نخلص من موضوع جمال
نظر اليها بجديه ثم قال : ممكن اخلص من موضوع جمال ده من غير ما نكون مع بعض
تجمعت فى اعيونها الدموع ثم قالت : هو انا عملت حاجة تزعلك قولى ليه عايز تبعد عنى
تنهد بضيق ثم قال : احنا مش هنعرف نكمل مع بعض .. ياريت كل وحد يروح لحاله وابدأى حياه جديده مع حمزه باين عليه بنى ادم كويس
بدأت الدموع تنساب على وجنتيها ببطىء قائله : انت اية جبلة ولا مش بتحس .. عايزنا نطلق بسهولة كده
شعر بالم شديد يسرى فى جميع اجزاء جسمه فقال بتعب : نتكلم بعدين مش قادر
مسحت دموعها بسرعة ثم قالت : ثوانى هنادى الدكتور
جاسر بتعب : لا شكرا ..
نور بحده : شكرا اية ؟ انت شكلك هتموت من كتر التعب
قالت كلمتها ثم خرحت بسرعة وبعد ثوانى جاءت ومعاها الطبيب المعالج فحصه ثم قال : ياريت يا دكتور تريح اعصابك .. لان الالم ده كله بسبب الضغط على اعصابك
جاسر بتعب : همشى امتى؟
الطبيب بانفعال : تمشى تروح فيا .. انت هتقعد هنا مش اقل من اسبوع 10 ايام
جاسر بجديه : احنا زمايل اكرمنى بقى وخلينى امشى
تنهد الطبيب بضيق ثم قال : ياريت تهتم بنفسك شوية لو مش علشانك علشان خاطر الانسة دى الى كانت هتموت عليك
أؤمأ برأسه بضيق فقال الطبيب : بعد ازنك
خرج الطبيب فنظرت االيه بتساؤل قائله : بقيت احسن ؟
جاسر باقتضاب : الحمدلله
تنهدت بضيق ثم جلست على الاريكة نظر اليها بعد قليل وجدها تتدخل فى ثبات عميق تنهد تنهيده طويلة حتى يخرج كل ما بداخله من تعب وهم .. تذكر كلامتها " جاسر انا بحبك بجد بحبك حب حقيقى حب مشوفتوش ولا عيشته قبل كده .. حب اتبنى على معاملة طيبة واهتمام مش مبنى على كدب وخداع مش مبنى على واحده طايشة حبت المعيد بتاعها وخلاص ..ا انا حبيبت جاسر االاخ .. والاب والصديق انا حبيبت حبك لمراتك على قد ما انا غيرت منه حبيته انت مش متخيل انا ممكن يحصل ليا اية لو انت بعدت عنى" تنهد مره اخرى فهو لا يريد يحب احد او احد يحبه فهو متيم بحب ميرنا.. فهو يدرك جيدا انه مريض ولكن ليس مريض نفسى بل مريض بحبها هى .. فهو يعرف ويدرك انها ماتت ولن تعود اليه مره اخرى ولكن قلبه يظل يحبها وعقله ايضا يظل يحتفظ بكل لحظة تجمعهم .. اذنه تسمع صوتها هى فقط وايضا لم يقدر لسانه ان ينطق كلمة بحبك لغيرها .. فهو اتخلق لاجلها هى ليس لاحد اخر نظر اليها باشفقاق .. فهى انسانة بريئة طيبة لم تقدر مره اخرى على كسر قلبها ولكن ماذا يفعل ؟ ضميره يحفظه بان يحاول انا يحبها ولكن قلبه وعقله يقفون اليه مثل المرصاد غير قابلين ان يدخلوا اليهم احد اخر ..تنهد ثم استسلم للنوم حتى يهرب من التفكير
روايتى الثانية : كسرنى ولكن احببته . بقلمى
بعد ايام عديده اذن اليه الطبيب بالخروج ..كان يجلس يتحدث مع ريم ... ونور تجهز حقيبته بعد اصرارها لكى يغادروا .. دق الباب فقال جاسر : اتفضل
دخل احد الاشخاص تنحنح ثم قال : ازيك يا دكتور
التفتوا جميهم الى مصدر صوت نظرت اليه ريم باستغراب شديد وسمعت جاسر يقول : اتفصل يا استاذ يوسف
غمز جاسر الى ريم فقالت بارتباك : تعالى يا نور نجيب حاجة من تحت
أؤمات نور برأسها وخرجوا من الغرفة .. وضع باقه الورد التى يحملها بجانب جاسر ثم جلس قائلا : الف سلامة على حضرتك
جاسر بابتسامة : الله يسلمك ..
