الجزء 9
رحلت من أمامه ، فنظر إليها بإستغراب ثم أغلق أنوار الغرفة ، و هبط إلى الطابق السفلي ، وذهب إلى غرفة الصالون .
ليجد أبغض الأشخاص إلى قلبه ، فيقول بجدية واضحة : ازيك يا جمال بيه ؟
ينهض ويصافحه قائلًا بجدية : الحمدلله
نظر إليه بإستغراب قائلًا: اتفضل اقعد
يجلس ويضع ساق فوق الآخرى قائلًا بجدية : مش بتسأل ليه ؟
جاسر بجدية : مشغول شوية
جمال بغضب : مشغول عني انا بس ، و الباقي لا ، دا انت لسا حتى كنت في دار ايتام انهارده
جاسر بانفعال :انت بتراقبني
جمال بجدية: وفيها اية مش ابن اخويا؟!
جاسر بحدة : لا مش ابن اخوك ، و لا انت عمي ، اخر مره شوفت حضرتك قولتلك تبعد عننا
جمال بحدة: انتوا ولاد اخويا ومش هسبكوا
جاسر : والله الي انت عايزه مش هطوله مهما عملت ، كفاية الي حصلنا بسببك
جمال : دي حكمة ربنا انت هتعترض على قضاءه
جاسر : انا مش هعترض وبرضوا مش هنسى ان ليك يد في الموضوع دا
جمال بسخرية: دي التربية الي امك ربيتهالك
جاسر بجدية ممزوجة بالحدة: سيرة امي متتجبش على لسان حضرتك انا لولا اني متربي كان زماني مدخلك السجن
جمال : ادخله ليه ان شاء الله
جاسر : هو انت فاكر اني معرفش الي بتعمله ، انا ساكت وبقول مليش دعوه لاني مش حابب ادخل اللعبة دي ، و زي ما انا بعيد عنك ابعد عني
جمال بجدية: انا كنت جي علشان اصلح العلاقات بينا
جاسر : العلاقة اتقطعت خلاص
جمال : مفيش حاجة تقدر تقطع علاقتنا ، انا عايزك تيجي تشتغل معايا ، انت زي ابني يا جاسر ومش هلاقي حد اثق فيه زيك
جاسر بسخرية : مش من شوية كنت مش متربي ثم أردف بجدية : انا مليش دعوه بشغلك ، و ياريت تبعد عني نهائي
جمال : وانا بكررهالك ، انا مش هبعد ، و لو مجتش بمزاجك هتيجي بالغصب ، خليك فاكر انا ممكن اعمل اية ، و خلي بالك من اختك كويس
جاسر بانفعال ممزوج بالغضب : انت بتهددني باختي ... بص يا جمال بيه ، انت كسرتني في اغلى حاجة عندي ، و انا سكت واحترمت صلة القرابة الي بنا ، لكن اقسم بالله لو حاجة حصلت لاختي او اي حد ضايقها ، هقلب اللعبة على الكل ومش هيهمني ولا قريب ولا غريب كلامي وصل اكيد
جمال : ماشي يا جاسر ، لكن افتكر مين الي بدا ، انا ماشى
ألقى عليه نظرة غضب و إتجه نحو باب الفيلا و دلف خارجها ، أما جاسر فشعر بالتحدي وظل يسأل نفسه العديد من الاسئلة .. هل يقدر على انهاء تلك العبة التي يلعبها جمال ضده ؟ هل يستطيع أن يحمي أخته و والدته ؟ .هل يمكنه أن يتخلى عن كل ما يشعر به من حزن ؟ ولكن قطع هذة الأسئلة إبتسامة واسعة زينت وجهه عندما تذكرها وهى تقول
هي: عارف يا حبيبى لما تكون محتار او قلقان ادعى الدعاء دا (ربـيّ انـي اسالك ان تــريــح قـلبـي وفـكــري . . وان تـصـرفً عـنـي شـتـات الـعـقـل والـتـفـكـيـر . . ربــي : انْ فــي قـلبــي { امــوراً } لا يـعـرفـهــا سٍــواك فـحقـقـهـّـا لـي يــا رحـيـم ،) ادعيه وبعدها روح صلى ركعتين واتكلم مع ربنا براحتك هترتاح اكتر ما تتكلم مع اى حد .
ظلت الابتسامة على شفتاه بينما أعيونه أغرقت بالدموع وقال : الله يرحمك يا ملاكي
.................................................. ............................................
كانت تجلس على سريرها الخاص شاعرة بالراحة .. ولكن عكر صفو راحتها كائن مزعج .. شعرت بالغضب منه ..
نهضت وإتجهت نحو خزانتها .. فتحتها و أخذت منها الهاتف النقال ..
جلست على أحد الكراسي الموضوعة بالغرفة .. و وفتحت بعض الصور التي ابتسمت ما أن رأتها ..