يوسف بجديه : انا عارف انى اترفضت ومعرفش اية السبب بس حبيت اعمل الواجب واسأل على حضرتك
جاسر بهدوء : شكرا كلك زوق ... وبالنسبة للرفض علشان هى صغيره
يوسف بحماس : انا عندى استعداد استنى مفيش مشاكل
جاسر بجديه : هى الى رافضة وال
له
يوسف بجدية : طب انا ممكن اقابلها واتكلم معاها
تنهد جاسر بضيق ثم قال : انا موافق ..
ابتسم اليه ابتسامة واسعة ثم قال : شكرا اووى يا دكتور
جاسر بهدوء : بس على شرط
اختفت ابتسامته ثم قال بتساؤل : خير ؟؟
جاسر بجديه : ان بعد ما تقعد معاها ولو فضلت رافضة يبقى خلاص الموضوع ده متفتحوش تانى
أؤمأ برأسه ثم قال : انا موافق واوعد حضرتك بكده
جاسر : ماشى يا دكتور
يوسف بهدوء : اسمى يوسف بس .. وياريت تعتبرنى اخوك الصغير
جاسر : ده الشرف ليا
قام يوسف قائلا : هستأذن انا .. وحمدلله على سلامتك
جاسر : الله يسلمك
خرج من الغرفة .. تنهد جاسر بتعب .. بعد قليل عادت نور وريم نظرت نور اليه وجدته يستلقى على الاريكة ويغمض اعيونه ووجهه ييبدو عليه الاجهاد والتعب اتجهت نحو ربت على يده قائله : جاسر يلا علشان نمشى
قام ثم قال : يلا
جاءت لتحمل الحقيبة ولكن وجدت يده تمنعها فقالت بجديه : سيبها يا جاسر وانا هشيلها
جاسر بصرامة : اسكتى ويلا
تنهدت بنفاذ صبر ونزلوا لاسفل فقال بتساؤل : مين الى دفع الحساب؟
نور بجديه : انا يا جاسر
نظر اليها بضيق ثم استلقى عند مقعد السياره فقالت : لا انزل انا الى هسوق
جاسر بحده : لما اتشل ان شاء الله
ضغطت على اسنانها بغضب وجلست بجانبه انطلق بها قاصداً بيته .. وكل شخص يحمل مشاعر تختلف عن الاخر
روايتى الثانية : كسرنى ولكن احببته . بقلمى
دخل الى بيته .. وجد امه تجلس تنتظره اتجه نحوها وجثى على ركبتيه امامها ..قبل يديها فقالت بجديه : حمدلله على سلامتك يا حبيبى نورت بيتك
جاسر بابتسامة : الله يسلمك.. منور بيكى
سهير بجديه : اطلع غير هدومك ويلا علشان نتغدى
أؤمأ برأسه وصعد الى الغرفة فنظرت سهير الى نور بجديه قائله : اطلعى مع جوزك يلا
ابتسمت اليها وصعدت خلفه . نظرت اليه بتساؤل : طب اعملك اى حاجة ؟
نظر اليها بضيق ثم قال بحده : بصى علشان مش كل شوية ازعق واعلى صوتى .. كبرى دماغك منى وياريت متتكلميش معايا اصلا.. واليومين الى هنقعد فيهم مع بعض خليهم حلويين بدل ما اخليهم ايام سوده انا ولا طايقك ولا طايق نفسى فابعدى عنى
ثم اخذ بعض الملابس واتجه نحو المرحاض اغلق الباب بعنف .. فهى جلست تبكى وتسأل نفسها ماذا فعلت له ؟ لكى يعاملها بهذه المعاملة
روايتى الثانية : كسرنى ولكن احببته . بقلمى
استيقظت فى الصباح.. فتحت اعيونها ببطى ء وجدته يقف امام المراه يهندم من نفسه قامت بسرعة واتجهت نحوه قائله بتساؤل : انت رايح فين ؟!
نظر اليه بضيق ثم قال باقتضاب : ملكيش دعوه
تنهدت بنفاذ صبر ثم قالت بحده : لا ليا يا جاسر .. انت لسه تعبان ازاى تنزل من البيت
جاسر بحده : ما قولتلك يا بنت الحلال ابعدى عنى
نور بحده : لا يا جاسر مش هبعد انت ليه بتعاملنى كده
جاسر بجديه : هو ده اسلوبى مش عجبك نروح حالا للماذؤن ونطلق وساعتها هنكون مرتاحين
نور ببكاء : ومين قالك انى هبقى مرتاحه .. جاسر انا عايزه افضل جمبك
جاسر بجديه : وانا مش عايزك ... انتى معندكيش كرامة
نظرت اليه بدموع ثم قالت بصريخ : انا بحبك ومش عايزه ابعد عنك
نظر اليها بملامح جامده ثم قال : وانا مش بحبك بالعكس انا بكرهك
نظرت اليه بصدمة ثم قالت بعد تصديق : لا انت كداب
جاسر بحده : لا انا بكرهك وبحب مراتى القديمة وهرجع ليها
نظرت اليه بغضب ثم قالت : يعنى اية انا مش فاهمة
نظر اليها بغضب ثم قال بحده : يعنى مش عايز اشوف وشك
جلست على الارض قائله بانهيار : انت اية ؟ انا عملتلك اية علشان تعمل فيا كل ده .. انا حبيتك ومستعده اعمل اى حاجة علشان تحبنى انا مش وحشة يا جاسر والله ما وحشة .. انا هستنى معاك وعندى استعداد استنى سنة واتنين وعشره علشان تبقى كويس معايا .. اعمل فيا اى حاجة غير اننا نطلق اقسم بالله بحبك
نظر اليه بغضب ثم فتح الباب واغلقه بغضب .. وهبط لاسفل وجد امه تنظر اليه بغضب قائله : انت رايح فين ..
جاسر بغضب : خارج
امسكت يده بغضب قائله بحده : اطلع فوق يا جاسر وبلاش عند
ابعد يده عنها قائلا: ياريت تسبونى فى حالى
ثم خرج من الفيله .. تنهدت بضيق ثم قالت : ربنا يهديك
روايتى الثانية : كسرنى ولكن احببته . بقلمى
ظل يسير بسيارته وسط الشوارع بدون هدف كان يسير بسرعة فائقة .. سمع العديد من الشتائم ولكن لم يهتم .. وجد نفسه يقف امام احد المستشفيات الكبرى .. اغلق سيارته باحكام ثم دخل سأل على احد المكاتب ذهبت اليه و دق الباب عده مرات ثم دخل قائلا ً : فاضى يا دكتور؟
ابتسم اليه ابتسامة كبيره ثم قام متجهاً اليه قائلاً : ازيك يا جاسر عامل اية؟
صافحه ثم جلس على احد الكراسى قائلاً بتعب : الحمدلله
جلس امامه ثم قال مبتسما ً : يا ترى اية المصيبة المرادى ؟
نظر جاسر اليه بغيظ ثم قال :بقى انا يا مازن باجى ليك بمصايب
مازم بجديه :بصراحة لا .. لكن تيجى ليا مكتبى ولاول مره يبقى فى حاجة مهمة
أومأ برأسه قائلا : فعلا محتاجك اووى
نظر اليه باهتمام ثم قال بجديه : اؤمر يا جاسر
جاسر بجديه : انا جى ليك لانك دكتور نفسانى وانا محتاج اتكلم مع حد
نظر اليه بسخرية ثم قال : بقى جاسر شهاب اكبر دكتور نفسى فى مصر محتاج واحد زى