ظلت تنتقل بين الصور وهي تشعر بالسعادة و إزادت إبتسامتها عندما رأت أحدى صورها .. كانت بريئة وجميلة
فهى كانت الفتاة ذات الثامنة عشر عامًا ، ذات الشعر الطويل الذى ينافس نعومة الحرير و الوجه البيضاوي الجميل الذى يشع نور و براءة والجسم الممشوق ، ابتسمت بسخرية لقد إزادت جمالًا و لكن الإختلف الحقيقي هو أن وجهها أصبح قاتم و اصبحت عينيها تشع كره وغضب و ليس جمال وبراءة
بكت كثيرًا و لكن هل هذا البكاء سيفيد ، فهي تبكي منذ سنوات عديدة و لم يحدث أي شيء بل الدموع تزيد من همومها ، فمسحت دموعها بقوة شديدة ، ودت أن تقسم بعدم نزول تلك الدموع مرة آخرى ولكن لم تعرف فهي ليست قادرة على إيقاف دموعها الآن ، كي تقدر أن توقفها نهائيًا
استمرت في رؤية الصور لكن أوقفتها صورة آخرى مع شخص آخر
فلاش باك
في فترة الظهيرة ، تقف مجموعة من الشباب ، أولاد و بنات
يهتف شاب قائلًا : الحمدلله نجحنا وخلصنا من سنة عقبال السنتين الي باقيين
نور بضحك : هانت هانت بس الحمدلله اننا عدينا من غير مواد
نظرت فتاة إليها بسخرية قائلة : انتِ الوحيدة الي مش مفروض تقولي كدا ، طالعة الاولى على الدفعة و خايفة تشيلي مواد ، امال انا اقول ايه
نور بضحك : الله اكبر ، انهارده الخميس
واحده منهم: انتى اكتر واحده مفروض تكونى مبسوطة
نور بجدية : ليه؟
ضخكت بقوة قائلة : الأولى على الدفعة ، وخطوبتك كمان اسبوع
ابتسمت بخجل ، و زادت إبتسامتها عندما لمحت الشخص المتجه نحوهم
فهتفت إحدى الفتيات : مبروك يا بشمهندس نادر
نادر بابتسامة واسعة : الله يبارك فيكِ ، عقبالك
ثم نظر إليهم جميعًا : و مبروك على النتيجة
ثم أمسك يديها بقوة ساحبًا لها ، ظل يسيران ، و عندما ابتعدا مسافة مناسبة عنهم ، ترك يديها بقوة
نظرت إليه بدهشة و قالت بجدية : في اية يا نادر؟ مسكت ايدي وخلتني امشي معاك من غير حتى ما اسلم عليهم
نادر بغضب : مش انا قولت ميت مره متقفيش مع ولاد
نور بحدة : انا مكنتش واقفة لوحدي احنا كنا شلة كبيرة
نادر بحدة : انا قولت ولا مقولتش
نور بجدية : بس ...
قطع كلامها قائلا بصوت عالٍ : قولت ولا لا
نور بدموع : قولت بس انا والله كنت شوية وهمشي
نادر بجدية : مشكلتك انك عنيدة و بترجعي تزعلي لما ازعقلك
نور ببكاء شديد : اصل انا مش شايفة اني غلطانة
نادر بجدية : طب امسحي دموعك وبطلي عياط
ظلت تبكى ولم تستمع إلى كلامه
فقال بحدة ممزوجة بنفاذ صبر : امسحي دموعك
أخرجت من حقيبتها منديلًا بسرعة ومسحت دموعها خوفًا منه
نظر إليها بنفاذ صبر قائلًا : نفسي تسمعي الكلام من اول مرة ، نور انتِ حبيبتي ومش عايز حد يقول عليكِ حاجة
نور بجدية: محدش بيقول حاجة
نادر بغضب : نــــــــور
نور بجدية : خلاص خلاص انا سكت ، يعنى مش كفاية نكدت عليا يوم نجاحي
نادر بجدية : انا مقدرش انكد عليكِ يوم نجاحك
نور بسخرية :اه ، ما هو واضح
تجاهل كلامها وقدم إليها حقيبة كان يمسكها وهي لم تلاحظها
فقالت بفرح طفولي : الله هدية دي ليا انا
نادر : يعني هتكون لمين ، لعم احمد بتاع الكافتريا
نور : خلاص ، هدي نفسك ليجيلك sugarولا حاجة
نادر بجدية : ليكِ نفس تهزري وانتِ حارقة دمي
نور بضحك : عادي عادي ، ثم أردفت بفضول : هموت واعرف الشنطة دي فيها اية
نادر بجدية : بعد الشر عليكِ
اخذها من يديها واخرج منها شيء يبدو عليه أنه علبة لجهاز هاتف محمول ، عندما رأته ابتسمت و قالت بفرحة : انت عرفت منين اني عايزه موبايل
نادر بجدية : انا بحس بيكِ
نظرت إلى الارض خجلًا رفع وجهها بيده قائلًا : بحبك اووي وانتِ مكسوفة
نور بجدية ممزوجة بالخجل: اتلم يا نادر بقى
نادر بهدوء : حاضر يا ستي
ثم أردف بجدية : يلا نتصور بيه ، تبقى اول صوره عليه لينا احنا الاتنين
back
دخلت في نوبة من الضحك ، ظلت تضحك بألم و أرق ، تذكرت كلامه وحركاته تحول فى لحظه ضحكها الى بكاء، سمعت ووالدتها وهى تقول : خلصتى ولا لسه
لم ترد وظلت تبكي جلست والدتها على الكرسي أمامها قائلة : لما تخلصي قوليلي
نور : خير يا ماما
منال (الام ) بجدية : قومي اغسلي وشك وتعالي تنهض وتتجه نحو المرحاض الملحق بغرفتها غسلت وجهها واخذت المنشفة جففت وجهها اتجهت نحو والدتها جلست امامها
فقالت الام : هتفوقى امتى يا نور
نور بجدية : انا الحمدلله تمام
الام بحدة : سؤالي واضح هتفوقي امتى ؟ سنة ولا اتنين ؟ ولا هستنى 3 سنين كمان؟
نور : معرفش انا كل ما اتقدم خطوه لقدام برجع مليون خطوه لورا
منال : انتِ حطيتي نفسك في صندوق ضلمة وضيق اوووي ، عيشتي نفسك جواه مع انك ممكن تعيشي في مكان اكبر و منور ، قعدتى 3 سنين بتفتكري الي فات وتعيطي ، هسالك سؤال بما انك بقيتي خبيرة في النكد ، العياط بيريح ولا بيوجع اكتر؟
ظلت صامتة وهي تستمع إلى كلام والدتها اكملت الام كلامها قائلة : انا مش هتكلم تاني معاكِ لان الكلام مبقاش يفيد معاكِ في حاجة
نور بحدة : انتوا ليه مش حاسين بيا ، انتِ عارفة يعني اخد صدمة تقلب حياتي
الام : حقك اتاخد تالت ومتلت ، عايزه اية تاني؟
نور : خدت حق كرامتي لكن حق قلبي لسه ، لسه قلبي متكسر ومتبهدل
الام بجدية : عارفة انه صعب الي حصل بس خلاص هتفضلي تعيشي في مأساه علشان بني ادم ميستهلش تجيبي سيرته على لسانك ميستهلش حتى تقولي حسبى الله ونعمة الوكيل فيه
نور : حاضر يا ماما
الام : ربنا يطمن قلبك يارب
.................................................. ...........................................
بعد اسبوع لم يحدث فيهم شىء يذكر ذهبت نور الى العياده وجلست تنتظر بعد وقت ليس بطويل دخلت بخطوات ثابتة جلست نظر اليها بغيظ قائلا بهدوء : ازيك يا انسة نور
نور بجدية : الحمدلله
جاسر بجدية مماثلة : كان بينا ميعادين ومجتيش
نور ببرود : معلش
ضغط على اسنانه بغييظ وقبض على يده فهو اكثر شىء يكره هو البرود وايضا اكثر سلاح يملكه فهو يستطيع ان يجعل نفسه مثل الثلج ..قال بابتسامة بارده : ولا يهمك بقيتى عاملة اية
نور : مفيش زى ما جيت ليك اول مره انت معملتش ليا اى حاجة
جاسر بجدية : انا لحد دلوقتىى معرفش جواكى اية اصلا انا بتعامل معاكى صحاب مش اكتر
نور : وانت قولت انك هتعالجنى وانت متعرفش
جاسر : فعلا وانا بحاول على قد ما اقد اخليكى تثقى فيا علشان تعرفى تحكيلى
نور بجدية : وانا تعبت وزهقت ليه مش قادره انسى اى حاجة حصلت ليا
جاسر : النسيان نعمة من ربنا لينا بس لو احنا عايزين ننسى مش معقول هننسى واحنا بفكر فيهم وانا قلبى متعلق بيهم مستحيل ننسى
نور : عندك حق بس
جاسر بجدية : بس اية ؟ احكى اى حاجة صدقينى هترتاحى
نور بحده : قولتلك مش عايزه
ظل يقبض على يده فهو يكره العند ويكره التصميم على راىء الخطأ ولكن مع هذه الفتاه صاحبة الشخصية العنيده يجب ان يتخلى عن اى شىء يكره او لا يعجبه حتى لا يفقد اعصابه صمتت لفتره ثم قال : ماشى ثم ارداف بجدية : الاسبوعين الجايين العياده هتكون مقفولة
نور بجدية : ليه يا دكتورخير
جاسر بجدية : واخد اجازه بس انا رقمى معاكى اى حاجة كلمينى
نظرت الى الساعة التى ترتديها قائلة : انا اسفة ممكن امشى
جاسر بجدية : بس احنا لسه مخلصناش
نور بهدوء : عندى مشوار مهم
جاسر : طب ثانية ضغط على احدالازرار تدخل ممرضه ليهتف قائلا :فلوس الكشف ترجع للانسة نور
اماءت براسها وخرجت من الغرفة نظرت اليه باستغراب ليرد عليها قائلا : احنا مقعدناش او اتكلمنا
ابتسمت اليه ابتسامة صغيره ودلفت خارج الغرفة تابعه بنظره مشفقة عليها فهى تحتوى فى قلبها على حزن حزن كبيرومن واجبه ان يبدل هذا الحزن بسعاده فهل يستطيع؟
يتبع