ابتسم بسخريه ثم قال ببرود : اهو دكتور جاسر شهاب اكبر دكتور نفسى هو اصلا اكبر مريض نفسى .. انا بعالج ناس وانا اصلا الى محتاج حد يعالجنى محتاج حد يفوقنى
نظر اليه مازن بعد فهم ثم قال : فى اية يا جاسر فهمنى؟
جاسر بجديه : مش عارف يا مازن .. تعبان اووى حاسس انى مخنوق وسبب كل ده مش بايدى
تنهد مازن بنفاذ صبر قائلا : بطل شغل الغاز ده وفهمنى
جاسر بجديه : انت عارف طبعا حبى لميرنا كان ازاى وقد ايه انا تعبت بعد ميرنا ثم اردف بتساؤل : انت حضرت فرحى على نور صح؟
مازم بجديه : ايوه حتى كنت مبسوط اوى انك خرجت نفسك من الدايره الى حبست نفسك فيها
جاسر : لا انا فضلت جوه الدايره الى انا حبتها والى انا برضوا عملتها .. انا اتجوزت نور جواز مصلحة .. واتفقنا هنكون اخوات وبعد فتره هنطلق .. لكن للاسف هى حبتنى
مازن بجديه : طب دى فيها اية يا جاسر .. دى حاجة كويسة على الاقل انت كمان تحاول تحبها
جاسر بانفعال : احب مين ؟ انا قلبى لميرنا بس مش هنساها ولا هخرجها من قلبى هبقى خاين ساعتها ..
نظر اليه بضيق ثم قال بتساؤل: خاين لمين لميرنا ؟
أؤما جاسر رأسه فاردف مازن قائلا بهدوء : تبقى غلط يا جاسر .. ميرنا الله يرحمها ماتت من زمان .. محدش قال انساها .. بس خليها صفحة فى كتاب حياتك .. مش الكتاب كله
جاسر بجديه : مقدرش .. انت نفسك كنت شايف حبنا كان عامل ازاى ..
مازن بجديه : اه شوفته وعيشته معاكوا .. حب مش هيتكرر كتير حب زى بتاع الافلام بس وبعدين .. ها هتفضل عايش يا جاسر على الذكريات ..على انك تروح لقبرها وتتكلم معاها .. طب ما انت بتحبها اووى كده مانتحرتش ليه علشان تروحلها
جاسر بجديه : فكرت بس علشان حرام رجعت
مازن بسخريه : انت بتفكرنى بالست ال جوزها مات وهى قاعده تصوت عليه وتقول هعيش ازاى من بعدك..
نظر اليه بغضب : حاسب على كلامك يا مازن
تنهدت مازن بضيق ثم قال بهدوء : انا مش قصدى حاجة .. انا عارف انت اد ايه شخص جدع ومحترم . حرام واحد زيك يدفن نفسه فى شويية صور وذكريات واحد مش بيعمل حاجة غير انه يشتغل يصلى ياكل ينام يهتم باخته وامه وخلاص
جاسر : انا مبسوط ومرتاح كده
مازن بضيق : انت بتتضحك على نفسك ولا عليا ثم اردف بتساؤل : هو الواحد لما ابوه او امه بيموت مش بيعيش بعدها ويتجوز وييخلف ؟
أؤمأ جاسر برأسه فاكمل مازن قائلاً : وده بقى ابوه وامه مش مراته .. لو الدنيا هتقف على حد وعاش زيك هنبقى فى منتهى االحزن
تنهد جاسر ثم قال : حاولت يا مازن بس معرفش
مازن بجديه : ازاى يا جاسر هتنسى وانت شايل صورتها فى محفظتك موبايلك كله صورها والرسايل بتاعتها .
جاسر : صعب يا مازن انك تحب حد وفى الاخر يبعد عنك
مازن بجديه : طب ما انت ابوك الله يرحمه مات وانت كملت بعدها عادى مع ميرنا
لم يرد عليه فاكمل قائلاً : طب ذنب اية البنى ادمة الى حبيتك؟
جاسر بانفعال : احنا من الاول متفين اننا اخوات تحبنى ليه ؟
مازن بجديه : حقها .. قدامها واحد وسيم محترم متدين حنين اى واحده فى الدنيا لما تلاقى قدامها حد زى ده دى مش هتحبه بس دى هتعشقه
جاسر بجديه : ما انا بحاول اصلح كل الى عملته قبل كده
مازن بتساؤل : بتعمل اية؟
جاسر بجديه: بعاملها معاملة زى الزفت علشان تطلب الطلاق منى وتمش
ى
ضغط على اسنانه بغضب ثم قال بهدوء مصطنع : ترضى حد يعامل اختك كده
صمت ولم يرد فاردف مازن ثائلا بجديه : حب ميرنا الزياده ده هيضيعك هيغير فيك مبادى وقيم انت اتربيت عليها كان احسن حاجة فيك
جاسر بجديه : بالعكس حب ميرنا دايما بيدفعنى لقدام هو الى خلانى انجح فى شغلى علشان تبقى مبسوطة ومرتاحه . بحاول كتير معملش حاجة كانت بتزعل منى بسببها
مازن : طب ماشى هتفضل طول حياتك كده .
أؤمأ برأسه تنهد مازن بضيق ثم قال : مش عارف اقولك اية .
قام جاسر قائلا: قول ربنا يهدينى
نظر اليه بتساؤل ثم قال : انت رايح فين ؟
جاسر بجديه : همشى بقى
قام مازن ثم قال بجديه : متزعلش منى انا بس يهمنى مصلحتك
ربت جاسر على كفتيه قائلاً بهدوء : عارف وفاهم يا مازن بالعكس انا مبسوط انى اتكلمت معاك سلام
خرج من مكتبه وفى عقله مئات الافكار .. تنهدت تنهيده طويلة ثم ركب سيارته وانطلق بها دون ان يعرف اين هو ذاهب.
روايتى الثانية : كسرنى ولكن احببته . بقلمى
عاد الى بيته فى الامس وجد ريم تجلس تلعب بهاتفها فقال بتساؤل : فين ماما ؟
نظرت اليه بجيه ثم قالت : ادخل ليها الصالون
نظر اليها باستغراب ثم قال : ليه؟
ريم بجديه : ادخل بس
أؤمأ برأسه ثم ذهب الى الصالون وجد احد السيدات تجلس مع امه .. ابتسم ابتسامة كبيره واتجه نحوها قائلا : ماما عاملة اية
قامت ثم احتضنته وقال والدموع فى اعيونها : انتى عامل اية يا حبيبى وحشتنى اوى
ابتعد عنها وجلسوا ثم قال : وحضرتك اووى .. رجعتى من السفر امتى
السيده بجديه : لسه امبارح .. وجيت طبعا علشان اشوفك
سهيربديه : ثوانى وجاية .. البيت بيتك يا منى
ابتسمت اليها وعندما خرجت نظرت اليه قائله : عرفت انك اتجوزنت
أومأ برأسه ثم قال : بس ميرنا لسه فى قلبى
منى بجديه : يعنى اية .. انت مش بتحب مراتك
جاسر: لا مش بحبها ..انا اتجوزتها جواز على ورق وهنطلق قريب
منى باعتراض : اوعى يا جاسر ... مراتك ما شاء الله عليها قموره ومودبة بجد ست البنات
نظر اليها باستغراب ثم قال :انتى شوفتيها؟
منى بجديه : اه شوفتها واتكلمت معاها .. وشكلها كمان بتحبك اووى
جاسر : ما ده الى مضايقنى .. مش عايز اكسر قلبها وفى نفس الوقت مش عارف اخون ميرنا
منى بجديه : ميرنا بنتى ماتت و زى ما انت حبيت ميرنا حب غيرها .. حب مراتك وكون اسرة جديده متنساش ميرنا بس برضوا متوقفش حياتك عليها
نظر اليها بدهشة قال : حضرتك الى بتقولى كده . دى ميرنا بنتك
منى بدموع : اه بنتى الى ماتت وهى فى عز شبابها .. وانت كمان ابنى الى مش عيزاه هو كمان يدفن نفسه فى احزانه ويضيع من شبابه ويضيع منه قلب فعلا حبه بجد
تنهدت بضيق ثم قال : انا تعبان اوى .. محتار ومضايق ومخنوق
منى بجديه : انت الى عامل فى نفسك كده .. انت مصمم تمىشى فى طريق ضيق ووضلمة مع ان عندك طريق واسع وكبير ومنور
جاسر بجديه : مش قادره انسى ميرنا
منى بجديه : ميرنا قبل ما تكون مراتك هى بنتى .. اه هى وحشتنى اوى وبتالم كل يوم على فراقها بس موقفتش حياتى . بشتغل وبسافر وبعمل كل حاجة
جاسر بجديه : طب ما انا كمان بعمل كل حاجة غير انى احب غيرها
منى بجديه :انا طول عمرى بستنى اشوف ابن او بنت ميرنا وهى الله يرحمها ماتت قبل ما اشوفه .. يبقى هفضل مستنية ابنك انت .. عيش يا جاسر حياتك وبلاش تتدفن نفسك خلى ميرنا صفحة فى حياتك مش الكتاب كله
نظر اليها باستغراب وظلت تترد هذه الجملة فى عقله " خلى ميرنا صفحة فى حياتك مش الكتاب كله " فهى الجملة سمعها مرتين فهو متاكد ان كلامهم فى غاية العقل والمنطق ولكن عقله يرفض فهم هذه الكلمات تنهد بضيق ثم قال : هحاول
منى : مفيش حاجة اسمها هحاول .. فى حاجة اسمها هعمل كده .. المره الجاية لما انزل مصر اسمع ان جاسر الدكتور المتفائل الى دايما عنده امل رجع ... عايزه اشوف ابنى بيضحك وبيربى ولاده تربية صح زى ما كان بيحلم .. اتفقنا
ابتسم اليها ثم قال : اتفقنا
قامت ثم اخذت حقيبتها قائله : انا همشى وعايزه اسمع انك بقيت احسن من الاول
قام هو الاخر ثم قال : استنى هوصلك
ربتت على كتفيه قائله : لا ياحبيبى معايا سواق بره سلام
خرج معاها حتى اوسلها للخارج ودخل مره اخرى نظر الى ريم قائلا : يوسف عايز يقابلك ويتكلم معاكِ
نظر اله بضيق ثم قالت: ليه مش انا رفضته
جاسر بجديه : اتكلمى معاه .. ولو فضلتى مصره على لرفض يبقى خلاص
اومات براسه فقال : انا طالع انام تصبحوا على خير
صعد الى غرفته فتح الباب وجد ظلام دامس فتح الانور .. وجدها تنام ضامة ركبتيها الى صدرها وشعرها متبعثر بجانبها بعشوائيه ويبدو على وجهها التعب واثار البكاء .. تنهدت بضيق ثم اخذ ملابسه وذهب الى المرحاض بدل ثيابه سريعا .. خرج اغلق النور مجدداً استلقى على الاريكة اغمض اعيونها ظل يفكر .. فهو يعرف ان كل كلامهم صحيح ويجب ان يبدأ حياه جديده مع شخص جديد .. ولكن قلبه يمنعه فهو عاشق بميرنا .. قلبه محفور باسمها هى فقط ظل يسأل نفسه ما ذنب هذه الفتاه التى عاشت معه اسوء ايام حياته وجد نفسه يجاوب بتلقائيه : ذنبها انها حبتنى.. ولكن يرجع ضميره يقول لو كان حبه ذنبها ويجب ان تعاقب عليه فيجب ان يعقاب نفسه اولا . فهو من اكبر العشاق ومن اكثر الناس التى تقدس الحب السامى .. فهو الذى جعلها تثق فيه وتحبه بعد ما فقدت كل معانى الثقة فهو الذى قدم اليها يده التى جعلتها تفيق وتعيش مره اخرى بقلب جميل وبنفس اليد يمكن ان يذبحها ببطى وببرود شعر بالالم شديد فى راسه تنهد بضيق واخذ قراره الذى يقوله اليها عندما تستيقظ وسيحاول قدر استطاعته ان ينفذه
يتبع